بيان ثوري

سنكتب بالدماء و بالدموع
ونعلن في الختام عن الشروع

ونشهد كل سيف في غماد
بأنا ما خلقنا للخضوع

و نمطر والجراح بنا تشظى
ليروى النصل من ثغر النجيع

ونشعل كل داجية سفورا
و نخمدها بإيفاظ الهزيع

و نسجد للعزيز بكل ساح
و نبني آية في كل ريع

نبرد بالأماني لافحات
وندفئها بأحنية الضلوع

نحلق والمنايا جائعات
نعاركها على عطش وجوع

نعارك لا تكل لنا زنود
إلى النزع الأخير من النزيع

و نهبط كالصبابة في سلام
على الأفياء كالغيث المريع

و إن ملنا فمالت باسقات
تساقط رطبها فوق الجميع

تلوح للسعاة بأن تعالوا
و تكنفهم بتشبيك الفروع

لتلتحم الجذور إلى جذور
و تنتظم الجذوع مع الجذوع

ويوم الكر يغدو القول فصلا
و تصطف الجموع مع الجموع

إذا ما استأنس الراعي ذئابا
فإن عليَ تحرير القطيع

و أفواج السباع لها زئير
و لا يثغو سوى الحمل الوديع

و مافلت مخالبنا نكوصا
و ما شحذ المخالب بالخنوع

لأن الأسد لا تعدو بصمت
و لا تنقاد للمسخ الوضيع

سيغدو للعيون غدا طريدا
و تنبذه الربوع عن الربوع

إذا اقترف الجناة و لم يتوبوا
فذلك عندنا أمر طبيعي

و مهما أغمضوا عنا عيونا
فما منعوا الشموس من السطوع

و هل يرجى الطواغبت امتثالا
و قد وصلوا إلى قتل الرضيع

لهم في ذمة التاريخ يوم
يخادهم بهاوية الوقوع

و لكنا لنا التاريخ جلا
وذاكرة الذهاب عن الرجوع

لأنا أنفس باعت دناها
لبارئها فأنعم بالمبيع

لغير الله لا نحني رقابا
و لا نشكو الصعاب إلى وكيع

قلوب تنبض الأوطان فيها
و هامات تعز على الركوع

لنا عذراء تعتلج انتظارا
به يئس القلوع من القلوع

إذا أمست تزينت احتفالا
تغازلنا بإيقاد الشموع

تولى رسمها الشهداء حتى
قضوا نحبا فهل من مستطيع

بلى سنتم مازانوه نظما
نلونها بألوان البديع

الله اكبر

يعطيك العافيه