كيف ولدت بطاقة الائتمان ؟

كان هذا ملخص قصة بعنوان (النظر إلى الخلف ) لمؤلفها إدوارد بيلامى وهى
القصة الخيالية التي نشرت عام 1947 ولم تنل حظها من الشهرة إلا بعد سنتين
حيث صدرت أول بطاقة ائتمان وعندها استغرب الناس من دقة خيال المؤلف حيث
اعتبرت القصة وقتها من نوعية الخيال الغريب نظرا لتوجهات المؤلف الاشتراكية
، وإن كان جوليان بيلامى مؤلف القصة خياليا فإن فرانك ماكنمارا كان واقعيا
فهو صاحب أول بطاقة ائتمان في العالم فبعد أن أصدرت البنوك بطاقات لتسهل
على زبائنها الاستدانة منها حولها هو إلى بطاقة ائتمان يشترى بها العميل ما
يشاء والبداية حين كان يتعشى هو وبعض أصدقائه في مطعم في نيويورك واخرج من
جيبه النقود وعرض على صاحب المطعم البطاقة وعرض عليه أن يأخذ حقه منها
بدلا من النقود ويصرف النقود من البنك في اليوم التالي أو يضيفها بحسابه في
البنك كيفما يشاء ولكن الأمر يحتاج إلى بنك يثق في عميله ومطعم يثق في
زبونه

داينر كلوب بداية القصة حين نام الشاب الامريكى جوليان ويست عام 1887 نوما
مغناطيسيا عميقا في شقته وفى عام 1987 استيقظ وجد الحياة في بلدته نيويورك
بل وأميركا كلها تغيرت وتحولت نقابات العمال إلى الحكيم وانتشرت الأحزاب
الاشتراكية وانخفضت ساعات العمل واصح العلاج مكفولا وحصلت المرأة على
حقوقها الاجتماعية كاملة وبدلا من استخدام النقود أصبح الإنسان لا يحتاج
إلى نقود يحملها لأنه يحمل بطاقة ائتمان بها معلومات عن حساب الشخص في
البنك وكافة معلوماته مسجلة عليها .

وقرر ماكنمارا أن يؤسس شركة تكون وسيطا بين المطعم والبنك وهكذا أسس هو
وكاسى تايلور شركة داينر – ومعناها الذي يأكل في المطعم – حيث جمعوا مائتي
شخص واختاروا مطاعمهم المفضلة وبدأوا بها الفكرة الجديدة ووقتها لم تكن
هناك بطاقات بالمعنى الحالي ولكنها ورقة عليها ختم الشركة وتوقيع المسئول
عنها وتوقيع صاحب البطاقة وكان الزبون يقدم للمطعم البطاقة و اى إثبات
شخصية عليه صورته وفى سنة واحدة قفز عملاء شركة داينر كلوب إلى عشرون إلف
عميل .

انتشار الفكرة

ونجحت الفكرة والتقطتها كبريات البنوك وبيوت المال في العالم وتوسعت
الخدمات التي تقدمها بطاقة الائتمان وأصبحت فلسفتها تعتمد على إن يشترى
الزبون ما يريد ثم يقدم البطاقة إلى صاحب المحل ويوقع على فاتورة الشراء
ويرسل البائع الفاتورة للبنك لإضافتها على حسابه وخصمها من صاحب البطاقة أو
مطالبته بقيمة فواتيره شهريا .

تأجيل الدفع

وبعد عشرين سنة من بطاقة الائتمان التي يجب أن يدفع صاحبها فاتورتها
شهريا ظهر نظام جديد أن يدفع جزء من الفاتورة ويؤجل الباقي على إن يدفع
عليه فائدة شهرية وأصبحت البنوك تفضل ألا يدفع العميل كل الفاتورة وإنما
يؤجل الدفع لشهور لتستفيد هي من الفائدة الشهرية وأصبحت أمريكان اكسبريس
رائدة في هذا المجال لتبنيها أولا شركة داينر كلوب وشرائها وضمها إليها
وتطوير خدماته .

بطاقة القيد

وبعد عشرين سنة أخرى ظهرت بطاقة القيد – دبيت كارد وتسمى أيضا شيك كارد
والتي بموجبها يمكن للبائع خصم قيمة المشتريات من حساب صاحب البطاقة في
البنك مباشرة وأصبح هذا سهلا بعد وجود الانترنت والحسابات المصرفية
الالكترونية



وبعد سنوات أخرى أصبحت بطاقات فيزا وماستر كار دهى أغلبية بطاقات
الائتمان والقيد العالمية وان كان هناك بطاقات محلية مثل مايسترو ، سولو في
بريطانيا ، كارت بلو في فرنسا ، بانكوماكساى في النمسا ، بنباس في هولندا ،
غيرها