أسس تدريس التعبير الشفهي في المرحلة الابتدائية

: أسس تدريس التعبير الشفهي في المرحلة الابتدائية
* هناك مجموعة من الأسس التي ينبغي أن يلتفت إليها القائمون بتدريس التعبير
الشفهي في المرحلة الابتدائية وفيما يلي عرض لتلك الأسس :
1- الاهتمام بالمعنى قبل اللفظ : فلابد أن يهتم المدرس بأفكار التلاميذ قبل
الاهتمام بألفاظهم ؛ لأن الألفاظ خادمة للأفكار ، مع مراعاة أن يشعر
التلميذ بذلك.
2- الاهتمام بالمواقف الطبيعية التي يتم تعليم التعبير الشفهي من خلالها
حتى تؤدى اللغة وظائفها مثل التي تنشأ في حياة التلاميذ المدرسية.
3- إن المواد الدراسية المختلفة تمثل مصدرا للمعلومات والمعارف يمكن للمتعلم أن يستقى منها أثناء حديثه الشفهي .
4- يتم تعليم التعبير في جو من الحرية وعدم التكلف وهذا يحقق بدوره الانطلاق في التعبير فكرا ولغة.
5- الاهتمام بأحاديث التلاميذ الشفوية والمناقشة معهم في بعض جوانب
الموضوعات المطروحة لتحديد الأفكار الأساسية والفرعية التي يمكن توظيفها في
موضوعات التحدث.
6- التخطيط الجيد لموضوعات التحدث وتقسيمها إلى عناصر وهذا يؤدى بالتلميذ
إلى سلامة العرض ، وتنظيم الأفكار والتدرج المنطقي في عرضها.
7- الاهتمام باستثارة التلاميذ عن طريق استخدام الأسئلة الموجهة والإجابة عنها.
8- الدقة في اختيار الجمل والتعبيرات اللازمة للأفكار مع استخدام أدوات الربط بدقة حسب معناها .
9- لفت التلاميذ إلى المواقف والأماكن التي يجب فيها الامتناع عن الكلام
كالحال عند قراءة القرآن ، وفى المساجد عند الاستماع إلى الخطيب وفى
المكتبات وغيرها.
10- أن يدرك المعلم أن منهج التعبير بصفة خاصة ، ومنهج اللغة العربية بكل
فنونها بصفة عامة كلها مجالات لفن الكلام أو التعبير الشفهي ؛ من حوار أو
مناقشات أو تعليقات أو خطب .
11- أن يدرك المعلم أن الغرض من التعبير أن يعبر التلاميذ عن أفكارهم لاعن
أفكار المعلم نفسه أو غيره من الكبار الذين يتكلمون أمامه في المنزل أو في
المدرسة.
12- عدم مقاطعة التلاميذ أثناء الحديث ، وتشجيع الانطلاق في الحديث لأنها من الأولويات في سلم المهارات الشفهية
13- أن يعي المعلم بأهداف المناقشة ومهاراتها حتى يمكنه تدريب تلاميذه
عليها؛ وهى تنمية القدرة على تحديد المشكلات بوضوح وبدقة ، وإدراك مدى
الحاجة إلى تدعيم العبارات ، وقبول الآراء المعارضة بدون انفعال أو عصبية.
14- أن يربط المعلم بين خبرات التلاميذ الشخصية وموضوع المناقشة بالإضافة إلى أن أنشطة المناقشة تعد مجالا مهما لتعليم التعاون.
15- الاهتمام بالقصة حيث تمثل أهم حاجة من حاجات التعبير الشفهي مع مراعاة
أن تكون من اختيار التلاميذ ، وتجنب الإكراه فلا يطلب من التلميذ حكاية قصة
لا يستمتع بحكايتها .
16- الاهتمام بفرص التعلم التعاوني حيث تعد فرصا حقيقية لإظهار القدرة على استخدام اللغة الشفوية وتقويمها.
17- ضرورة تدريب التلاميذ على التحكم في الجلسة والتنفس لأن هذا يساعد على وضوح الصوت .
18- تدريب التلاميذ على المحاكاة والتقليد لمن يستمعون إليهم من الأشخاص
الذين يتمتعون بصوت عال جذاب ففي ذلك مساعدة على تنمية أصواتهم.
19- تجنب الأنفية والخشونة والصوت العالي والحاد كلها أمور يجب أن يوجه المعلم التلاميذ إليها أثناء تدريس التحدث .
20- المحادثة والمناقشة تعتبران من المهارات الأساسية للتعلم ، وإهمال
هاتين المهارتين الضروريتين هو إهمال لجانب كبير من جوانب عملية التعلم
ووسائلها.
21- توسيع مجال الحديث وعدم الاكتفاء بما في المدرسة أو ما يتصل بحجرة
الدراسة مثل الخروج إلى الخلاء والمناطق الريفية كلها فرص كبيرة لإثارة
الحديث والكلام.
22- دفع التلاميذ للحديث دون تقيد بموضوع معين .
23- من الأسس التربوية في تدريس التعبير الشفهي ليس للتعبير زمن معين
ولاحصة محددة بل هو نشاط لغوى مستمر يجب على المعلم أن ينتهز له كل فرصة ،
وأن يهيئ له نصيبا من كل حصة .
24- من الأسس اللغوية في تدريس التعبير الشفهي أنه يمكن الاستعانة بالأغاني
الرفيعة والأناشيد والقصص في تزويد التلاميذ باللغة الفصيحة ، وذلك
بالإضافة إلى القراءة و الاستماع وذلك لتجنب مزاحمة اللغة العامية.
