منتدى شباب جامعة إب
نـثر مـرورك في الــدرب زهـراً وريحانـا . . . وفاح عبــق اســــمك بوجـودك الفتــانـــا

فإن نطقت بخيـر فهو لشخصك إحسانا . . . وإن نطقت بشر فهو على شخصك نكرانا

وإن بقيت بين إخوانك فنحـن لك أعوانـا . . . وإن غادرت فنحن لك ذاكرين فلا تنسـانــا


منتدى شباب جامعة إب
نـثر مـرورك في الــدرب زهـراً وريحانـا . . . وفاح عبــق اســــمك بوجـودك الفتــانـــا

فإن نطقت بخيـر فهو لشخصك إحسانا . . . وإن نطقت بشر فهو على شخصك نكرانا

وإن بقيت بين إخوانك فنحـن لك أعوانـا . . . وإن غادرت فنحن لك ذاكرين فلا تنسـانــا


منتدى شباب جامعة إب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةمركز رفع الصورأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
منتدى شباب جامعة إب منتدى ,علمي ,ثقافي ,ادبي ,ترفيهي, يضم جميع اقسام كليات الجامعة وكذا يوفر الكتب والمراجع والدراسات والابحاث التي يحتاجها الطالب في دراسته وابحاثه وكذا يفتح ابواب النقاش وتبادل المعلومات والمعارف بين الطلاب. كما اننا نولي ارائكم واقتراحاتكم اهتمامنا المتواصل . يمكنكم ارسال اقتراحاتكم الى ادارة المنتدى او كتابتها في قسم الاقتراحات والشكاوى

 

 الرمزية والعماره

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




الرمزية والعماره Empty
مُساهمةموضوع: الرمزية والعماره   الرمزية والعماره Icon_minitimeالخميس مارس 08, 2012 2:57 am

د. رمضان أبو القاسم*






تقديم/





شكلت الرمزية
ركنا أساسيا من أركان تطور الفكر والعمل المعماري. فمن المعروف أن العمارة
هي تعبير عن رد فعل الإنسان تجاه محيطه. كما أن العمل المعماري يعتبر وسيلة
تعبيرية تحمل جملة من الرموز والمصطلحات متعددة المعاني. المعماري رمنذ
القدم عرف هذا وحاول تطويع مختلف التصاميم المعماري ليجعل لها معنى وهوية
محددة، وذلك من خلال ما تحوي هذه التصاميم من عناصر ومؤشرات رمزية. غيرأن
الملاحظ لكثير من الأعمال المعاصرة يمكنه استنتاج فقر هذه الأعمال من
مدلولاتها الرمزية، وبات من السهل عدم التميز بين عمل معماري في الشرق وآخر
ظهر في بقعة جغرافية مغايرة.







في هذه الورقة
هناك محاولة لتسليط الضوء على الرمز والرمزية وعلاقتهما بالعمل المعماري.
الغرض من ذلك فهم هذه الأفكار وإبراز مدى أهميتها للعمارة بهدف الوصول إلى
جملة من التوصيات التي يمكن استخدامها في إثراء الأعمال المعمارية، أملا في
الرفع من مستوى البيئةالمعيشية وتأكيد هوية معمارية مميزة.







الطريقة التي
اتبعت في البحث تتلخص في ثلاثة محاور:- المحور الأول استهدف مناقشة معنى
الرمز والرمزية. المحور الثاني شمل انعكاس الرمزية على العمل المعماري، حيث
اتخذت بعض الأمثلة المعمارية المعبرة عن مراحل تاريخية مختلفة. المحور
الثالث تضمن استعراض مثال من البيئة المحلية، الغرض من وراء ذلك إبراز
جملة من الأفكار والعناصر المعمارية التي احتوتها هذه الأمثلة والتي يمكن
تطويعها في المقترحات التصميمية لتحمل دلالات معنوية.







الرمزية/


الرمزية Symbolism والرمز Symbol عرفا منذ أمد بعيد. عند اليونان الاسم Symbolon يعتبر مصدر من الفعل Symballein ويعني أن تضع مع بعض شيئين قد يكونا مختلفين. بينما الاسم يعني الشارة أو الإشارة إلى شئ باستخدام شئ آخر Sign or Token . وفي اللغة اللاتينية Symbolum أو اللغة الفرنسية Symbole تعني
الرمز الذي بواسطته يمكن للشخص قراءة شئ. أو الشئ الذي يعبر عن شئ آخرخاصة
الشئ المحرف، في التفسير الأخير المدلول عام، استخدام شئ للدلالة على شئ
آخر. ونجاح الرمز في هذه الحالة يعكس في وصول المعلومة أو التعبير للمتلقي
لهذه المعلومة أو الشخص المتعامل مع الرمز. مثال استخدام الهلال للتعبير عن
الإسلام أو بعض الرموز الموسيقية أو الرياضية[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].



بينما المدلول
الخاص لكلمة الرمزية يكمن في انتشار نهج أو أسلوب يعكس أو يترجم اتجاهات
ورؤى أصحاب هذه الأعمال. كحركة الرومانسيين في الفن والأدب التي سعت لترسيخ
صور ذهنية رمزية" غير واقعية" أو كما تحلو للبعض تسميتها غير علمية
لمخاطبة الآخرين مستندين في ذلك على قناعاتهم بضرورة عكس الاتجاه الذي بدأ
في فترة ما يسمى بعصر النهضة والذي اشتهر بتأكيد المنهج الأكاديمي
والتعبيرات الواقعية( المقلد للطبيعة)[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].



تمثال داود لميكل انجلو يمثل أسلوب فني واقعي ومحاكاة نموذجية للطبيعة. بينما أعمال سيزان Paul Sezanne أو جوخ Van Goh عكست أسلوبا رمزيا مغايرا استند فيه هذان الفنانان على تطويع الألوان الحية والأشكال الغريبة للتعبير عن صور شعورية.






كما في الفن
هو كذلك في الأدب. فالرمزية أطلقت العنان لخيال الكاتب لرسم صور تعبيرية
مؤثرة. فالكتّاب الذين تبنوا الرمزية كأسلوب يرون في اللغة ومفرداتها سحراً
يمكن تطويعه لإنارة مكامن حسية دفينة لدى القارئ. حيث حاول الملوحين براية
الرمزية الوصول إلى أعماق نفس القارئ عن طريق تحرير الحواس وتعطيل قدرات
العقل والمنطق. وقد تمكنوا من تحقيق ذلك بالكشف عن مكامن عالم الإنسان
الداخلي وذلك بإيجاد الإيقاع غير الملموس بين هذا العالم وبين المحيط
الخارجي واتجهوا إلى أسرار الكون التي لا تخضع في رأيهم لسلطان العلم
وقوانينه.



هذا التعريف
يشابه ما وضّحه إخوان الصفاء في التاريخ الإسلامي حيث الرمز هنا معناه
الإيحاء أي التعبير غير المباشر عن النواحي النفسية المستترة التي لا تقوى
اللغة في دلالتها الوضعية على أدائها. والرمز هو الصلة بين الذات والأشياء
بحيث تتولد المشاعر عن طريق الإنارة النفسية لا عن طريق التسمية والتصريح
المباشر[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
لا ينحصر دور الرمزية على المستوى الفردي، ولكن يعتبر الرمز صلة بين أفراد
المجتمع. للرمزية دور اجتماعي أيضاً. يؤكد روتشير أن الرمزية تقوم بربط
الفاعلين الاجتماعيين فيما بينهم من خلال الرموز. الرمزية تؤكد أيضاً
الهوية لدى الأشخاص دون توقف عبر وسائل اتصال مختلفة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] .



مما تقدم يمكن استخلاص أن الرمز مقترن بالمعنى. ومدلول المعنى يتضمن فكرة الاتصال( Communication). وهو ما يمكن تتبعه بوضوح في مجال العمارة.






الرمزية والعمارة/



من الصعب الفصل بين العمل المعماري ووظيفته العملية والرمزية. فالانسان يتعامل مع العمارة على أنها وسيلة اتصال( شكل 1، 2) فالمسكن مثلا لا يمكن أن يكون مجرد مأوى للحماية من العوامل البيئية التي لا يقوى على مقاومتها بل هو( المسكن) أيضاً يحتوي على جملة من التعبيرات الرمزية المعقدة التي تسد عددا من الاحتياجات النفسية للإنسان.








الرمزية والعماره Emstonehengejones





شكل رقم (1) معبد الشمس، من أقدم الأعمال المعمارية،
غني بصوره الرمزية المتعددة.( الاتجاهات الأربعة، الكون وعلاقة الإنسان بالمحيط)








الرمزية والعماره Diy-stonehenge-kit-1

الرمزية والعماره 800px-Stonehenge_back_wide







الرمزية والعماره E581b322732
شكل رقم (2) مدينة بغداد القديمة، احتوت على مدلولات رمزية كونية،
ارتبطت بالمحيط. " بوابة سوريا، بوابة خرسان، بوابة البصرة، بوابة الكوفة"








وجد الانسان في أقدم صور العمارة الأولية( الكهوف) ملامح رمزية( الاستدارة، استمرارية الأسطح، الحماية والأمان) بالإضافة لوظيفتها الطبيعية كمأوى. حركت هذه الأمور في شعور الإنسان إحساساً شبيهاً بالرحم الذي حفظه في بداية خلقه[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
ولّد هذا الاحساس لدى الانسان شعوراً بضرورة المحافظة على البعد الرمزي في
أعماله المعمارية. هذا ما أكده أصحاب نظريات العمارة. المعماري فيتروفيوس، صاحب أول نظرية مكتوبة في العمارة، معروفة لدى المعماريين الآن، يشدد على أهمية ثلاث جوانب أساسية لتحديد العمل المعماري الناجح:- الوظيفة، المتانة والجمال.


"Architecture", must be built with due reference to durability, convenience and beauty [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].








كما يشير فتروفيوس إلى ضرورة التمييز بين المساكن المختلفة كل حسب شخصية صاحب البيت[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. في نظرية فيتريفيوس اهتمام واضح بجدوى البعد الرمزي في العمل المعماري. ويمكن تبين ذلك من خلال مناقشة فكرة الجمال المعماري Architectural Beauty حيث يمكن اعتبار أن هناك جمال حسي وجمال رمزي. يحتوي العمل المعماري الجيد على أسس تثير الحواس المباشرة( النسب، الشكل، الايقاع، الخواص الضاهرية)، وأخرى رمزية كالضخامة، الغموض والزخارف تحرك مكامن شعورية مختلفة داخل نفس الإنسان. وهو ما يفسر الاتجاهات المختلفة للعمائر التي ظهرت بعد فيتروفيوس.

معمار فجر المسيحية بالإضافة إلى النواحي الوظيفية، يعكس جملة من الرموز( شكل المسقط الأفقي، البساطة في المعالجة المعمارية، الزخارف المستخدمة داخل المباني الدينية). شكل(3).
الرمزية والعماره 7+
شكل رقم (3) أحد الصور الرمزية للمباني الدينية المسيحية
وارتباطها بجسم الإنسان
سيطرة القبة كعنصر معماري مميز للعمارة البيزنطية له مدلولات رمزية ( القبة كانعكاس لقبة السماء).
كما أن محاولات معماريي فترة العصور الوسطى تحقيق عمارة مسيحية مميزة
انعكس على شغف هؤلاء الناس بالبعد الرمزي لأعمالهم المعمارية. تميزت أعمال
ما يعرف بالمعمار الغوطي بحرص المعماريين في تلك الفترة على تأكيد مكانة
الكنيسة وسط التجمعات السكنية. كما أن عناصر معمارية كالإضاءة والزجاج
الملون والأعمدة عالية الإرتفاع لعبت دورا مهما في زرع شعوراً رهبانياً لدى
مستعملي تلك الفراغات. أسلوب جماعة ال
Mannerism، خلال القرن السادس عشر جاءت كرد فعل تجاه النهج الواقعي لمعماريي ما يسمى بعصرالنهضة. شكل (4).

الرمزية والعماره 8+
شكل (4) النسيج المعماري للمدن القديمة،
اعتبره الكثيرون بمثابة ركح لاستعراض عدد من الصور


تأثر رواد
العمارة في القرن الثامن عشر، خاصة منهم الفرنسيون، بما أنجزه رواد عصرهم
في الأدب والفن، حاولوا إحياء البعد الرمزي للعمارة. المعماري بولييه
Boullee ولودو Ledoux
وجدوا في الأشكال الهندسية البسيطة مثل الدائرة والمربع معان رمزيةشجعتهم
على تبني هذه الأشكال في اقتراحات معمارية وبمقياس غير طبيعي[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. شكل (5، 5.1، 5.2)، شكل (6). هذه الاندفاعات المتباينة مهدت الأرضية اللازمة لاتجاهات معمارية معاصرة ذات طبيعة مختلفة.
الرمزية والعماره 2+
شكل رقم (5-5.1) المسقط الأفقي لأحد المساكن المقترحة من قبل المعماري لودو
بيت مشرف المياه
الرمزية والعماره Ledoux_Haus_des_Gaertners_Chaux_Projekt_1789
شكل رقم (5.2)



الرمزية والعماره Boullee4
شكل رقم (6) تصميم المعماري بوليه لأحد المعالم المعمارية" نصب نيوتس"


رواد العمارة
المعاصرة مع مطلع القرن العشرين، حاولوا تثبيت ملامح عمارة ذات معان جديدة.
في قناعاتهم، كان لدى هؤلاء الرواد الإيمان المطلق بعدم جدوى الأسلوب
التقليدي في التصميم وبضرورة إيجاد عمارة معبرة عن روح العصر. ما حدث في
تلك الفترة يعتبر إنعكاساً لتغير أيدولوجي وسياسي. هذا التوجه نتج عنه
عمارة ذات مدلولات رمزية هي الأخرى جديدة وصلت لدرجة محاولة إيجاد وصفة
لملامح العمارة العالمية المعاصرة. بيان المعماريين الأمريكيين هيتشكوك
Hichcock، و جونسون Johnson على أثر معرض العمارة المعاصرة بمدينة نيويورك سنة 1932، أرسى ملامح الطراز العالمي الذي تبناه الكثير من المصممين المعماريين[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].




نتج عن حركة
العمارة الجديدة مباني تفتقر للمدلولات الرمزية المعبرة والمعروفة. أدى هذا
التوجه إلى ارتفاع معدل تدمر الناس من محيطهم المعماري. فالوظيفة الطبيعية
والاعتبارات الاقتصادية والتقنية للمبنى شكلت محور اهتمام المصمم في تلك
الفترة بينما تركة المدلولات الرمزية لعكس نفس الاهتمامات. أما الهوية
المعمارية المحلية فقد حاول المعماريون التنصل منها بحجة عدم ملاءمتها
لمتطلبات الحياة الحديثة. كثير من المباني السكنية والإدارية التي يمكن
مشاهدتها هي في الواقع تعبير عن تقدم تقني في أساليب البناء وترجمة لأساليب
الإدارة المعاصرة أكثر من كونها ترجمة لبيئة معيشية ذات عرف وتقاليد
وثقافة محددة.





أثار عدم
الرضا تجاه المنهج الوظيفي في العمارة جملة من المحاولات لاستخدام رموز
معمارية مستعارة من العمائر القديمة في تصميم مبان حديثة ذات استخدامات
مختلفة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
وقد أثار هذا التوجه جدلاً كبيراً حول علاقة الشكل بالوظيفة. أي فيما كان
الاعتقاد بضرورة إعطاء الوظيفة هوية معينة للكتلة ووجوب تعبير الكتلة عن
الوظيفة ظهرت إشكالية المدلول المعنوي للكتل المعمارية كنتاج لعوامل طبيعية
أخرى. حيث زعم الكاتب المعماري آلن كولكون أن:-


The fundamental dialectic no longer seems to be that between form and function but that between form and other entity, Figure[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]




كلمة figure ، قريبة من مدلول كلمة الرمز لأن الكاتب يؤكد أن Figure
تعني أكثر من الشكل المجرد. مثل وجه الإنسان فلا يمكن تخيل وجه إنسان دون
ارتباطه بشخصية صاحبه. بمعنى أدق ما يبعث له الكاتب هو الشكل ذو المعنى.
كذلك الرمز غرضه يكمن في إشارته لفكرة معبرة. ومعان هذه الفكرة مستمدة من
البيئة والثقافة الموجود بها الرمز. لأن الكاتب نفسه يدعي:-


By figure I mean a configuration whose meaning is given by culture.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]




لهذا يمكن
ملاحظة أن الجدل يتركز، رغم اختلافه حول ضرورة إثراء العمل المعماري وذلك
بإعطاء التصاميم قيمة معنوية ذات مدلولات حضارية. وهو نفس ما ينادي به
المعماريان روبرت فنتوري
Venturi و ألدو روسّي Rossi رغم اختلاف إسلوبهما.

روبرت فنتوري، من خلال كتاباته، يؤكد على أهمية القيم" الشعبية"
في العمل المعماري، فهو يرى أن العمل المعماري يجب أن يكون بمثابة الرمز
في الفراغ وليس مجرد شكل بدون معنى، كما هو الحال في أعمال المعاصرين،
الذين تعتبر أعمالهم، حسب رأي فنتوري، مجرد ترجمة لبرنامج وظيفي ومتطلبات
إنشائية[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].





لكي يكون
العمل المعماري ذو مضامين رمزية، يقدم المعماري اقتراحاً بأهمية النظر إلى
التاريخ أو تطويع القيم التاريخية واستخداماتها في الأعمال المعمارية.
فالمعماري روبرت فنتوري يبجل الصورة المرئية على الشكل. حيث في تأكيد الصورة المرئية إبراز للهوية المعمارية. لأن العمارة، بالنسبة لفنتوري، هي مأوى ذو مدلولات رمزية. ويمكن قراءة هذا بسهولة في كتاباته حول العمارة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، أو من خلال تفحص مقترحات المعماري التصميمية.


تصميم فينتوري لكل من مسكن والدته في مدينة فيلادلفيا أو عمل آخر في ولاية نيويورك يثير في ذهن متفحص هذين المقترحين جملة من الرموز. شكل(7)



الرمزية والعماره 3+
شكل رقم (7) تصميم المعماري فينتوري لبيت والدته بمدينة فيلادلفيا



الرمزية والعماره CRI_58210


ففي المثال
الأول يمكن تتبع عدداً من الرموز التي تعتبر مفردات معبرة عن المساكن في
تلك الجهات. بعض من هذه الرموز يمكن إيجادها في شكل السقف المائل، توسط
المدخنة واجهة البيت كرمز صريح لأهمية هذا العنصر في التصميم. مدلول
المدفئة كمركز تتجمع حوله الأسرة يثري دور البيت في الحياة الاجتماعية.
التضاد بين تعبير الواجهة الأمامية كرمز للواجهة الرسمية للمنزل والواجهة
الخلفية المطلة على الحديقة العائلية الموجودة وراء البيت يرمز إلى
الاختلاف بين العام والخاص. بقية المفردات المعمارية كالفتحات والحليات
الزخرفية المستقيمة والمنحنية ساعدت هي الأخرى في غنى التعابير الرمزية
لهذا التصميم.





الرمزية والعماره 1.3



بيت تاكر Tucker House احتوى
هو الآخر على عدد من الرموز المعمارية. فقد تشابه مع بيت والدة المعماري
في استعمال السقف المائل ولكن بشكل مختلف. السقف في هذا المثال تمّ إبرازه
لتأكيد رمز البيت كمظلة اجتماعية وليحتضن بطريقة مميزة النافذة الدائرية
التي شكلت هي الأخرى عنصر إنارة. نتجت هذه هذه الإنارة من إبراز دور
الفتحات كعناصر معمارية يمكن تطويعها لتؤدي أغراضاً رمزية بالاضافة
لتوفيرها لحاجة الانسان الطبيعية للضوء. نجح المعماري في تأكيد هذا الدور
بالتغير في مساحات الفتحات( من المساحة الاعتيادية إلى المساحة الكبيرة الدائرية)[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. شكل(8)



الرمزية والعماره 1.1




يمكن استنتاج أن المعماري روبرت فينتوري استند في أعماله على تأكيد الرموز المعروفة لدى العامة ( السقف المائل، المدخنة، النافذة)، وهو غير الأسلوب الذي اتبعه المعماري الإيطالي ألدو روسّي.
الرمزية والعماره 2.1
مجسمات لمجموعة أعمال للمعماري فينتوري



ففي تصميم روسّي لمقبرة مودينا Modena Cemetery يمكن قراءة جملة من الرموز المجردة ذات المعاني البعيدة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. هذه الرموز تخاطب ذاكرة دارس هذا التصميم لتثير فيه جملة من المشاعر. الذاكرة Memory تعتبر، في نظرية روسّي، عنصر مهم في تكوين وكذلك قراءة الرموز وتعابيرها المعمارية[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
الحائط الموجود كسور حول المشروع يرمز للاحتواء. البيت المهجور عاري السقف
وخال من النوافذ يشير إلى مدلول الحياة الأخرى. المدخنة الضخمة ترمز
للمصنع المعطل عن العمل. التخطيط العام للمقبرة استند في تنسيقه على
التعبير الرمزي لمخطط المدينة. أي أن المقبرة هي مدينة ولكن لفئة أخرى وزمن
مختلف. زمن ما بعد الممات. شكل (9، 9.1)





الرمزية والعماره 4+

الرمزية والعماره IMG308%25231
شكل رقم (9-9.1) مقترح ألدو روسّي لمقبرة مودينا


الرمزية والعماره Img307%25231
شكل رققم (9.1)



الرمزية والعماره 5




الرمزية والعماره Rossi_modena02




الرمزية والعماره P1010069



الأمثلة السابقة ساعدت في التعرف على الرمزية وعلاقتها بالعمل
المعماري بشكل عام. أيضا وضحت هذه الأعمال إنحياز بعض المعماريين( من خلال أساليب متباينة)
إلى جانب العمارة المعبرة عبر عناصر رمزية مباشرة وغير مباشرة. هذا التوجه
في الواقع ليس جديداّ. التعبير الرمزي يمكن إيجاده في أقدم الأعمال
المعمارية. مدينة غدامس تعتبر من أقدم المدن الليبية، إذ يناهز عمرها الخمسة آلاف سنة. فيما تبقى من الورقة، يتم استعراض جملة من العناصر المعمارية التي تمّ تطويعها في إثراء المدلول الرمزي لتصميم مدينة غدامس.




الرمزية في معمار غدامس/

تعتبر مدينة غدامس
كنزاً معمارياّ غنياً بالرموز المعمارية المختلفة. حيث دعم هذا الغنى في
المفردات المعمارية ومدلولاتها الرمزية صمود المدينة عبر فترات طويلة من
الزمن. في مدينة غدامس لم تنحصر الدوافع من وراء إنشائها في توفير
بعض الاحتياجات الوظيفية. لو كان الأمر كذلك لأنتهت المدينة بعد زمن محدود
من بعثها. لكن يبدو أن سكان المدينة أرادوا منذ البداية إيجاد صرحاً
معمارياً معبراً ومعمراً لقرون لاحقة. هذا ما يفسره تعدد الروايات الخاصة
بإنشاء مدينة غدامس[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].






الرمزية والعماره Photo56
الموقع:-بناء
المدينة في موقعها الحالي ارتبط بمدلول رمزي مميز. فالمدينة تعتبر مؤشرا
فريدا للمدن الصحراوية، إلاّ أن غدامس تظل فريدة في صورتها المرئية. لعل
الأسباب التي ساهمت في هذا التمييز تكم في موقعها الجغرافي. حيث تحتل
المدينة مركزا هاماً على خطوط التجارة الممتدة من الجنوب إلى الشمال أو من
الشرق إلى الغرب. بناء المدينة حول عين الفرس يمكن اعتباره دليلا رمزيا
مهما لدور المياه في بعث الحياة وإمكانية استمرارها. المدينة بنيت على
منظومة سواقي لتكون بمثابة جنة في وسط الصحراء. يحيط بهذه المدينة سور
مستمر يتخلله بوابات رمزاً للحماية وإشارة لأهمية تحديد كيان المدينة
وربطه بالمحيط. شكل هذا الحاجز علامة مميزة لتعريف المدينة ونقطة عبور من
الفضاء المفتوح( الصحراء) إلى فضاء معيشي معرّف. إرتفاع حوائطها
الخارجية وتشابك أحجام مبانيها وتمازج الأسطح مع المساحات الخضراء ساعد
أيضاً في إبراز ملامح تلك الصورة المرئية الفريدة. عناصر رمزية أخرى يمكن
إيجادها فيما يلي:




شكل الموقع العام،
يغلب عليه التخطيط الطبيعي وهو ما يختلف عن العشوائية. ففي خفايا التخطيط
هذا حس مرهف تجاه محددات عدة. في مقدمتها يأتي النظام الاجتماعي الذي انعكس
على تخطيط المدينة. كل قبيلة حدد لها حي من أحياء المدينة ليس بهدف
التفرقة والتمييز ولكن ضمان لصون هوية كل قبيلة على حدة والانسجام بين
أفراد القبيلة من جهة وبين القبائل المكونة للمدينة من جهة أخرى. ويتأكد
هذا التدرج من تتبع المسالك الخاصة بالحركة. الحي الخاص بكل قبيلة ينقسم
إلى عدة شوارع بحيث يسكن أولاد هذه القبيلة أحد هذه الشوارع. المدينة بهذا
التقسيم أصبحت رمزا للهيكل الاجتماعي الذي يقطنها.



الرمزية والعماره %25D8%25AE%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25B7%25D8%25A9+%25D8%25BA%25D8%25AF%25D8%25A7%25D9%2585%25D8%25B3%25231




الشوارع في مدينة غدامس،
تشتهر بتعرجاتها وكثرة ظلالها( قلة الإضاءة الطبيعية) واحتوائها للفضاءات
العامة. تعكس هذه المعالجات أهمية الخصوصية في الأحياء المختلفة، الترابط
الاجتماعي الموجود بين سكان المدينة، ودور الشارع في الحياة العامة.
فالشوارع ليست للحركة ولكنها أماكن يمكن للفتية والشباب والكهول من
الالتقاء بها في الفضاءات المخصصة لذلك حسب الظروف الدافعة لهذه اللقاءات ،
لقاءات يومية، أفراح أو مآتم. الفضاءات العامة( الميادين) شكلت عنصراً
مكملا لتصميم المدينة. توزعت هذه الميادين عند تقاطع مسالك الحركة أو على
امتداد بعض الشوارع وعند مراكز الأحياء السكنية. شكل الميادين تنوع بتنوع
الوظيفة المزمع إقامتها وعلاقة الفضاء بالمدينة. فالميدان العام للمدينة
صمم بمساحة كبيرة واحتوى على مدرجات تأكيدا لمكانة المدينة ودور هذا الفضاء
في دعم سبل الحياة الاجتماعية. بينما ميدان آخر مثل ميدان التوتة أو ميدان
جرسان يرمز لمكانة مثل هذه الفضاءات داخل الحي السكني الموجود فيه
الميدان.







الرمزية والعماره Ghadames7


الرمزية والعماره %25D8%25BA%25D8%25AF%25D8%25A7%25D9%2585%25D8%25B3+%25D9%2584%25D9%258A%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%258B+002
ميدان التوتة
شكل المباني السكنية،
الموجودة حول الشوارع يغلب عليه الشكل المربع ذو الفناء المركزي رغم تعدد
طوابق المساكن. هذا النوع من التخطيط يرمز هو الآخر إلى الحياة الاجتماعية
المترابطة داخل المنزل. الفناء المركزي، وهو من النوع المسقوف، تتوزع حوله
الغرف المختلفة، صمم كل فضاء من هذه الغرف لإحتواء نشاط طبيعي ورمزي محدد،
ففراغ" الكبة" هو فضاء الزوجة ليلة الزفاف وفي حالة وفاة الزوج. وسط البيت" الفناء"
هو مكان الاجتماع اليومي للأسرة وهو المكان عينه الذي تستعرض فيه الزوجة
مهارتها في فن الزخرفة وتنسيق مقتنياتها المختلفة التي أحضرتها من بيت
والدتها.

الرمزية والعماره 3530120745_241ca1ae68_o
وسط البيت" الفناء" هو مكان الاجتماع اليومي للأسرة


الرمزية والعماره %25D8%25BA%25D8%25AF%25D8%25A7%25D9%2585%25D8%25B3+1+066
فراغ" الكبة" هو فضاء الزوجة ليلة الزفاف وفي حالة وفاة الزوج



الرمزية والعماره Copy+%25282%2529+of+%25D8%25BA%25D8%25AF%25D8%25A7%25D9%2585%25D8%25B3+2+009
الفناء- تستعرض فيه الزوجة مهارتها في فن الزخرفة وتنسيق مقتنياتها المختلفة التي أحضرتها من بيت والدتها

الحوائط المحيطة بوسط البيت،
أصبحت رمزاً للزوجة ومكان يترجم من خلاله رب الأسرة ثقافته العامة
والدينية وكذلك هواياته. بهذا أصبحت غرفة المعيشة مكاناً لإرسال مدلولات
رمزية مختلفة.



الرمزية والعماره %25D8%25BA%25D8%25AF%25D8%25A7%25D9%2585%25D8%25B3+%25D9%2584%25D9%258A%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%258B+028




ضعف الإضاءة داخل المنزل،
مترتبة على قلة الفتحات وصغر مساحتها، الدافع إلى ذلك الحرص الفرط على
توفير الخصوصية، تأثير العامل المناخي( الذي أدي إلى ارتباط المباني ببعضها
البعض) ومحاولة إضفاء إحساساً بقدسية الحياة الأسرية، وأهميتها لدى هؤلاء
الناس.




الرمزية والعماره 36956_111265608924511_100001232186305_78637_2323905_n
هذه الفتحة على أسطح البيوت هي المصدر الرئيس لإضاءة البيوت
بناء الحوائط من الطين،
له مدلولات رمزية بالإضافة إلى أهمية هذه المادة في المحافظة على تلطيف
درجة الحرارة الداخلية. كما أن استخدام أجزاء أشجار النخيل في السقف
والأبواب ينم عن حس وشعور خاص تجاه هذه المواد. فهي تعطي إحساساً بالمتانة
والأمان وتوفر إحساساً بالدفء، كما تعكس ظروف البيئة المحيطة. شكل (10)


الرمزية والعماره 37898_111265842257821_100001232186305_78649_2202393_n
مادة الطين هي المادة الأساسية للبناء في مدينة غدامس


الألوان المستخدمة في معمار المدينة،
تحتوي هي الأخرى على مدلولات رمزية معقدة. فاللون الأبيض المستخدم في طلاء
الحوائط ملائم للظروف الصحراوية. أيضاً يرمز الأبيض الصفاء والنقاء
والبساطة في حياة هؤلاء الناس. الألوان الزاهية كالأحمر والأصفر والأخضر
احتفظ بها في الداخل، خاصة في عمل الزخارف الداخلية. وهو ما يؤكد التضاد
بين ما هو عام وما هو خاص.

الرمزية والعماره 37898_111265828924489_100001232186305_78645_7693335_n
اللون الأبيض للحوائط الخارجية
المفردات المعمارية الأخرى،
كالأقواس، الفتحات، الأقبية، القباب، الأعمدة وتيجانها، الزخارف الجصية،
المثلثات العلوية ساهمت هي الأخرى في إثراء المدلولات الرمزية لعمارة
غدامس. الأقواس في غدامس تميزت بأشكالها الفريدة( القوس المسطح)
واستخدمت بشكل واضح في المباني العامة كالمساجد والشوارع. بعض الميادين
شكلت الأقواس بها عنصر إثارة وذلك باحتوائها للجلسات الموجودة على جانبي
الشارع أو لإسناد الغرف المطلة على الشارع. شكل (11)





الرمزية والعماره 180750_139088002820032_100001565007321_274723_3986280_n


صغر الفتحات وتعدد أشكالها،
نتج عن مفاهيم رمزيةأخرى كالحاجة لتوفير الإحساس بالحماية. الأقبية
والقباب خضعت طرق بنائها لمحددات إنشائية سواء كان ذلك جراء استخدام الطين
كمادة رئيسية أو طريقة إنشاء هذه العناصر وكذلك بمعاني رمزية. القبو والقبة
إنتشر استخدامها في المباني الدينية والأضرحة. الأعمدة وتيجانها بالرغم من
أن بعضها مستمد من بعض الأبنية القديمة، إلاّ أن اهتمام سكان المدينة
بمعاني هذه العناصر إنعكس في الحرص على ملاءمة مقياس الأعمدة للمباني
الموجودة بها( مقياس إنساني) وخلوها من الزخارف التي تتعارض مع التعاليم الإسلامية.




الزخارف الموجودة في تيجان الأعمدة،
تحتوي على رموز نباتية وهندسية مترجمة للقيم الدينية لأهالي المدينة.
الأشكال الهندسية المجردة شكلت أيضاً أسس تنسيق للزخارف المرسومة على
الحوائط أو المصنوعة من الجبس. استخدم هذا النوع من الزخارف أيضاً في
الميادين العامة لترمز للحي الموجود به الميدان أو تاريخ بنائه وصانع هذه
الزخارف. بعض أعمال الزخارف المصنوعة من الجبس يمكن وجودها داخل البيت خاصة
في غرفة المعيشة أو المطبخ، وهي ترمز أيضاً لمهارة صانعها أو لشغف السكان
بالمدلولات الرمزية للزخارف النباتية والهندسية.






الرمزية والعماره %25D8%25BA%25D8%25AF%25D8%25A7%25D9%2585%25D8%25B3+%25D9%2584%25D9%258A%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%258B+027
الأشكال الهندسية المجردة شكلت أيضاً أسس تنسيق للزخارف المرسومة على الحوائط أو المصنوعة من الجبس



الأشكال المثلثية،
شكلت عنصراً رمزياً بارزاً في معمار غدامس. نذر وجود مبنى بدون مثلثات
علوية. فهذه العناصر ترمز إلى حرص السكان على إيجاد عناصر رمزية لطرد
الأرواح الشريرة( حسب بعض المعتقدات والأقاويل) كذلك إضفاء علامة معبرة أخرى لمحيطهم المعيشي ورمزا لوحدتهم.
المثلث علامة بارزة في أركان المبنى العلوية ونمط هندسي يمكن ملاحظته في
الزخارف الموجودة داخل البيت أو في حواشي المبنى والواجهة الرئيسية. شكل (12)







الرمزية والعماره %25D8%25BA%25D8%25AF%25D8%25A7%25D9%2585%25D8%25B3+1+093
الأشكال المثلثية، شكلت عنصراً رمزياً بارزاً في معمار غدامس


الخلاصة/

الرمز يتضمن المعنى وليس فقط الشارة(sign ) والمعنى يمكن قراءته متى كان مفهوماً. فكرة الاتصال (communication
) متوفرة في مدلول المعنى. هذا ما يفسر ارتباط وجود الإنسان ارتباطاً
وثيقاً بالرمز والرمزية. الرمز له دور اجتماعي، فهو يشكل وسيلة اتصال بين
البشر. فالوظيفة والمكانة الاجتماعية، الثقافة في المسكن الذي يقطنه الشخص
هي رموز يستخدمها الإنسان لإرسال معلومات عن نفسه للآخرين.



العمارة طوعها
الإنسان لما يمكن أن تحمله هذه الرموز في توفير العديد من حاجياته وتأكيد
هويته. اختلاف المدن خاصة منها التقليدية نتج من اختلاف الرموز التي
تحتضنها هذه التجمعات. المبنى بغلافه الخارجي وفراغاته الداخلية وسيلة مهمة
لإشباع حاجة الإنسان في التواصل مع الغير ونقل المعلومات.




المعماري يعلق
أهمية كبرى على فكرة الرمزية، وهو باستمرار يستخدم رموزاً مختلفة ومفردات
معمارية مميزة. الشكل الهندسي العام للمبنى أو المخطط، تشكيل الفراغات،
درجة البساطة أو التعقيد، كتلة المبنى، نوعية المواد المستخدمة والألوان
عناصر معمارية غنية بالرموز. مفردات معمارية كالأعمدة، الحوائط، الأقبية
والقباب، الزخارف والفتحات الدائرية التي استعارها بعض المعماريين من حقب
زمنية مختلفة لإثراء المدلول الرمزي لمقترحاتهم التصميمية. هذه الاستعارة
تبقى سطحية إذا ما انعدم انسجام هذه المفردات مع بقية المكونات الفراغية
والوظيفية للمبنى الملتصقة به. في كثير من المباني المصممة حديثا تظهر
عناصر" غريبة" ملصقة على الواجهة أو الواجهات الرئيسية دون مراعاة
للمبنى، المستعمل، المحيط. يبدو أنه لا تزال هنالك صعوبة في فهم الرمزية
وبالتالي استخدامها بطريقة فعالة لإثراء البيئة المعيشية للإنسان. معماريو
الثورة الروسية حاولوا إيجاد عمارة ذات مدلولات رمزية معبرة عن الشيوعية،
Constructivist, Rationalist ولكن
هذه القيم الرمزية لم تلاق النجاح وانتهت قبل انتهاء الاتحاد السوفيتي.
كما هو الحال بالنسبة لدعاة الفاشية والنازية. فشلت حركة الفاشية في
إيطاليا في ترسيخ عمارة معبرة عن أيدلوجيتها[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. بينما لم تنجح النازية في تحديد الطراز المعبر عن فكرها السياسي.






لضمان عمارة ذات مضامين رمزية معبرة، هناك حاجة للسعي في اتجاه اقتراح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
amani alshoaibi
مشرفـة عـامـة
مشرفـة عـامـة
amani alshoaibi


الكــلــيــة : كليه الهندسه والعماره
القسم ( التخصص ) : عماره
السنة الدراسية (المستوى الدراسي) : .......
الجنس : انثى
عدد الرسائل : 10090
العمر : 33
الدوله : اليمن
العمل/الترفيه : طالبه جامعيه
المزاج : اعيش لاجلك
نقاط : 11874
تاريخ التسجيل : 17/04/2010
: :قائمة الأوسمة : :
الرمزية والعماره 11000

بطاقة الشخصية
التقييم: 10

الرمزية والعماره Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرمزية والعماره   الرمزية والعماره Icon_minitimeالسبت مارس 10, 2012 9:25 pm

يسلمو غاليتي على هذا الموضوع المتميز

تحياتي ^_^
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرمزية والعماره
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شباب جامعة إب :: الاقسام العلمية :: كلية الهندسة :: منتدى العمارة :: قسم التصميم-
انتقل الى: