السياسة أم الاقتصاد….. أيهما يقود الآخر؟؟

إليكم أعزائي أعضاء المنتدى الكرام
وكذا المهتمين بالقضايا الإقتصادية
هذا المقال بعنوان
((السياسة أم الاقتصاد….. أيهما يقود الآخر؟؟))
بقلم: أ.د/ هايل عبد المولى طشطوش

أرجو أن تستفيدوا منه

سؤال
صغير تردد على مسامعنا على مقاعد الدراسة الأكاديمية كثيرا لكننا –كغيرنا
-لم نجد له جوابا بل إن الفكر الإنساني لم يستطع إلى اليوم تقديم إجابة
قاطعة له ، فكلما تقدمت السياسة للقيادة برزت أحداث جعلت من الاقتصاد هو
المحرك الأساسي والقائد لحركة الاجتماع الإنساني وكلما ظهر الاقتصاد كقائد
قوي أخمدته السياسة وطمسته بقوة !!! ، لأجل ذلك برز ويبرز السؤال التالي في
وجه الباحثين والدارسين : ما هو نوع العلاقة بين السياسة والاقتصاد ؟؟ هل
هي تكاملية ؟ أم احلالية ؟عكسية ؟ أم طردية ؟ أيضا من الخطأ بل ومن العسير
أن نقدم إجابة قاطعة على هذه التساؤلات ، إذن ما هي ماهية البحث واطر البحث
في تحديد العلاقة بين هذين المتغيرين ؟؟
الإنسان ومنذ اللحظة الأولى
لوجوده على هذه البسيطة وبتقرير رباني هو كائن محتاج إلى الطعام والشراب
والمسكن لكي يعيش ويستقر ، وهذه أيضا إرادة الله حيث قال تعالى :” هو
أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها ” فالاعتمار لا يتم إلا بمقوماته وهي :
الإنسان التام الصحة المتمتع بالقوة والمنعة الآمن المطمئن على رزقه وعلى
نفسه…. وهذه المرتكزات تحتاج إلى مقومات اقتصادية كان لابد منها لإدامة
الإعمار وتحقيق مبدأ الخلافة الذي هو أساس الوجود الإنساني على هذه الأرض .
لقد
كان الهم الأول للإنسان هو تأمين احتياجاته من الطعام والشراب التي تبقيه
على قيد الحياة وتوفر له الكرامة ، ومن أجل ذلك مارس نشاطات مختلفة كان
أبرزها النشاطات الزراعية التي توفر له ما يحتاج من المحاصيل والسلع ،
وعندما فاض الإنتاج بحوزته أراد له تصريفا ، فتطورت نظم علاقاته فمارس
النشاطات التبادلية من خلال نظام المقايضة الذي ساهم في تحقيق الإشباع
للمجتمعات الإنسانية البسيطة في فترة ما من تاريخ الاجتماع الإنساني ، ومن
خلال نظم التبادل والإنتاج مارس أسلوب التوزيع من حيث لا يشعر وذلك حفاظا
على من يعول ليبقى سندا له يشكل من خلاله الجماعة التي تحافظ على منعتها
وكيانها ، وهكذا تطورت نظم الحياة الاقتصادية حتى كبر المجتمع وتوسع واحتاج
إلى المزيد من السلع والخدمات ، حينها بدأ الإنسان يبحث عن مواقع جديدة
يمارس فيها نشاطاته فحاول أن يتعدى ويتطاول على ما جاوره من الأراضي
والتجمعات ، عندها قام الصراع بين بني الإنسان وهو ما استدعى حشد الطاقات
وتنظيم الصفوف وإعمال العقل والتفكير في وسائل لتدبير الأمور عندها قامت
السياسة التي كان لابد للمجتمعات البدائية منها لتسوس الجماعة وتحركها
بأسلوب ارقي وتفكير أعمق يأخذ بعين الاعتبار كل الظروف المحيطة . حينها
استنهض الاقتصاد السياسة .. ولكن الم تكن سياسته هي التي حركت بداخله نوازع
البحث عن مقومات اقتصاده المتين ؟؟؟ إذن من قاد الأخر السياسة أم الاقتصاد
؟؟؟
إننا كلما تقدمنا في الإجابة رجعنا القهقرى إلى حيث المربع الأول
!!! . تطور الاجتماع الإنساني فنشأت الدولة وما رافقها من مؤسسات وكان من
ابرز مؤسساتها المؤسسة الاقتصادية ، أي رعاية الشؤون الاقتصادية للأفراد ،
وهذه الشؤون أيضا تطورت مع تطور نظم الحياة الإنسانية فكان الإنسان الأول
يكفيه من اللباس ما يستر جسده من الليف أو الخيش أو جلود الحيوانات ، وكان
يكفيه من الطعام ما يصطاده من الغابة المجاورة يشويه على النار فيسد رمقه
وينام في المغاور والكهوف تحرسه الحيوانات حينا وتخشاه حينا أخر ويخشاها في
أحيان كثيرة ، تطورت نظم الحياة حتى وصل الإنسان إلى مرحلة التنظيم
المؤسسي الذي فرضه علية التطور الكبير والسريع الذي اعترى جوانب الحياة
المختلفة ،وقد كانت حاجة الإنسان مضافا إليها الطمع والجشع دافعا يدفعه إلى
الاعتداء على غيرة ليسيطر على ما يملك من موارد وثروات عندها وولد
الاقتصاد السياسي الذي بحجته كانت موجات الاستعمار والرغبة في السيطرة على
مقدرات الآخرين مدفوعة هذه الرغبات بالطمع والجشع ، حينها ذاقت شعوب كثيرة
وأمم عديدة مرارة السياسة وتجرعت الم الاقتصاد ، ودفعت لها الشعوب اكلافا
كثيرة وأثمانا باهظة …!! وشهد الاجتماع الإنساني خلال مسيرة تطوره نظماً
سياسية واقتصادية متنوعة تراوحت ما بين التشريكية التي كانت تهدف إلى توفير
العدالة والكفاءة بمفهومها المطلق للإنسان سعياً وبحثاً عن المثالية
والكمال متنافسةً في ذلك مع النظم الداعية إلى الحرية الفردية المطلقة التي
أتاحت للإنسان أن يحقق ذاته ويحصل على ما يريد من حاجات وسلع وخدمات تحقق
له الإشباع بدون أية رقابة أو تحديد ، عندها قام الصراع السياسي الاقتصادي
في إطار حرب باردة اكتوى العالم ببرودتها وحرارتها معا ودفع لذلك أثمانا
باهظة ، ووصل الفكر الإنساني إلى القمة في الإبداع السياسي الاقتصادي حين
أعلن عن ولوج عصر العولمة وتربعت الخصخصة على قمة عرش هذا العصر ، ولاشك أن
المتفحص لواقع العولمة والخصخصة يجد أنها مرحلة جديدة من مراحل الاقتصاد
السياسي ، حيث تأثرت الدولة تأثيرا بالغا واهتز عرش الاقتصاد الذي رعته
الدولة وحافظت علية عقود كثيرة وأزمنة مديدة فبدأت العولمة تسحب البساط من
تحت أقدام الدولة فتسلخها عن واقعها وتمنعها من رعاية الشؤون الاقتصادية
للأفراد وذلك من خلال تجريدها من أسباب قوتها وممتلكاتها كافه شيئا فشيئا
حتى تعرت الدولة وأصبحت خالية الوفاض لا تملك شيئا.. لا موارد مالية…. ولا
صلاحيات سياسية فانفلت العقال وخرجت الأمور عن سيطرة الساسة ….فجاعت
الشعوب…. وتجاهلت الشعوب…. ومرضت الشعوب ، ارتفاع في نسب الأمية بشكل مهول
،وارتفاع في نسب المرضى والعاجزين عن الحصول على الدواء ، وارتفاع هائل في
أعداد الفقراء حتى بات الأمر خارج السيطرة ،السياسة تضعف أمام الواقع
الاقتصادي والاقتصاد يتقهقر بفعل السياسة العشوائية المنقادة للاقتصاد
والضحية هو…… الإنسان ، هذا الإنسان الذي تحول إلى بركان يغلي ويغلي ويغلي
حتى بدأ بالانفجار .. العالم اليوم يشهد أوضاعا اجتماعية ممزقه وأوضاعا
سياسية عنيفة وأوضاعا اقتصادية محزنة ومخزية من المسبب ..؟؟ وما هي الأسباب
؟؟؟؟ أسئلة مفتوحة برسم الإجابة …!!!

مقال ممتع...و رااااااااااائع

يسلمووووووووووووووو علي ^ـــــــــــــــــــــــــــــــــ^

الله يسلمش ^______^

نور مرورك انار موضوعي

موضوع رائع ومهم جدا
لان الاقتصاد والسياسة بينهم علاقة قوية
جدا ومرتبطة ببعضها البعض
منذ زمن وفي جميع الدول لم يتم الفصل
بين الاقتصاد والسياسة كانت تسمى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية
وهذا هو الصح لكن الان يطلق كلية الاقتصاد وهذا خطا
مشكور علي

» اتجاهات إصلاح السياسة المالية في الاقتصاد اليمني
» أيهما أخطر الوحدة أم الفراغ
» الريجيم يقود الأشخاص إلى السلوك العدواني
» حصريا برنامج حيلهم بينهم من الآخر الحلقة رقم (1) نسخ DVBRip مضغوطة علي أكثر من سيرفر
» دراسة عن السياسة في اليمن