يعتبر النحل من أرقى المخلوقات على الأرض، و خير دليل على هذا قول الله عز و جل (و أوحى ربك إلى النحل) مما يدل على قدرة النحل العقلية، كما أن أعمال النحل و حياته من نشاط و تعاون و تفاني في العمل و خدمة الملكة و الخلية من تنظيف، بناء، دفاع، جمع الرحيق، رعاية صغار النحل و البيض حتى يفقس، بجانب قدارته في تمييز أنواع الزهور و مواعيد العمل الخاصة بجمع الرحيق و التعقيم و التطريد و مواعيد النحال القائم على خدمته، و بالطبع لا نستطيع أن ننسى الهيكل التنظيمي الأجتماعي لدى النحل، حيث نجد على قمة ذلك الهيكل الملكة التي يدين لها الكل بالولاء و الطاعة، و قمة الديموقراطية في ذلك النظام ألا وهو عند إحساس الالملكة بعدم القدرة على إنجاز المطلوب منها لكبر سنها، فعلى الفور تقوم بالتنحي عن منصبها لتترك المجال لملكة أخرى صغيرة السن، يليها من حيث الأهمية الذكور و وظيفة الذكور الأساسية هي تلقيح الملكة بعد الخروج من الخلية في رحلة التلقيح و يتسابق الذكور في تلقيح الملكة و واحد فقط هو الذي يستطيع التلقيح و بعدها يموت، أما المرتبة الأخيرة فهي الشغالات و هي أكثر عطاء و عمل عن الملكة و الذكور، حيث تقوم بنسبة %90 من العمل داخل الخلية لكن تكمن المشكلة في ضمور أعضائها التناسلية، لذا فنحن نستطيع تشبيه كل خلية بدولة مستقلة بذاتها، لها حكامها و مستشاريها و عمالها و جيشها ومنتجيها، بجانب إختلاف أجناس و أنواع النحل من حيث الشكل و الطباع و الأنتاج، مثلنا نحن البشر تماما.
النحل المصري Apis mellifera lamarkii
يعتبر من أقدم أنواع النحل إستئناساً، و قد أثبتت البرديات و النقوش في المعابد المصرية ذلك، ، و قد أستخدم في العديد من الوصفات الفرعونية القديمة، وكان الفراعنة يقومون بتربيته في خلايا طينية، أما بالنسبة لصفاته الجسدية فهو صغير الحجم لونه أصفر مع وجود زغب أبيض فضى لامع على الجسم والنحل المصرى شرس الطباع لا يتحمل البرد علاوة على أن إنتاجه من العسل قليل وذكوره لها القدرة على تلقيح ملكات النحل الأجنبى من السلالات الأخري بالمنطقة ومقاوم لمعظم الأمراض كما أنه ذو كفاءة عالية في تلقيح الأزهار،و تم إستباط سلالات متعددة من هذا النوع للمحافظة عليه من الأنقراض و خاصاً في منطقة واحات سيوة.
النحل الألماني Apis mellifera mellifera
ويسمى هذا النحل بالنحل الأسود، وأصل هذه السلالة كل شمال أوروبا وغرب الألب ووسط روسيا. والنحل الأسود كبير الحجم، لسانه قصير(5.7 – 6.4 ملم) ذو بطن عريضة، لون الكيتين غامق جداً مع وجود بقع صفراء صغيرة على الترجات البطنية الثانية والثالثة، شعراته طويلة وشعر الصدر في الذكور بنى غامق وأحياناً أسود. و يعتبر هذا النحل حاد الطباع، عصبى المزاج عند فتح الخلية، حيث يجرى على الأقراص بسرعة ويكون كرة كبيرة من النحل في الركن السفلى من القرص والتى قد تسقط على الأرض، كما أنه من الصعب العثور على الملكة أثناء الفحص، ولكنه ليس دائماً شرس، وهذه السلالة بطيئة في نمو وتطور طوائفها في الربيع، وتكون الطوائف قوية في أواخر الصيف وخلالا الشتاء. والنحل الأسود ميال إلى التطريد، ويمكنه التشتية بصورة جيدة تحت الظروف القاسية، كما أنه حساس لأمراض الحضنة وخاصة تعفن الحضنة الأوربى ومرض الحضنة الطباشيرى وديدان الشمع، قليل في جمع البروبوليس.
النحل الكرنيولى Apis mellifera carnica
و يطلق عليه في بعض الأحيان باليوغسلافي ،أصل هذه السلالة هى الجزء الجنوبى لجبال النمسا وشمال يوغسلافيا، ومن وجهة النظر الاقتصادية يمكن التمييز بين خطوتين مهمتين:
الخطوة الأولى:
قبل الحرب العالمية الأولى حيث تم شحن آلاف الطرود من موطنها الأصلى وتم العمل على إكثارها بطريقة بسيطة طبيعية، حيث تم الانتخاب فيها على أساس الميل للتطريد ولكن كانت النتائج فيها مخيبة للآمال حيث كانت مقدرتها قليلة في إنتاج العسل، وبعضها مازال موجود في سلوفينيا حتى الآن.
