بماذا نتميز؟

بماذا نتميز


فكلمتي قصيرة فوائدها بإذن الله وفيرة جمعت محتواها من كتب العلماء وأرباب والحكمة والأدب والسيرة أقدمها لك أخي على طبق من الورود الطيب لأنها ثمينة كتبها الأولون بعد تجربة مريرة ودراسة عسيرة بذلوا لأجلها دمائهم ليسطروها وأوقاتهم ليجمعوها فأعطوك إياها جاهزة مجهزة لا طويلة مملة ولا قصيرة مخلة
كلمتي عن التميز وأي تميز البعض يرى التميز في لبس الكوت على الموضة أو الثياب الضيقة الطويلة أو الحذاء الفريد والقصة الفريدة ورائحة العطر الملفتة والمشية الميتة بنو التميز على التقليد الأعمى لأنهم أهل جهل وجفا أشكالهم نظيفة ولكن الله أعلم بما يخفى ظنوا إن التميز بامتلاك السيارة والعمارة والقات والسيجارة والتلفون والنظارة لكنهم نسوا أن الدنيا فانية وإن الأموال زائلة وأن التجارة خاسرة بحثوا عن التميز في مستنقعات الزوال يقول أحد الشعراء المجربين

ولقد نصحت ولي تجارب جمة ولقِيت كل معلم مأمـون


فإذا النعيم وكل ماجد زائل يفنى ويبقى سعيكم للدين

فمن ظن أن ذلك هو التميز فليدرك نفسه فإنه على الطريق الخطأ
فالتميز لا يباع ولا يشترى بثمن زهيد او باهظ، وليس كل شيء يسمى تميز، والوقت الحاضر يختلف عما كان في الماضي.
فمن أراد التميز الحقيقي الذي لا يفنى فليبحث في كتب الأولين وكيف تميزوا ومن أبرز ثمرات تميزهم هو بقاء ذكرهم إلى اليوم مع أنهم تحت التراب مدفون .
قال صاحب المقامات الشيخ القرني عن تميز بلال ولما سمع بلال بن رباح ، حي على الفلاح ، أصبح من أهل الصلاح .
وعن تميز أبي بكر قال يُدعى أبو بكر من الأبواب الثمانية ، لأن قلبه معلق بربه كل ثانية ، صرف للدين أقواله ، وأصلح بالهدى أفعاله ، وأقام بالحق أحواله ،قلت أنفق ماله كله جاهد مع الرسول جل غزواته دافع عن الدين والملة فتميز وصار أمير الأمة وخلد ذكره في كتاب القرآن وفي السنة لا تفتح كتاب لمصنف يتحدث في جانب الصدقة والجهاد والشجاعة وغيرها إلا وذكر أبو بكر.
لبس عمر المرقّع ، وتأوّه من ذكر الموت وتوجّع ، وأخذ الحيطة لدينه وتوقّع ، تميز بعدله ووقاره حتى وافقه القرآن على قراره وتميز عمر بن عبد العزيز لصبره وعدله في دولته الإسلامية وتميز ابن تيمية بعلمه وفقه وحجته ، وتميز من المعاصرين على سبيل المثال ابن باز على الرغم من عمى بصرة ولكنه كان صاحب بصيرة نافذة وحجت دامغة وعلم واسع وعمل دؤوب فكتبه الآن تملأ المكتبات وأشرطته توزع بالتسجيلات فرحمة الله عليه .
فيا من ضيعت عمرك في الفاني ، والحرام والأغاني ، وأسهبت في الأماني ، وضيعت القرآن والمثاني ، بأمثالك ذلت الأمة ، وصغر قدرها ، واستهان بها عدوها ، فأدرك نفسك وتفادى حالك فالمباحات كثيرة ، أبواب العلم وفيرة ، والأمة في حاجة ماسة إلى عالم رباني، ومحدث وفقيه ، ومخترع بارع ، ومكتشف وعبقري وفيزيائي والكيمائي ورياضي ومعلم الكتروني وغيرها من المجالات التي تخدم الأمة وتعيد قدرها وترجع لها مكانتها فتنافس وتسابق وتناطح وتصنع وتخترع وتكون لها السيادة والريادة...
فمن أراد التميز فعليه أولاً بالإخلاص لأنه شرط الخلاص من التعبد لغير رب الناس تم المتابعة للرسول في القول والعمل والاعتقاد ثم الأخذ من أقوال السلف وطلب علمهم ومعرفة منهجهم والسير على طريقهم والتبحر في العلم والطلب في الزيادة والسفر والسهر والشعور بالمسؤولية والعمل بالعلم وتبليغه إلى الناس والدراسة والتتلمذ وهناك أسباب لتميز كثيرة ولكن هذه أصولها مختصرة فتحت كل سبب أسباب ...