ساعة من نهار
سمعت صوتها يناديني ... كنت مازلت أحتاج للنوم ، ولكن صوتها كان مُلحا فلم يك بدا من أن أجيب أمي .. وأقول نعم ها أنا استيقظت .
تحسست وجهي .. يالله مازلت على قيد الحياة .
الحمد لله الذي أحياني بعد أن اماتني وإليه النشور .
.................................................. ........
** غادرت المنزل ... رأيته كانت خطواته تتحسس الرصيف يحذر ويداه تلامسان المركبات والجدران خوفا من أن يصطدم بشيء .
يا لله ... أدركت أنه ضرير وأن عليّ أن اشكر الله كثيرا لأني أبصر .
.................................................. ..........
** بضع خطوات ورأيت شخصا يفترش الرصيف ويلتحف السماء .. أدركت ان عليّ أ اشكر الله كثيرا لأن لي منزلا يأويني .
.................................................. ..
** كان يجرها بقسوة بالغة ويصرخ في وجهها ويصفعها قائلا لن أدعك تزورينها بعد اليوم ... أمك هذه لا تملك الا البلاء لتهديه لنا ... فلا أريد أن اسمعك تذكرينها مجددا .. قلت في نفسي الأباء يأكلون الحصرم والابناء يضرسون ...أدركت ان علي ّ أن اشكر الله فأنا أنعم بالعيش في كنف والديّ .
.................................................
** يحمل في يده مذياعا صغيرا يمشي في الشارع مترنحا ويصدر أصواتا غريبة .. ليس له وجهة محددة .. إنه يعاني من خلل ما في عقله على ما يبدو ... أدركت أن علي أن اشكر الله كثيرا لانه أنعم علي بنعمة العقل .
.................................................. ..
** مابه يزحف هكذا ... إنه معاق ... الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به غيري .
.................................................. ..
** كنت بحاجة ماسة لأن يحمل أحدهم عني هذه الفرحة فلم أعتد فعلا أن احمل في صدري هذا الكم من الفرح ... كان ثقيلا ذاك الحمل .. هرعت إليها ورحت أحكي لها سبب سعادتي ، رأيتها تبتسم ومن ثم تبكي لم اسأل نفسي كثيرا لما هذا التناقض .. كل ما فكرت به هو أن عليذ أن اشكر الله أن رزقني بصديقة مثلها .
.................................................. ...
** يا الله كم هو رائع ... كلماته تملئني ثقة بنفسي وتجعلني أشعر كم هي الحياة رائعة ... أدركت ان الله رزقني اياه ليجمل الحياة في ناظري
فادركت ان عليّ ان اشكر الله كثيرا ان وضعه في دربي .
..................................................
** كانت تمد يدها بذل وانكسار تنتظر المارة يلقون بالقطع النقدية في قعر كفها الذي أصبح عميقا بعمق عوزها وحاجتها .
دسست يدي في جيب حقيبتي ووضعت قطعة نقدية في كفها وإذا بلسانها يطلق ليمطرني بالدعوات .
أدركت حينها أن عليّ أن اشكر الله أن كفاني مذلة السؤال ورزقني القدرة على العطاء .
.................................................. ........
*** الله أكبر ... الله أكبر ... قد قامت الصلاة ... انطلقت مسرعة الى المسجد لتأدية الصلاة ... وفور فرغت منها ... أدركت أن علي ان اشكر الله كثيرا كثيرا كثيرا ... لانه هو ربي لا سواه .
اللهم أعنا على شكرك وذكرك وحسن عبادتك ... فالحمد لله والشكر لله