نشأة التخطيط المعماري الثلاثي

في بداية القرن العشرين ، ومع التطور العلمي والتكنولوجي الذى شهدها

كان ظهور المعطيات الجديدة في فنون وهندسة الإنشاءات ، وإلى أحدث

ما توصل إلية المهندسون المعماريون في إبداعاتهم من إختراعات القرن

العشرون.. تغيرت كل مفاهيم التصميم والبناء بشكل عام وإلى الأبد ،أما إذا

عدنا للوراء وحاولنا أن نتعرف على شكل وحال العمارة في ذلك الوقت أي

في القرن الثامن عشر كانت الأبنية مستطيلة الشكل ومدعومة بالأعمدة

هى المنتشرة ، فمعظم الأبنية والإنشاءات القديمة كالمعابد ...

كانت تقوم على سقوف مدعومة بالكثيرمن الأعمدة ، وهذة الأعمدة كانت

تتميز بالقدرة الكبيرة على دعم الأسقف وحمايتها من الإنهيار.. وفي نهاية

القرن الثامن عشر ظهر بناء جديد يسمى ( القبب ) فقد قام البناؤون

الرومان بتدوير أقواس حجرية حول مركز دائري الشكل ثلاثي الأبعاد

يتمتع بقوة كبيرة وهو القبة......

والقبة كانت شكلا شائعا من أشكال العقد المعماري في العمارة الرومانية ،

وقد قلص إستخدام العقد المعماري والقوس الحاجة إلى إستخدام الأعمدة

لحمل السقف ، ويمكن أن يرتكزالسقف كلياعلى الجدران بدلا من الأعمدة

فكانت الكنائس والمساجد تغطي مع الوقت بالقبب التى خلقت الساحات

الواسعة له ففي البداية أي ذلك الوقت كانت القبب الحجرية ، وأعمدتها

تعاني من الأوزان الكبيرة لذلك لجأ المهندسون وقتها إلى الأشكال

المعقدة ، التى تدعم بالصناديق على طول الجدران للتخفيف من الأوزان في

الأبنية الضخمة ، كما عمدوا إالى ترك فتحات في ذروة القبب تدعى أوكالاس ،

والتى في نفس الوقت تؤمن الإنارة اليومية في الهياكل والمعابد الضخمة ولكن

إختراعات القرن العشرين غيرت مفاهيم التصميم والبناء بشكل عام إلى الأبد،

نظرت وطريقة المهندسون قد تغيرت بين1950م ونظريتهم لأول مرة منذ2000 عام.

طور المهندسون المعماريون نظرتهم للقبة ، فكانت الإختراع الجديد على
شكل كروي مجزأ ، مبني من سلسلة من المثلثات المضلعة بدلا من
سلسلة الأقواس المعتمدة سابقا...

قبة جيوديسيكية من أشهر القبب في العالم ..متنوعة في الشكل والطراز

واليوم تعتبر هذة القبة شائعة بإنشاءات متنوعة في الشكل والنمط والطراز
ومع التطور الإبداعي للمهندسون المعماريون....
أصبح الأن تزود القبب المنشأة حديثا بأسطح قابلة للسحب والحركة ،
والتى أصبحت خيارا ضروريا في تصميم قبب الملاعب والمدن
الرياضة الحديثة في العالم..

تتمتع هذة القبة بمزايا تصميمية عالية فالسقف قابل للحركة عند الفتح والإغلاق

تعريف القبة
هى إنشاءات هندسية معمارية مقوسة ( منحية ) الشكل ليس لها نهايات
زاوية أوزوايا هندسية ، وهى تغلف مساحات كبيرة دون الحاجة لوجود
أعمدة داعمة ، وعلى الرغم من سماكاتها القليلة إلا إنها تعتبر من
الإنشاءات الأقوى والأثبت في إنشاءاتنا العصرية
؛؛
وهنا يمكننا القول إن الإنتقال من الإنشاء الحجري الثقيل والمكلف
إلى الأعصاب الأخف وزنا ظهر في نهاية القرن الثامن عشر فيعتبر
نقلة نوعية في تطور القبب.. والأن أترككم مع بعض أشهر صور القباب في العالم
مع تمنياتي للجميع بالمتعة والفائدة..
قبة الصخرة أقدم نموذج في فن العمارة الإسلامية ،
يشهد على تطور هذا الفن في مراحل مختلفة يحتوي على هندسة وزخرفة لامثيل لها..

نشأة التخطيط المعماري الثلاثي
دكتور محمود أحمد درويش
كلية الآداب - جامعة المنيا

تعد الوحدة المعمارية المتمثلة في إيوان تكتنفه حجرتان واجهة كل منهما معقودة أو تتقدمها سقيفة ذات ثلاث عقود الأساس الذي قامت عليه بعض العمائر الفاطمية الإسلامية والقبطية مما يشكل تخطيطا ثلاثيا تتقدمه واجهة ثلاثية العقود (Triple arched façade) مطلة على الصحن، وجاء هذا التخطيط إلى مصر من العراق في العصر الطولوني، حيث انتشر بالدور الطولونية والفاطمية في الفسطاط.
وقد اختلفت الآراء حول نشأة هذا التخطيط، وأسفرت البحوث عن افتراض ثلاث نظريات لتحديد مصدره ، وأنه نشأ بالعمارة السورية أو الفارسيــة والساسانية أو المصرية.
والتخطيط الثلاثي لوحدات الاستقبال المتمثلة في إيوان يكتنفه حجرتان أو جناحان تخطيط قديم ورثته العمارة العباسية في العراق، فقد عثر في كل من تل حسونة بالعراق (الألف الخامس قبل الميلاد) وتبة كورة من عصر الوركاء (بداية الألف الرابع قبل الميلاد) وفي مستوطن أريدو السومري من عصر فجر السلالات على مبان تتوسطها ساحات وسطى تفتح عليها حجرتان متقابلتان مما يعد بداية لظهور الجذور التاريخية والحضارية للإيوان الذي يعلوه قبو، كما ظهر هذا التخطيط في معبد البيت البابلي من العصر السومري الحديث (نهاية الألف الثالثة قبل الميلاد) ومعبد أنكى في أور من العصر السومري الحديث وفي قصر بكر آوه من العصر البابلي القديم (القرن 19-16 ق م)، وفي معبد وزقورة كارتوكلتي ننورتا (1244-1028ق.م)، ونجد أن قاعة العرش الرئيسية في قصر الملك الآشوري سرجون الثاني في دورشروكين (722-705 ق.م) تطل علي الفناء بثلاثة عقود.
وهناك في معبد نبوشخاري في بابل وحدة أخري تتكون من فناء حوله أربع قاعات تفتح عليها بأبواب متقابلة لكل اثنين منها، كما تشرف قاعة العرش بقصر نبوخذ نصر في بابل (604-562ق.م) علي الساحة بثلاثة عقود ، واستند هذا التخطيط الذي يطلق عليه (بيت حلاني) علي الإيوان المتطور من الغرفة المسقوفة المفتوحة من جانب واحد وأمامها السقيفة والتي عثر عليها في قصور أعالي وادي الرافدين وشمال سوريا واستمر في عهود لاحقة في المدن الآشورية وقصر نفر (القرن 3 ق.م) وقصور سلوقية وقصور آشور كقصر الأواوين والوركاء والحضر وأور وقصر مارى ومعبد خيوط ربوعة شرق بغداد وبيوت المدائن، ونجد أن الإيوانين يشرفان علي الساحة ببائكة من ثلاثة عقود ، كما ظهر ببنايات كيش وبتل أبو شعاف بحمرين وتتألف من ساحة وسطي مكشوفة يطل عليها إيوان وفي مقدمتها أعمدة تحمل ثلاثة عقود، وبالكنائس العراقية قبيل الإسلام ككنيسة الحيرة.
وهناك بعض العمائر ذات الواجهات ثلاثية العقود كواجهة أحد الأواوين بقصر الأواوين بآشور وواجهة معبد كاريوس بالوركاء وواجهة معبد آشور، ويجدر القول بأن مدينة الوركاء التي انتشر بها النمط المعماري المتمثل في الواجهة ثلاثية العقود والتخطيط الثلاثي هي التي أقيمت على غرارها مدينة أورهاي بأرمينية والتي أقامها العراقيون.
وقد ظهرت التغطية بالأقبية في حدود الألف الخامس قبل الميلاد في كل من الأربجية وتل حلف من العصر الآشوري القديم، وتل الرماح من منتصف الألف الثاني قـبل الميلاد وفي مدينة كرانة (في تل الرماح قرب تل عفر) وماري (تل الحريري قرب البوكمال) ، من العصر البابلي القديم (الألف الثاني قبل الميلاد) وآشور ودورشروكين من العصر الآشوري (بداية الألف الأول قبل الميلاد) وفي سلوقية والحضر حيث ظهرت أقبية نصف أسطوانية تعلو الأواوين، وانتقلت التأثيرات العراقية إلى جزيرة كريت وغيرها فقد ظهرت بالقصور المينوية (الألف الثاني قبل الميلاد) والعمارة اليونانية والهلينستية والرومانية.
وظهر التخطيط الثلاثي بالعراق في العصر الأموي بقصر إسكاف بني جنيد، وقصر الشعيبة، ونجد هذا التخطيط في العصر العباسي بقصر الأخيضر وقصور سامراء كقصر المعتصم (الجوسق الخاقاني)، وقصر الجص، وقصر بلكوراه، ودار المتوكل جنوبي مسجد أبي دلف.
وقد انتقل التخطيط المعماري الثلاثي إلى كل من إيران وأرمينية وكريت وصقلية والأندلس والشام، ثم انتقل إلى مصر منذ عصر الطولونيين.
أ ـ إيران
انتشر التخطيط الثلاثي بالعمائر الأخمينية التي تأثرت بالعمارة العراقية، وظهر بالعمارة الفرثية بقصر بارتر في إيران (القرن 1م) والذي نقله الفرثيون عن العمارة العراقية ، واستمر حتى العصر الساساني حيث ساد القصور الساسانية بلا استثناء، ومن أهم هذه القصور قصر فيروزآباد (226ـ242م) وفي القصور والبيوت الساسانية في فيروز آباد (226م) وقصر هترا (الحضر) وقصر سروستان (النصف الأول من القرن 3م) وقصر طيسفون (المدائن) (513-579م) وفي قصرشيرين وقصرخسرو برويز (590- 628م) ومنازل الساسانيين من القرن السادس الميلادي في طيسفون، وهذه القصور ذات واجهات ثلاثية التقسيم تزينها العقود.
ب ـ أرمينية
أما عن انتقال التخطيط الثلاثي إلى أرمينية فتجدر الإشارة إلى الأصول الحضارية للعمارة هناك والتي ترجع إلى العراق القديم منذ غزوات الملك نبوبلاصر (أواخر العهد البابلي) وآشور ناصربال (884-859 ق.م) وخلفه شلمنصر الثالث ونمرود الذي بنى مدينة الرها وسماها أورهاي (مدينة الكلدانيين)، وكانت هناك علاقة بينها وبين أور (أوروك ـ الوركاء) بجنوب العراق . ويجدر القول بأن مدينة الوركاء التي انتشر بها النمط المعماري المتمثل في الواجهة ثلاثية العقود كواجهة معبد كاريوس بالوركاء (شكل 5) والتخطيط الثلاثي هي التي أقيمت على غرارها مدينة أورهاي بأرمينية .
وقد تأسست في أرمينيا أول مملكة مسيحية بمدينة الرها، ونشأت فيها اللغة السريانية التي ما لبثت أن سادت وعمت جميع كنائس المشرق، كما استمر الصراع بين الفرس والبيزنطيين على أرمينيا التي انقسمت إلى قسمين أرمينية الصغرى الفارسية وقاعدتها أخلاط ومن أهم مدنها دوين، وأرمينية الكبرى البيزنطية وقاعدتها تبليسي ومن أهم مدنها الرها، وقد تعرض الأرمن لظلم الفرس وقاموا بثورات ضدهم ودحروا الجيش البيزنطي عام (413هـ/1022م)، واستطاع البيزنطيون السيطرة على الجزء الشرقي وعادت السلطة إلى دوين (Dvin)، واستمرت الصراعات حتى دخل المسلمون مدينة دوين في 21هـ (642م)، و اتخذوها مقرا لحكم أرمينيا، كما استمرت الفتوحات لمدن أرمينيا حتى سقطت تبليسي عام 23هـ (645م).
كانت دوين من المدن التي حظيت بالرعاية فقد أعاد عبد العزيز الباهلي بناءها في عهد الوليد بن عبد الملك حتى صارت قلعة العرب وحصنهم في أرمينيا ، وأقيمت المساجد وبنيت الأسواق والفنادق والخانات والحمامات على الطراز الإسلامي وجعل العرب من منطقة أرمينيا والجزيرة ولاية واحدة ، واستمرت على صلات مباشرة ببغداد.
