صديقي

لأنى لست مثل الناس
فى حزنى وفى مرحى
أتيت إليك دون الناس
...أطوى فى يدى جرحى

ولا تسأل لماذا أنت
فى الأحزان اختارُ؟
أولى عنك فى مرحى
وأرجع حين أنهارُ؟

ولا تسأل علام الحزن
لا تسأل .. فلا جدوى
ولو أنى عرفت الرد
ما صارحتك النجوى

شعرت بوحدة رعناء
تسرى فى شرايينى
وخوف ماله معنى
يجوب النفس .. يغزونى
أجوب الدرب كالمأفون
أقتات الدجى وحدى
وأقرع كافه الأبواب
سحقاً !! .. لست أستجدى

إذا بالكل – كالأوهام –
فى الأفاق قد ذهبوا
فلا يبقى سواك اليوم
يصغى حين أنتحبُ

تعال إلى حدثنى
ومازحنى لكى أنسى
ذكاتك تقتل الأحزان
تحفر للردى رمسا

تحدثت عن هراء الكون
فى حب وإطراء
فأنت جنين هذا الكون
لا من عالمى النائى

تكلم دونما حرج
ولا تعنى بألفاظك ..
فما من أجل سحر اللفظ
تعشق مهجتى بابك

وناولنى إذا احببت
بعض لفائف التبغ
سأسعل مثلما الطفل
فأضحك ! .. ذاك ما أبغى..

أريد اليوم أن اجتث
كل بَراثن الماضى
سأترك معول النسيان
كى يعنى بأنقاضى..

لأنى لست مثل الناس
فى قولى وفى فكرى
أتيتك باحثاً عنى
وعن بيتين من شعرى..