ارتجاع المري (الحرقة) مشكلة تزداد مع انتشار البدانة
مع انتشار وباء البدانة في العالم يزداد أعداد مرضى ارتجاع الحامض بالمري، وهو المرض الذي يعد أحد عوامل الإصابة بسرطان المري كما حذّرت دراسة نرويجية حديثة.
وقد زادت حالات الإصابة بمرض ارتجاع الحامض المعدي للمري الذي يعرف كذلك بـ GERD بنسبة 50% خلال العشر سنوات الماضية كما أشار كاتب الدراسة د. إيفيند نيس جينسن من مركز بحوث جامعة النرويج للعلوم والتكنولوجيا.
وقد أرجع الباحث ذلك لزيادة البدانة بين الشعب النرويجي بشكل خاص وجميع الدول الغربية بشكل عام بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية.
"المشكلة أن تلك الأعراض ترتبط بإحداث ورم غدي سرطاني في الجزء السفلي من المري، ولهذا ما نخشاه أن تؤدي زيادة حالات ارتجاع المري إلى زيادة الإصابة بهذا السرطان الذي هو في زيادة بالفعل" صرح نيس جينسن, مضيفاً أن إنقاص الوزن ربما يساعد في تقليل الإصابة بمرض ارتجاع المري وسرطان المري كذلك.
في هذه الدراسة قام فريق البحث بجمع بيانات ما يقرب من 30000 شخص ممن شاركوا في الدراسة الصحية النرويجية Nord-Trondelag من عام 1995 إلى 2009.
خلال تلك الفترة زادت حالات مرض ارتجاع المري بنسبة 30%، وزادت حالات الأعراض الحادة للمرض بنسبة 24%، بينما زادت حالات من تهاجمه الأعراض مرة بالأسبوع بنسبة 47%.
وقد أوضحت الدراسة أن كلاً من الرجال والنساء من جميع الأعمار واجهوا زيادة في حالات ارتجاع المري، إلا أن أشد الأعراض تبين أنها تواجه الأشخاص في منتصف العمر، ومن بين هؤلاء الأشخاص يتلقى ما يقرب من 98% علاجاً لتخفيف الأعراض بالمقارنة بمن يواجهوا أعراض خفيفة للمرض.
وقد تبين أن النساء الأقل تعرضاً للإصابة بالمرض من هن في سن أقل من 40 سنة. ومع تقدم العمر تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بالمرض ليصل إلى أعلى حد له في الأعمار بين 60 و69 سنة.
ويعلق دانيال سوسمان الأستاذ المساعد لأمراض المعدة والأمعاء من كلية طب جامعة ميامي على الدراسة قائلاً "إن أعراض ارتجاع المري تزداد في الولايات المتحدة ذلك لأن الأشخاص صاروا أكثر ملاحظة للمرض كما أن الأطباء صاروا بارعين في ملاحظة المرض ومعالجته".
ويرجع د.سوسمان زيادة الإصابة بارتجاع المري لأسلوب الحياة والنظام الغذائي غير الصحي الذي يتبعه معظم الأشخاص بالإضافة للبدانة التي قد تكون أكبر أسباب المرض.
ويرى سوسمان أن أكبر مشاكل مرض ارتجاع المري أنه يمثل عامل خطورة للإصابة بسرطان المري، ويعتقد سوسمان بوجود دليل قوي على أن فقد الوزن الزائد يحسّن من أعراض ارتجاع المري، بل ويقلل مخاطر الإصابة بسرطان المري.
العربية.نت