منتدى شباب جامعة إب
نـثر مـرورك في الــدرب زهـراً وريحانـا . . . وفاح عبــق اســــمك بوجـودك الفتــانـــا

فإن نطقت بخيـر فهو لشخصك إحسانا . . . وإن نطقت بشر فهو على شخصك نكرانا

وإن بقيت بين إخوانك فنحـن لك أعوانـا . . . وإن غادرت فنحن لك ذاكرين فلا تنسـانــا


منتدى شباب جامعة إب
نـثر مـرورك في الــدرب زهـراً وريحانـا . . . وفاح عبــق اســــمك بوجـودك الفتــانـــا

فإن نطقت بخيـر فهو لشخصك إحسانا . . . وإن نطقت بشر فهو على شخصك نكرانا

وإن بقيت بين إخوانك فنحـن لك أعوانـا . . . وإن غادرت فنحن لك ذاكرين فلا تنسـانــا


منتدى شباب جامعة إب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةمركز رفع الصورأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
منتدى شباب جامعة إب منتدى ,علمي ,ثقافي ,ادبي ,ترفيهي, يضم جميع اقسام كليات الجامعة وكذا يوفر الكتب والمراجع والدراسات والابحاث التي يحتاجها الطالب في دراسته وابحاثه وكذا يفتح ابواب النقاش وتبادل المعلومات والمعارف بين الطلاب. كما اننا نولي ارائكم واقتراحاتكم اهتمامنا المتواصل . يمكنكم ارسال اقتراحاتكم الى ادارة المنتدى او كتابتها في قسم الاقتراحات والشكاوى

 

 على عتبة النقد عند ابن الأثير..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Arwa Alshoaibi
مشرفـة عـامـة
مشرفـة عـامـة
Arwa Alshoaibi


كيف تعرفت علينا : ............
الكــلــيــة : ........
القسم ( التخصص ) : .......
السنة الدراسية (المستوى الدراسي) : .......
الجنس : انثى
عدد الرسائل : 12959
العمر : 35
الدوله : بعيييييييييييييييييييييييييييييد
العمل/الترفيه : القراءه والاطلاع على كل جديد
المزاج : متقلب المزاج
نقاط : 18850
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
: :قائمة الأوسمة : :
على عتبة النقد عند ابن الأثير..  Aonye_10
على عتبة النقد عند ابن الأثير..  1800010


بطاقة الشخصية
التقييم: 10

على عتبة النقد عند ابن الأثير..  Empty
مُساهمةموضوع: على عتبة النقد عند ابن الأثير..    على عتبة النقد عند ابن الأثير..  Icon_minitimeالإثنين يناير 31, 2011 4:34 am



يعــد ابن الأثير من أعظم نقاد العرب الذين درسوا القضايا النقدية دراسة
مستفيضة ، و يعد كتابه المثل السائر أهم مؤلف عالج فيه مختلف القضايا فكان
بحق أرضية خصبة يرجع إليها الباحثون و المهتمون بهذا الموضوع . فقد عرف عن
هذا الأثر النفيس بكونه كتاب في أصول البلاغة العربية و النقد الأدبي ،
لأنهم رأوه يفيض بكثير من الفكر والآراء الحرة عن الأدب و الأدباء ، و لم
يسلم من نقد ابن الأثير كثير من فحول الشعراء الذين يعرفهم تاريخ الأدب
العربي كامرئ القيس و الفرزدق و أبي نواس و أبي تمام و المتنبي و غيرهم .
كما أن الكتاب يزخر بكثير من الآراء النقدية لمجموعة من الكتب النقدية التي
طبعت تاريخ المكتبة النقدية العربية منذ القرن الثالث الهجري إلى عصره ،
" فتراه في كثير من الأحيان لا يرضي بآراء الغير بل يبسط الرأي الذي يراه ،
و الذي يتماشى مع ذوقه ، و الذي يساير في كثير من الأحيان الفكرة النقدية
السليمة ، التي لا يسع القارئ إلا الإقرار بها و الإذعان لها " . على أن
أهم ما ميز هذا الكتاب اهتمام صاحبه بالنقد النحوي و البلاغي و الذي نستشفه
في جل صفحات الكتاب بالإضافة إلى تحديده لمجموعة من المصطلحات النحوية و
البلاغية و تعريفها ، و ضرب العديد من الأمثلة . و هذا ما سنحاول التعرف
عليه في هذا العرض من خلال المحاور التالية :
• اطلاع ابن الأثير على الكتب النقدية و البلاغية .
• المثل السائر ، كتاب نقد و بلاغة.
• النقد النحوي في المثل السائر .
• النقد البلاغي في المثل السائر .


1 - اطلاع ابن الأثير على الكتب النقدية :
لقد استطاع ابن الأثير قراءة كتب البلاغة و البيان و أفاد منها و نقدها ،
حيث يقول ابن الأثير في كتابه المثل السائر : " و قد ألف الناس فيه – علم
البيان – كتبا ، و جلبوا ذهبا ، و حطبوا حطبا . و ما من تأليف إلا و قد
تصفحت شينه و سينه و علمت غثه و سمينه ، فلم أجد ما ينتفع به في ذلك إلا
كتاب ( الموازنة ) لأبي القاسم الحسن بن بشر الآمدي ، و كتاب ( سر الفصاحة )
لأبي محمد بن عبد الله بن سنان الخفاجي " .
كما اطلع على أقوال الأئمة المشهورين في هذا الباب كابن عيسى الرماني و
الجاحظ و قدامة بن جعفر و أبي هلال العسكري . كما قرأ و أفاد من كتاب
البديع لابن المعتز و الوساطة بين المتنبي و خصومه لعبد العزيز الجرجاني
وكتاب حلية المحاضرة للحاتمي ، و كتابي دلائل الإعجاز و أسرار البلاغة لعبد
القاهر الجرجاني .

2 – المثل السائر ، كتاب نقد و بلاغة :
يمتاز كتاب المثل السائر لصاحبه ابن الأثير بدراسته المتميزة لموضوع النقد من خلال زاويتين :
* الأولــى : دراسة قاعدية ، حيث عني فيها بالحدود و التعاريف و حصر
الأقسام ، و جمع فيها كل ما استطاع جمعه من معالمها التي اهتدى إليها الذين
سبقوه إلى البحث البلاغي ، و هو في كثير من المواضع يصحح أخطائهم ، ويضيف
إلى تحديداتهم ما جعلها جامعة مانعة على الوجه الذي يهتدي إليه ، و بالنظر
الذي يهتدي به .
* الثانيــة : دارسة نقدية ، و فيها ألم بكثير من العيوب التي يقع فيها مستعملو تلك الفنون في أشعارهم أو خطبهم أو كتاباتهم .


و لذلك كان من الممكن أن يقال إن ابن الأثير قد جمع في المثل السائر كثيرا
من أصول البلاغة العربية و النقد الأدبي، و أنه وحد هذين الفنين الجماليين و
مزجهما ، و أعادهما إلى طبيعتهما التي تنفر من الأسلوب القاعدي الجاف ،
وخلطهما بنصوص من الأدب و آراؤه فيه أكثرها جيد مصيب .
كما أنه عمل في كتابه على التفريق بين مهمة البياني ، و مهمة كل من النحوي و
اللغوي ، و يقول في ذلك " إن موضوع علم البيان هو الفصاحة و البلاغة ، و
يسأل صاحب هذا العلم عن أحوالهما اللفظية و المعنوية ، و يشترك هو و النحوي
أو اللغوي في أن الثاني ينظر في دلالة الألفاظ على المعاني من جهة الوضع
اللغوي ، و تلك دلالة عامة.
أما صاحب البيان فان له نظرة فوق هذه النظرة ، لأنه ينظر في فضيلة تلك
الدلالة ، و المراد بها أن يكون الكلام على هيئة مخصوصة من الحسن ، و ذلك
أمر وراء اللغة و الإعراب ، ألا ترى أن النحو يفهم معنى الكلام المنظور و
المنثور، و يعلم مواقع إعرابه ، و مع ذلك فانه لا يفهم ما فيه من أسرار
الفصاحة و البلاغة ؟ و هذا هو السر في خطأ مفسري الأشعار ، لأنهم اقتصروا
على شرح معناها ، و ما فيها من الكلمات اللغوية ، و تبيين مواضع الإعراب ،
دون العناية بشرح ما تضمنته من أسرار الفصاحة و البلاغة .
و مما ذكر سلفا و على ذلك الأساس ، يفرق ابن الأثير بين مهمة اللغوي أو
النحوي ، و مهمة الناقد أو صاحب البيان . ذلك أن هناك علوما تتخصص في البحث
عن صحة العبارة وفقا لقواعد النحو و الإعراب و تلك هي مهمة علماء اللغة
الذين يبحثون في بنية الكلمة . ثم إن هنالك علوما أخرى لا تقف عند تلك
المسائل التقليدية المعروفة ولكنها تعالج النواحي الجمالية في الأعمال
الأدبية ، و تلك هي مهمة النقاد أو البلاغيين أو علماء البيان .




3– النقد النحوي في المثل السائر :
يعتبر ابن الأثير أن موضوع كل علم هو الشيء الذي يسأل فيه عن أحواله التي
تعرض لذاته . و موضوع علم النحو هو الألفاظ و المعاني ، و النحوي يسأل عن
أحوالهما في الدلالة من جهة الأوضاع اللغوية .
و في الفصل الثاني الذي تطرق فيه لآلات علم البيان و أدواته و التي حددها
في ثمانية أنواع من الآلات ، حيث يضع على رأسها معرفة علم العربية من النحو
و التصريف ، و يقول : " أما علم النحو فانه في علم البيان من المنظوم
والمنثور بمنزلة أبجد في تعليم الخط ، و هو أول ما ينبغي إتقان معرفته لكل
أحد باللسان العربي " . و يؤكد أن أول من تكلم في النحو هو أبو الأسود
الدؤلي في عهد علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ثم تلاه ثلة من الأعلام ،
ويضيف
" فان قيل : أما علم النحو فمسلم إليك أنه تجب معرفته ، لكن التصريف لا
حاجة إليه ، لأن التصريف إنما هو معرفة أصل الكلمة ، و زيادتها ، و حذفها ،
و إبدالها ، و هذا لا يضر جهله ، و لا تنفع معرفته " . و يرد عن ذلك أن
الكاتب أو الشاعر إذا كان عارفا بالمعاني ، مختارا لها و لم يكن عارفا بعلم
النحو ، فانه يفسد ما يصوغه من الكلام . و يختل عليه ما يقصده من المعاني ،
و أما التصريف فانه إذا لم يكن عارفا به لم تفسد عليه معاني كلامه ، و أما
تفسد عليه الأوضاع ، و إن كانت المعاني صحيحة ، " فكل من النحو و التصريف
علم منفرد برأسه ، غير أن أحدهما مرتبط بالآخر ، و محتاج إليه " .
و يشير ابن الأثير أنه لا ينبغي لصاحب هذه الصناعة من النظم و النثر أن
يهمل من علم العربية ما يخفى عليه بإهماله اللحن الخفي ، فان اللحن الظاهر
قد كثرت مفاوضات الناس فيه ، حتى صار يعلمه غير النحوي ، و لا شك أن قلة
المبالاة بالأمر و استشعار القدرة عليه ، توقع صاحبه فيما لا يشعر أنه وقع
فيه ، فيجهل بما يكون عالما به .
و هنا يأتي ببيت شعري لأبي نواس الذائع الصيت و الذي غلط فيما لا يغلط مثله فيه ، فقال في وصفه الخمر :
كأن صغرى و كبرى من فواقعها حصباء در على أرض من الذهب
فينتقده ابن الأثير بقوله ( صغرى ) و ( كبرى ) غير جائزتين ، فان فعلى أفعل
لا يجوز حذف الألف و الأم منها ، وإنما يجوز حذفها من فعلى التي لا أفعل
لها ، نحو حبلى ، إلا أن تكون فعلى أفعل مضافة ، و ها هنا قد عريت عن
الإضافة و عن الألف و اللام .
و قد غلط أبو تمام في قوله :
يا لقائم الثامن المستخلف اطأدت قواعد الملك ممتدا لها الطول
ألا ترى أنه قال ( اطأدت ) و الصواب ( اتطدت ) لأن التاء تبدل من الواو في
موضعين : أحدهما مقيس عليه كهذا الموضع ، فانه من وطد يطد ، فإذا بني افتعل
قيل ( اتطد ) و لا يقال ( اطأد) ، و أما غير المقيس فقولهم في وجــاه (
تجاه ) و قالوا ( تكلان ) و أصله الواو لأنه من وكل يكل ، فأبدلت الواو تاء
الاستحسان .
و يشير ابن الأثير أن المخطئ في التصريف أنذر وقوعا من المخطئ في النحو ،
لأنه قلما يقع له كلمة تحتاج في استعمالها إلى الإبدال و النقل في حروفها ،
و أما النحو فانه يقع الخطأ فيه كثيرا .
و مثال ذلك قول أبي نواس في الأمين محمد :
يا خير من كان و من يكون إلا النبي الطاهر الميمون
فرفع في الاستثناء من الموجب ، و هذا من ظواهر النحو ، و ليس من خافيه في شيء .
و كذلك قول المتنبي :
و تكرمت ركباتها عن مبرك تقعان فيه و ليس مسكا أذفرا
فجمع في حالة التثنية ، لأن الناقة ليس لها إلا ركبتان ، فقال ( ركبات ) و هذا من أظهر ظواهر النحو ، و قد خفى على مثل المتنبي .
و ليخلص ابن الأثير إلى أن الجهل بالنحو لا يقدح في فصاحة و لا بلاغة و
لكنه يقدح في الجاهل به نفسه ، لأنه رسوم قوم تواضعوا عليه ، و هم الناطقون
باللغة ، فوجب إتباعهم .و أما الإدغام فلا حاجة إليه لكاتب ، لكن الشاعر
ربما احتاج إليه لأنه قد يضطر في بعض الأحوال إلى إدغام حرف ، و إلى فك
إدغام ، من أجل إقامة الميزان الشعري .

4 – النقد البلاغي في المثل السائر :
اهتم ابن الأثير بهذا الجانب اهتماما بالغا منطلقا بالتنظير و تحديد التقسيمات البلاغية و تعريفها .
أ – البيان و التحسين :
يعتبر ابن الأثير أن فائدة وضع اللغة هو البيان و التحسين ، فأما البيان
فقد وفى به الأسماء المتباينة التي هي كل اسم واحد دل على مسمى واحد ، فإذا
أطلق اللفظ في هذه الأسماء كان بينا مفهوما ، لا يحتاج إلى قرينة . و لو
لم يضع الواضع من الأسماء شيئا غيرها ، لكان كافيا في البيان .
و أما التحسين فان الواضع لهذه اللغة العربية نظر إلى ما يحتاج إليه أرباب
الفصاحة و البلاغة فيما يصوغونه من نظم و نثر ، و رأى أن من مهمات ذلك (
التجنيس ) ، و لا يقوم به إلا الأسماء المشتركة ، التي هي كل اسم واحد دل
على مسميين فصاعدا ، فوضعها من أجل ذلك .



ب – الحقيقة و المجاز :
الحقيقة فهي اللفظ الدال على موضوعه الأصلي ، و أما المجاز فهو ما أريد به
غير المعنى الموضوع له في أصل اللغة ، ويضيف " أن كل مجاز فله حقيقة ، لأنه
لم يصح أن يطلق عليه اسم المجاز إلا لنقله عن حقيقة موضوعة له ، إذ المجاز
هو اسم للموضع الذي ينتقل فيه من مكان إلى مكان ، فجعل ذلك لنقل الألفاظ
من الحقيقة إلى غيرها " .
و أنه إذا ورد عليك كلام يجوز أن يحمل معناه على طريق الحقيقة و على طريق
المجاز باختلاف لفظه ، فانظر ، فان كان لا مزية لمعناه في حمله على طريق
المجاز ، فلا ينبغي أن يحمل إلا على طريق الحقيقة ، لأنها هي الأصل ، و
المجاز هو الفرع ، و لا يعدل عن الأصل إلى الفرع إلا لفائدة مثال ذلك قول
البحتري :
مهيب كحد السيف لو ضربت به ذرا أجا ظلت و أعلامها وهد
و يروي أيضا ( لو ضربت به طلى أجا ) جمع طلية . و هي العنق . فهذا البيت لا
يجوز حمله على المجاز . لأن الحقيقة أولى به ألا ترى أن ( الذرا ) جمع (
ذروة ) و هو أعلى شيء ، يقال : ذروة الجبل أعلاه . و الطلى جمع طلية و هي
العنق . و العنق أعلى الجسد ، و لا فرق بينهما في صفة العلو هنا . فلا يعدل
إذا إلى المجاز ، إذ لا مزية له على الحقيقة . و هكذا كل ما يجيء من
الكلام الجاري هذا المجرى ، فانه إن لم يكن في المجاز زيادة فائدة على
الحقيقة لا يعدل إليه .
ج – الفصاحة و البلاغة :
يقول ابن الأثير : " إن الكلام الفصيح هو الظاهر البين ، و أعني بالظاهر
البين أن تكون ألفاظه مفهومة ، لا تحتاج في فهمها إلى استخراج من كتاب لغة ،
و إنما كانت بهذه الصفة ، لأنها تكون مألوفة الاستعمال بين أرباب النظم
والنثر، دائرة في كلامهم . و إنما كانت مألوفة الاستعمال دائرة في الكلام
دون غيرها من الألفاظ لمكان حسنها . وذلك أن أرباب النظم و النثر غربلوا
اللغة باعتبار ألفاظها ، و سبروا و قسموا ، فاختاروا الحسن من الألفاظ سبب
استعمالها دون غيرها ، و استعمالها دون غيرها سبب ظهورها و بيانها ،
فالفصيح إذا من الألفاظ هو الحسن " .
و عند حديثه عن الاستنباط ، يورد من ذلك شعرا لأبي تمام :
و لهت فأظلم كل شيء دونها وأضاء منها كل شيء مظلم
فان الوله و الظلمة و الإضاءة كل ذلك مفهوم المعنى ، لكن البيت بجملته
يحتاج في فهمه إلى استنباط . و المراد به أنها ولهت فأظلم ما بيني و بينها ،
لما نالني من الجزع لولهها ، كما يقول الجازع : أظلمت الأرض علي ، أي أني
صرت كالأعمى الذي لا يبصر . و أما قوله : ( و أضاء منها كل شيء مظلم ) أي
وضح لي منها ما كان مستترا عني من حبها إياي .
و أما البلاغة كما يعرفها ابن الأثير : فان أصلها في وضع اللغة من الوصول و
الانتهاء ، و سمي الكلام بليغا من ذلك، أي أنه قد بلغ الأوصاف اللفظية و
المعنوية . و هي أخص من الفصاحة ، فكل كلام بليغ فصيح ، و ليس كل كلام فصيح
بليغا. كما أن اللفظة الواحدة لا يطلق عليها اسم البلاغة ، و يطلق عليها
اسم الفصاحة ، إذ يوجد فيها الوصف المختص بالفصاحة ، وهو الحسن .
د – المسجع :
وحده أن يقال : تواطؤ الفواصل في الكلام المنثور على حرف واحد ، و أن الأصل
في السجع إنما هو الاعتدال في مقاطع الكلام ، و الاعتدال مطلوب في جميع
الأشياء ، و النفس تميل إليه بالطبع ، على أن تكون الألفاظ المسجوعة حلوة
حارة طنانة رنانة ، لا غثة و لا باردة. و يقول ابن الأثير : " و قد ذمه بعض
أصحابنا من أرباب هذه الصناعة، و لا أرى لذلك وجها سوى عجزهم على أن يأتوا
به ، و إلا فلو كان مذموما لما ورد في القرآن الكريم" . كما أعاب على
الصابي و ابن العميد و ابن عباد أن أكثر المسجوع عندهم هو التطويل ، و يضيف
: " و لقد تصفحت المقامات الحريرية و الخطب النباتية على غرار الناس بهما و
اكبابهم عليها ، فوجدت الكثير من السجع فيهما على الأسلوب الذي أنكرته"
.فمن سجع الصاحب بن عباد قوله :
لا تتوجه همته إلى أعظم مرقوب إلا طاع و دان ، و لا تمتد عزيمته إلى أفخم مطلوب إلا كان و استكان .
و رد عنه ابن الأثير : و كل هذا الذي ذكره شيء واحد .
ه – التجنيس :
يقول ابن الأثير : " إنما سمي هذا النوع من الكلام مجانسا لأن حروف ألفاظه
يكون تركيبها من جنس واحد ، وحقيقته أن يكون اللفظ واحدا و المعنى مختلفا" .
و ذكر أن أهم رواده كابن المعتز و أبو علي الحاتمي و القاضي الجرجاني و
قدامة بن جعفر و غيرهم ، و قد قسمه إلى سبعة أقسام ، واحد منها يدل على
حقيقة التجنيس ، لأن لفظه واحد لا يختلف ، و ستة أقسام مشبهة .
و مثال الأمر أي التجنيس الحقيقي كقول أبي تمام :
فأصبحت غرر الأيام مشرقة بالنصر تضحك عن أيامك الغرر
( فالغرر ) الأولى استعارة من غرر الوجه ، و ( الغرر ) الثانية مأخوذة من
غرة الشيء أكرمه ، فاللفظ إذا واحد و المعنى مختلف . و مما أعاب في شعر أبي
تمام :
و يوم أرشق و الهيجاء قد رشقت من المنية رشقا وابلا قصـفا
فقد أكثر أبو تمام من التجنيس في شعره ، فمنه ما أغرب فيه فأحسن ، و منه ما أتى به كريها مستثقلا .

و يضيف : " و ربما جهل بعض الناس ، فأدخل في التجنيس ما ليس منه ، نظرا إلى مساواة اللفظ دون اختلاف المعنى، فمن ذلك قول أبي تمام :
أظن الدمع في خدي سيبقي رسوما من بكائي في الرسوم
و هذا ليس من التجنيس في شيء ، إذ حد التجنيس هو اتفاق اللفظ و اختلاف
المعنى ، و هذا البيت المشار إليه هو اتفاق اللفظ و المعنى معا .
ي – الترصيع :
و يعرفه ابن الأثير : " و هو مأخوذ من ترصيع العقد ، و ذاك أن يكون في أحد
جانبي العقد من اللآلئ مثل ما في الجانب الآخر ، و كذلك نجعل هذا في
الألفاظ المنثورة من الأسجاع ، و هو أن تكون كل لفظة من ألفاظ الفصل الأول
مساوية لكل لفظة من ألفاظ الفصل الثاني في الوزن و القافية " و مثال ذلك
قول بعضهم :
فمكارم أوليتها متبرعا و جرائم ألغيتها متورعا
ف ( مكارم ) بإزاء ( جرائم ) و ( أوليتها ) بإزاء ( ألغيتها ) و ( متبرعا ) بإزاء ( متورعا ) .
و أما ما ورد في الشعر على مخالفة بعض الألفاظ بعضا ، فقد انتقد ابن الأثير ذي الرمة في هذا البيت :
كحلاء في برج صفراء في دعج كأنها فضة قد مسها ذهب
و صدر البيت مرصع ، و عجزه خال من الترصيع ، و عذر الشاعر في ذلك واضح ،
لأنه مقيد بالوقوف مع الوزن والقافية ، ألا ترى أن ذا الرمة بنى قصيدته على
حرف الباء ، و لو رصع هذا البيت التصريع الحقيقي لكان يلزمه أن يأتي
بألفاظه على حرفين حرفين : أحدهما الباء ، أو كان يقسم البيت نصفين و يماثل
بين ألفاظ هذا النصف و هذا النصف ، و ذلك مما يعسر وقوعه في الشعر

خاتمــــة :
يعد كتاب المثل السائر لابن الأثير مرجعا هاما لكل الباحثين سواء المهتمين
بالنقد الأدب أو بالقضايا المتعلقة بالبلاغة العربية ، فكان كتابه مجموعة
من الأفكار المأثورة عن ثلة من العلماء و العقول التي سبر أغوارها و مزج
تلك الأفكار بأفكاره النيرة ، حيث لم يكتف بأن يكون جامعا أو ناقلا ، بل
أراد أن يكون مؤلفا في النقد و البلاغة ، و رائدا من رواد علم البيان ، بما
أضاف و صحح ، و عاب و نقد . كما عني بالتعريف و التنظيم و حصر الأقسام ، و
كما رأينا فقد اعتمد النقد النحوي و البلاغي في تحليله لمجموعة من القضايا
و هو بهذا يؤكد استمرارية هذا الاتجاه منذ القرن الثالث الهجري . تلك بعض
لمحات مما اشتمل عليه هذا الأثر النفيس الذي احتل منزلته بحق بين أصول
البلاغة والنقد الفني عند العرب .



منقوول للفائدة والأهمية


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
على عتبة النقد عند ابن الأثير..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مجنون علي عتبة بابك
» أحساسي المتهالك على عتبة التناسي !!
» النقد المعمااااااااااااااااااااري
» النقد البناء
» كيف نتقبل النقد من الاخرين؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شباب جامعة إب :: الاقسام العلمية :: كلية الاداب :: منتدى اللغة العربية-
انتقل الى: