وَجَعٌ مِن جُرحِ الثِّقة

وَجَعٌ
مِن جُرحِ الثِّقة

عمر الجزائري

هذه قصيدة تعبِّر عن
معانات شخصية لمسلم أصابه الأعداء بما هو أشدُّ من القتل أهديها لكل مسلم غيور.

ضَـيّـعتُ في سَفري كلّ iiالعناوينِ
أارضُ الـحـياةِ غَدتْ جرداءَ iiقاحلةً
غـارَتْ عـزَائمُنا في شِقِّ iiمُعضلَةٍ
مـا كنتُ أحسبُ أنَّ السَّمتَ iiمصيدةٌ
مـا كـنـتُ أعلمُ أنَّ العفَّة iiانتحرتْ
يـا واعـظاً ذرفتْ قُحْلُ العيونِ iiبه
عـلَّـمـتَ مُـجتمعاً فنَّ السُّمُوِ iiوما
غُـرَّ الـبـريءُ بها فانبَتَّ في iiكَدَرٍ
ورَّطـتـنـي وَرطـةً الله iiيـعلمُها
أوردتـنـي دَرَكـاً غِيضَ الأمانُ به
أوجـعـتـنـي وَجَعاً الموتُ iiأهْونُهُ
أطـفـو وأرسـبُ في أعماءِ iiأخيلةٍ
فـالـعـقلُ منهمكٌ يرمي قِواهُ iiسُدَى
أرى الـمـحـيطَ غدا قوسا iiمُوتَّرةً
مـاذا جـنيتُ على ظهر الوجود iiفذا
وا كـم عـبرتُ على لَمزٍ وسخريةٍ
واكـم صـبرت على هَمْزٍ iiيلاحقني
مـاذا جنيتُ لكي يهوي الهوانُ iiعلي
لا الطّبُ ينفعني ’ لا الصَّبر iiيُسعفني
لـولا بصيصُ هُدى يسلو الفؤادُ iiبه
فـالـذِّكـر يمنحني حِضْناً ألوذ iiبه
ذكـرُ الـرَّحـيـم لنا أنسٌ iiومَكرُمة
ربَّـاه مـا قَـرِمَـتْ نـفسي iiلفانيةٍ
رُمـتُ الـتُّـقـاةَ كما سنَّ النَّبي iiلنا
قـد تـهـتُ في نفَقٍ ساد الظَّلام iiُبه
هَـبْ أنَّـهـم صدقوا أو أنَّهم iiكذبوا
الله سـائـلـنـا عـمَّـا نُحيطُ iiبه
أوصى العليمُ بان نرضى اليقينَ iiوأنْ
فـإن هُـمُـو كـذبوا فالله iiيأجرني
إنـي رفـعـت إلى رب العباد iiيدي
انَّـا نُـثـابُ عـلى غمٍّ نصابُ به
إنَّـا نـعـود إلـى ربٍّ iiيـبصِّرنا
كـم صـالحٍ فتكتْ هوجُ الظُّنونِ iiبه

قـد صرتُ مُغتربًا في القُربِ والبِينِ
كـلُّ الشُّهورِ بَدتْ عَطشَى iiكتِشْرِينِ
لا شـيءَ فـي زمنِ الأوهامِ iiيَعنينِي
والـحسنُ ليس سوى وَهْمٌ من iiالعَيْنِ
والـصِّـدق عند بني القرآن يُردِيني
رَوَى الـنُّفوس هُدَى من منبر iiالدِّينِ
عـلَّـمـتَ ثـاوية ًتحت الجناحينِ
أرداهُ مـوقـفـه فـي العارِ والشِّينِ
أقـسـى وأبـشع من حَزِّ iiالشَّرايينِ
ضُـرُّ الـشُّعورِ به طَعنُ iiالسَّكاكينِ
فـالـقـبرُ يسترني والموتُ يُحييني
مـثلُ الشَّقِيِّ جرَى حول iiالطَّواحينِ
والـصَّـدرُ مُـحْـتَدِمٌ مثلُ البَراكِينِ
بـالـصَّـدِّ والكَلِمِ المسمومِ iiيرمينِي
سِـقْـطُ الـمتاعِ من الأنذالِ iiيُؤذيني
والـنَّاسُ تطعنني في الظَّهر iiوالعينِ
قـد صـرتُ مـهزلةً عند الملايينِ
يـا لـيـت مشكلتي خَلطُ iiالمجانينِ
لا الـكدحُ يشغلني ’لا اللَّهو iiيُلهيني
لارتـدَّ كـاهـلُـنـا للماءِ iiوالطِّينِ
ذِكـرُ الحسابِ غدا في الهمِّ iiيُنسيني
يـجـلـو الفؤادُ به نزغَ iiالشَّياطينِ
لا المالُ يُطمعني ’ لا الحسنُ يُغريني
فـانـسـقت مُغتبطا خلف iiالمساكينِ
مـا عدت أعلمُ كيف الصَّفع iiيأتيني
مـا ضـر غائلة في الأهل iiوالدِّين
والله حـذَّرنـا مـن شـرِّ iiتـخمينِ
نـسـعـى لـغايتنا بالرِّفق iiواللِّينِ
وان هُـمـو صـدقـوا فالله iiيكفينيِ
أدعـوه يـنـصرني للحقِّ iiيهديني
إن غـالَ مُـهـجـتنا لَدْغُ iiالثَّعابينِ
لـم الـعـنـاءُ إذا خلفَ iiالتَّخامينِ
كـم عُـيِّـرتْ أنـفٌ شُمُّ العَرانينِ

راقت لي

مشكور اخي زيكو^_^