التشخيص المخبري الوالدي المصلي المناعي :
المناعة المكتسبة بعد التعرض لداء المقوسات هي بشكلٍ رئيسي مناعةٌ خلويةٌ والأجسام الضدية (anticorps)
التي يمكن الكشف عنها بعد الإنتان ليست إلا شواهد علی أن العضوية قد تعرضت
لهذا الإنتان سابقاً، من هنا يمكن فهم شدة فوعة الإنتان عند الأشخاص
المصابين بتناذر القصور المناعي المكتسب )SIDA( حيث أن القصور المناعي هو بشكلٍ رئيسي خلوي.
التشخيص
عند المرأة الحامل غالباً ما يكون مخبرياً مصلياً ومن هنا تكمن أهمية
معرفة الحالة المناعية لكل النساء الحوامل منذ بداية الحمل وتكرار الفحوص
المناعية المصلية الشهري لكل الحوامل ذوات المصلية السلبية وذلك حتی نهاية
الحمل.
في حال الإصابة بداء المقوسات تتحول الإختبارات المصلية من السلبية للإيجابية )ظهور أجسامٍ مضادةٍ (IgG) ( و (IgM) و (IgA) موجهةٌ ضد المقوسة القندية.
عندما
يكون أول إختبارٍ مصليٍ مناعيٍ إيجابي تظهر مشكلة التمييز بين الإصابة
البدئية primo-infection والشواهد المصلية لإصابةٍ قديمةٍ infection
ancienne ومن أجل ذلك يجب الإعتماد علی التغيرات في القيم العيارية للأجسام
الضدية من النموذج IgG و IgM بفحصين
مصليين متعاقبين وبفاصلٍ زمنيٍ مدته مساويةٌ أو تزيد علی الثلاثة أسابيع
)خلال هذه الفترة يجب ألا تتلقی الحامل أي معالجةٍ بالمضادات الحيوية
الفعالة ضد المقوسات القندية خوفاً من التأثيرأو لجم الجواب المناعي
الطبيعي والحصول علی نتائج مموهة قد تكون السبب في إخفاء حقيقة الإصابة
الإنتانية( ثم إن هذه الفاصلة الزمنية عادةً لا تترافق بخطرٍ يذكر علی
الجنين بسبب أن العدوی الجنينة يسبقها دوماً طورٌ مشيمي وعبور الطفيلي
للوسط الجنيني لا يحدث إلا بعد ٤ إلی ٨ أسابيع من إستعمار الطفيلي للمشيمة.
لوضع تشخيص الإنتان البدئي يجب أن تتغير قيمة العيارات المصلية بشكلٍ صريحٍ بين فحصين متتالين )2X أو أكثر(.
الـ IgM هي أُولی الأجسام الضدية ظهوراً في الدم ويكون ذلك بعد أيامٍ قليلة من بدء الإنتان.
الـ IgG تُكشف في الدم بعد ٢ إلی ٣ أسابيع من بدء الإنتان ثم تستمر في الإرتفاع حتی تبلغ قيمةً ثابتة بعد شهرين علی علی بدء الإنتان.
٣-١- تحليل النتائج المخبرية :
يجب
أن يتم إجراء الإختبارات المصلية في نفس المخبر وأن يُعتمد علی نفس
الطريقة المخبرية وعند الشك بالنتائج يجب إرسال كافة العينات الدموية إلی
مخبرٍ إختصاصيٍ ليعيد تحليلها من جديدٍ ويجري تشخيصاً مقارناً فيما بينها
هناك العديد من الإحتمالات التي يمكن مواجهتها عقب نتائج الفحص المصلي الأول الخاص بداء المقوسات :
ـ الـ IgM سلبية الـ IgG
سلبية = حاملٌ غير ممنعة، يجب تكرار الفحوص المصلية الدورية الشهرية حتی
نهاية الحمل وفي نفس الوقت يجب إتخاذ الإحتياطات الوقائية الصحية اللازمة
في الحياة اليومية لتجنب التعرض لداء المقوسات.
ـ الـ IgM إيجابية الـ IgG إيجابية = إعادة الإختبارات المناعية بعد ثلاثة أسابيع :
١. في الإنتان البدئي الحديث في حالة التطور ترتفع عيارات كلٍ من IgG و IgM
٢ . بقاء قيمة الـ الـ IgG ثابتة يشير إلی أن الإنتان قد مضی علی بدايته أكثر من شهرين.
٣ . الـ IgM إيجابية وثابت الـ IgG إيجابية وثابتٌة) بعد فحصين متتاليين يعني أن الإنتان قديم والمرأة
الحامل ممنعة ضد داء المقوسات طالما أنها متمتعة بجهازٍ مناعيٍ سليم.
عند بعض الأشخاص، عقب الإصابة بداء المقوسات يمكن الكشف في الدم عن الأجسام الضدية النوعية للمقوسة القندية من النموذج IgM و الـ IgG لفترةٍ طويلةٍ قد تدوم لعدة سنوات.
ـ الـ IgM إيجابية الـ IgG سلبية :
هذه الصيغة المصلية غالباً ما تكون المؤشر علی بداية الإنتان لكن يجب إعادة الإختبار المصلي بعد مضي ثلاثة أسابيع :
ـ إيجابية الـ IgG تؤكد التشخيص
ـ إستمرار سلبية الـ IgG يدل علی أن الـ IgM
هي غير نوعية )عند الأشخاص إيجابيي العامل الرثواني أو في حال وجود أجسام
ضدية مضادة للنواة وأخيراً قد تكون أجساماً ضدية طبيعية( والمرأة الحامل
غير ممنعة ويجب الإستمرار بالمراقبة المخبرية المصلية حتی نهاية الحمل
ـ الـ IgM سلبية الـ IgG
إيجابية وثابتةٌ بعد فحصين متتاليين هذا يعني لأن الإنتان قديم والمرأة
الحامل ممنعة ضد داء المقوسات طالما أنها متمتعة بجهازٍ مناعيٍ سليم.
لقد لُوحظ أن الكشف عن الـ IgG يمكن أن يبقی إيجابياً لفترةٍ طويلةٍ قد تصل أحياناً لعشرة سنواتٍ بعد إنتهاء الطور الحاد لداء المقوسات.
ـ الـ IgM سلبية الـIgG إيجابية مع إرتفاع قيمة إيجابيته بعد فحصين متتاليين : في هذه الحالة هناك ثلاثة إحتمالاتٍ :
١. إما تفعيلٌ جديدٌ لإصابةٍ إنتانيةٍ قديمة )عندالحوامل المصابات بقصورٍ مناعيٍ( ؛
٢. وإما إصابةٌ بدئيةٌ حديثة بدون IgM
تصادف هذه الحالة في ١ ٪ تقريباً من الإصابات بداء المقوسات القندية
وللتأكد من التشخيص يجب اللجوء إلی تقصياتٍ مخبريةٍ خاصةٍ تقوم علی عيارٍ
نوعي ٍ للأجسام الضدية من فئة الـ IgG الموجهة ضد مولدات الضد الغشائية للمقوسة القندية بشكلها الحر (Tachyzoïte) والذي يتواجد في الدم والعديد من الأنسجة في الطور الحاد للإنتان.