انتقلت التأثيرات المعمارية الإسلامية إلى أرمينية بواسطة المسلمين الذين استوطنوا هناك وشملت تأثيرات شامية سورية نتيجة إعادة بناء بعض المدن الأرمينية في العصر الأموي كمدينة دوين وتأثيرات عباسية حيث انتقل إليها جمع من العرب حتى حلوا محل الأرمن في الأرض والدور على السواء واستخدم الكثير من الأرمن في الجيش العباسي ، كما انتقل الكثير من الأرمن إلى أرجاء الدولة الإسلامية خاصة في بلاد الشام ومصر، وبدأ التعاون بين أرمينيا والدولة الفاطمية في عهد الخليفة الحاكم بأمر الله إلا أنه لم يستمر نظرا لدور البيزنطيين في الحيلولة دون ذلك ووفاة الحاكم، ومنذ القرن الخامس الهجري لم يعد هناك وجود إسلامي بأرمينيا.
وهناك عدد من الكنائس الأرمينية المتأثرة بالعمارة العراقية والسورية، وتتخذ التخطيط الثلاثي على النحو التالي:
ـ كنائس ذات قبة على الصحن وحولها أربعة أقبية ويتقدم الهيكل والحجرتين بلاطة مستعرضة تنقسم إلى ثلاثة أقسام كما في كاتدرائية آني (989-1001م) وكاتدرائية تالين وكنيسة أودزون وكنيسة مارين وكنيسة جايان وكنيسة تيكور.
ـ كنائس ذات قبة على الصحن تقوم على أربعة أكتاف وفي غربها بلاطة ذات قبو ويتقدم الهيكل والحجرتين بلاطة مستعرضة تنقسم إلى ثلاثة أقسام كما في كنيسة بتلني وكنيسة فالارشابات (القرن 13م) وكنيسة ديدماشين وكنيسة مارماشين ودير فاراجافانك.
ـ حدث تحول في التخطيط المعماري للكنائس حيث أصبحت الأواوين تشرف على الصحن بثلاثة عقود من كل جانب كما في كنيسة دوين وكنيسة القديس لوقا في فوكيس (جددت في عام 1020م) وكنيسة دافني (1080م).
ـ كنائس ذات قبو على الصحن وعلى جانبيه قبوان على الجناحين كما في كنيسة إيريروك وكنيسة إيجفارد وكنيسة كيرانور وكنيسة تسيرنافانك.
من التأثيرات السورية المهمة التي تأثرت بها الكنائس في أرمينية القباب المحمولة على مثلثات كروية كما في كاتدرائية آني (989-1001م)، وكنيسة بتلني، وكنيسة مارماشين وكنيسة أودزون القرن (11-12م).
ومن التأثيرات العراقية الواجهة ثلاثية العقود ونجدها في كنيسة فالارشابات والتي تحوي زخارف إسلامية، ويتقدمها مدخل تذكاري على ثلاثة عقود أوسعها وأعلاها الأوسط، وكنيسة القديس لوقا في فوكيس (جددت عام 1020م) وكنيسة دافني (1080م) وتشرف الأروقة جميعا على الصحن بثلاثة عقود أوسعها وأعلاها العقد الأوسط .
ومن هذه العناصر أسيضا السقيفة التي تقوم على صف من الأعمدة تتوجها عقود وظهرت بكنيسة جايان بأرمينية وتتميز بأنه تتقدمها سقيفة محمولة على ثلاثة عقود بنيت في القرن (12م) وعلى جانبيها حجرتان مفتوحتان بعقدين، وكنيسة فالارشابات وتتقدمها سقيفة ثلاثية، وكنيسة إيريروك (جددت في عام 1038م وعام 1201-1212م) ويرى Khatchatrian أن هذه الكنيسة تجمع بين الطراز المعماري البازيليكي الهلينستي والطراز الشرقي وهي فريدة في طرازها بأرمينية من حيث السقف المكون من القبو ، بينما في الشمال والجنوب على أربعة عقود وبكل من السقيفتين الشمالية والجنوبية حنية محراب، وتتقدم كنيسة سان جورج بدير فاراجافانك (بني بين 1003-1022م على أطلال دير قديم) سقيفة على ثلاثة عقود، وتتميز كنيسة أودزون بسقيفتين في الشمال والجنوب تقوم كل منهما على ستة عقود، كما تتميز كنيسة دوين بأنه تتقدمها سقيفة من ثلاثة عقود وعلى الجانبين الشمالي والجنوبي سقيفتان من سبعة عقود لكل منهما . وتخطيط السقيفة بهذه الهيئة يعتبر أيضا من العناصر المعمارية التي ظهرت في العمارة الفاطمية بمصر في النصف الثاني من القرن الحادي عشر.
ج ـ جزيرة كريت
وإذا كانت قد ظهرت تأثيرات هلينستية على العمارة العراقية خلال العصر السلوقي، فقد أكدت المصادر أن القصور المينوية بجزيرة كريت في الألف الثاني قبل الميلاد قد تأثرت بالعمارة العراقية خاصة بالساحات المكشوفة والقاعات الثلاثية التي تحيط بها والسقائف، كما في قصر كنوسس (القرن 16-18ق.م)، كما أن جميع القصور تتميز بالساحات المكشوفة والتخطيط الثلاثي تأثرا بالقصور العراقية، وقد ظهرت هذه العناصر فيما بعد بالعمارة اليونانية والهلينستية والرومانية والبيزنطية ومنها القاعة التي أطلق عليها (Megaron) والتي ظهرت في قصر سلوقية.
د ـ جزيرة صقلية
انتقل التخطيط الثلاثي من العمارة الإسلامية إلى أوربا بطريقين هما جزيرة صقلية وشبه جزيرة الأندلس، ومنها إلى العمارة الرومانسكية والقوطية (ق11-16م) ، فقد ظهر في صقلية بالكابلا بلاتينا (1132م) وكنيسة المرتورانا (1136م) وقصر العزيزة (1154م) وقصر القبة (1180م) ، وكان قصر العزيزة مكونا من قاعة كبرى (إيوان) ترتفع إلى مستوى طابقين، أما قصر القبة فكان في وسطه قاعة رئيسية تعلوها قبة وفي كل جانب جزء بارز يمثل إيوانا مما يعد نموذجا للتخطيط الإيواني.
هـ ـ شبه جزيرة الأندلس
وانتقل إلى العمارة الأندلسية كمدينة الزهراء عندما استعان عبد الرحمن الناصر (300-350هـ/912-961م) بالمهندسين الذين وفدوا من بغداد ودمشق ومصر والقسطنطينية، فقد كشفت الحفائر الأثرية بمدينة الزهراء علي ثلاثة أبنية تمثل القصر الكبير وبه مجلسان في الشرق والغرب يمثلان قاعات للعرش، وقد اتخذ تخطيط كل منهما الطراز المعماري المتمثل في الفناء المكشوف الذي يطل علي المجلس ببائكة من خمسة عقود تفضي إلى قاعة مستعرضة، كما أن الفناء يسير تبعا للتأثير العراقي للساحة المحاطة ببائكة من الجهات الأربع والأواوين الثلاثية التي تطل علي الفناء ، ونجد هذا التخطيط بقصور الحمراء في غرناطة التي أقامها يوسف الأول (735-754هـ/1334-1354م).
و ـ الشام
انتقل التخطيط المعماري الثلاثي إلى الشام فظهر الفناء الأوسط المكشوف الذي يشرف عليه الجناح الرئيسي المكون من ثلاثة مداخل أوسعها الأوسط والإيوان في قصر الحاكم الروماني في بصري وغيرها من العمائر الرومانية، ثم انتقل الي القصور الأموية في بصري والقسطل وخرانة ومينيا وجبل سايس وعنجار وقصر الحير الغربي وخربة المفجر وقصر المشتي وقصر الطوبة والقصر الأموي في عمان. والجدير بالذكر أن قصر خرانة (الذي يرجع الي عصر الوليد 705-710م) يشبه إلى حد كبير بناية تل أبو شعاف في حمرين حيث الفناء الأوسط المكشوف الذي يشرف عليه الجناح الرئيسي المكون من ثلاثة مداخل أوسعها الأوسط والقاعة المركزية.

» التأمين الثلاثي على الحياة
» روعة الرسم الثلاثي الابعاد وبقلم الرصاص
» التخطيط الاقليمى
» مهارات التخطيط
» نشأة فكرة العقود الإدارية