amani alshoaibi مشرفـة عـامـة
الكــلــيــة : كليه الهندسه والعماره القسم ( التخصص ) : عماره السنة الدراسية (المستوى الدراسي) : ....... الجنس : عدد الرسائل : 10090 العمر : 34 الدوله : اليمن العمل/الترفيه : طالبه جامعيه المزاج : اعيش لاجلك نقاط : 11874 تاريخ التسجيل : 17/04/2010 : :قائمة الأوسمة : :
بطاقة الشخصية التقييم: 10
| موضوع: أبولودور الدمشقي الأحد مارس 20, 2011 3:46 am | |
| أبولودور الدمشقي Apollodorus of Damascus
أبولودور: اسم أغريقي مشتق من اسم إله الضوء والشباب والشمس والموسيقى , هذه الأسماء كانت شائعة في بلاد الشام قديما بحكم الاختلاط بالثقافة الإغريقية , ولأن دمشق مدينة ملتعلقة بأبنائها فقد التصق لقب (دمشقي) بأحد أبنائها العباقرة الذي هو أبولودور الدمشقي فظل اسمه يحيلنا إلى الأصل.
أبو لودور الدمشقي معماري دمشق (Apolodor of Damascus ) من سورية, شرقي الروح والمنهج , ولد على ضفاف بردى الرقراق عام 60 , عمل في روما في النصف الأول من القرن الثاني الميلادي كان المعماري الرسمي للأمبراطور تراجان الذي حكم بين أعوام (107-117) في مجالات الإنشاءات المدنية والعسكرية وهو الشخصية الفنية الكبرى الوحيدة التي يمكن تمييزها في خضم جهلنا لأسماء مبدعي الفن في العصر الروماني , وليس هناك حتى الآن دراسة منهجية ونقدية لعمله الذي يرى بعضهم فيه خصائص رومانية خالصة بينما يرى الآخرون في عمله خصائص هيلنستية سورية أوهناك من يعتقد أن خصائص عمله رومانية ولكنها تكتسي بعناصر خزفية هيلنستية .
كان ذو شخصية قوية , و يتصدى لأصعب المعضلات التقنية والفنية , موهبته المتميزة، والفذة فرضت احترامه على المجتمع الروماني رغم أنه لم يكن ارستقراطياً. لم تظهر له أعمال في سوريا إلا أنه وخلال أعمال إصلاح الجامع الأموي الكبير بدمشق ظهرت أحد الأعمدة المنهارة من أنقاض معبد جوبيتير التي تحمل اسم أبولودور. لا يوجد ذكر لأبولودور في الموسوعات العربية غير أن كنية هذا العبقري (الدمشقي) كانت تسقط دائماً في بعض الموسوعات الغربية كما فعل وول ديورنت حينما ذكر أبولودور بأنه يوناني من أصل سوري.
ويذكر تاريخ كامبردج أن بعض العلماء يعتقدون بأن سورية في مجال العمارة كانت متقدمة على روما بل كانت بالنسبة إليها النموذج الذي اقتدته, وأن سورية تفوقت على روما في عبقريتها المبدعة وفي معارفها التقنية وفي مهارة عمالها , و أن أبو لودور اقتبس تصميمات المباني التي أنجزها في الامبراطورية الرومانية عن موطنه الأصلي دمشق.
بدأت صداقته مع تراجان حين كان يخدم في الحامية العسكرية بدمشق التي كان أبوه واليا عليها ويسمي الرومان عهد الامبراطور تراجان بالأزمنة السعيدة . لقد أبدى تراجان إعجابه المبكر بهذه الشخصية الفذة كصديق له أولا ومن ثم كمعماري وحرفي نابغ خاصة ً بعد تربعه على كرسي الامبراطورية ليصبح أحد أعظم وأشهر أباطرة العصور القديمة.
في عام 91 ميلادي قام تراجان باستدعائه إلى روما حيث كان حينئذ قد بلغ سنه العشرين وهكذا أوكلت إليه مهمة القيام بتصميم وتنفيذ العديد من المشاريع المعمارية والتنظيمية في مدينة روما والتي لا تزال تشكل جزءا رئيسيا من الشبكة التنظيمية الحالية لمدينة روما القديمة .
وهنا أنجز ما شهد على عبقريته المعمارية: - الميدان الفوروم التراجاني : الذي كانت الفكرة المعمارية له، ولاسيما لجهة ساحته مستمدة مما كان حول معبد جوبيتير(الجامع الأموي الآن) في دمشق, هذا الميدان الشاسع كان يحتل موقع القلب من روما شكله مستطيل، و قد ارتأى الدمشقي أن يخططه بحيث ينفذ دفعة واحدة ويجسد به وجمالية لمجمع مهرجاني أريد من ورائه عرض البهرج الذي كان رائدا في عمارة تلك الأزمنة، ويتخذ موقع القلب والوسط منه نصب لعمود ضخم منحوت يحمل اسم الإمبراطور تراجان والذي يعتبر تنفيذه حالة رائدة كذلك لهذا النوع من المسلات النصبية في الساحات العمومية والتي ما تزال تمارس حتى يومنا هذا. وتنتهي في طرفيها من الجانبين بمدرجين نصف دائريين وفي محور الدخول الى هذا الميدان بنى قوسا للنصر،
- عمود تراجان : مازال قائماً حتى يومنا هذا في مدينة روما. وهو عمود كالمئذنة الأسطوانية ارتفاعه 43 متراً وهو مؤلف من ثمانية عشر جزءاً وداخله سلم لولبي، ويغطى العمود بنقوش بارزة و ملونة تمثل ما يقرب من ألفي محارب عدا الآليات ومعدات الحرب، بحيث يشمل تسجيلاً فنياً لمنجزات الإمبراطور تراجان , في داخل العمود درج دوار وفي قاعدة العمود مكان أودع فيه رماد جثة الإمبراطور، وقد وضعت في وعاء من الذهب. إن أسلوب العمود يحاكي أسلوب المنحوتات الآشورية المشرقية , وقد أثرّ هذا العمل لأزمان لاحقة في التصاميم التذكارية في عدة بلدان أوروبية.
- الجسر العملاق على الدانوب : ( جسر ميسيه ) الذي وضع تصميمه وأنشأه على خلال الفترة بين الحربين الداكيتين الأولى والثانية10 5-104 ميلادي، و رغم الصعوبة التي تكتنف طبيعة المنطقة الصخرية المراد بناء الجسر فيها التي يطلق عليها اليوم «أبواب الحديد» في الحدود الجنوبية الغربية لرومانيا ، إضافة الى سرعة جريان مياه النهر الهادر، وإتساع المسافة المعقودة بين الضفتين والبالغة 1135. ثم فمد الجسر بطول 1100 متر وبعرض يقارب 13-19 متر وحصّن طرفي الجسر بالأبراج الخشبية التي استبدلت فيما بعد بالحجر ،لذلك أطلق عليه اسم الجسر الحجري , فلقد استقر الجسر على 20 دعامة مبنية من الحجر المهندم بهيئة زورقية باتجاه حركة الماء ومحشوة بالطوب المفخور ثم بالخرسانة التي اعتاد الرومان على استعمالها والمتكونة من خليط من الرمل والحصباء والكلس والصلصال التي تقاوم عمليات الضغط بكفاءة دون ان يماثلها في عمليات الشد. وكان البحر الفاصل بين الدعائم الـ33، جسرت في ما بينها بهياكل من جذوع خشب السرو الضخمة، بعرض 1455، وارتفاع 1560، مبنية بهيئة عقود قنطرية متراكبة ومتشابكة، بحيث تؤدي مهام مقاومة عمليات الشد الناتجة من تحميل الجسر.
و كذلك من أعماله : - دار العدل الأولمبية . - المكتبتان . - قوس النصر في مدينة بنيفانتوم . - قوس النصر في مدينة أنكونا. - حمامات (وجمانيزيوم) . - توسيع مرفأ أوسيتا. - إصلاح قناة من النيل للبحر . - تجفيف المستنقعات البونثية . - السوق على سفح رابية الكوربونياليس .
السوق التراجانية
كما أن له كتاب مؤلف في آلات الحصار أهداه لهدريانوس. بعد وفاة تراجان عام 135م اعتلى العرش (أدريان) الذي ابتدأ متمسكاً برعايته (لأبولودور)، فكلفه ببناء قبة )البانتيون) عام 117 ، ثم أقام كمهندس للجسور ببناء أضخم جسر أنشئ في تاريخ روما وهو جسر(دبروجا) على نهر الدانوب، فكان معجزة هندسية رائعة، ثم كلفه ببناء معبد كبير , ومات أبولودور قبل إنجازه، وكان موته غامضاً، و قيل أنه قتل في 125م وهو في الخامسة والستين من العمر, إثر اختلافه مع الإمبراطور.
لقد كان أبو لودور قمة في فن العمارة عبر التاريخ، ويحق لنا أن نزهوا بعبقرية هذا الفنان المعمار الذي اصبح قدوة فيما بعد، وقد ترك لنا صورته في ثنايا أعمدة وأقواس النصر التي أقامها في روما، واليوم لدينا نسختين لتمثالين وسطيين للدمشقي إحداهما في متحف الكابيتول في روما، والاخرى في القاعة الرومانية في متحف مدينة ميونيخ الألمانية. لقد طوى الدمشقي بموته صفحة جميلة من انتقال الحضارة والعمارة من الشرق الى الغرب. أخذ عنه مايكل أنجلو في بناء قصر فارنزه في فلورنسه , وأخذ عنه المعمار الفرنسي في إنشاء عمود فاندوم في باريس أيام نابليون. | |
|