الخطوة الثانية:
حدثت في حوالى سنة 1930 حيث تمت تربية هذه السلالة في النمسا على أساس برنامج مخطط بشكل جيد وأنتجت سلالة معينة على أساس أدائها في الإنتاج وميلها للتطريد، هذه السلالات هى التى تعرف الآن باسم الكرنيولى هذا النوع من النحل كبير الحجم لونه رمادى غامق (سنجابى) هادىء الطباع سهل المعاملة ملكاته نشطة في وضع البيض والشغالات تجمع العسل بوفرة، وشمعه ناصع البياض يصلح في إنتاج القطاعات العسلية. طول اللسان من (6.4 - 6.8 ملم)، والشعيرات على الجسم كثيفة وقصيرة،طبقة الكيتين لونها غامق، وعلى الترجتين البطنيتين الثانية والثالثة غالباً يوجد بقع بنية،لون الشعرات في الذكور رصاصى يميل إلى البنى. والنحل الكرنيولى يقضى الشتاء في طوائف صغيرة الحجم مع استهلاك كميات قليلة من الغذاء، وتبدأ الطوائف في تربية الحضنة مع أول دفعة تم إحضارها من حبوب اللقاح، وبعد ذلك يبدأ نمو الطائفة. و خلال الصيف تحتفظ الطائفة بعش كبير من الحضنة فقط عندما يكون الإمداد بحبوب اللقاح كاف، بينما تكون تربية الحضنة محدودة عندما يقل فيض حبوب اللقاح، وفى الخريف يتناقص تعداد الطائفة بشكل سريع. حاسة النحل الكرنيولى للتوجيه جيدة جداً وغير ميال للسرقة، واستخدامه قليل من
النحل الإيطالى Apis mellifera ligustica
أصل هذه السلالة من إيطاليا، وهو نحل صغير الحجم بعض الشئ لسانه طويل نسبياً(6.3 - 6.6 ملم) تم إدخالها إلى ألمانيا سنة 1853 وفى الولايات المتحدة سنة 1856. والى هذه السلالة يرجع الفضل في انتشار وازدهار تربية النحل في المائة سنة الأخيرة. لونها أصفر ذهبى حيث توجد شرائط صفراء على الترجتين البطنيتين الأولتين أو الأربعة ترجات الأولى، بحافة ضيقة سوداء وكذلك على حلقة الصدر الأخيرة. والنحل الإيطالى هادىء الطباع ملكاته بياضة، نشط في جمع العسل، ميال إلى تربية حضنة جيدة وتبدأ الطائفة في تربي حضنة مبكراً محتفظة بمساحات كبيرة من الحضنة حتى الخريف. هذه السلالة قليلة الميل إلى التطريد، تقضى فصل الشتاء في طوائف قوية، تغطى العيون السداسية بأغطية شمعية ناصعة البياض. والنحل الإيطالى مقاوم لمرض الحضنة الأوربى بعكس السلالات السوداءو لكن يعيب عليها أيضا ميلها إلى سرقة العسل من الخلايا الأخرى
لنحل القوقازى Apis mellifera caucasica
أصل هذا النحل في أعالى وديان وسط القوقاز، قريب الشبه جداً في شكله وحجمه إلى النحل الكرنيولى، لون الكيتين غامق وتوجد بقع بنية على الشرائط الأولى في البطن، شعرات الصدر في الذكر لونها أسود في حين أنها في الشغالات رصاصى، اللسان طويل جداً (أطول من 7.2 ملم)، ويسمى هذا النحل بالنحل السنجابى. وهذا النحل هادئ الطباع، غزير في إنتاج الحضنة مكوناً طوائف قوية، ولكنها لا تصل إلى كامل قوتها قبل منتصف الصيف، قليل الميل للتطريد، ميال لجمع البروبوليس. والنحل القوقازى حساس للإصابة بالنيوزيما، الأغطية الشمعية لعيون العسل مسطحة وغامقة اللون، ميال للسرقة من الخلايا الأخرى. ولقد شارك هذا النحل بدور هام في إنتاج الهجن، ولقد كان للهجين الأول مع الكرنيولى صفات ممتازة، أما تهجينه مع السلالات الصفراء أنتج هجناً ذا صفات غير مرغوبة.
النحل الأناضولى Apis mellifera anatolica
موطن هذا النحل هو تركيا، ويتم تربيته حتى الآن هناك في الخلايا الطينية، وهو هادئ الطباع، النحلة كبيرة الحجم لونها أصفر داكن، جماع للبروبوليس.