معالي الأمور لا تُنال بالفتور

الحمد
لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، الحمد لله الذي خلق الأرض والسموات ،
الحمد لله الذي يمحو العثرات ، فسترها على اهلها وانزل الرحمات ، ثم غفرها
لهم ومحا السيئات ، فله الحمد ملئ خزائن البركات ، وله الحمد ما تتابعت
بالقلب النبضات ، وله الحمد ماتعاقبت الخطوات ، وله الحمد عدد حبات الرمال
في الفلوات ، وعدد ذرات الهواء في الأرض والسماوات ، وعدد الحركات والسكنات
،
سبحانه سبحانه سبحانه
الطير سبحه والوحش مجده والموج كبره والحوت ناجاه والنمل تحت الصخور الصم قدسه والنحل يهتف حمدآ في خلاياه
الناس يعصونه جهرآ فيسترهم والعبد ينسى وربي ليس ينساه
وأشهد أن لا
إله إلا الله لا مفرج للكربات إلا هو ، ولا مقيل للعثرات إلا هو ، ولا
مدبرللملكوت إلا هو ، ولاسامع للأصوات إلا هو ، ما نزل غيث إلا بمداد حكمته
، وما انتصر دين إلا بمداد عزته ، وما اقشعرت القلوب إلا من عظمته ، ولو
نزل كلامه على جبل لتصدع من خشيته ،
وأشهد أن
محمدآ عبده ورسوله قام في خدمته ، وقضى نحبه في الدعوة لعبادته ، واقام
اعوجاج الخلق بشريعته ، وعاش للتوحيد ففاز بخلته ، وصبر على دعوته فارتوى
من نهر محبته ، صلى وسلم عليك الله يا علم الهدى وعلى الصحابة ومن سار على
طريق الهدى .. اخواني أوصيكم بتقوى الله..

معالي الأمور لا تُنال بالفتور W89a9y

إخواني؛

تفكروا
في الحشر والمعاد إن في القيامة لحسرات، وإن في الحشر لزفرات، وان عند
الصراط لعثرات، وإن عند الميزان لعبرات، وإن الظلم يومئذ ظلمات، والكتب
تحوى حتى النظرات، وإن الحسرة العظمى عند السيئات، فريق في الجنة يرتقون في
الدرجات، وفريق في السعير يهبطون الدركات، وما بينك وبين هذا إلاَّ أن
يقال: فلان مات، وتقول: رَبِّ ارجعوني، فيقال: فات

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعًا ويلجمهم حتى يبلغ آذاﻧﻬم" ٠وفي الحديث (ثُمَّ
يُؤْتَى بِالْجَسْرِ فَيُجْعَلُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ، قُلْنَا: يَا
رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْجَسْرُ ؟ قَالَ: مَدْحَضَةٌ مَزِلَّةٌ عَلَيْهِ
خَطَاطِيفُ وَكَلَالِيبُ وَحَسَكَةٌ مُفَلْطَحَةٌ لَهَا شَوْكَةٌ
عُقَيْفَاءُ تَكُونُ بِنَجْدٍ يُقَالُ لَهَا السَّعْدَانُ الْمُؤْمِنُ
عَلَيْهَا كَالطَّرْفِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَأَجَاوِيدِ
الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ؛ فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ وَنَاجٍ مَخْدُوشٌ وَمَكْدُوسٌ
فِي نَارِ جَهَنَّمَ حَتَّى يَمُرَّ آخِرُهُمْ يُسْحَبُ سَحْبًا) ٠

لله درَ
أقوام أطار ذكر النار عنهم النوم فأكثروا الصلاة و الصوم ، دافعوا أنفسهم
عن شهوات الدنيا بغد واليوم، دخلوا أسواق الدنيا فما تعرضوا لشراء ولا سوم،
تركوا الخوض في بحارها والعوم، هل عندكم من صفاﺗﻬتهم شئ يا قوم؟ لكم هذه النماذج

قال سعيد بن المسيب‏:‏ ما تركت الصلاة في جماعة منذ أربعين سنة وكان سعيد بن جبير يختم القرآن في ليلتين وكان الأسود يقوم حتى يخضر ويصفر وحج ثمانين حجة وقال آخر‏:‏ ما تركت في الجامع سادنة إلّا وختمت القرآن عندها وقيل لعمرو بن هانئ‏:‏ لا نرى لسانك يفتر من الذكر فكم تسبح كل يوم قال‏:‏ مائة ألف إلّا ما تخطئ الأصابع
وصام منصور بن المعتمر أربعين سنة وقام ليلها وكان الليل كله يبكي فتقول
له أُمه‏:‏ يا بني أقتلت قتيلا فيقول أنا أعلم بما صنعت بنفسي فإذا كان
الصبح كحل عينيه ودهن رأسه وبرق شفتيه وخرج إلى الناس
قال الجماني‏:‏ لما حضرت
أبو بكر بن عياش الوفاة بكت أخته فقال‏:‏ لا تبك وأشار إلى زاوية في البيت
إنه قد ختم أخوك في هذه الزاوية ثمانية عشر ألف ختمة قال الربيع‏:‏ وكان الشافعي رضي الله عنه يقرأ في كل شهر ثلاثين ختمة وفي كل شهر رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأ في الصلوات

فاعلموا ايها المسلمون:

أن الراحة لا تنال بالراحة ومعالي الأُمور لا تنال بالفتور ومن زرع حصد ومن جد وجد ألم تسمعوا قول الله تعالى (وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ ) الجنة لاتريد الا صابراً اصبر على الطاعة .
شد الهمة لصلاة الفجر ..

صلاة الفجر.. صلاة الفجر يامضيعوها
، أي قلوب يحملها أولئك الذين ينامون عنها ، أي مشاعر لايشعرون بها أي
أفئدة قاسية لاتتحرك أي أجساد من خوف الله لاترتجف أي اعين تنام عن طاعة
الله ولاتستيقظ ؟

أي
وجوه لأولئك لا تتمعر أي راحة يحسون بها وهم ينامون والناس يصلون أي بعد
عن الله أي ضعف ايمان أي بيوت لايصلي أهلها في المساجد توعدها نبي الرحمة
بالاحراق ؟

أين الجهاد وأين الصبر وأين التقوى وأين أنتم من قوله (وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ )
يا من تلذذتم بالفرش وقت الصلوات وعصيتم رب الارض والسماوات اعلموا انكم
لازلتم في زمن الفسحة وهذه رحمة ولكن وبعد الموت تطوى الصفحات.. فتوبوا الى
الله قبل الفوات (فَخَلَفَ مِن
بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ
فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا– إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا
فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا).. احذروا مغبة الموت فقد أُعذر من انذر
غفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية
قيل للشافعي لم تكثر حمل العصا قال لكي لا أنسى اني مسافر!!
نحن مسافرون والسفر قصير فلا تغرك الدنيا لا تبع الجنة بحطام الدنيا . وماذا في الجنة يقول نبيكم عليه الصلاة والسلام عن الجنة
(ولقاب قوس أحدكم من الجنة ، أو موضع قيد - يعني
سوطه - خير من الدنيا وما فيها ، ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل
الأرض لأضاءت ما بينهما ، ولملأته ريحا ، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا
وما فيها) رواه البخاري

أتبيع هذه الجنة بلذة نوم عن صلاة أتبيع هذه الجنة
بحفنة من مال حرام أتبيع هذه الجنة بلسان أو فرج أو عين تعصي.. فكل المعاصي
ولذاتها لاتساوي أي شيء في لذائذ الجنة ونعيمها..
ولتعلموا ان الله يحاسب على الصغائر والكبائر ألم تقرأوا ( وَيَقُولُونَ
يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا
كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا
يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) اللهم ارأف بنا وارحمنا يارحيم.

سامي ضيف الله البشير التميمي

» قصيدة حضرة معالي
» الأمور الواجب مراعتها عند عمل الفحوصات الطبية....!!!!