نظم المعلومات الجغرافيه ودورها فى التخطيط العمرانى

تعريف نظم المعلومات الجغرافية:
هي عبارة عن علم لجمع وإدخال ومعالجة وتحليل وعرض وإخراج المعلومات الجغرافية لأهداف محددة وهذا التعريف يتضمن مقدرة النظم على إدخال المعلومات الجغرافية (خرائط، صور جوية، مرئيات فضائية) والوصفية (أسماء، جداول) ومعالجتها (تنقيحها من الأخطاء) وتخزينها واسترجاعها، واستفسارها، وتحليلها(تحليل مكاني وإحصائي) وعرضها على شاشة الحاسوب أو على ورق في شكل خرائط وتقارير ورسومات بيانية.
وتتكون نظم المعلومات الجغرافية من خمس عناصر أساسية هي:
• المعلومات المكانية والوصفية.
• أجهزة الحاسب الآلي.
• البرامج التطبيقية.
• القوة البشرية.
• المناهج التي تستخدم في التحليل المكاني.

فوائد نظم المعلومات الجغرافية:
• تخفيض زمن الإنتاج وتحسين الدقة: فمثلا بدلا من أن كان إنتاج خريطة يحتاج إلى أكثر من يوم نجده الآن وباستخدام الحاسوب يمكن إنجازه في أقل من ساعة كما أن استخدام الحاسوب يقلل كثيرا من الأخطاء التي قد تنجم عن حالات الطقس أو إرهاق الأعصاب الناتج عن ضغط العمل.
• تخفيض العمالة: حيث كانت تمتلئ مراسم الخرائط بالأيدي العاملة أما الآن فيمكن لشخص واحد متمرس في استخدام الحاسوب القيام بعمليات الرسم جميعها في وقت زمني قياسي.
• تخفيض التكلفة: بالنظر إلى الفائدتين أعلاه نجد أنهما يصبان في تقليل التكلفة الاقتصادية للأعمال التي سيتم انجازها.

تعريف التخطيط:
يعرف التخطيط بأنه وضع خطة لتحقيق أهداف المجتمع في ميدان وظيفي معين لمنطقة جغرافية ما في مدى زمني محدد، وحتى يكون التخطيط سليما يجب أن يكون واقعيا ومحددا للهدف في الوقت المناسب المحدد له ومستمر الصلاحية طوال المدى الزمني المقرر لتنفيذه بأعلى درجة من درجات الكفاية.

مستويات التخطيط:
1. التخطيط القومي.
2. التخطيط الإقليمي.
3. التخطيط العمراني.

نظم التخطيط:
تمر عادة النظم المتبعة لتخطيط منطقة معينة بثلاثة مراحل رئيسية وهي:
1. دراسة المنطقة (Survey) وتشمل:
• دراسة المصادر الطبيعية.
• دراسة المصادر الاجتماعية.
• دراسة المصادر الاقتصادية.
2. تحليل المنطقة (Analysis) وتشمل:
• الدراسات التحليلية على أساس تشخيص الحقائق والاحتمالات.
• الدراسات التفصيلية على أساس دراسة النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والطبيعية.
3. سياسة التخطيط للمنطقة وتشمل:
دراسة التخطيط من الناحية الاقتصادية حتى يسهل تنفيذه على المستوى المطلوب ببرنامج زمني محدد.

مما سبق نجد أن هناك علاقة بين العمل في نظم المعلومات الجغرافية وعمليات التخطيط، فكلاهما يعتمدان على جمع المعلومات وتحليلها والاستفادة من نتائج هذه التحليلات. ونظرا لما لنظم لمعلومات من دور في تخفيض زمن العمل وزيادة الدقة وقلة العمالة والتكلفة الاقتصادية فإنه من الأفضل استخدام نظم المعلومات الجغرافية في إتمام عمليات التخطيط.

استخدام نظم المعلومات الجغرافية في عمليات التخطيط:
يمكن الاستفادة من نظم المعلومات لإجراء عمليات التخطيط بكافة مستوياته القومي والإقليمي والعمراني، ويتم ذلك بتنفيذ كافة مراحل العمل كالتالي:
1. جمع المعلومات: باستخدام نظم المعلومات يمكن جمع أكبر قدر من المعلومات في وقت قياسي من خلال الصور الجوية أو الاستشعار عن بعد أو عن طريق عمليات المساحة الأرضية أو باستخدام النظام العالمي لتحديد المواقع(GPS) إضافة لطرق أخرى، في حين أن جمع المعلومات بالطرق العادية يكاد يكون أمر معقد خصوصا إذا كانت عملية التخطيط ستجري لمساحات كبيرة او لدولة كاملة فإنه في هذه الحالة سيتم رسم خرائط أولية ودراسة للظروف الطبيعية ودراسة لأنواع التربة لمعرفة إمكانيات استخدامها وفي أي المجالات سوف يتم استغلال الأراضي المختلفة هذا إلى جانب دراسة معدل الزيادات السكانية في الدولة، وقد تستغرق هذه الدراسات وقتا طويلا إضافة إلى حجم العمالة التي تتزايد مع تقادم العمل في مشاريع التخطيط، في حين أنه لو تم الحصول على صورة جوية أو صورة ستالايت فإنها ستعطي معلومات كاملة عن الأرض والتربة والثروات الطبيعية وسيكون ذلك في لحظات يتم فيها التقاط الصورة.
2. تحليل المعلومات: البرامج التطبيقية المستخدمة في نظم المعلومات الجغرافية لها قدرة كبيرة على تحليل أنواع عديدة من المعلومات التي تحتويها الصور التي تم الحصول عليها وبكفاءة ودقة عالية مع التقليل من الأيدي العاملة التي كانت ستقوم بتحليل المعلومات المجمعة بالطرق العادية، مما يعطي نتائج أكبر دقة وبزمن أقل مع التقليل من التكلفة الاقتصادية للعمل. كما أن برامج الرسم التي تستخدم تسهل من عمليات رسم الخرائط للمدن والدول المختلفة، وبالتالي يتم الحصول بسهولة على خرائط كاملة ودقيقة للمدن بكامل المعلومات التي نحتاجها.
3. إظهار النتائج: يتم إظهار النتائج عبر برامج الحاسوب المستخدمة مثل برنامج الجيوميديا أو إظهار الخرائط عبر برامج الرسم مثل برنامج الأوتوكاد، كما يمكن طباعة هذه الخرائط والحصول على نتائج عمليات التخطيط على الورق.

وبذلك نكون قد حققنا فائدة كبيرة من العمل بواسطة نظم المعلومات الجغرافية لإجراء عمليات التخطيط القومي والإقليم، أما فيما يخص التخطيط العمراني فإن البرامج التطبيقية المستخدمة في نظم المعلومات تتيح دراسة البعد الثالث للمدن والأقاليم مما يعطي معلومات كاملة وواضحة عن الشكل العام للمدينة مع إمكانية دراسة التغيرات التي ستحدث مستقبلا بحساب الزيادات المتوقعة للسكان والعمران من خلال تصور ثلاثي للمدينة للتغيرات التي قد تحدث وبالتالي علاج أي مشاكل عمرانية تسيء بالتخطيط العام للمدن وبشكل المدن وطابعها العمراني قبل حدوثها.

دور استخدام نظم المعلومات الجغرافية في تقليص الجوانب الإدارية الروتينية في عمليات التخطيط
إدارة التخطيط:
ويقصد بها الجهاز الإداري الذي يقوم بعمليات التخطيط العام بكافة مستوياته وقد تتبع هذه الإدارة البلديات أو تكون وزارة مستقلة بذاتها......الخ، وتحتوي على كم معين من الموظفين مختلفي المؤهلات ويتفق عادة أن يشمل طاقم العمل على مهندس التخطيط المعماري والمهندس المدني ومهندس الحدائق ومصمم المدينة والباحثين في مجال العلوم الاقتصادية والاجتماعية والقانونية.

أقسام إدارة التخطيط:
وتختلف هذه الأقسام من مدينة لأخرى أو من بلد لآخر وتشمل في العادة:
1. قسم الخرائط المساحية ويختص بتحضير الخرائط المساحية اللازمة لعمليات التخطيط المختلفة.
2. قسم استعمالات الأرض ويختص بعمل سلبحوث الميدانية لاستعمالات الأراضي.
3. قسم شبكات الشوارع والطرق العامة ويختص بعمل الدراسات والمباحث الخاصة بتخطيط شوارع المدينة والطرق العامة.
4. قسم تخطيط المناطق ويختص بتحضير التخطيط التفصيلي للتخطيط العام أي تحضير تخطيط المناطق التي تتكون منها المدينة في إطار التخطيط العام.
5. قسم تقسيم الأراضي ويختص بتحضير لائحة تقسيم الأراضي ومراجعة مشروعات التقسيم التي يتقدم بها المقسمون.
6. قسم البرامج المالية لمشروعات البلدية ويختص بتحضير البرنامج المالي طويل المدى للمشروعات العامة التي يقوم بها مجلس المدينة طبقا للتخطيط العام.
7. قسم البحوث.
وهذه الأقسام بدورها تحتاج إلى عدد كبير من العمالة والتي قد يسبب زيادة العاملين فيها إلى تعطيل العمل، كما تعدد هذه الأقسام يزيد من الروتين في العمل والذي يسبب في تأخير أي عمل وليس التخطيط فقط.
وبمقارنة هذه الأقسام المتعددة مع إمكانيات العمل بواسطة نظام الGIS وبرامج الحاسوب المستخدمة فيه الشاملة لبرامج جمع وتخزين المعلومات وبرامج تحليل المعلومات وبرامج الرسم نجد أن العمل يصبح أكثر سهولة ودقة وأكثر سرعة مع التقليل من تكاليف العمل على النطاق الحالي والمستقبلي.