قال باحثون استراليون انهم توصلوا الى معرفة أحد الأسرار
التي تمكن الجهاز المناعي من مقاومة الأمراض، الأمر الذي قد يسهم في تطوير
عقاقير تعمل على تقوية مقاومة الجسم ضد الجراثيم والخلايا السرطانية إحدى
أدوات الجهاز المناعي، تعمل بواسطة مستقبلاتها على مهاجمة
الفيروس أو البكتيريا، من خلال التعرف على القطع البروتينية لهذه الجراثيم بمساعدة مركب التوافق النسيجي الاكبر.
إلا أن الدراسة الأخيرة التي اجراها الفريق
الذي ضم علماء من جامعة موناش، وجامعة ملبورن في استراليا كشفت عن الآلية
التي تمكن كذلك الخلايا الليمفاوية التائية من مهاجمة دهون الجليكوبروتين
(بروتين سكري)، المحمولة على العديد من الخلايا الجرثومية وبعض خلايا
السرطان، والتي تلعب دوراً هاماً في تحديد طبيعة استجابة الجهاز المناعي
للغزو القادم، لذا فإن فهم الآلية التي توضح كيفية تفاعل الجهاز المناعي مع
هذا النوع من الدهون، قد يساعد على تحفيز مقاومة الجسم في هذه الحالات
بشكل أكبر في المستقبل.
وطبقاً لنتائج الدراسة فقد يكون لهذا الاكتشاف
علاقة ببعض الأمراض الهامة، باعتبار أن الدراسات السابقة أظهرت أن التعرف
على الجليكوبروتين من قبل مستقبلات الخلايا الليمفاوية التائية مرتبط
بالعديد من الأمراض مثل أمراض الحساسية وتصلب الشرايين وبعض أمراض المناعة
الذاتية كداء السكري من النوع الأول.
وقال الدكتور دالي جودفري الأستاذ المشارك من
جامعة ملبورن وعضو فريق البحث، بأنه لم يكن معروفاً في السابق كيفية تفاعل
الجسم مع هذا النوع من الدهون، إلا أنه تبين أن ما يحدث هنا يختلف عما هو
الحال بالنسبة لتعرف الجهاز المناعي على القطع البروتينية للفيروسات
والبكتيريا.
ويأمل القائمون على الدراسة بأن تفسر هذه
النتائج قدرة الجهاز المناعي على كشف دهون الجليكوبروتين بأنواعها
المختلفة، على الرغم من تنوعها بشكل كبير.
يشار الى ان الجهاز المناعي يتالف من خلايا
وأعضاء مختصة لحماية العضوية من التأثيرات الخارجية رغم من ان كل عضو
تشريحي له بنيته الدفاعية من الأمراض الخمجية الخارجية كالبشرة في حالة
الجلد، والطبقة المخاطية في حالة المعدة.
وعندما يعمل الجهاز المناعي بشكل مناسب فانه
يكون قادرا على حماية الجسم ضد الأخماج الجرثومية و الفيروسية والأجسام
الغريبة مدمرا الخلايا السرطانية والأجسام الغريبة.
وإذا ضعف أداء الجهاز المناعي يزداد احتمال
إصابة الجسم بالأمراض الخمجية و أنواع من السرطانات و تحدث الحالات الخمجية
البسيطة مثل : نزلة البرد الشائع و الإنفلونزا .
ويقسم الجهاز المناعي عادة إلى قسمين :
وتتألف من مكونات موروثة تؤمن الخط الدفاعي الأول للمرضات التي تأتي مباشرة .
عن طريق تصنيع الأضداد و الخلايا التائية وتأخذ
هذه المناعة أياما قبل حدوثها لذلك فهي ليست مفيدة في بداية الخمج فالجسم
يحتاج لفرصة اولى للتعرف على الممرض، لكن الاستجابة في المرات اللاحقة من
الخمج بنفس الممرض تكون سريعة .
أو وجود مناعة ذاتية أي أن جهاز المناعة يقاوم نفسه ويتمثل فى مرض السكر وكليهما ليست بالاستجابة الطبيعية.
وهنا تكون الجزئية هامة جداً، فمن الضروري أن
يفرق جهاز المناعة ضد العنصر الغريب في مقاومته وبين خلايا الجسم نفسها،
وعندما يفشل فى عملية التمييز هذه يبدأ جهاز المناعة بمقاومة ذاته مما يؤدي
إلى ظهور أمراض المناعة الذاتية.
المصدر: وكالات