25- إن الطفل لا يمكنه التعبير عن شيء إلا إذا كان له علم سابق به ، لذا يجب اختيار الموضوعات المتصلة بأذهان التلاميذ
26- الاستعانة بالمحسوسات كالصور والنماذج ؛ لأن التلاميذ يميلون إلى الأشياء المحسوسة ويبعدون كل البعد عن اللامحسوس .
27- على المعلم أن يعالج بعض الصفات الموجودة عند التلاميذ كالخجل والخوف بالتدريج وأخذهم باللين والصبر والحكمة.
28- استغلال بعض الصفات الموجودة لدى التلاميذ مثل حب الظهور بطريقة سليمة وجيدة .
29- يمثل الاقتباس من القرآن الكريم والاستشهاد بعيون الشعر ومأثور القول
دعامة قوية لأفكار الموضوع ، وقد لا يتسع محفوظ التلاميذ لذلك ، فيلجأ
المعلم إلى إثبات بعض الآيات والأشعار على السبورة ، ويكون ذلك أثناء
الحديث في عنصر معين ، وبغير إملائها لاستجلاب الأفكار حولها أو تكلف
السياق لإثباتها.
30- التنويع في موضوعات التعبير الشفهي أمر مطلوب حتى لا يبعث لدى
التلاميذ الفتور الفكري والزهد في التعبير عند الاقتصار على الموضوعات
المبتذلة التي يكثر تناولها
31- البعد عن الاصطناع والتكلف أثناء الحديث بإقحام الموضوع ببعض العبارات
البراقة التي لا يطلبها المعلم فتبدو غريبة ، لذا لاينبغى على المعلم
تحفيظ التلاميذ العبارات المصنوعة والمتكلفة وأن يتركهم على سجيتهم ؛ حتى
لا يعوق الانطلاق والتدفق أثناء الحديث .
32- أن يكون كل درس من دروس التعبير الشفهي استجابة لدافع نفسي يصدر عنهم وهذا بشأنه ييسر الانطلاق في الحديث
33- أن تكون موضوعات التعبير الشفهي متدرجة بحسب أعمار التلاميذ ونموهم اللغوي .
34- يميل التلاميذ في المرحلة الابتدائية إلى الحركة واللعب ، لذا ينبغي
على المعلم أن يستغل هذه الأمور في تعليمهم وإكسابهم المهارات الشفهية
المختلفة بأسلوب تربوي راق
35- عدم السخرية أو الاستهزاء أو المقاطعة لمن يتكلم من التلاميذ .
36- ضرورة إعداد التلاميذ لفظيا ، وفكريا لعملية الحديث .
37- تشجيع التلاميذ على المشاركة في الأنشطة المدرسية التي تعتمد في
ممارستها على الكلام ؛ كالإذاعة المدرسية ، وجماعة الخطابة والتمثيل وغيرها
كل هذه الأمور السابقة ينبغي أن يفطن إليها المعلم أثناء تدريسه للتعبير
الشفهي ، مع العلم أن هذه الأسس كي تتحقق يجب على المعلم أن يعرف دوره
وواجبه في دروس التعبير الشفهي وكذلك أن يعرف التلاميذ واجباتهم تجاه
أنفسهم عند التعبير وهذا ما يمكن إجماله فيما يلي :
1- واجبات المعلم :
أ- الإلمام ببعض المعارف والعلوم حتى يتمكن من صحة الحكم على أفكار تلاميذه ومعلوماتهم التي يقدمونها في دروس التعبير .
ب- إغناء المعلم خبراته المباشرة عن طريق الزيارات والرحلات ومشاهدة مظاهر الطبيعة.
ت- لا يكلف المعلم تلاميذه في الحديث عن أمور يجهلونها، بعيدة عن معالمهم ،
وأن تكون الأفكار المطروحة عليهم واضحة لا غموض فيها ، فالفكر الواضح يؤدى
إلى التعبير الواضح .
2- واجبات التلميذ تجاه نفسه عند التعبير الشفهي :
أ- دقة ملاحظة الأشياء،ووصفها .
ب- الاستناد إلى إحساس جديد وسليم مما يساعده على انتقاء الكلمة والجملة والتعبيرات المناسبة.
ت- الوضوح في التفكير ، حيث يتم تحديد الأفكار الرئيسية التي يدعم بها
الموضوع وكذلك الأفكار الفرعية وهذا يساعد على الوضوح في التعبير .
ث- البعد عن السرد الجاف، بل لابد من استخدام الأفعال المعبرة والحوار والموازنات البسيطة.
ج- توظيف الاقتباسات توظيفا صحيحا.
ح- القراءة والإطلاع لأن هذا من شأنه إثراء خبرات التلاميذ.
من العرض السابق يتضح أن هناك أسسا ينبغي أن يستند المعلم عليها عند قيامه
بتدريس التعبير الشفهي مع الإلمام بالمهام والواجبات الكثيرة والمتنوعة له
في دروس التعبير الشفهي ، لما لهما من تأثير واضح وبين ، بالإضافة إلى
معرفة التلميذ لواجباته تجاه نفسه حتى يحقق الغاية المنشودة من دروس
التعبير الشفهي الذي هو محصلة لباقي فروع اللغة العربية الأخرى وهى التعبير
عن النفس بلغة سليمة وفصيحة راقية وبفكر منظم مرتب ترتيبا منطقيا.
دكتور / راضي فوزي حنفي