اعزائي ..موضوع اهملناه جميعا
اتمنى ان تقرؤوه , ونصحح اخطائنا جميعا
الحياء والاقوال المأثورة في شأنه وبعض أحوال أهل الحياء
قد كثر الحديث عن الحياء في كتاب الله تعالى,وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام السلف الاول
وسائر العرب كثرة لافتة للنظر.
معنى الحياء لغة:
تغير وانكسار يعتري الانسان من خوف مايعاب به.
معنى الحياء اصطلاحا:
خلق حميد يبعث على ترك القبيح ,ويمنع من التقصير في حق ذي الحق.
أما ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من اجتماع كمال الشجاعة مع كمال الحياء
فهو من عناية الله تعالى به, ومن كمال خلقه صلى الله عليه وسلم .
والحياء حياءان :
أحدهما: استحياء العبد من الله جلا وعلا عند الاهتمام بمباشرة ماحظر عليه.
والثاني: استحياء من المخلوقين عند الدخول فيما يكرهون من القول والفعل معا.
والحياءان جميعا محمودان.
أقسام الحياء:
قسم وهبي فطري,وقسم كسبي.
أما الوهبي الفطري فيختلف فيه الناس ,فمن الناس من يكون منذ صغره عظيم الحياء,
ومنهم من يكون منذ صغره وقحا قليل الحياء.
أما الحياء الكسبي فهو ما يستفيده الإنسان من الحياء ويكتسبه بسبب تدريب النفس
وتعويدها وترويضها ومجاهدتها.
الآيات الواردة في الحياء
ورد في كتاب الله تعالى في مواضع منه ذكر الحياء صريحا أو إشارة,
فمن المواضع التي فيها إشارة الى الحياء قول الله تعالى: ( ولباس التقوى ذلك خير)
"لباس التقوى" الذي ذكر الله في القرآن هو الحياء.
أما المواضع التي ذكر فيها الحياء صراحة فمنها:
قوله تعالى : (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء).
الأحاديث النبوية الواردة في الحياء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى :إذا لم تستح فاصنع ما شئت".
وقال صلى الله عليه وسلم :"الحياء من الإيمان , والإيمان في الجنة , والبذاء من الجفاء ,والجفاء في النار".
الحياء خلق الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم:
قد كان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام – أصحاب حياء وستر, وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم
يخبر عن نبي الله موسى عليه السلام أنه"كان رجلا حييا ستيرا لا يرى من جلده شي استحياء منه ".
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها.
الحياء عند نساء الصدر الأول
1-عن اسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت:
00ر وماله في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غير ناضح وغير فرسه,
00ر وغيرته وكان أغير الناس فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أني قد استحييت فمضى".
2-عن عائشة رضي الله عنها قالت:
جاءت أم سليم –رضي الله عنها- إلى رسول الله فقالت له وعائشة عنده:يا رسول الله : المرأة ترى ما يرى الرجل في المنام ,فترى من نفسها مايرى الرجل من نفسه,فقالت عائشة رضي الله عنها :يا أم سليم فضحت النساء تربت يمينك فقال رسول الله لعائشة : بل أنت فتربت يمينك ,نعم فلتغتسل يا أم سليم إذا رأت ذلك".
الحياء عند الصالحين
1-أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقد قال وهو يخطب الناس:
"يا معشر المسلمين ,استحيوا من الله,فو الذي نفسي بيده إني لأظل حين أذهب إلى الغائط في
الفضاء متقنعا بثوبي استحياء من ربي عز و جل".
2-قال عمرو بن العاص رضي الله عنه:
"والله إن كنت لأشد الناس حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ملأت عيني من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا راجعته بما أريد حتى لحق بالله عز و جل حياء منه ".
أقوال لأهل الشرع والأدب والشعر في الحياء
قال الشعبي رحمه الله تعالى :"تعايش الناس زمانا بالدين والتقوى,ثم رفع ذلك فتعايشوا بالحياء و التذمم, ثم رفع ذلك فما تعايش الناس إلا بالرغبة والرهبة ,وأظنه سيجيء ما هو أشد من هذا".
وقال وهب بن منبه رحمه الله تعالى"الإيمان عريان ولباسه التقوى,و زينته الحياء".
الحياء في شعر العرب:
إذا لم تخش عاقبة الليالي ولم تستح فاصنع ما تشاء
فلا والله ما في العيش خير ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقى العود ما بقي اللحاء
قال الشاعر:
ورب قبيحة ما حال بيني وبين ركوبها إلا الحياء
فكان هو الدواء لها ولكن إذا ذهب الحياء فلا دواء
اعتداد الشرع بحياء المرأة,وأثر ذلك في الحكم
قد خلق الله تعالى المرأة وركب فيها خلق الحياء على وجه صار فيه معدودا من فطرتها
والحياء ألصق بالمرأة, واقرب لحالها ,وانسب لخلقها من الرجل,وان كان الحياء مستحبا فيهما معا,ولهذا اعتد الشرع بحياء المرأة في عقد نكاحها ,
فقد جاء في الشرع أن المرأة البكر إذا سئلت عن رضاها بالنكاح فسكتت قبل ذلك منها
قال صلى الله عليه وسلم" استأمرو النساء في أبضاعهن, فإن البكر تستحي فتسكت,فهو إذنها".
وقال ابن قدامه رحمه الله تعالى:"وأما البكر فإذنها صماتها في قول عامة أهل العلم والأخبار
في هذا كثيرة,ولان الحياء عقله على لسانها يمنعها النطق بالإذن ,ولا تستحي من إبائها وامتناعها وان بكت أو ضحكت فهو بمنزلة سكوتها والبكاء يدل على فرط الحياء".
أهمية الحياء للمرأة
الحياء الذي تتحلى به المرأة ويخالطها في كلامها وفعالها وصفاتها إنما يعود عليها بفوائد كثيرة فمن ذلك:
1-حب الله تعالى لها:
وذلك أن الله تعالى حيي ستير,والحياء من صفة الملائكة ,فأحرى بمن تخلقت بهذا الخلق أن يحبها الله تعالى ,والله أعلم.
2- الحياء حافظ لدين المرأة:
إن المرأة الحيية تحافظ على دينها بحيائها ,فحياؤها يمنعها من اقتراف الفواحش ,
ويحفظ لسانها ,ويغض من بصرها,ويكف من شرورها وهذا كله مما جاء به الشرع المطهر
وطلبه طلبا جازما من أتباعه.
3-الحفاظ على الشرف والعفة:
إن المرأة ذات الحياء غالبا ما تكون محافظه على شرفها وعفتها ,إذ إن حياءها
يمنعها من التفريط في ذلك ولو لم تكن ذات دين مكين.
4-الحياء سلم للأنوثة الحقه:
المرأة ذات الأنوثة هي امرأة موافقه في خلقتها للفطرة,وليس شي يضفي على المرأة جمالا فوق جمالها
مثل الحياء والخفر.
5-ضبط الشخصية:
إن حياء المرأة يضفي على شخصيتها توازنا مطلوبا للتعامل مع الناس على اختلاف قربهم
وبعدهم عنها, ويبعدها عن مرضي الإفراط والتفريط ,ويحفظ عليها الصفات الحسنة
وينفي عنها الصفات السيئة.
6-حب زوجها لها:
إن المرأة الحيية يحبها زوجها ويؤثرها على غيرها إن كانت ذات ضرائر,وبحيائها تتجاوز مشكلات كثيرة في حياتها مع زوجها.
7-إعظام الناس لها:
إن الناس مجبولون على حب الحياء من النساء ,فإن رأوا ذلك في امرأة أكبروها وأحبوا ذلك منها,وهذا مما يعظم مكانتها في المجتمع ويرفعها في عين الناس.
8-الاقتداء بها:
من المهم أن تكون المرأة ذات حياء حتى تقتدي بها النسوة من أهلها, ومن المحيطات بها من قرابتها وصاحباتها ومن يعرفنها .