أنا الوطن

وطني تراب ام بشر ؟ أم حاكم أم مؤتمر ؟

ام سلطة ام سلعة ؟ ام لعبة ام كذبة ؟

ام رحلة ام مستقر ؟

وطني شجر ؟ وطني حجر ؟

لاخير في شجرا إذا لم أقتطف منه الثمر .

لاخير في حجر إذا لم يبتنى بيت به للشعب ما نفع الحجر ؟

لاخير في حجر إذا لم يققذف الطاغي ويحصب من تآمر أو غدر .

وبلا المواطن أي معنى للوطن ؟

وطني أنابك أنت بي ...

ولقد حملتك في فؤادي راغباً ، لكن لماذا ضقت بي ؟

أتراه ثقلي أم لضعف فيك أم قانون حراس الوثن ؟

حكموك قسراً أنت تعيش العمر في المنفى وتنفى في الوطن .

قد كنت ترفضني وتبعدني وتطردني وأنت مشرداً في كل أرض باحثاً بين الممالك عن وطن .

أنت الوطن ... وهنـا الوطن ..

وطني كأنك لست تعرفني وظل الخوف في عينيك ترمقني بهذا اللحظ مشدوه البصر .

هل شوهت وجهي السنون ؟ ألم يعد يبدو الأثر ؟

أم أنهم عصبوا على عينيك حتى صرت تنكرني ؟

خدعوك ياوطني وهم من عذبوك وأقعدوك وجوعوك وأخضعوك وأقنعوك بأن خيرك في ولايتهم.

جعلوك رهن مزاج حضرتهم معاليهم جلالتهم فخامتهم ..

تركوك ظمآناً على الطرقات مقطوع الرجاء بلأ أمل .. وبلأ عمل .

خنقوك بالأزمات والنكبات حتى لم تعد تعرف صديقك من عدوك

لا عجب أن ضيعتني ونسيتني ..

لكنما لا يجرمنك قولهم ياموطني أن يدَّعوا حب الوطنْ .

أو أن يقولوا أنهم بالقتل يحمون الوطن ..

فالقتل لا يحمي وطن .. والقمع لا يبني وطن ..

والظلم هدام المواطن والوطن ...

كم خوفوك من المحن .. وتذرعوا لك بالفتنْ .

وهم الفتن ... وهم المحن ... وهم المصيبة أصلها وفروعها .

يا أيها القلب الوطنْ ..

ثق بي ولا تفرق فسوف أزيل عن عينيك كل غشاوة من صنعهم .

حتى ترى كل الوجوه جلية يا ابن الوطنْ .

وطني كأنك لم تنم .. لم تغتسل من ربع قرن

هذه الاسمال بالية وهذا الوجه قد أزرى به حبل الزمن .

هيا اقترب واخلع ثيابك وأغتسل واسجد لرب العرش لاتسجد لنصب او وثن .

غير فقد آن الأوان لكي تغير .. بدل فقد آن الأوان لكي تبدل .

ثر وانتفض واصمد فأنك في سبيل الحق والمولى معك .

اصرخ على الدنيا بأعلى الصوت حتى تسمعك ..

اعد النظر ...قل ماتشاء بكل من وليتهم .

قل ماتشاء بكل من أمّرتهم .

قل ماتراه بكل من آمنتهم ، أمّنتهم ، وأمنتهم .

لكنهم لم يؤمنوا بك إنما قتلوك ياوطني

ولازالت دماؤك في يديهم . غير أنك لم تزل في القلب حيا ..

ولقد بعثت اليوم كالإعصار متقداً ومنتقما ومتولا قويا ..

لتدك أسوار الطغاة ومن تحصن خلفهم وتعود مرفعوا ابيا ..

كثر عن الأنياب لا ترأف بهم ..

أسفر عن الوجه الذي لم يعهدوه ..

لا يفزعنك شرهم ، نيرانهم ، غوغاؤهم ، أوعدهم وعتادهم ..

لا يفتننك سحرهم ، وحبالهم ، وعصيهم ..

هذي عصى موسى ستلقيها فتلقف كل ما صنعوا ويسقط سحرهم ..

لاتطلبن الحق في لطف ولا أدب ولا تتوصل الطغيان ياوطني فيسخر من مقالك ..

شدد وأغلط في سؤالك .

لاتجزعن اليوم من نزف ومن جوع ومن ألم فليس الدرب للحرية الحمراء سالك

من كبرياء الجرح أشعل ثورة وازحف إلى ام المعارك .

سر نحن خلفك من امامك ، عن يمينك ، عن شمالك ..

سنذود عنك بكل غال بالدماء وبالنفوس عن المهالك ..

بدم الشهيد سنكتب التاريخ لا بالحبر هذا يومنا ..

لا ظلم بعد اليوم ان الظلم والظلام مهلوك وهالك ..

والحق منتصر ومالك ... والشعب منتصر كذلك ..

والليل آذن بالرحيل وسوف تشرق شمسنا لتضيء اقطار المسالك ..

الليل اذن بالرحيل ومن خيوط الفجر سوف نصوغ بيرق نصرنا ونحيك للباغي كفن ..

وطني فداك دمي وروحي أنني لك ناصر .. لك حارس .. بك مؤمن

فاخلد سعيدا فوق سفح المجد حرا ياوطن ..

ها قد جمعتك واستعدتك طاهرا ومطهرا ومبرء ومحررا

من رجز شيطان وسكرات الوهن ..

واليوم عرسك فابتسم

قلبي وطن ... روحي وطن ... حبي وطن ... عشقي وطن .

وطنـــــــــــــــــــــــــي انــــأ ... وانــــا الوطــــــــــــــــــــــــــــن .