منتدى شباب جامعة إب
نـثر مـرورك في الــدرب زهـراً وريحانـا . . . وفاح عبــق اســــمك بوجـودك الفتــانـــا

فإن نطقت بخيـر فهو لشخصك إحسانا . . . وإن نطقت بشر فهو على شخصك نكرانا

وإن بقيت بين إخوانك فنحـن لك أعوانـا . . . وإن غادرت فنحن لك ذاكرين فلا تنسـانــا


منتدى شباب جامعة إب
نـثر مـرورك في الــدرب زهـراً وريحانـا . . . وفاح عبــق اســــمك بوجـودك الفتــانـــا

فإن نطقت بخيـر فهو لشخصك إحسانا . . . وإن نطقت بشر فهو على شخصك نكرانا

وإن بقيت بين إخوانك فنحـن لك أعوانـا . . . وإن غادرت فنحن لك ذاكرين فلا تنسـانــا


منتدى شباب جامعة إب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةمركز رفع الصورأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
منتدى شباب جامعة إب منتدى ,علمي ,ثقافي ,ادبي ,ترفيهي, يضم جميع اقسام كليات الجامعة وكذا يوفر الكتب والمراجع والدراسات والابحاث التي يحتاجها الطالب في دراسته وابحاثه وكذا يفتح ابواب النقاش وتبادل المعلومات والمعارف بين الطلاب. كما اننا نولي ارائكم واقتراحاتكم اهتمامنا المتواصل . يمكنكم ارسال اقتراحاتكم الى ادارة المنتدى او كتابتها في قسم الاقتراحات والشكاوى

 

 غراض الشعر العربي:(4) المديح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Arwa Alshoaibi
مشرفـة عـامـة
مشرفـة عـامـة
Arwa Alshoaibi


كيف تعرفت علينا : ............
الكــلــيــة : ........
القسم ( التخصص ) : .......
السنة الدراسية (المستوى الدراسي) : .......
الجنس : انثى
عدد الرسائل : 12959
العمر : 35
الدوله : بعيييييييييييييييييييييييييييييد
العمل/الترفيه : القراءه والاطلاع على كل جديد
المزاج : متقلب المزاج
نقاط : 18850
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
: :قائمة الأوسمة : :
غراض الشعر العربي:(4) المديح Aonye_10
غراض الشعر العربي:(4) المديح 1800010


بطاقة الشخصية
التقييم: 10

غراض الشعر العربي:(4) المديح Empty
مُساهمةموضوع: غراض الشعر العربي:(4) المديح   غراض الشعر العربي:(4) المديح Icon_minitimeالأربعاء فبراير 29, 2012 1:55 am

المديح فى الشعر العربي

يعتبر غرض المدح من أهم الأغراض التي قال فيها شعراء الجاهلية شعرهم؛ ذلك أن الإعجاب بالممدوح والرغبة في العطاء تدفعان الشاعر إلى إتقان هذا الفن من القول، فيسعى الشاعر إلى قول الشعر الجيد الذي يتضمن الشكر والثناء، وقد يكون المديح وسيلة للكسب. والصفات التي يُمْدَحُ بها الممدوح هي: الكرم والشجاعة ومساعدة المحتاج والعفو عند المقدرة وحماية الجار، ومعظم شعراء الجاهلية قالوا شعراً في هذا الغرض، فهم يمدحون ملوك المناذرة في الحيرة أو ملوك الغساسنة بالشام ويأخذون عطاءهم وجوائزهم. وكانت صلة طرفة بن العبد والمتلمس والنابغة الذبياني وثيقة بملوك الحيرة، وصلة النابغة بالنعمان بن المنذر أقوى من غيره من الشعراء وهذا يدل على أن قوة الشاعر في الجاهلية مرتبطة بتقدمه في هذا الغرض الذي هو غرض المدح، ولا يقل بلاط الغساسنة عن بلاط المناذرة في استقبال الشعراء فهم (أي الغساسنة) يغدقون المال الوفير على من يمدحهم من الشعراء، ومن أشهر الشعراء الذين يفدون على ملوك غسان حسان رضي الله عنه. ومن فحول الشعراء من جعل غُرَّ قصائده في رؤساء قومه كما فعل زهير بن أبي سلمى.

وإذا رجعنا إلى دواوين الشعر الجاهلي وجدنا المدح يحتل نسبة عالية من هذه الدواوين، وهذا دليل على أنه الغرض المقدم على غيره عند الشعراء.
ولنا عودة............
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Arwa Alshoaibi
مشرفـة عـامـة
مشرفـة عـامـة
Arwa Alshoaibi


كيف تعرفت علينا : ............
الكــلــيــة : ........
القسم ( التخصص ) : .......
السنة الدراسية (المستوى الدراسي) : .......
الجنس : انثى
عدد الرسائل : 12959
العمر : 35
الدوله : بعيييييييييييييييييييييييييييييد
العمل/الترفيه : القراءه والاطلاع على كل جديد
المزاج : متقلب المزاج
نقاط : 18850
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
: :قائمة الأوسمة : :
غراض الشعر العربي:(4) المديح Aonye_10
غراض الشعر العربي:(4) المديح 1800010


بطاقة الشخصية
التقييم: 10

غراض الشعر العربي:(4) المديح Empty
مُساهمةموضوع: رد: غراض الشعر العربي:(4) المديح   غراض الشعر العربي:(4) المديح Icon_minitimeالأربعاء فبراير 29, 2012 1:56 am

والشعر العربي من قديم أيّامه ?ان مزيجا من الوصفي والغنائي والقصصي . والوصف ر?نٌ مهمٌ طرقه الشعراء القدامي في شتّي أبوابه وأغراضه ف?انوايصفون مايَرونه في البادية من حيوان وطبيعة ?ما ?انوا يتوهمون صورا ًبليغةً في أخيلتهم فيجعلون منها صُوراً حسيّة، ويخرجون من الوصف إلي القصص القصيرة يتحدّثون فيها عن مغامراتهم الغراميّة أوعن معار?هم وغزواتهم أويروُن شيئاً من الأخبار والأساطير ممّا انتقل إليهم أونشأ في باديتهم. إلا أنّ خيال الجاهليين لم يتسع للملاحم والقصص الطويلة فهذا النوع من الشعر يحتاج إلي حروب طويلة والعرب يعتمدون علي الغزووالوقائع القصيرة ?ما يتطلب رويّةً وتف?يراً والعرب أهل بديهةٍ وارتجالٍ، ويتطلب الإلمام بطبائع الناس والتحليل والتطويل والعربي يشتغل بنفسه عن الآخرين ويف?ّر بوجوده ويميل إلي الإختصار وعدم التعمق في البحث.

وقد اقتصر الشعرالعربي القديم علي الفخر والحماسة والمدح والهجاء والرثاء وأغراض أُخري ?الغزل ووصف الطبيعة والخمريّات والحِ?َم والمواعظ. فالمدح في الشعرالقديم ?ان من الأغراض الرئيسة لاتصاله بالحياة القبليّة ؛يُدافع الشاعر فيه عن قبيلته ويمدح ساداتها وفرسانها ولايجد الشاعرغضاضة في هذا المدح لأنّه يعود إليه وهوفرد من أفراد قبيلته. وفي ما يلي أت?لم عن الموضوعات التالية:

1ـ المدح لغةً واصطلاحاً

2ـ نشأة المدح وتطوّره.

3ـ شروط المديحة.

4ـ الغلو ّوالمبالغة في المديحة.

5ـ بناء القصيدة المدحيّة.

1ـ المدح لُغةً واصطلاحاً:

جاء في ?تاب القاموس لفيروزآبادي : مَدَحَه ?َمَنَعَه مَدحا ًومِدحَةً : أحسَنَ الثَّناءَ عليه….والمَديحُ والأُمدُوحَةُ ما يُمدَحُ به، جمعُه : مَدائِح، وأَماديح .قال أبوذُؤيب مُستعمِلا ً ?لمة المِدحَة والأماديحَ:

لَوأنَّ مِدحَةَ حَيٍّ أَنشَرَت أَحَدَاً

أحيا أبوّت?َ الشُّمَّ الأماديحُ
ذ?ر ابن منظور في اللسان : المَدح نقيض الهجاء، وهوحُسن الثَّناء وفي اصطلاح أهل الأدب، المدحُ هووصف الشَّاعرغيرَه بالجميل والفضائل وثَناؤه عليه.




2ـ نَشأَة المدح وتطوره:

قال الد?تور بدوي : «لم ي?ن هذا الباب من بين أبواب الشّعرالعربي في أوّل نشأته، وأ?برالظّنّ أنّه تأخّر في الوجود عن ?ثير من فنون الشّعرالتي يتغنّي فيها الشاعر بعاطفة قد يمة شخصيّة». ول?نّي لا أُوافق هذا الرأي وأري أنّ المدح يرجع إلي أقدم ممّا ذ?ره الد?تور بدوي، و?ما قُلتُ في مقدمة هذا البحث المدح ?ان من الأغراض الرئيسة، إذ أنّ هذا الغرض الشعري من آنَس الفنون للعاطفة الإنسانيّة وأقربها . أليس الإنسان مُنذُ أن التفت إلي الآلهة وعَبَدَها وأثني عليها، عرف هذا الفنّ وخَلَقَه ؟ وأ ليست الأمُّ منذ أن أحسّت حنان الأمومة ورأت الطِّفلَ في حِضِنها وأُعجِبَت بجماله وتأثرت بحر?اته فأثنت عليه وعدَّدَت محاسنَه ورقّصته بأُغنيتها، عَرَفَت هذا الفَنّ وأنشأته ؟ فالفَنّ من حيثُ الاتّصال بالعاطفة قديمٌ وعريقٌ ل?ن التُّراث العربي لم يحفظ لنا منه في ثوبيه الأصليين شيئا ?ما حفظ لنا سائرالفنون، ذل? لِأَنََّ الدّواعي لِحفظ المَدح في ثوبه القديم لم ت?ن قويّةً مثل سائر الفنون.


ولَعَلّنا لانبعد من الحقيقة إذا ادّعينا أنّ للمدح صورةً أُخري قديمةً امتزجت بفنّ آخر وهوالغزل، أ ليس الغزل في الأ?ثر هوالثَّناء علي الحبيب وبيان الأحزان والأشواق ؟ فاحتجبت المَدح تحت عنوان الغزل وقلّ الالتفات إليه من حيث أنّه مدح، حتّي ظُنّ أنّه فنّ جد يد لم ي?ن له أصل قديم، و?ذل? نري المدح في طيّات الفخر، وبلُغة أَخري يُعَدّ المدحُ من الفخر فما?ان «عمروبن ?لثوم» في معلّقته إلّا مُفاخراً بقومه مادحاً لهم و?ذل? «الحارث بن حلزة» في دفاعه عن بني ب?ر . هذه هي صور للقديم من المدح، ثُمّ تطوّر المدح وشقّ طُرُقاً أخري ?ما نراه اليوم في الأدب العربي، فوضع الشّعراءُ م?ان الآلهة والطِّفل والحبِّ الملو?َ والأمراءَ والأصدقاءَ وغيرَهم، إعجاباً أورغبةً أورهبةً.


نهج شعر ُالمدح في بداية هذه المرحلة الأخيرة منهجهه القديم، فجري مع إعجاب الشاعربشخصيّة الممدوح والتأثُّر بفضائله ومآثره، أوالش?رليدٍ عليه لم يستطع أداءَ حقّها إلاّ بالشعر تعظيماً أوتخليداً لها، فلم ي?ن للشاعر مطمعٌ وراء مدحه هذ ا. لعلّ خير َمثالٍ لذل? مدحُ «إمرئ القيس» بني تميم لمّا أجاروه، فقابلهم الشاعر ُبالمدح وش?رَهم ت?ريماً. فقال:

?أنّي إذ نَزلتُ علي المُعلّي
نَزلتُ علي البَواذِخِ مِن شَمام
فما مَلِ?ُ العراق علي المُعلّي
بِمُقتدر ٍ، ولا مَلِ?ُ الشآم
أقرَّ حَشا امرِئ القيس بن حُجرٍ
بنُوتَيمٍ مَصابيحُ الظَّلام فلَمّا جاء «زُهيربن أبي سُلمي» ورأي فضلَ «هرم بن سنان» و«حارث بن عَوف» في حَسم النزاع بين قبيلتَي «عبس وذُبيان» الذي دام أربعين سَنةً وأنتج ل?ُلّ منهما أضراراً فادِحةً، وشاهَد ما قام به هذان السيّدان في إطفاء نائرة الحرب، وماتحمّلا من أعبائها بأموالهما في دماء القتلي، و?انت ثلاثة آلاف بعير ؛ أُعجِبَ بشخصيّتهما وتأثّرعميقاً بمساعيهما الحميدة، وامتلأ قلبه وصدره بعظمتهما، فهاجت قريحته وماجت عبقريته فمَدَحَهما بقصائده الرئعة ومدائحه الخالدة . فمنها:

تَدار?تُما عَبساً وذُبيانَ بَعدَ ما
تَفانَوا ودَقُوا بَينَهم عِطرَ مَنشِمِ
فأصبَحَ يَجري فيهمُ مِن تِلادِ?ُم
مَغانِمُ شَتّي مِن إفال المُزَنَّم
يُنَجِّمُها قومٌ لِقَومٍ غَرامَةً
ولَم يُهريقُوا بينَهم مِلءَ مِحجَمِو?ان حَظّ ابن سنان فيها أ?ثر مِن ابن عَوف . فهما وإن قابلا مدائح زُهيربالجوائز والصّلات، ل?ن الذي ساق الشاعر إلي إنشاد تل? الأمادح الباقية هوإعجاب زُهيرٍ بشَخصيتهما الفذَّة، لا الت?سُّب بالشّعر. لم ي?ن المدح عند زهيرعَبرةً قَصيرةَ واجهها مِن غيرتَمهيد مثلَ امرئ القيس، بل أصبح عندَه هَدفاً سعي وراءه وبذل فيه جُهدَه وصرف فيه مِنَ الزمان شهورَه وحولَه، ولِهذا اشتُهر بعض من قصائده بالحَوليّات. ثُمّ نري المدح لايتوقّف عند الإعجاب بشخصيّة الممدوح، بل يَخضَعُ لِبَواعِث أخري ?الرَّغبَة في نعمةٍ والرَّهبة مِن نقمة . هذا هو«النّابغة الذبياني» يَطَأ بلاطَ الغَسّانيّين وملو?َ الحيرة، يَمدَحُهم ويَقبل صِلاتِهم، فَيخضع للنّعمان بن المنذر وي?سب مالاً جسيماً حتّي قيل إنّه ?ان يأ?ل ويشرَب في صحاف الذَّهب والفضّة . من هنا تحوّلَ المدح إلي وسيلة لت?سّب المال، يزور به قائلُه أربح الأسواق ويعرضه فيها. وبالتالي فقد صارالمدحُ في أواخر العصرالجاهلي إلي التّ?سب الدَّنيء إذ ?ان تأثيره عظيماً في الأشخاص والقبائل يرفع شأن الخامل ويحط من الشريف ويرفع من قبيلة ويحط من قبيلة، فنري قبيلة «بني أنف الناقة» ترتفع بشعر «الحُطيئَة» و?انوا يخجلون باسمهم:

قَومٌ هُم الأنفُ والأذناب غَيرُهُم

ومن يُساوي بأنف النّاقة الذنبا


وجاء «الأعشي» وجعل الشعر َمَتجراً وقَصَد به أقطارَ الأرض ونواحيها الشاسعةَ حتّي بَلاط ملو? العَجم، ونال عطايا وجوائزفيها. فجري المدح في هذا المَجري، وجاء الآخرون من الشعراء واقتفوا منهج القدامي منهم ?الأعشي، فعمّت البَلوي في الاستجداء بالشعر بينهم، فأصبحوا يَستَجدُون بشعرهم الخلفاءَ والمُلو?، يطلبون ذل? في صراحةٍ بَعدَ أن ?ان الشّاعر يأنف من السؤال الصّريح ؛ ومع ?ُلّ هذا فالشاعرُ العربي وخاصةً الجاهلي ?ان يُحافظُ علي ?رامته في مدح المُلو? والسادات، فَلَم يتذلّل لهم وهوفي أشدّ الحاجة إلي عطائهم .?ما نري في شعر«عديّ» و«النّابغة» وحتّي «الحُطيئة» الذي صوّر بؤسه وضعفه،غيرَ أنّه ?ان يرهب بلسانه أ?ثر من أن يتذلّل.

وهنا? عدداً من الشُعراء أنفُوا من أن يَتّخذوا المدح غَرَضَاً من أغراضهم، ? «جميل بن معمر» و«عُمربن أبي ربيعة» و«العباس بن الأحنف»، ل?نّهم بجانب الآخرين ?قَطرةٍ مِن بحرٍ وعَبرَةٍ مِن نَهرٍ، وأنّ بلوي الإستجداء عَمّت مُعظَم الشعراء.


3ـ شُروط المَديحَة:

?انت المديحة في بداية أمرها حُرّةً ?غيرها، لم تَخضَع لقرار ولم تَعرف قيداً، أنشأتها الأحاسيسُ الصّادقة وغَذّتها القريحة الهائجة، فلما استولي عليها المت?لّفون وتوسّل إليها المتّجرون ومَلَ?ها النّاقدون، أخذوها وغلّوها وخَضعُوها لِقواعد وأصولٍ وضعوها هم أنفسهم.

يقول «قُدامة بن جعفر» : «لما ?انت فضائل النّاس من حيث إنّهم ناس، لا من طريق ما هم مشتر?ون فيه مع سائرالحيوان، علي ماعليه أهل الألباب من الاتّفاق في ذل? إنّما هي : الَعقل والشَجاعة والَعدل والعفّة، ?ان القاصد لمدح الرجال بهذه الأربع الخصال مُصيباً والمادح ُبغيرها مُخطِئاً . ويم?ن أن يقتصر شاعرٌ علي بعض فلا يُعدّ مُخطِئاً بل مُقتصراً، أويتّ?ئ علي بعض ويُفرط فيه أ?ثرمِن غيره» ثُمّ إنّه لما رأي الشعراء قد تَفنّنوا في المدح وتناولوا فضائل أَخري، ?القناعة والسماحة والحماية والصبر علي المُلمّات وغيرها، ت?لّف في إرجاع هذه الصفات إلي تل? الفضائل الأربع.

فقدامة ?ما تري يَضعُ أمام المَدح دائرةً ضيِقةً تتضمنُ الفضائل النّفسيّة فقط، وهي : العقل والشجاعة والعدل والعفّة، وأمثلة مِن النّاقدين تأييداً لِنظريّته.ل?ن «ابن رشيق القيرواني» لايُوافقه، فيقول : «وأ?ثر ما يُعوّل علي الفضائل النفسية التي ذ?رها قدامة، فَإن أُضيفَ إليها فضائل عرضية أوجسمية ?الجمال والأُبّهة وبسطة الخُلق وسعة الدنيا و?ثرة العَشيرة ?ان ذل? جيّداً . إلاّ أنّ قُدامة قد أبي منه وأن?ره جُملةً وليس ذل? صوابا، وإنّما الواجب عليه أن يقول: إنّ المدح بالفضائل النفسيّة أشرف وأصحّ، فأمّا إن?ار ما سواها ?رّةً واحدةً فما أظُنُّ أَحداً يُساعده فيه ويوافقه عليه» وجديرٌ بالذ?ر أن نَعترف أنّ تيّار الشعرالعربي طوال تاريخه ?غيره مِن الآداب جري مع الظروف السائدة علي بيئَته، فانع?س عليه في ?لّ عصر ما واجهته تل? البيئة من الحياة الاجتماعية والسياسية والدينية والاقتصادية، والمقوّمات الخَلقيِة والخُلقيّة قليلاً أو?ثيراً. ومن البديهي أنّ الحياة بأقسامها و?ذا القيم الرائجة فيها ?انت دائماً في تطوّر وتحوّل . فما راقه الإنسان منها أمِسَ وأُعجِبَ به ي?رهه اليَوم ويَطرده وما أَحَبّ أن يتّصف به في الماضي وتنافس عليه يتَبَرّأ منه الآن ويُنفّض ثيابه من غباره . فالقِيم الممدوحة في العصر الإسلامي غيرُ القيم المقبولة في العصر الجاهلي، فلا يَصحّ لَنا أن نُعَيّن لشعر المدح نِطاقَاً خاصّاً نُوصِي الشاعر أَن يُحافِظَ عليه وننقد شعره به. وممّا ذ?روا من شروظ المديحة أيضاً أن ي?ون آسلوبُها جزلاً، وألفاظها نَقيّةً مُختارةً لا ابتذال فيها ولا سُوقيّة، وأن ت?ون مُتوسِّطة الطول إذا قيلت في مدح عظيمٍ خَوفاً من سآمته . وأن يُعطَي فيها ?لُِّ شخصٍ حقَّه ويُوصَف بما يستحقّه، فمثلاً يُمدح القائد بالجود والشّجاعة وما تَفرّع منهما؛ والقاضي بما يُلائم مع العدل والإنصاف، وتقريب المظلوم وتبعيد الظالم، وال?اتب بحُسن الرَّويّة وسرعة الخاطر وشدّة الحَزم وقِلّة الغَفلة وجَودة النظر للخليفة والنيابة عنه في المعضلات بالرأي. إذا تر?نا النُّقّاد ووقفنا عند الشّعراء أنفسهم وبَحثنا عن وصاياهم في هذا الفنّ، رأينا «أبا تمّام» ه?ذا يُوصي «البُحتري» : «إذا أخذتَ في مدح سيّدٍ ذي أياد فأشهر مناقبه، وأظهر مناسبه، وأَبنِ معالمه وشَرّف مقامه، وتقاضَ المعاني واحذر المجهول منها. وإيّا? أن تشين شِعر? بالألفاظ الزريّة، و?ُن ?أنّ? خيّاط يَقطع الثياب علي مقادير الأجسام».



4ـ الغُلوّ والمبالغة في المديحة:

وصف «عمربن الخطاب» (رضي الله عنه) «زُهيراً» بأنّه لايمدح الرّجل إلاّ بما فيه، ومعني هذا أنّه يُثني بصدقه وبالتزامه الحقيقة، فلا يتجاوزها فيحشوَ مديحته بالغلوّ والإغراق والمبالَغة وما لا أصل له. ل?ن «قدامة» ذ?ر أنّ النقاد اختلفوا في ذل?، فطائفة منهم يُحسنون الغلوّ والمبالغة وغيرهما،واُخري يرفضونها، ويقف قُدامة نفسه بجانب الطائفة الأولي مُتمسِّ?اً بأن أحسن الشعر أ?ذبه. وقلّما نري غلوّ النّابغة في وصفه لسيوف الغساسنة، حيث قال:

تَقُدُّ السلوقيَّ المُضاعفَ نسجُه

وتُوقِدُ في الصُّفّاح نارَ الحُباحِب

ومَهما ي?ن من أمر فقد ?ان الخلفاء يُحبّون المُبالغة والإغراق في مدحهم، ويُجزلون العطاء فيهما، اجتمع الشعراء بباب المعـصم، فبعث إليهم : مَن ?ان من?م يُحسن أن يقول مثل قول «النُميري» في أميرالمؤمنين الرشيد:

إنّ الم?ارمَ والمَعروفَ أوديَة
أحلّ? الله منها حيث تَجتَمعُ
إذا رفعتَ أمراً فالله رافعُه
ومَن وَضَعت مِنَ الأقوام مُتَّضِعُ
مَن لم ي?ن بأمين الله مُعتصِماً
فلَيسَ بالصَّلواب الخَمس يَنتفِعُ
إن أخلَفَ الغَيثُ لَم تُخلِف أنامُله
أوضاق أمرٌ ذَ?َرناه فَيَتّسعُ
فَليَدخُل . فقال «محمد بن وهب»: فينا مَن يقول خيراً مِنه، وأنشدَ:

ثَلاثَةٌ تُشرِقُ الدُّ نيا بِبَهجتهم

شَمسُ الضُّحي وأبو إسحاق والقَمَرُ

تح?ي أَفاعيلَه في ?لّ نائِلة

الغَيثُ واللَّيثُ والصَّمصامة الذَ?َر

فأمر بإدخاله وأحسنَ صِلته. أنشد «?ُثيّر» عبدَ المل? بنَ مروان :

علي ابن أبي العاصِ دِلاصٌ حَصينَةٌ

أجاد «المَرئُ» نَسجَها وأذالَه

فقال عبدُالمل? : قول الأعشي أحسن من قول? :

?ُنتَ المقدّم غيرَ لابسٍ جُنّةً

بالسّيف تضرب مُعلماً أبطالَها

فقال يا أميرَالمؤمنين : وصفتُ? بالحَزم، ووصف الأعشي صاحبه بالخَرق. رُوي أنّ «المُستعين» قَصَدَه الشعراءُ، فقال: لستُ أقبلُ إلاّ ممّن قال مثلَ البحتري في «المتو?ّل» :

ولَوأنّ مُشتاقاً تَ?لّفَ فَوقَ ما

في وسعه، لَمشي إلي? المِنبَرُ

قال «البلاذري» المؤرخ و?ان من جلسائه: فرَجَعتُ إلي داري وأتيته فقلت : قد قلتُ في? أحسنَ ممّا قاله البحتري في المتو?ل، فقال : هاته، فأنشدتُه:

ولَوأنّ بُردَ المُصطفي إذ لَبِستَه

يَظُنُّ، لَظَنَّ البُردُ أنّ? صاحبُه

وقال وَ قد أُعطيتَه ولَبستَه

:نَعَم، هذه أعطافُه ومَنا?ِبه

فقال : ارجع إلي المنزل وافعل ما آمُرُ? به . فرجعتُ فبعثَ إليّ سبعة آلاف دينار، وقال: ادّخرهذه للحوادث من بعدي، ولَ? عَلَيَّ الجراية ال?افية ما دُمتُ حيّا. لمّا ?انت الرغبة أوالرهبة قامت مقام إعجاب الشّاعر بشخصية الممدوح في إنشاء المدائح، أصبح همُّ الشاعرمقصوراً علي أن يُرضي ممدوحه ويسوقه إلي ما يريدمنه، فلم يَأبَ أن يَتوسّل إلي الغلو ّوالإغراق وال?ذب، وأن يجعل الوضيع رفيعاً والجبان شجاعاً واللئيم ?ريماً إذا رَضي، ويعامل بالع?س إذا سَخط . لعلّ الأبيات التالية مِن «المُتنبّي» خيرمثال علي ذل?، وهويمدح ?افور راضياً:

أبا ?لّ طيبٍ لا أبا المس? وحدَه

و?لّ سحابٍ لا أخُصُّ الغَواديا

ويَهجوه ساخطاً:

ما يقبضُ المَوتُ نفساً مِن نفوسهم

إلاّ وفي يَده مِن نَتنِها عُودُ

وأمثال هذه الأبيات ?ثيرة عند الشعراء، ولهذا ?ان النقاد يعيبون شعر المدح ويرونه مختلقاً ?اذباً ولا يهتمّون بشأنه . ل?ن الد?تور أحمد بدوي يُدافع عن المدح المُختلق المُت?لّف ويقول : «إنّ صِدق الشاعرو?ذبه وإن ?انا من مقاييس النّقد إلاّ أنّ للأشعار المختلقة أيضاً دورَها في ترويج الفَضائل وال?مالات، لأنّها بحيث يهواها الإنسان ويُحبّ أن يتّصف بها ويُنسب إليها وإن لم ت?ن فيه. فلولم ي?ن الشاعر المُختلِق يُصوّر بشعره الصّادر عن عاطفة غيرصادقة شخصاً مثالياً يشجع النفوس أن يقتدوا به ويتابعوا خطواته، وأن يتنافسوا علي تحقيق صفاته، وأن يُوالوه ويُعادوا غيره، ل?ان شِعرُ المدح جديراً بالإلقاء في الهاوية». نَعَم إنّ المدح المُختلق يصوّر ممدوحاً مثالياً ويسبّب ترويج الفضائل وال?مالات وتحريضَ النّاس علي الاعتناق بها والتنافس فيها، ل?ن له هذا الخطر أن يتلقّاه المخاطب ثوباً علي قدره ومدحاً يستحقه، فيغتَرّ به ويزيدَ في تيهه وضلاله.




5ـ بناء القصيدة المدحيّة:

يستهل معظم الشّعراء مدائحهم في الغالب بذ?رالديارالخالية والوقوف عليها للبُ?اء أوللتحيّة والسؤال معددين المواضع التي توصل إليها، أوتحيط بها متشوّقين إلي أحبّتهم يومَ ?انوا يعمرونها، مُشبّبين بهم مستعيدين ذ?ري فراقهم، ثُمّ يرحلون علي فرسهم أوناقتهم مفرجين هَمّهم قاصدين إلي الممدوح فيَصِفونها عضواً عضواً، ويُصوّرون سرعتها ونشاطها ؛ وقديصفون ما يعرض في طريقهم من حيوانات ومظاهر طبيعية،أوأنّهم قد يتر?ون المشبه ويَنصرفون إلي المشبه به إذا ما شبّهوا فيُدققون وصف المشبه به هذا ويتتبعون مظاهرقوّته وجماله وحر?اته . حتّي إذاما اطمَأنّت نفوسهم إلي أنّهم لم يتر?وا شيئاً فيه إلاّ وصفوه عادوا إلي مُشبّههم فجعلوه مثلَه أوأفضلَ منه، ثُمّ يَنتقل الشاعر إلي المدح بعدَ هذه المقدّمة التقليديّة بحيث تُلزم الشاعرأن يذ?ر بُعدَ الطريق ومشاقّه وما يُعاني مِنَ السّهر والنَصَب وسُري الليل ولفح السُّموم، وربّما جعل ناقته تَتَظَلّم شا?ية ممّا يجشمها مِن مَشَقّة الأسفاروشدّ الحِبال وماأُصيبَ من هُزال. ?لّ ذل? استعطافاً للممدوح وإيجاب حقّه عليه. قال «المُثقّب العَبدي» :

إذا ما قُمتُ أرحَلُها بِلَيلٍ
تَأَوّه آهة الرّجل الحَزينِ
تقول إذا درأت لها وضيني
أ هذا دينُه أبداً وديني
أ ?ُلّ الدّهرِ حَلّ وارتحال
أ ما يُبقي عليَّ ومايَقيني
يَري «ابن قُتيبة» أنّ بَدء العرب مدحهم بالوقوف علي الأطلال و…. طبيعي لاشُذوذ فيه، ولايُخالف تناسق القصيدة ووحدتها ؛ فيقول: «سمعتُ بعضَ أهل الأدب يذ?ر: أنّ مُقَصِّد القَصيد إنّما ابتدأ فيها بذ?رالدّيار والدِّمن والآثار فبَ?ي وشَ?ا وخاطَب الرَّبع واستوقف الرَّفيق، لِيجعل ذل? سَبباً لِذِ?ر أهلها الظَّاعِنينَ عنها؛ إذا ?ان نازلة العَمَد في الحلول والظَّعن، علي خلاف ما عليه نازلة المَدَر،لانتجاعهم ال?لأ وانتقالهم عن ماء إلي ماء وتتبّعهم ساقطَ الغيث حيث ?ان. ثُمّ وصل ذل? بالنَّسيب، فشَ?ا شدّة الوَجد وألمَ الفراق وفَرط الصَّبابة، لِيُميلَ نحوه القُلوب ويصرف إليه الوجوهَ، ولِيَستدعيَ به إصغاءَ الأسماع إليه. لأنّ التَّشبيبَ قريب مِنَ النُّفوس، لائطٌ بالقلوب لما قد جعل الله في تر?يب العِباد مِن محبّة الغزل وإلف النّساء… فإذا عَلم أنّه قد استوثقَ مِنَ الإصغاء إليه والاستماع له، عقّب بإيجاب الحقوق فرحل في شعره وش?ا النّصبَ والسّهروسُري اللّيل وحَرَّ الهَجيروإنضاء الراحلة والبعير. فإذا عَلِم أنّه قد أوجب علي صاحبه حقَّ الرَّجاء وذمامة التأميل… بدأفي المديح فبعثه علي الم?افأة وهزّه علي السماح وفضَّله علي الأشباه»
وذ?ر الد?تور بدوي أنّ «بعض النّاقدين عللوا ذل? بما أنّ بِداية الغزل ترجع إلي عبادة الآلهة التي ?انت تُصوّربصورة الإناث عند اليونان، وأنّه نَشأَ دينياً وأنّ الشاعرعرباً وغيره ?ان بَدَأ ملحمته أوقصيدته حتّي القصائد المدحيّة والتّمجيدية بالغزل، ?َأنّه يقدّم بذل? بين يدَي ممدوحه أوممجَّده دعواتٍ ورَجاءات لِيَنجِزَله ما يريد، أولِيُجزل له في الصّلات، لأنّ الغزل لم يُنسَ أصلُه الدّيني.» ثُمّ يُعَقّبُ علي هذه النّظريّة بأنّها «لا تتفق مع الحياة الدّينيّة للعرب وأدبهم، لأنّ الغزل لم ينشأ عندهم دينيّاً ولم يتّخذوا الآلهة إناثاً.» سار الشعراء علي هذا النظام الذي سَلَ?ه القدامي في بدءِ القصائد بالمقدّمة الغزليّة والوقوف علي الأطلال والدّمَن والتساؤل والبُ?اء، حتّي جاء «أبونواس» وثارعليه وجعل عمل الشعراء سُخريّا ً، وسَفّههم علي ذل? وقال:

دَع عَن?َ لومي فإنّ اللَّوم إغراءٌ
ودَاوِني بالتي ?انت هي الدّاء
صَفراءُ لاتنزلُ الأحزان ساحتَها
لَومَسَّها حَجَرٌ مَسَّتهُ سَرّاءُ
لِتل? أب?ي ولا أب?ي لِمَنزِلَةٍ
?انت تَحُلُُّ بها هِندٌ وأسماءُ
حاشا لِدَرّةَ أن تُبنَي الخِيام لَها
وأن تََروحَ عليها الإبل والشّاءُ ?ان لثورة أبي نواس علي هذا النّظام أثرٌ ?بيرٌ، و?اد يَقضي عليه لولا أن تدار?ه أمران، وهما: أنّ أبانواس شفّع ثَورته بتحقيرالعرب وحَطَّ منزلتهم من ناحيةٍ، ومِن ناحيةٍ أُخري دعا إلي تعويض هذا النّظام بوصف الخَمر والقِيان وَ مجالس اللّهو. فهذان الأمران شوّها وجه هذه الثورة وخَفّفا شأنها وجَعلها غيرَناجحةٍ، وإن ?انت قد أثّرت علي الشعراء قليلاً أو?ثيراً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Arwa Alshoaibi
مشرفـة عـامـة
مشرفـة عـامـة
Arwa Alshoaibi


كيف تعرفت علينا : ............
الكــلــيــة : ........
القسم ( التخصص ) : .......
السنة الدراسية (المستوى الدراسي) : .......
الجنس : انثى
عدد الرسائل : 12959
العمر : 35
الدوله : بعيييييييييييييييييييييييييييييد
العمل/الترفيه : القراءه والاطلاع على كل جديد
المزاج : متقلب المزاج
نقاط : 18850
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
: :قائمة الأوسمة : :
غراض الشعر العربي:(4) المديح Aonye_10
غراض الشعر العربي:(4) المديح 1800010


بطاقة الشخصية
التقييم: 10

غراض الشعر العربي:(4) المديح Empty
مُساهمةموضوع: رد: غراض الشعر العربي:(4) المديح   غراض الشعر العربي:(4) المديح Icon_minitimeالأربعاء فبراير 29, 2012 1:57 am

نماذج من المدح فى العصر الجاهلى
إمروء القيس

مَنَعتَ اللّيثَ من أكلِ ابنِ حُجْرِ * وَكادَ اللّيثُ يُودِي بِابنِ حُجْرِ

مَنَعْتَ فَأنْتَ ذُو مَنٍّ وَنُعْمَى * عَلَيَّ ابنَ الضَّبَابِ بحَيثُ نَدْرِي

سَأشْكُرُكَ الّذِي دَافَعْتَ عَني * وَمَا يَجْزِيكَ مِني غَيْرُ شُكْرِي

فَمَا جَارٌ بِأوْثَقَ مِنْكَ جَاراً * وَنَصْرُكَ للفَرِيدِ أعَزُّ نَصْرِ


أحْلَلْتُ رَحْلي في بَني ثُعَلٍ * إنّ الكَرِيمَ للكَرِيم مَحَلْ

وَجَدْتُ خَيرَ النّاسِ كُلّهِمِ * جَاراً وَأوْفَاهُمْ أبَا حَنْبَلْ

أقْرَبُهُمْ خَيراً وَأبْعَدُهُمْ * شَرّاً وأسْخَاهُمْ فَلا يَبْخَلْ


لَنِعمَ الفَتى تَعشُو إلى ضَوْءِ نَارِهِ * طَرُيفُ بن مَلءٍ ليلةَ الجوع وَالخَصَرْ

إذا البَازِلُ الكَوْماءُ رَاحتْ عَشِيّةً * تُلاوِذُ من صَوْتِ المُبِسِّينَ بالشجَرْ


الحارث بن حلزة

لَمَّا جَفَانِي أخِلاَّئي وَأَسْلَمَنِي * دَهْرِي وَلَحْمُ عِظَامِي اليَوْمَ يُعْتَرَقُ

أقْبَلْتُ نَحْوَأبي قَابُوسَ أمْدَحُهُ * إنَّ الثَّنَاءَ لَهُ وَالحَمْدُ يَتَّفقُ

سَهْلَ المَبَاءَةِ مخْضرّا مَحَلَّتُهُ * مَا يُصْبحُ الدَّهْرُ إلا حَوْلَهُ حَلَقُ

لِلْمُنذِرِينَ وَلِلْمَعْصُوبِ لِمَّتُهُ أنْتَ * الضِّيَاءُ الذي يُجْلَى بِهِ الـأُفُقُ



الحطيئة

لَعَمْرِي لقد أَمْسَى على الـأَمْرِ سَائِسٌ * بَصِيرٌ بِمَا ضّرَّ العَدُوَّ أَرِيبُ

جَرِيءٌ على ما يَكْرَهُ المَرْءُ صَدْرُهُ * ولِلْفَاحِشَاتِ المُنْدِياتِ هَيُوبُ

سَعِيدٌ وما يَفْعَلْ سَعِيدٌ فإنَّهُ * نَجِيبٌ فَلاهُ في الرِّبَاطِ نَجِيبُ

سَعِيدٌ فلا يَغْرُرْكَ خِفَّةُ لَحْمِهِ * تَخَدَّدَ عنه اللّحْمُ وهُوَ صَلِيبُ

إذا خَافَ إصْعَاباً مِنَ الـأَمْرِ صَدْرُهُ * عَلاهُ بَتاتَ الـأَمْرِ وَ هْوَ رَكُوبُ

إذا غِبْتَ عَنَّا غَابَ عَنَّا رَبِيعنا * و نُسْقَى الغَمَامَ الغُرَّ حين تَؤُوبُ

فنِعْمَ الفَتَى تَعْشُو إلى ضَوْءِ نارِهِ * إذا الرِّيْحُ هبَّتْ والمكانُ جَدِيبُ

و ما زِلْتَ تُعْطِي النّفْسَ حتّى كأنّما * يَظَلُّ لـأِقْوامٍ عليكَ نُحُوبُ

إليكَ تَنَاهَى كُلُّ أَمْرٍ يَنُوبُنا و * عِنْدَ ظِلالِ المَوْتِ أَنْتَ حَسِيبُ



النابغة الذبياني

كِلِيني لِهَمٍّ يا أُمَيْمَةَ ناصِبِ * وَلَيْلٍ أُقاسِيهِ بَطيءِ الكَواكِبِ

تطَاوَلَ حتى قُلتُ ليسَ بمُنْقَضٍ * وَليسَ الذي يَرْعى النّجومَ بآئِبِ

وصَدرٍ أراحَ اللّيلُ عازِبَ هَمِّه * تضاعَفَ فيه الحزْنُ مِنْ كلِّ جانبِ

عليَّ لِعَمْرٍو نِعْمَةٌ بعدَ نِعْمَةٍ * لوالِدِه ليست بذاتِ عَقارِبِ

حَلَفْتُ يَميناً غيرَ ذي مَثْنَوِيّةٍ * وَلا عِلْمَ إلاّ حُسنُ ظنٍّ بصاحبِ

لئِن كانَ للقَبرَينِ: قبرٍ بجِلّقٍ * وقبرٍ بصَيداء الذي عندَ حارِبِ

وللحارِثِ الجَفْنيّ سيّدِ قومِهِ * لَيَلْتَمسَنْ بالجَيْشِ دارَ المُحارِبِ

وَثِقتُ لـه بالنّصرِ إذ قيلَ قد غزتْ * كتائِبُ مِنْ غَسّانَ غيرُ أشائِبِ

بنُو عَمّه دُنيا وعَمْرُو بنُ عامِرٍ * أولئِكَ قومٌ بأسُهُم غيرُ كاذبِ

إذا ما غَزَوْا بالجيشِ حَلّق فَوْقَهمْ * عَصائبُ طَيرٍ تَهتَدي بعَصائبِ

يُصاحِبْنَهُمْ حتى يُغِرْنَ مُغارَهم * مِنَ الضّارياتِ بالدّماءِ الدّوارِبِ

تراهنَّ خلفَ القوْمِ خُزْراً عُيُونُها * جُلوسَ الشّيوخِ في ثيابِ المرانِبِ

جوَانِحَ قد أيْقَنَّ أنَّ قَبيلَهُ * إذا ما التَقَى الجَمعانِ أوّلُ غالبِ

لُهنَّ علَيهِمْ عادةٌ قد عَرَفْنَها * إذا عُرِّضَ الخَطِّيُّ فوقَ الكواثبِ

على عارِفاتٍ للطّعانِ عَوابِسٍ * بهِنّ كُلُومٌ بَينَ دامٍ وجالِبِ

إذا استُنزِلُوا عَنهُنَّ للطّعنِ أرقلوا * إلى الموتِ إرقالَ الجِمالِ المصاعبِ
وقال ايضا:

إنّي كأنّي لدى النّعْمانِ خَبّرَهُ * بعضُ الـأودّ حديثاً غيرَ مَكذوبِ

بأنّ حِصنْاً وحَيّاً منْ بَني أسَدٍ قاموا * فقالوا: حِمانا غيرُ مَقرُوبِ

ضَلّتْ حُلُومُهُمُ عنهُم وغرّهُمُ * سَنُّ المُعَيْديّ في رَعْيٍ وتَعزيبِ

قادَ الجيادَ مِنَ الجَولانِ قائظَةً * مِنْ بَينِ مُنْعَلَةٍ تُزْجى ومجنوبِ

حتى استغاثتْ بأهلِ المِلحِ ما طعِمتْ * في منزلٍ طَعْمَ نَوْمِ غيرَ تأويبِ

يَنضَحْنَ نَضْحَ المزادِ الوُفْرِ أتأقَها * شَدُّ الرُّواةِ بماءٍ غيرِ مَشروبِ

قُبُّ الـأياطِلِ تَردي في أعِنّتِها * كالخاضِباتِ منَ الزُّعرِ الظّنابيبِ

شُعْتٌ عليها مِساعيرٌ لِحَرْبِهِمُ * شُمُّ العَرانِينِ مِنْ مُرْدٍ ومن شِيبِ

وما بحِصْنٍ نْعاسٌ إذ تُؤرّقُهُ * أصْواتُ حَيٍّ علي الـأمرارِ مَحرُوبِ

ظَلّتْ أقاطيعُ أنعامٍ مُؤبَّلةٍ * لدى صَليبٍ على الزّوْراءِ منصوبِ

فإذا وُقيتِ بحمدِ اللَّهِ شِرّتَها * فانجي فَزارَ إلى الـأطوادِ فاللُّوبِ

ولا تُلاقي كما لاقَتْ بَنو أسَدٍ * فقدَ أصابَتْهُمُ منها بشُؤبُوبِ

لم يَبقَ غيرُ طَريدٍ غير مُنْفَلِتٍ * ومُوثَقٍ في حِبالِ القِدّ مَسْلوبِ

أو حُرةٍ كَمهَاةِ الرّملِ قد كُبِلَتْ * فوقَ المعَاصِمِ منها والعَراقيبِ

تدَعو قُعَيْناً وقد عَضّ الحديدُ بها * عَضَّ الثّقافِ على صُمّ الـأنابيبِ

وأيضا:
يا دارَ مَيّةَ بالعَليْاءِ فالسَّنَدِ * أقْوَتْ وطالَ عليها سالفُ الـأبَدِ

وقفتُ فيها أُصَيلاناً أُسائِلُها * عَيّتْ جواباً وما بالربعِ من أحدِ

إلاّ الـأواريَّ لـأياً ما أُبَيّنُهَا والنُّؤي * كالحَوْضِ بالمظلومةِ الجَلَدِ

رَدّت عليَهِ أقاصيهِ ولبّدَهُ ضَرْبُ * الوليدةِ بالمِسحاةِ في الثَّأَدِ

خَلَّتْ سَبيلَ أَتِيٍّ كان يَحْبِسُهُ * ورفَّعَتْهُ إلى السَّجْفَينِ فالنَّضدِ

أمْسَتْ خَلاءً وأمسى أهلُها احْتَمَلُوا * أخنى عَليها الذي أخنى على لُبَدِ

فعَدِّ عَمّا ترى إذ لا ارتِجاعَ لـه * وانْمِ القُتُودَ على عَيْرانَةٍ أُجُدِ

مَقذوفةٍ بدخيس النّحضِ بازِلُها لـه * صريفٌ صريفُ القَعْوِ بالمسَدِ

كأنّ رَحْلي وقد زالَ النّهارُ بنا * يومَ الجليلِ على مُستأنِسٍ وحِدِ

من وَحشِ وَجْرَةَ مَوْشِيٍّ أكارِعُهُ * طاوي المصيرِ كسيفِ الصّيقل الفَرَدِ

سَرتْ عليه من الجوزاءِ ساريةٌ * تُزجي الشَّمالُ عليهِ جامِدَ البَرَدِ

فارتاعَ مِنْ صوتِ كَلاّبٍ * فباتَ لـه طوعَ الشّوامتِ مِنْ خوفٍ ومِنْ صَرَدِ

فبَثّهُنَّ عليهِ واستَمَرّ بِهِ * صُمْعُ الكُعوبِ بريئاتٌ من الحَرَدِ

وكانَ ضُمْرانُ منه حيثُ يُوزِعُهُ * طَعْنَ المُعارِكِ عند المُحْجَرِ النَّجُدِ

شكَّ الفَريصةَ بالمِدْرى فأنفَذَها * طَعْنَ المُبَيطِرِ إذ يَشفي من العَضَدِ

كأنّه خارجا من جنبِ صَفْحَتِهِ * سَفّودُ شَرْبٍ نَسُوهُ عندَ مُفْتَأدِ

وقال:
فَتًى تَمّ فيهِ ما يَسُرّ صديقَهُ * على أنّ فيه ما يُسيءُ المُعادِيَا

فتًى كملَتْ أخلاقُهُ غير أنّهُ * جوادٌ فما يُبقي على المالِ باقيَا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Arwa Alshoaibi
مشرفـة عـامـة
مشرفـة عـامـة
Arwa Alshoaibi


كيف تعرفت علينا : ............
الكــلــيــة : ........
القسم ( التخصص ) : .......
السنة الدراسية (المستوى الدراسي) : .......
الجنس : انثى
عدد الرسائل : 12959
العمر : 35
الدوله : بعيييييييييييييييييييييييييييييد
العمل/الترفيه : القراءه والاطلاع على كل جديد
المزاج : متقلب المزاج
نقاط : 18850
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
: :قائمة الأوسمة : :
غراض الشعر العربي:(4) المديح Aonye_10
غراض الشعر العربي:(4) المديح 1800010


بطاقة الشخصية
التقييم: 10

غراض الشعر العربي:(4) المديح Empty
مُساهمةموضوع: رد: غراض الشعر العربي:(4) المديح   غراض الشعر العربي:(4) المديح Icon_minitimeالأربعاء فبراير 29, 2012 1:58 am

ومن اشهر قصائد المدح فى التاريخ العربي بأكمله القصيدة التالية

حج هشام بن عبد الملك فلم يقدر على استلام الحجر الأسود من الزحام، فنصب له منبر فجلس عليه وأطاف به أهل الشام فبينما هو كذلك إذ أقبل علي بن الحسين وعليه إزار ورداء، من أحسن الناس وجها وأطيبهم رائحة، فجعل يطوف فإذا بلغ إلى موضع الحجر الأسود تنحى الناس حتى يستلمه هيبة له، فقال شامي: من هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال: لا أعرفه، لئلا يرغب فيه أهل الشام فقال الفرزدق وكان حاضرا: لكني أنا أعرفه، فقال الشامي: من هو يا أبا فراس؟ فأنشأ قصيدته مترجلاً. والقصيدة هي:

يــا ســائـلي أيــن حل الجود والكرم ---- عـــنـدي بــيان إذا طـلابـــه قــدمــــوا

هذا الذي تـعـرف البــطحاء وطـأتـــه ----- والبيــت يعــرفــه والحــــل والحـــرم

هـــذا ابـــن خـــير عـــباد الله كلــهم ---- هــــذا التـقــي النـقــي الطـاهـــر العلم

هـــذا الـــذي أحــمد المخــتار والـده ---- صلـى علــيه الإلــه مـــا جــرى القلـم

لـو يعلـــم الركــن من قد جاء يلثمه ----- لخــــر يلثــم منـه مـــا وطـــى القــدم

ابن علي ورسول الله جد له ---- أمســـت بنــــور هــــداه تهتدي الأمـم

هــــذا الـــذي عمــه الطـــيار جـــعفر ----- والمقـتـول حمـــزة لـيث حـــبه قســم

هـــذا ابــن ســيدة النســـوان فاطمة ---- وابـــن علي الذي في سيفه سقم

يكـــاد يمسكــه عـــرفـان راحـــــته ----- ركـــن الحطــيـم إذا مــا جــاء يستلم

وليس قولك: مــن هذا؟ بضـــائـره ----- العــرب تعــرف مـــن أنكرت والعجم

إذا رأتـــه قــــريش قـــال قــــائلها ---- إلـــى مكــــارم هـــــذا ينتهي الكــرم

إن عــــد أهـــل التقى كانوا أئمتهم ---- أو قيـــل مــن خــير خلق الله قيل هم

هـــذا ابن فاطمــــة إن كنت جـاهله ----- بجـــده أنبيـــــــاء الله قـــــــد ختموا

يغضي حياءا ويغضى مــن مهابته ---- فمــــا يكلــــــم إلا حــــــين يبتســـم

ينشق نور الدجى عن صبح غرته ----- كالشمس ينجاب عن إشراقها الظلم

مشتـقــة مـــن رســول الله نبعتـه ----- طابـت عــناصــره والخـــيم والشيم

الله شـــرفــه قـــدمــــا وفضلـــــه ----- جــرى بـــذاك لـــه فـــي لوحه القلم

مــــن جـــده دان فضل الأنبياء له ------ وفضـــل أمــــته دانـــت لــــها الأمم

عـــم البــرية بالإحسـان فانقشعت ------ عنــــها العمـــايـــة والإملاق والظلم

كلتـــا يــديـــه غيــاث عم نفعهما ---- يستوكفــان ولا يــعروهــما العـــــدم

ســــهل الخليـقة لا تخشى بوادره ------ تــزينـــه الخصلتــان: العلـم والكـرم

مــن معشــر حبـهم دين وبغضهم ------ كـــفر وقــربــهم منــجـى ومعتـــصم

هـــم الغـــيوث إذا مــا أزمة أزمت ----- والأســد أســد الشـرى والرأي محتدم

مـــا قــال: (لا) قـط إلا في تشهده ----- لــــولا التــشـهد كـــانــت لاؤه نــــعم

يستــدفــع السوء والبلوى بحبهم ----- ويستــرق بـــــه الإحســـان والنـــعم

مقـــدم بـــعد ذكــــر الله ذكــــرهم ----- فـــي كـــل بــــرٍ ومختـــوم بــه الكلم

مـــن يــعرف الله يــعرف أولية ذا ------ فـــالــديـــن مــن بيــت هذا ناله الأمم


فغضب هشام ومنع جائزته وقال: ألا قلت فينا مثلها؟ قال: هات جدا كجده وأبا كأبيه وأما كأمه حتى أقول فيكم مثلها، فحبسوه بعسفان بين مكة والمدينة فبلغ ذلك علي بن الحسين فبعث إليه باثني عشر ألف درهم وقال: اعذرنا يا أبا فراس، فلو كان عندنا أكثر من هذا لوصلناك به، فردها وقال: يا ابن رسول الله ما قلت الذي قلت إلا غضبا لله ولرسوله، وما كنت لأخذ عليه شيئا، فردها إليه وقال: بحقي عليك لما قبلتها فقد رأى الله مكانك وعلم نيتك، فقبلها، فجعل الفرزدق يهجو هشاماً وهو في الحبس، فكان مما هجاه به قوله:


أيحبسني بيــن المدينة والتي ----- إليها قلوب الناس يهوي منيبها

يقلب رأسا لـم يكن رأس سيد ----- وعينا لــــه حــولاء باد عيوبها


فأخبر هشام بذلك فأطلقه، وفي رواية أبي بكر العلاف أنه أخرجه إلى البصرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Arwa Alshoaibi
مشرفـة عـامـة
مشرفـة عـامـة
Arwa Alshoaibi


كيف تعرفت علينا : ............
الكــلــيــة : ........
القسم ( التخصص ) : .......
السنة الدراسية (المستوى الدراسي) : .......
الجنس : انثى
عدد الرسائل : 12959
العمر : 35
الدوله : بعيييييييييييييييييييييييييييييد
العمل/الترفيه : القراءه والاطلاع على كل جديد
المزاج : متقلب المزاج
نقاط : 18850
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
: :قائمة الأوسمة : :
غراض الشعر العربي:(4) المديح Aonye_10
غراض الشعر العربي:(4) المديح 1800010


بطاقة الشخصية
التقييم: 10

غراض الشعر العربي:(4) المديح Empty
مُساهمةموضوع: رد: غراض الشعر العربي:(4) المديح   غراض الشعر العربي:(4) المديح Icon_minitimeالأربعاء فبراير 29, 2012 1:59 am

ابرز قصائد المدح فى الشعر المعاصر.................
قصيدة شوقى يمدح فيها مصطفى كمال اتاتورك
دون التطرق الى شخصية مصطفى كمال اتاتورك والتركيز على القصيدة بذاتها دون اي شىء اخر فإنها تعتبر القصيدة الاشهر فى عصر المحدثين
1 الله أكبر كم في الفتح من عجب *** يا خالد الترك جدد خالد العرب
2 صلح عزيز على حرب مظفرة *** فالسيف في غمده والحق في النصب
3 يا حسن أمنية في السيف ما كذبت *** وطيب أمنية في الرأي لم تخب
4 خطاك في الحق كانت كلها كرما *** وأنت أكرم في حقن الدم السرب
5 حذوت حرب الصلاحيين في زمن *** فيه القتال بلا شرع ولا أدب
6 لم يأت سيفك فحشاء ولا هتكت *** قناك من حرمة الرهبان والصلب
7 سئلت سلما على نصر فجدت بها *** ولو سئلت بغير النصر لم تجب
8 مشيئة قبلتها الخيل عاتبة *** وأذعن السيف مطويا على عضب
9 أتيت ما يشبه التقوى وإن خلقت *** سيوف قومك لا ترتاح للقرب
10 ولا أزيدك بالإسلام معرفة *** كل المروءة في الإسلام والحسب
11 منحتهم هدنة من سيفك التمست *** فهب لهم هدنة من رأيك الضرب
12 أتاهم منك في «لوزان» داهية *** جاءت به الحرب من حياتها الرقب
13 أصم يسمع سر الكائدين له *** ولا يضيق بجهر المحنق الصخب
14 لم تفترق شهوات القوم في أرب *** إلا قضى وطرا من ذلك الأرب
15 تدرعت للقاء السلم أنقرة *** ومهد السيف في «لوزان» للخطب
16 فقل لبان بقول ركن مملكة *** على الكتائب يبنى الملك لا الكتب
17 لا تلتمس غلبا للحق في أمم *** الحق عندهم معنى من الغلب
18 لا خير في منبر حتى يكون له *** عود من السمر أو عود من القضب
19 وما السلاح لقوم كل عدتهم *** حتى يكونوا من الأخلاق في أهب
20 لو كان في الناب دون الخلق منبهة *** تساوت الأسد والذؤبان في الرتب
21 لم يغن عن قادة اليونان ما حشدوا *** من السلاح وما ساقوا من العصب
22 وتركهم آسيا الصغرى مدججة *** كثكنة النحل أو كالقنفذ الخشب
23 للترك ساعات صبر يوم نكبتهم *** كتبن في صحف الأخلاق بالذهب
24 مغارم وضحايا ما صرخن ولا *** كدرن بالمن أو أفسدن بالكذب
25 بالفعل والأثر المحمود تعرفها *** ولست تعرفها باسم ولا لقب
26 جمعن في اثنين من دين ومن وطن *** جمع الذبائح في اسم الله والقرب
27 فيها حياة لشعب لم يمت خلقا *** ومطمع لقبيل ناهض أرب
28 لم يطعم الغمض جفن المسلمين لها *** حتى انجلى ليلها عن صبحه الشنب
29 كن الرجاء وكن اليأس ثم محا *** نور اليقين ظلام الشك والريب
30 تلمس الترك أسبابا فما وجدوا *** كالسيف من سلم للعز أو سبب
31 خاضوا العوان رجاء أن تبلغهم *** عبر النجاة فكانت صخرة العطب
32 سفينة الله لم تقهر على دسر *** في العاصفات ولم تغلب على خشب
33 قد أمن الله مجراها وأبدلها *** بحسن عاقبة من سوء منقلب
34 واختار ربانها من أهلها فنجت *** من كيد حام ومن تضليل منتدب
35 ما كان ماء «سقاريا» سوى سقر *** طغت فأغرقت الإغريق في اللهب
36 لما انبرت نارها تبغيهم حطبا *** كانت قيادتهم حمالة الحطب
37 سعت بهم نحوك الآجال يومئذ *** يا ضل ساع بداعي الحين منجذب
38 مدوا الجسور فحل الله ما عقدوا *** إلا مسالك فرعونية السرب
39 كرب تغشاهم من رأي ساستهم *** وأشأم الرأي ما ألقاك في الكرب
40 هم حسنوا للسواد البله مملكة *** من لبدة الليث أو من غيله الأشب
41 وأنشؤوا نزهة للجيش قاتلة *** ومن تنزه في الآجام لم يؤب
42 ضل الأمير كما ضل الوزير بهم *** كلا السرابين أظماهم ولم يصب
43 تجاذباهم كما شاءا بمختلف *** من الأماني والأحلام مختلب
44 وكيف تلقى نجاحا أمة ذهبت *** حزبين ضدين عند الحادث الحزب
45 زحفت زحف أتي غير ذي شفق *** على الوهاد ولا رفق على الهضب
46 قذفتهم بالرياح الهوج مسرجة *** يحملن أسد الشرى في البيض واليلب
47 هبت عليهم فذابوا عن معاقلهم *** والثلج في قلل الأجبال لم يذب
48 لما صدعت جناحيهم وقلبهم *** طاروا بأجنحة شتى من الرعب
49 جد الفرار فألقى كل معتقل *** قناته وتخلى كل محتقب
50 يا حسن ما انسحبوا في منطق عجب *** تدعى الهزيمة فيه حسن منسحب
51 لم يدر قائدهم لما أحطت به *** هبطت من صعد أم جئت من صبب
52 أخذته وهو في تدبير خطته *** فلم تتم وكانت خطة الهرب
53 تلك الفراسخ من سهل ومن جبل *** قربت ما كان منها غير مقترب
54 خيل الرسول من الفولاذ معدنها *** وسائر الخيل من لحم ومن عصب
55 أفي ليال تجوب الراسيات بها *** وتقطع الأرض من قطب إلى قطب
56 سل الظلام بها أي المعاقل لم *** تطفر وأي حصون الروم لم تشب
57 آلت لئن لم ترد «أزمير» لا نزلت *** ماء سواها ولا حلت على عشب
58 والصبر فيها وفي فرسانها خلق *** توارثوه أبا في الروع بعد أب
59 كما ولدتم على أعرافها ولدت *** في ساحة الحرب لا في باحة الرحب
60 حتى طلعت على «أزمير» في فلك *** من نابه الذكر لم يسمك على الشهب
61 في موكب وقف التأريخ يعرضه *** فلم يكذب ولم يذمم ولم يرب
62 يوم كبدر فخيل الحق راقصة *** على الصعيد وخيل الله في السحب
63 غر تظللها غراء وارفة *** بدرية العود والديباج والعذب
64 نشوى من الظفر العالي مرنحة *** من سكرة النصر لا من سكرة النصب
65 تذكر الأرض ما لم تنس من زبد *** كالمسك من جنبات السكب منسكب
66 حتى تعالى أذان الفتح فاتأدت *** مشي المجلي إذا استولى على القصب
67 تحية أيها الغازي وتهنئة *** بآية الفتح تبقى آية الحقب
68 وقيما من ثناء لا كفاء له *** إلا التعجب من أصحابك النجب
69 الصابرين إذا حل البلاء بهم *** كالليث عض على نابيه في النوب
70 والجاعلين سيوف الهند ألسنهم *** والكاتبين بأطراف القنا السلب
71 لا الصعب عندهم بالصعب مركبه *** ولا المحال بمستعص على الطلب
72 ولا المصائب إذ يرمي الرجال بها *** بقاتلات إذا الأخلاق لم تصب
73 قواد معركة وراد مهلكة *** أوتاد مملكة آساد محترب
74 بلوتهم فتحدث كم شددت بهم *** من مضمحل وكم عمرت من خرب
75 وكم ثلمت بهم من معقل أشب *** وكم هزمت بهم من جحفل لجب
76 وكم بنيت بهم مجدا فما نسبوا *** في الهدم ما ليس في البنيان من صخب
77 من فل جيش ومن أنقاض مملكة *** ومن بقية قوم جئت بالعجب
78 أخرجت للناس من ذل ومن فشل *** شعبا وراء العوالي غير منشعب
79 لما أتيت ببدر من مطالعها *** تلفت البيت في الأستار والحجب
80 وهشت الروضة الفيحاء ضاحكة *** إن المنورة المسكية الترب
81 ومست الدار أزكى طيبها وأتت *** باب الرسول فمست أشرف العتب
82 وأرج الفتح أرجاء الحجاز وكم *** قضى الليالي لم ينعم ولم يطب
83 وازينت أمهات الشرق واستبقت *** مهارج الفتح في المؤشية القشب
84 هزت دمشق بني أيوب فانتبهوا *** يهنئون بني حمدان في حلب
85 ومسلمو الهند والهندوس في جذل *** ومسلمو مصر والأقباط في طرب
86 ممالك ضمها الإسلام في رحم *** وشيجة وحواها الشرق في نسب
87 من كل ضاحية ترمي بمكتحل *** إلى مكانك أو ترمي بمختضب
88 تقول لولا الفتى التركي حل بنا *** يوم كيوم يهود كان عن كثب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
غراض الشعر العربي:(4) المديح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  أغراض الشعر العربي:(2) الغزل................
» أغراض الشعر العربي:(3) الرثاء................
» أغراض الشعر العربي:(5)الفخر والحماسة................
» ظاهرة العبث في الشعر العربي المعاصر
» الغربة والاغتراب في الشعر العربي قديمًا وحديثًا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شباب جامعة إب :: الاقسام العلمية :: كلية الاداب :: منتدى اللغة العربية-
انتقل الى: