بسبب عوامل اجتماعية كثيره
أصبح الكسل عند البعض عادة
و أصبح للكسل مضاعفات اجتماعية خطيرة
و قد تتسائلون
كيف يكون للكسل مضاعفات اجتماعية ؟؟
أقصى ما يضرنا فيه الكسل هو انعدام اللياقة
مع احتمال زيادة في الوزن
صح ؟؟
لا
رحلتنا مع الكسل تبدأ من الطفولة
فبالنسبة للنوع الأول و هو الكسل الجسدي
يتعود البعض منا على الراحة الجسدية منذ طفولته
فهناك من يخدمه دائما
و ينظف و يرتب غرفته عنه
و يأتي له بالطعام و يغسل عنه الصحون
ثم بعدأن يكبر هناك من يدرسه او يدرس عنه
و هناك من يعطيه الأسئلة النموذجية و الدروس الخصوصية
التي تساعده على النجاح مع اقل القليل من الدراسة
و الأبحاث فهناك من يبيعها له و يجهز له الوسائل
أما في الجامعة المجانية
فلا داعي للسرعة في التخرج فهي أحلى سنين العمر
فليأخذ راحته و يستمتع
فالمصروف ماشي و السيارة الفارهة موجودة
و لا يهم هنا التفوق بل يكفي النجاح
لأنه عندما يصل لحياته العملية
يجد الواسطة في انتظاره لتساعده على إيجاد الوظيفة
و الحفاظ عليها و الترقي بها دون بذل أدنى مجهود
و كل ما عليه عمله هو أن يرتاح و يكون موظفا كسولا
و نتيجة هذا النوع من الكسل
بالإضافة إلى احتمال انعدام اللياقة الجسدية و السمنة
فسنجد
موظف اتكالي غير كفؤ و غير منتج
يرد على من يسأله لماذا لا تعمل
بسؤال : و ليش اشتغل ؟
معاشي ماشي
!!
أما النوع الأخر فهو الكسل الفكري أو العقلي
فالكسل هنا تعدى الجسد ليخترق العقل
و العقل الكسول مشكلة
فمنذ الصغر نتعلم عدم حب الكتاب
لأنه مقرر مجبرون على قرائته
ثم نتعلم عدم التفكير و نكتفي بالحفظ
أتذكرون.. من صفحة كذا إلى صفحة كذا حفظ ؟؟
لم نكلف ببحث.. أو مناقشة قضية مهمة
بل خذوا كل ما نعلمكم بقوة و أحفظوه دون نقاش
لتصبح مدارسنا مراكز للتحفيظ و الحشو لا للتعليم
فالتعليم هو أن تعلم الطلبة كيف يفكرون و يبحثون
و ما هي النتيجة ؟
نجد أول مظاهر الكسل العقلي كره القراءة
و كما الكسول الجسدي الذي يكره التمارين الرياضية
فكذلك الكسول العقلي يكره القراءة و التفكير
التي تعتبر التمارين العقلية
و بالتالي نفوت على أنفسنا فوائد القراءة الكثيرة
مثل التعلم و الاستفادة من تجارب الآخرين الذين سبقونا
و لكن ليس هذا فقط بل المصيبة الكبرى
أن البعض أصبح كسولا في بذل أي مجهود عقلاني لاتخاذ قراراته المصيرية
فكم من شخص كون فكرة عن شخصية معينة أو حدث تاريخي
من مجرد السماع دون أن يقرأ عنهم شيء
بل قد يحب أو يكره و يتعصب لحبه أو كرهه لشيء دون أن يكون قد قرأ كلمة واحدة
كم من شخص دخل في نقاش من مجرد معلوماته السمعية
دون أن يكون قد بحث في الموضوع
كم من شخص تعصب لمذهب دون أن يقرأ كلمة من مصادره
أو اتخذ موقف سياسي دون البحث عن خلفياته
و اكتفى بما يقال في الدواوين
لذلك أرى أن أغلبنا في المجتمعات العربية
قد عدنا بسبب كسلنا الفكري لنتبع نفس أسلوب عرب الجزيرة العربية
من ١٥٠٠ سنة عندما كانوا أميين و يعتمدون على نظام الرواية
كنظام إعلامي تعليمي كان فيه الشاعر يعادل اليوم صحفي مشهور
و أحب أن اذكر هنا أن من أحد أسباب اعتمادنا على الكلمة المسموعة
هو مراقبة الكلمة المكتوبة من قبل الأنظمة
التي جعلت للإشاعة أهمية أكثر مما هو مكتوب و منشور رسميا
الكسل العقلاني أصبح آفة
هناك الكثير تكلم عن داروين و عن نظريته
و قال أن هذا الشخص مجنون و يدعو للكفر
و يسفه الدين و يحقر الإنسان الذي كرمه الله
و يقول بأن أصل الإنسان قرد
و لكن كم واحد من هؤلاء قرأ كتابه
The Origin of Species
قبل أن يحكم عليه ؟
و الأمثلة كثيرة
مشكلة الكسل الفكري أو العقلاني
أن هناك من يستغل هذه الصفة
و يعتمد على كسل الناس في البحث و التقصي
فيسهل توجيههم و حشد التابعين
مع اطمئنانهم لعدم قدرتهم على تقصي الحقيقة
فالكسول فكريا سهل الانقياد وراء من يراه يفكر عنه
و شعب لا يقرأ
هو شعب لا يفكر
=====
للتوضيح
أنا لا انتقد الرفاهية المادية بحد ذاتها
فالحمد لله على نعمته
و لكن سوء استغلالنا لها
و عدم استثمارنا في العنصر البشري
هو ما أنتقده
و هذه احد الإعراض الجانبية للمجتع الغني
ان لم يحسن استغلال ثروته
و أما الكسل الفكري
فهو آفة في العديد من المجتمعات
فقيرة كانت أم غنية
بسبب ما ذكرت من نظام تعليمي فاشل
تعمدوا وضعه لينتجوا عقولا لا تفكر
منقول