"إكستر" لويس كاهن .... تناغم بيئى وظيفى جمالى

في 1965 تم تكليف المعمارى الأمريكى الشهير لويس
كاهن من قبل أكاديمية " فيليبس اكستر " لتصميم مكتبة الأكاديمية. وكانت
الأكاديمية تخطط لهذه المكتبة الجديدة على مدى خمسة عشر عاما ولكنهم أصيبوا
بخيبة أمل باستمرار من التصاميم التي إقترحها المعماريين الذين تم تكليفهم
من قبل.

فهذه الأكاديمية كانوا محددين تماماً ويعرفوا نوع المبنى
الذى يريدوه, فهم يريدون المظهر الخارجي من الطوب اللبن ليتناسب مع المباني
المحيطة للأكاديمية التى جاءت على الطراز الجورجين ( Georgian ) ووالشكل
الداخلي الذى يوفر البيئة المثالية للدراسة. فكان استخدام لويس كاهن للطوب
اللبن وأهتمامه بالإضاءة الطبيعية, هذه المبادئ المحددة كانت تماماً ما كان
يدور في خلد الأكاديمية حول المكتبة ، وبالتالي حصل على عقد التصميم.



"عنصر
الجودة لأى مكتبة، بإلهام أعضاء هيئة التدريس والطلاب بجذبهم للشعور
بالتفوق وقوة الأكاديمية التى تنتمى لها. وليس مجرد مستودع من الكتب
والمجلات، فالمكاتب الحديثة أصبحت مختبرا للبحث والتجريب ، مكان هادئ
للقراءة والدراسة والتأمل ، أو كمركز فكري للمجتمع.... ويلبي احتياجات
الأكاديمية التى من المتوقع في نهاية المطاف أن تخدم ما يقرب ألف طالب
وطالبة، بشكل متواضع و( وسيم ) ومرحب ولكن بأسلوب معاصر".



الناس
يدخلون للمكتبة تشكيلها كمربع ضخم بأبعاد 111م فى 111م من الطابق الأرضي
ويصعدون مجموعة من السلالم الحجرية الرئيسية في الطابق الأول. وبمجرد
الوصول للدرجة الأخيرة للطابق الأول يمكن لأى شخص أن يدرك على الفور
العلاقة بين منطقة المراجع ، ومسارات الحركة ، وأرفف الكتب. وكان لويس كاهن
( Louis I. Kahn ) يعتقد بأهمية هذا العنصر ليفهم الزوار بسهولة المخطط
العام للمكتبة بمجرد دخولهم.



وبوضع
مكتب الإستقبال والتداول في الطابق الأول بدلا من الطابق الأرضي ترى إنه
من الواضح أن تقديم الخدمة كانت لها الأولوية على الأمن. وقبلت الأكاديمية
هذه الأمر بسهولة نظرا لأنه يسمح لأمناء المكتبة أن يكونوا أقرب إلى أرفف
الكتب والقراء ، مما يجعلهم اكثر تفهماً بالنظر في وظيفة مكتب الإستقبال
والتداول في المكتبة.



وجمال
العمارة فى الطابق الأول ، بشكل كبير هو ما أعطى لمكتبة اكستر شهرتها. هذه
الطابق الرئيسي الذى يصل إرتفاعه إلى 70 أقدام وينساب الضوء الطبيعي من
النوافذ بالسقف في الجزء العلوي ومن مساحات كبيرة من الزجاج على الجانبي
الشمالى والغربى. من هذا الفضاء الذى جاء بأبعاد 50 قدم مربع يتمكن الزوار
رؤية أرفف الكتب المعدنية والقراء من خلال سبعة طوابق من خلال ( ثقب )
دائرى كبير في الجدران يلمس تقريبا حواف الجدران.



الطوابق
العليا تحتوي على مخازن وأرفف للكتب تستوعب 250000 مرجع، ومختبر
للكمبيوتر، ومنطقة لمشاهدة أشرطة الفيديو وأقراص الفيديو الرقمية، ومناطق
للاستماع للموسيقى، ومكاتب للاستخدام من قبل أعضاء هيئة التدريس ، و 210
أماكن دراسية مصممة خصيصا للدراسة للطلاب. في هذه الطوابق ما يقرب من 450
نوع مختلف لأماكن الجلوس بين أنحاء المبنى في الغرف المختلفة ، مثل الصالات
وعلى الشرفة التي تطوق المبنى على طول الجزء الخارجي من الطابق الرابع.



نجد
لويس كاهن يستخدم طوب (اكستر ) على السطح الخارجي للمبنى ذو التسعة أدوار،
والذى تم تصنيعه فى اكستر نفسها وكان عاملا مهماً فى التصميم للأكاديمية.
كما استعمل الحجر والقوائم في الفراغات الداخلية ، وقام بتشطيب بعض جوانب
المكتبة من الخشب الطبيعي. ويتناقض الخشب مع الحجر بصرياً لإعطاء الفراغات
الشعور بالدفء والتوهج فى جو عام يرحب بالقراء عندما يغمر الضوء الطبيعي
أسطح هذه المواد الطبيعية.



وحصلت
الأكاديمية على محتويات مكتبتها أخيرا عندما تم الانتهاء منبنائها في عام
1972. ولويس كاهن ( Louis Kahn ) لعب دوراً ناجحا في تحقيق كل من الطلبات
والإحتياجات من خلال مبادئه الخاصة فى التصميم. المبنى وظيفياً اصبح يلبي
احتياجات القراء فى المقام الأول، بينما لا يزال قائما بوصفه بنية مبتكرة
في حد ذاته. إنه ، كما وصفه لويس خان بنفسه ( "the thoughtful making of
spaces." ) في 1995 تم تغيير إسم المكتبة رسميا بمكتبة الفصل الدراسى لعام
1945 ( Class of 1945 Library ) تكريما لفيليبس اكستر رئيس الأكاديمية
الثامن.

موضوع اكثر من رائع

مشكوررررررررررر اخ احمد

كثر الله من امثالك

تقبل خالص تحياتي

رائع جدا ماقدمت لنا اخي

تحياتي ^_^