الصوم

إن الحمد لله نحمده
ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من
يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (يا أيها
الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)، (يا أيها
الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا
كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم
رقيبا ) (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم
أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)
أما بعد : فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله
عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل
ضلالة في النار ثم أما بعد ، فحياكم الله جميعا أيها الأخوة الفضلاء وأيتها
الأخوات الفاضلات وطبتم وطاب سعيكم وطاب ممشاكم وتبوأتم جميعا من الجنة
منزلا وأسأل الله الحليم جل وعلا الذي جمعني بحضراتكم في هذه الساعة
الكريمة الطيبة على طاعته أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة وإمام النبيين
في جنته ودار مقامته إنه ولي ذلك ومولاه .

هنيئا لك أيتها الأمة الميمونة ، هنيئا لك أيتها الأمة المرحومة ، هنيئا لك أيتها الأمة المباركة قال الله جل وعلا (وربك يخلق ما يشاء ويختار )
فقد خلق الله جل وعلا السموات سبعا واختار العليا منها واختصها بالكرامة
والقرب من عرشه جل وعلا ، وخلق الله الجنان واصطفى جنة الفردوس واختصها
بالكرامة فجعل عرشه جل وعلا فوقها ، وخلق الله تبارك وتعالى الملائكة
فاصطفى جبريل واسرافيل وميكائيل واختصهم بالكرامة والمكانة ، فجبريل صاحب
الوحي الذي به حياة القلوب والأرواح ، وميكائيل صاحب القطر الذي به حياة
أهل الأرض ، وإسرافيل صاحب الصور الذي لو نفخ فيه نفخة واحدة بأمر الله جل
وعلا أحيا الله بهذه النفخة الأموات من لدن آدم إلى آخر رجل تقوم عليه
الساعة ، وخلق الله جل وعلا البشر واصطفى من البشر الأنبياء واصطفى من
الأنبياء الرسل واصطفى من الرسل أولي العزم الخمسة : نوحاً وإبراهيم وموسى
وعيسى ومحمدا صلوات الله عليهم أجمعين ، وخلق الله الأمم واصطفى أمة الحبيب
المحبوب صلى الله عليه وسلم ففضلها وكرمها على جميع الأمم وقال سبحانه : (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) ، وقال سبحانه : (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) وهذه
الخيرية ليست ذاتية ولا عرقية ولا عصبية ولكنها خيرية مستمدة من هذه
الرسالة التي شُرفت الأمة بحملها إلى أهل الأرض إلى أن يرث الله الأرض ومن
عليها (وربك يخلق ما يشاء ويختار ) .

وخلق الله جل وعلا الشهور
والأيام والليالي فاصطفى واختار شهر رمضان ففضله على سائر الشهور واصطفى
من شهر رمضان ليلة القدر فجعلها خيراً من ألف شهر (وربك يخلق ما يشاء ويختار )
، فهنيئـا لكِ أيتها الأمة الميمونة برحمة الله جل وعلا وبفضل الله عليكِ
وبقدوم شهر الفضل والإحسان والقرآن والجود والخير والذكر والقيام والبركات ،
هنيئـاً لكِ .
جلستُ اليوم لأزف لكِ يا أمتي الغالية ويا أمتي الحبيبة
من خلال قناة الرحمة جلستُ لأزف لكِ البشرى بحبٍ ورحمة ، فالرحمة كلمة كلها
رحمة ونحن في شهر الرحمة وفي شهر الفضل تدبري معي أمتي الغالية قول ربنا
جل وعلا : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي
أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى
وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ
كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ
اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا
الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ
تَشْكُرُونَ (185) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ
أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي
وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )

(أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ
الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ
لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ
أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ
وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى
يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ
الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا
تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ
اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ
لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ )

رحمة .. تتجلى رحمة الله
جل وعلا بالأمة المرحومة في شهر الرحمة بصورة لا يستطيع بليغ أديب من علماء
الأمة أن يجسدها ، أو أن يصورها أو أن يعبر عنها .

تعال معي / تعالي معي
أيتها الفاضلة لنقدم هذه الصورة المشرقة بكلمات من آتاه الله جوامع الكلم ،
إنها كلمات الرحمة المهداة والنعمة المسداة إنها كلمات سيدنا رسول الله
صلى الله عليه وآله ومن واله ، يقول بأبي وأمي وروحي كما في الصحيحين من
حديث أبي هريرة رضي الله عنه : (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ) وفي رواية مسلم : (فتحت أبواب الرحمة) مستوعب الكلام النبوي الغالي ده ؟

(إذا جاء رمضان فتحت
أبواب الجنة ) وما أدراك ما الجنة ! فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا
خطر على قلب بشر .. اللهم اجعلنا وإياكم من أهلها .

(إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ) هيا .. هيا .. يا من تريد الحور ادفع المهر ..

يا من تريد النظر إلى وجه الله جل وعلا لا بد أن تغرس هنا ..

إن لله عباداً فطنا طلقوا الدنيا وخافوا الفتن .. نظروا فيها فلما علموا أنها ليست لحي وطنا
جعلوها لجة واتخذوا صالح الأعمال فيها سفنا ..

قال علي رضي الله عنه
(الدنيا دار صدق لمن صدقها ، ودار غنى لمن تزود منها ، ودار نجاة لمن فهم
عنها ، فهي مهبط وحي الله ومصلى أنبياء الله ومتجر أولياء الله ربحوا فيها
الرحمة واكتسبوا فيها الجنة )

نعم هي مزرعتك ، في الصحيحين يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه إنسان أو طير أو بهيمة إلا كان له به صدقة ) أي فضل هذا ؟!

ارجع معي إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة )
أريدك
تستحضر كرامة شهر رمضان ، تستشعر قيمة ما أنت فيه الآن من خير وطاعة ،
وأنا أخاطبك في أولى أيام هذا الشهر الكريم لتستثمر موسم الرحمة ، لتستثمر
موسم الفضل والخير .

آه لو دخل عليك رمضان ثم
انسلخ قبل أن يغفر الله لك مـا أشقى من تغافل عن ذلك وأعرض عن دوائه ولم
يسعى في شفائه فضل في ضنكه وشقائه وبلائه .

روى الإمام الترمذي وغيره بسند صحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (رغم أنف رجل)
ذل وهان ووضع أنفه في الوحل والطين والتراب ، (رغم أنف رجل) من هذا ؟
مخذول ورب الكعبة ، خسران ورب الكعبة ، محروم ورب الكعبة من هذا ؟ (رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ) أي انتهى الشهر وانقضى الشهر (قبل أن يغفر له )
لا
حول ولا قوة إلا بالله .. اللهم اغفر لنا ولجميع إخواننا وأخواتنا من
المسلمين والمسلمات برحمتك يا أرحم الراحمين .. اللهم لا تحرمنا فضلك وارحم
ضعفنا واجبر كسرنا واغفر ذنبنا واستر عيبنا يا أرحم الراحمين .

(رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له )

احرص أخي الحبيب .. واعلم
أن مغفرة الله لن تتنزل عليك أمام الأفلام والمباريات والمسلسلات والبرامج
الساقطة التافهة .. اعلم أن مغفرة الله جل وعلا ورحمة الله جل وعلا لن
تتنزل عليك وأنت في هذا اللهو وأنت في هذا الإعراض (اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون )
لماذا ؟ (لاهية قلوبهم ) لا حول ولا قوة إلا بالله .. كفانا لهواً وكفانا
انشغالاً وكفانا غفلة .. من المعقول أن تصل أمة القرآن والصلاة والصيام
الذي يقوي العزيمة ويشدد الإرادة ويرفع الهمة .. أمن المعقول أن تعطل الأمة
طاقات هائلة جبارة في المصانع والشركات وغيرها من أجل مباراة!! أمن
المعقول أن تتعطل كل هذه الطاقات من أجل مباراة (لاهية قلوبهم ) ما هذا
اللهو ؟

لن تستطيعي يا أمتي
الحبيبة أن تشقي لنفسك طريقاً من العزة والكرامة وسط أحجار النظام العالمي
الجديد إلا بالعلم والعمل ، إلا بالعودة الصادقة إلى كتاب الله وإلى سنة
رسول الله .. نعم حينئذ تتنزل عليك الرحمات فهيا .. فلنعرض أنفسنا جميعاً
إلى رحمة الله جل وعلا في شهر الرحمة ، في شهر الفضل ، في شهر البركات ، في
شهر الكرامات لأمة رسول الله .

(إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ) وفي رواية الإمام مسلم : (فتحت أبواب الرحمة)
أقسم برب الكعبة محروم شقي من حرم من رحمة الله جل وعلا في شهر الرحمة .. اللهم لا تحرمنا من فضلك يا أرحم الراحمين .

معقول ! في شهر الرحمة
يحرم رجل ينسب إلى الإسلام من الرحمة ، تحرم امرأة مسلمة تنسب إلى الإسلام
من الرحمة ! ليه ؟ لأنه معرض عن الله ، لأنه منشغل عن الله ، لأنه يشعر
باختناق شديد لدخول شهر الفضل شهر الصيام في النهار وشهر القيام في الليل
سنة عن سيد الرجال صلى الله عليه وسلم ، يشعر باختناق يشعر بضيق!

(قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)
لا
يشعر بالسعادة والأنس والفرح لهذا الشهر إلا من ذاق طعم الإيمان ، إلا من
ذاق طعم الحب لله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه حينئذ سيشعر بفرح
لأنه سيتخلص من شهواته الحقيرة ونزواته الرخيصة ويدخل مدرسة للتزكية
والتربية والتصفية شاء ربنا تبارك وتعالى أن يدخل إليها المؤمنين والمسلمين
فريضة ليخرجوا منها بالتزكية وبالتقوى لله جل وعلا مصداقاً لقوله سبحانه :
(يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) ليس لعلكم تجوعون وتظمئون وتعطشون وتتعبون وتشقون .. لا .. بل لعلكم تتقون .

يالله معقول يمضي الشهر كله وصنف يشقى ولا حول ولا قوة إلا بالله ولا يرحم برحمة الله الواسعة في رمضان ! الله عز وجل يقول : (ورحمتي وسعت كل شيء )
ويقول جل وعلا : (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم )

معقول يمضي الشهر وينسلخ الشهر ويخرج عبد بلا رحمة دون أن يغفر الله تبارك وتعالى له! ولا حول ولا قوة إلا بالله.

(إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة - وفي لفظ مسلم : فتحت أبواب الرحمة – وينادي مناد يا باغي الخير أقبل )
أنا عارف إنك حافظ الحديث وسمعته وحتسمعه ثاني وثالث من إخواني الأفاضل من
العلماء والدعاة لكن أنا أريدك تعيش المعنى ، أريدك تحول هذا الكلام
النبوي في حياتك إلى منهج ، يا أخي ما أكثر التنظير وما أسهل الكلمات ،
المهم أن تجيب منادي رب الأرض والسموات

(وينادي مناد يا باغي الخير أقبل )
يا أهل القرآن أقبلوا
يا أهل الجود والإنفاق أقبلوا
يا أهل الذكر أقبلوا
يا أهل الاستغفار أقبلوا
يا أهل الصلوات بالليل أقبلوا
يا أهل التضرع والتذلل والبكاء والخشية أقبلوا

يا باغي الخير ~ يا من
تريد سعادة الدنيا والآخرة ، يا من تريد الستر في الدنيا والآخرة ، يا من
تريد أن يفرج الله كربك ، يا من تريد أن يكشف الله همك ، يا من تريد أن
يسعدك الله في الدنيا والآخرة .

يا باغي الخير أقبل ~ يا أخي متى ستقبل على الله تعالى إن لم تقبل في شهر الفضل ؟ إن لم تقبل في شهر الرحمات والبركات؟

(يا باغي الخير أقبل ، يا باغي الشر اقصر) استحي من الله جل وعلا في شهر الصوم

لسه نائم وما تصلي الفجر في جماعة ؟
إنت لسه نائم وتضيع صلاة الظهر في جماعة ؟
إنت ترجع من العمل وتنام وتضيع صلاة العصر ؟ وربما يؤذن عليك المغرب وأنت نائم ؟
ما ح تترك أكل الربا ؟ ما ح تترك أكل أموال اليتامى ؟
ما ح تبتعد عن المعاصي ؟
ما ح تترك الزنا ؟
ما ح تترك الخمر ؟

إنت متى ستعود ؟ إن لم ترجع إلى الله في هذا الشهر ؟

اجعلها بداية لكَ مع الله
اجعليها بداية لكِ مع الله بحجاب يرضي الله جل وعلا بخلق تراقبين به ربك
جل وعلا بعفة بحياء اجعل شهر الخير بداية لك مع الله سبحانه يا باغي الشر
اقصر اقصر أنت في شهر الخير أنت في شهر تغل فيه مردة الجن والشياطين إذا
لماذا هذا التقاعس ؟ولماذا هذه المعاصي ؟ولماذا هذه الذنوب؟ إن النفس
لأمارة بالسوء نفسك جعلتك مطية للشهوات نفسك جعلتك مطية للشبهات أغرقتك في
بحور الشهوات .أسقطتك في شباك الشبهات .النفس ! ونفس وما سواها فألهمها
فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ذكر نفسك يا أخي بأنك
في شهر الفضل .نعم أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بذالك فإن سابه أحد
أو قاتله فليقل إني صائم ذكر نفسك بالصوم ذكر نفسك بالفضل الذي أنت
فيه.يا باغي الشر اقصر

ويا نفس قد أزف الرحيل
وأظلك الخطب الجليلُ
فتأهبي يا نفس لا يلعب بك الأمل الطويل
فلتنزلن بمنزل ينسى الخليلَ به الخليلُ
وليركبن عليك فيه من الثرى ثقل ثقيلُ
قرن الفناء بنا جميعا فلا يبقى العزيز ولا الذليلُ

يا نفس أن كنت تعتقدين أن
الله لا يراك وأنت مصرة على معاصيه حتى في شهر الصوم فما أعظم كفرك به جل
وعلا .يا نفس أن كنت تعتقدين أن الله يراك وأنت مصرة على المعصية فما أعظم
جرأتك على الله وما اقل حيائك من الله جل وعلا .

متى ستعودين ؟متى ستتوبين
؟متى سترجعين ؟ يا باغي الخير أقبل كن كالريح المرسلة سابق الأنفاس وفي
ذلك فليتنافس المتنافسون .كن صاحب همة عالية ,كن صاحب إرادة صادقة ,كن صاحب
عزيمة في عنان السماء .

فالقلوب جوالة إما أن تجول حول السماء وإما أن تجول حول الخلاء

.وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم...


إذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام

ومن يتهيب صعود الجبال يعيش أبد الدهر بين الحفر

ولم أرى في عيوب الناس عيبا كنقص القادرين على التمام ...

يا باغي الخير أقبل بهمة عالية بإرادة صادقة بعزيمة خالصة أقبل و اعلم أن الأنفاس محسوبة وأن الأيام معدودة.

ويا باغي الشر أقصر واتقي
الله جل وعلا وجدد التوبة والأوبة إلى الله تبارك وتعالى ها أنت الآن تقول
بأنك نادم ومعاهد لربك بأنك ستقبل عليه في أولى أيام هذا الشهر الفضيل
أهلا وسهلا وحيا هلا ,لكن يا نادما على الذنوب أين أسر الندم أين بكائك على
زلة قدمك يا أسير المعاصي أما تخشى من الهاوية ابن دموعك الجارية أما تخشى
من شديد العذاب ووقع العتاب .

إذا ما قال لي ربى أما استحييت تعصيني
وتخفي الذنب من خلقي و بالعصيان تأتيني
فما قولي له لما يعاتبني ويقصيني

إذا جاء رمضان فتِّحت أبواب الجنة ,فتَّحت أبواب الرحمة فينادي منادٍ يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر .

اسمع البشرة دي ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة حتى ينقضي رمضان
الله .... الله اجعلنا من عتقائك من النار .... اللهم اجعلنا من عتقائك من النار .... أنا عاوز
حضرتك
كل ليلة تسأل نفسك بالنهار طول اليوم الليلة دي أنا استحق أن اعتق من
النار خلي بالك أوعى تعجب بنفسك تتصور وتجيب بصوت عالي ايوا اومال أي يا
مولانا نحن ما دخلنا الجنة ونجونا من النار ...من يدخل الجنة نحن بعيد عن
النار ..خلي بالك ..خلي بالك ولا تأمن مكر الله جل وعلا
ياااااالله روي
البخاري وغيره أن عثمان ابن مظعون رضي الله عنه لما مات قالت امرأته- صار
يقال لها أم العلاء رحمة الله عليك أبا السائب – شهادتي عليك أن الله أكرمك
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريك أن الله أكرمه فقالت
سبحان الله فمن هذا الذي سيكرمه الله أن لم يكرم الله عثمان ابن مظعون .

بتعرف عثمان ابن مظعون هو أول من لقب بالسلف الصالح ممن شهدوا بدرا أول من دفن بالبقيع .
ثبت في رواية مسند الإمام احمد بسند ضعفه بعض أهل العلم وصححه العلامة احمد شاكر رحمه الله لما
توفي عثمان ابن مظعون رضي الله عنه قبله الرسول صلى الله عليه وسلم وبكى
وسالت دموع النبي صلى الله عليه وسلم على خدي عثمان ابن مظعون .

يا الله يا لها والله من
كرامه ومع ذلك تقول امرأة من الأنصار شهادتي عليك أي شهادتي لك أن الله
أكرمك ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وما أدراك أن الله أكرمه فتقول
سبحان الله فمن ؟ فيقول رسول الله صلى الله عليه
وسلم :أما هو فقد جاءه اليقين واني أرجو له الخير ثم قال الحبيب المصطفى
صلى الله عليه وسلم أعرف الخلق بربه : لا أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي
ولا بكم .يا الله

عمر بن الخطاب رضي الله
عنه لما نام على فراش الموت عندما طعنه العجل أبو لؤلؤة المجوسي عليه من
الله ما يستحقه وسالت دماء الأسد في عرينه ودخل عليه بعض الصحابة يثنون
عليه وإذ به يرد ويقول : والله وددت لو خرجت من الدنيا كفافا لا ليّ ولا
عليه ثم قال عمر لو أن لي طلاع الأرض ذهبا أي ملئ الأرض ذهبا لفتديت به من
عذاب الله قبل أن أراه .

معاذ بن جبل رضي الله عنه
على ينام فراش الموت بعد أن أصيب بالطاعون في بلاد الشام وفي الليلة التي
توفي في صبيحتها يسأل أصحابه انظروا هل أصبح الصباح فنظروا فقالوا : لا بعد
فسكت فقال هل أصبح الصباح فقنظروا وقالوا لا بعد ثم قالوا ما تريد فبكى
معاذ ثم قال : أعوذ بالله من ليلة صباحها إلى النار .

ويدخل حماد ابن سلمه على
سفيان الثوري وإذ به يرى سفيان يبكي فيقول له حمّاد أبشر يا أبا عبد الله
أنك مقبل على من كنت ترجوه وهو أرحم الراحمين فيقول له سفيان إمام الزهد
والعلم والتقى والورع يقول أسألك بالله يا حمّاد أتظن أن مثلي ينجو من
النار .
لا اله إلا الله ,عاوز حضرتك تجلس مع نفسك كل ليلة جلسة صدق هل أنا أهل لأعتق الليلة الليلة
من النار ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة حتى ينقضي رمضان اللهم
اعتق رقابنا من النار.
في رواية أخرى في سنن الترمذي بسند حسن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال:
إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار
فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب فينادي مناد يا
باغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة وفي رواية جميلة في مسند الإمام احمد وسنن البيهقي وغيرهما بسند صحيح من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
إذا اقبل رمضان يقول : آتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم الصيام
تغل فيه مردة الشياطين تغلق فيه أبواب الجحيم وتفتح فيه أبواب الجنة وفي
ليلة هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم
خلي بال حضرتك دي شهادة
النبي صلى الله عليه وسلم هذه شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم شايف
الفرحة فرحة النبي عليه السلام شايف تهنئة النبي صلى الله عليه وسلم
للصحابة وللأمة بشهر رمضان .
وأظنكم جميعا تعرفون
ومنكم من يحفظ هذا الحديث الجليل الجميل الذي رواه البخاري ومسلم من حديث
أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال الله تعالى كل عمل ابن ادم له إلا الصوم فإنه لي وأنا اجزي به والصيام جنة –جنة يعني وقاية – فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث –الرفث له معنيان فحش القول والجماع أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ولا يصخب فإن سابه أحدكم فقاتله فليقل إني صائم
لا بد أن يكون للصائم سمتا ودل وهدي وخلق أن للصائم الصادق سمتا لا
يفارقه وهديا لا يفارقه شتان شتان بين صائم تقي وبين غيره أذا كان يوم صوم
أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحدكم فقاتله فليقل إني صائم فليذكر
نفسه بهذا النسك بهذه العبادة وليذكر غيره من أولئك الذين انفلتوا عن
الأخلاق المرعية والضوابط الشرعية فليذكره وليذكر نفسه فلقيل إني صائم .
خذ البشرة الجميلة يقول صلى الله عليه وسلم : للصائم فرحتان و أن ريح الصائم أطيب عند الله من ريح المسك
وللصائم فرحتان
يفرحهما.إذا افطر فرح بشكره فرح لعون الله عز وجل ولتوفيقه تبارك وتعالى له
ولتوفيقه تبارك وتعالى له أن صام إذا لا حول ولا قوة إلا بالله فالموفق من
وفقه الله والمخذول من خذل والمحروم من حرم فالصائم حين يوفق لصيام اليوم
من أيام رمضان ويوضع الإفطار وهو نعمة إضافية جديدة أخرى تستحق الفرح و
تستحق شكر الله عز وجل يفرح لتوفيق الله له ويفرح بتوفيق الله له ولكن
الفرحة الكبرى حين يلقى ربه جل وعلا وإذا لقي ربه فرح بصومه لان الصيام
سيقف بين يدي الله جل وعلا ويشفع .الصيام والقران يشفعان للعبد يوم القيامة
.ازاي يا مولانا تقول انه
الصيام يقف ويشفع ؟الله جل وعلا قادر سبحانه على أن توزن هذه الإعمال في
الميزان يوم القيامة توزن نعم والميزان ميزان حقيقي له كفتان هذا معتقد أهل
السنة يوزن فيه العبد ويوزن فيه العمل أو يوزن فيه العبد بعمله على اختلاف
بين أهل العلم وهذا الراجح عندي يوزن فيه العامل بعمله .
قال صلى الله عليه وسلم :
يؤتى يوم القيامة بالقران وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة
وسورة آل عمران كأنهما غمامتان أو غيايتان أو غيابتان أو حِزقان أو فِرقان
من طير صواف تحاجان عن صاحبهما يوم القيامة فالقران يشفع لك
والصيام يشفع لك فرحة حين ترى القران يشفع لك بين يدي الله ومن هنا أقول
أنت في شهر القران عاهد ربك جل وعلا أن تكثر من القران أنا لا أجزمك بمنهج
محدد أو أجزاء محددة لكن لا تحرم نفسك من الخير .
قال صلى الله عليه وسلم كمان في صحيح مسلم من حديث أبي امامة : اقرأا القران فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه , قال صلى الله عليه وسلم كمان في سنن الترمذي في سند صحيح من حديث عبد الله ابن مسعود : من قرأ حرفا من كتاب الله فإن له به حسنة والحسنة بعشر أمثالها أما إني لا أقول الم حرف بل ألف حرف ولام حرف وميم حرف قال صلى الله عليه وسلم كمان في الصحيحين : لا حسد ألا في اثنتين رجل أتاه الله القران فهو يقوم به إناء الليل والنهار ورجل أتاه الله مالا فهو ينفقه إناء الليل والنهار والأحاديث في هذا الباب كثيرة فلا تحرم نفسك من القران
وكان السلف إذا دخل رمضان
عكفوا على قراءة القران ,بل كان الإمام مالك إمام دار الهجرة يوقف دروسه
ويوقف قراءته وتعليمه للمسلمين في أفرع العلم وأبواب العلم ويفرغ جل وقته
للقران وهذا منهج السلف كانوا يفرقون جل أوقاتهم في رمضان للقراءة القران
فلا تحرم نفسك ثم لا تحرم نفسك من الجود والإنفاق والبذل والعطاء كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان حين
يلقاه جبريل يدارسه القران فيعرض النبي صلى الله عليه وسلم القران عليه
حتى ينسلخ الشهر أي حتى ينتهي الشهر وكان أجود بالخير من الريح المرسلة حين
يلقاه جبريل والحديث رواه مسلم وغيره من حديث ابن عباس رضي الله عنهما .
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ما من يوم يصبح العباد فيه والحديث في الصحيحين الا ويقول ملكان اللهم أعطي منفقا خلفا ويقول الأخر اللهم أعطي ممسكا تلفا
ومن الأحاديث الجميلة الرقراقة من حديث زيد ابن خالد والحديث رواه النسائي
والإمام احمد وغيرهما بسند صحيح من حديث زيد ابن خالد رضي الله عنه انه صلى
الله عليه وسلم قال : من فطر صائما وفي لفظ من فطرا
صائما وجهز غازيا فله مثل أجره وفي لفظ من فطر صائما كان له مثل أجره غير
انه لا ينقص من اجر الصائم شيء أو غير انه لا ينقص من اجر الصائم شيئا .
يا بان ادم أُنفق أَنفق عليك والحديث في الصحيحين وأجمل من ذلك قول
ربي جل جلاله لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون حافظ على الصلوات في
بيت الله جل ولعا أوعى اضيع صلاة التراويح دا أنا مشغول بالفوازير لسه مشغول بالفوازير لسه مشغول بالمباريات .
من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم نم ذنبه والحديث في الصحيحين من حديث أبي هريرة .
من اجل أن تكرم في ليلة القدر لو واظبت على التراويح كل ليلة لرزقت ليلة
القدر بفضل الله من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من
ذنبه .حافظ على الذكر فليكن لسانك دائما رطبا بذكر الله جل وعلا غض بصرك
عن الحرام فاتقوا الله ما استطعتم وكف لسانك عن الغيبة عن الكذب عن النميمة
من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يضع طعامه وشرابه


وصلى الله علي سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم