ألْقَابٌ تَتَوهَّجُ فِي سَمَاءِ الشِّعْرِ .

ماتوا وغيب في التراب شخوصهم ....والنشر مسكٌ والعظام رميم

رحلوا وبقيت في الأذهان قصائدهم ، شعراء عُرفوا بألقابهم ، وكسوا تاريخ الشعر بأبياتهم ..

يتطاير اللقب وتتداوله الألسن ، وتكتبه الأقلام على الأسطر ، وربما لا يٌعرف صاحبه إلا

بأبيات تنسب إليه ..

وكنت قد بحثت ذات يوم عن ألقاب عرفتها ، وأخرى قرأتها ؛ فوجدت ألقابًا جديدة ما كنت أعرفها ؛

فأخذت أزوّد فكري بما أمكن من معلومات عن ألقاب الشعراء عبر العصور ؛

لأنقل إليكم أسطري كافية شافية .. راجية أن تحصدوا منها المتعة والفائدة ..

********************

×× - المقنّع الكندي . ××

هو محمد بن عميرة بن أبي شمير الكندي ، وهو شاعر مقلّ من أهل حضرموت .

قال الجاحظ : القناع من سيما الرؤساء . وقال : و المقنّع الكندي كان الدهر مقنعًا .

وكان ذا شرف ومجد ومروءة وسؤدد في عشيرته ، وزعموا أنّه كان جميلا ومن أحسن

الناس وجهًا ، وأمدهم قامة ، وأكملهم خَلْقـًا ، وكان يستر وجهه خوفـًا من الأذى

لأنه إذا أسفر عن وجهه لـُقع ، أي أصابته عينٌ فيمرض ويصيبه مشقة .

وفي ذلك التغيّر الذي يصيبه قال :

قالت لجارتها الغزيّــلُ إذ رأت ..... وجهَ المقنـّع من وراء لثامهِ

قد كان أبيضَ فاعتــراه أدمَــــة ٌ .... فالعينُ تـُنكـُره من ادهيمامه

******************

×× - الأخطل الكبير . ××

هو غيّاث بن غوث بن الصلت التغلبي ، وله أربعة ألقاب وهي :

دوبل ومعناه الخنزير الصغير أو الحمار الصغير ، قال جرير يهجوه :

بكى دوبلٌ ، لا يُرقئ الله دمعه ...... ألا إنّما يبكي من الذلّ دوبلُ .

ولقـّب بالأخطل كان لسوء خلقه وبذاءة لسانه ، ولسفاهته .

كما لّقب بذي العباية ، لأنّه أُسر ذات يوم فأخفى نفسه في عباية ، وادّعى أنّه عبدٌ فأطلقوه ،

وكان يلقب بذي الصليب لنصرانيته .

ومن طريف ما جاء عنه أنّه طلـّق زوجته أمّ مالك ، وتزوج بامرأة مطلّقة ،

فندم هو على زوجته الأولى ، وندمت هي على زوجها الأول ، وفي ذلك يقول:

كلانا على هـمّ يبيــتُ كأنّما ..... بجنبيه من مـسّ الفراشِ قـُروحُ

على زوجها الماضي تنوح وإنني .... على زوجتي الأخــرى كذاك أنوحُ .

***************

×× - ذو الرمّــة . ××

واسمه غيلان بن عقبة بن مسعود ... والقصص حول تسميته كثيرة عجيبة لعلي أنقل واحدة وتكفي ..

قيل أنه اجتاز يومًا بخباء فتاة جالسة إلى جنب أمها ، فاستسقاها ماء ، فقالت الأم : قومي فاسقيه ،

فأتته بالماء ، وكان على كتفه رمّة ( وهي قطعة من الحبل ) فقالت : اشرب يا ذا الرمة ، فلقّب بذلك ..

****************

×× ديــك الجــنّ . ××

وهو الشاعر العباسي : عبد السلام بن رغبان الحمصي .

ويُقال أنّه سُميّ بديك الجنّ لأنّه كان ذا عينين زرقاوين صافيتين صفاء عين الديك .

ويرى بعض المؤرخين أنّ سبب تسميته بهذا الاسم هي قصيدته التي وصف بها ديكًا قُدّم له :
دعانا أبو عمرٍو عُمير بن جعفرٍ .... على لحم ديكٍ دعوةً بعد مـــوعدِ

فقـدّم ديكاً عُـدَّ دهـراً ذِمِـلِّقاً ..... مُؤَنَّسَ أبيـاتٍ مـــؤذنَ مسـجدِ

يحدثنا عن قـوم هـودٍ وصالحٍ ...... وأغرب ما لاقاهُ عمرو بن مـرثدِ

وقال : لقد سبحت دهـراً مُهلِّلاً ..... وأسـهرتُ بالتــأذينِ أعينَ هُـجّدِ

أيذبــحُ بين المسلمين مـؤذنٌ ...... مقيــم علــى ديـن النبي محمدِ

فقلت : له يا ديكُ ، إنك صـادقٌ ..... وإنـك ، فيمـا قلتَ غيـرُ مـُفنَّدِ

*****************

×× الطغرائي ××

العميد أبو إسماعيل الحسين بن محمد ، المعروف بالطغرائي نسبة إلى مهنته أول حياته ، فقد كان

يكتب الطغراء ( الطرة ) في أعلى الكتب بخط خاص فيها نعوت السلطان وألقابه .

صاحب قصيدة ( لامية العجم ) المشهورة ، والتي مطلعها :

أصالة الرأي صانتني عن الخطل ...... وحلية الفضل زانتني لدى العَطلِ

ومنها :
إن العــلا حدثتني وهي صادقة ..... فيما تحــــدثُ أن العـز في النقل

وأيضاً :
ترجــو البقـــاء بدار لاثبات لها ..... فهــل سمعت بظـــل غيـــر منتقل

*****************

×× صريع الغواني ××

مسلم بن الوليد الأنصاري ، يقال إنه مدح الرشيد بلاميته ، وأورد على سمعه قوله في مقدمتها :

هل العيش إلا أن أروح مع الصِّبا ...... وأغدو صريعَ الراحِ والأعين النُّجْل

فقال له : أنت صريع الغواني ؛ فلصقت به الكلمة ، وأصبحت لقباً له لايعرف إلا به .

*******************

×× الشنفرى ××

ثابت بن أوس الأزدي ، أحد أبرز الشعراء الصعاليك في الجاهلية ، صاحب ( لامية العرب ) التي مطلعها :

أقيموا بني أمي صدور مطيكم ...... فإني إلى قوم سواكم لأمْيَل

( الشنفرى : الغليظ الشفتين )

***************************

×× البوصيري ××

شرف الدين محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري ، صاحب ( البردة ) .

من البردة قوله :

والنفس كالطفل إن تهمله شبّ على ...... حبّ الرضاع وإن تفطمه ينفطم

***************

أمّا من لقب بسبب بيت من الشعر قاله ، أو حادث وقع له فهم :

- مسكينٌ الدارمي .

واسمه ربيعة بن عامر بن أنيف الدارمي ، وهو شاعر معروف ، وسيّدٌ جليل في قومه .

قال أحدهم : إنّما لقّب مسكينًا لقوله :

أنا مسكيــنٌ لمن أنكرني ..... ولمن يعرفني جــدُّ نَطِق

لا أبيع الناس عرضي إنّني ..... لو أبيع الناس عِرضي لنفق

وقال ابن قتيبة : وسمّي مسكينًا لقوله :

وسُمّيتُ مسكينًا وكانت لجاجة ً .... وإنّي لمسكينٌ إلى الله أقرب

ولمسكين هذا أبيات رائعة في الحماقة والحمقى ، ربما نوردها في موضع آخر ،

يكفينا أن نشير هنا إلى أنه القائل :

لكل داءٍ دواءٌ يُستطبّ به .... إلا الحماقة أعيت من يداويها .

*****************

– عائـد الكــلب .

واسمه عبد الله بن مصعب كان واليًا ، وشاعرًا مجيدًا ... لكنه لقـّب بعائد الكلب لقصيدة

قال فيها :

مالي مرضت ، ولم يعدني عائدٌ ...... منكم ، ويمرض كلبكم فأعودُ ؟!

***********************

– الشريــد .

واسمه عمرو بن رباح السلمي ، وقد سمّي بالشريد لبيتٍ نظمه ، وهو قوله :

قولي إخوتي وبقيت فردًا ....... وحيدًا في ديارهم شريدًا .

***********************

– المتلمّـــس .

واسمه جرير بن عبد المسيح ، وقد سمي مثل غيره بهذا اللقب لبيته الآتي :

فهذا أوان العرض ِطنّ ذبابه .......... زنابيره ، والأزرق المتلمّسُ

*********************

- المــزرّد .

واسمه يزيد بن ضرار القطفاني ، وهو الذي قال :

فقلت تزرّدها عُبيدُ فإنّني ......لزرد الموالي في السنين مزرّدٌ

*************************

- أبو العيـال .

ولم أستطع التوصل إلى اسمه ، ويبدو أنّ غلبة اللقب قد أذهبت به ، وقيل أنّه

لقّب بهذا اللقب لقوله في قصيدة له :

ومن يكُ مثلي ذا عيال ومقترًا ....من المال يطرح نفسه كل مطرح ِ

ليبلغ عذرًا أو يصيب رغيبة ً ....ومبلغ نفـس ٍعذرها مثل منجح

********************

- الممـــزّق .

واسمه شاس بن نهار ، ولقّب بالممزق لقوله في إحدى قصائده :

فإن كنت مأكولا فكن خيرًا كلي .... وإلا فأدركني ولمّــا أُمـــزّق.

*******************

– عويف القوافي .

واسمه عوف بن حصن بن حذيفة بن بدر ، وسبب التصاق اللقب به هو قوله :

سأكذب من قد كان يزعـم أنني ........ إذا قلت شعرًا أنني لا أجيد القوافيا.

وسأكتفي بأولئك ، وسأشير إلى البقية إشارة فقط ..

ميمون بن قيس الملقّب بالأعشى أو صنّاجة العرب ، لقّب بالأعـشى لضعف بصره .

امرؤ القيس الملقّب بالملك الضليل ، أو بذي القروح ، وهو العاشق المعروف .

أبو العلاء المعرّي الملقّب برهين المحبسين ، فقد كان رهين العمى ورهين السجـن .

عنترة بن شدّاد الملقّب بعنترة الفوارس ، وعنترة الفلحاء ؛ لبسالته وفروسيته .

ابن الفارض الملقب بســلطان العاشقين .

المهلهل بن ربيعة الملقب بمهلهل الشعراء .

قيس بن الملّوح الملقب بمجنـــون ليلى .

بشّار بن برد الملقـّـب بالمرعّــث .

طرفة بن العبد الملقّب بالغلام القتيل .

همام بن غالب الملقّب بالفرزدق .

قيس بن الملوح الملقّب بقتيل الهوى .

زياد بن معاوية الذبياني الملقّب بالنابغة .

ثابت بن جابر الملقّب بتأبط شراً .

تماضر بنت عمرو الملقّبة بالخنساء .

***************

ومن الشعراء أيضاء ..

أحمد مطر الملقّب بشاعر المنفى .

بشارة عبد الله الخوري الملقّب بالأخطل الصغير .

أحمد فتحي الملقّب بشاعر الكرنك .

نازك الملائكة الملقّبة بعاشقة الليل .

نزار قباني الملقّب بشاعر المرأة .

أبو القاسم الشابي الملقّب بشاعر الخضراء .

أحمد رامي الملقّب بشاعر الشباب .

رشيد سليم الخوري الملقّب بالشاعر القروي .

حافــظ إبراهيم الملقب بشاعر النيـل .

خليـل مطران الملقب بشاعر القطرين .

عبد الله الفيصل الملقب بشاعر الحرمان .

وأخيرًا أحمد شوقي نظير المتنبي في زمانه ، وهو الملقـّب بأمير الشعراء ..

تقلــّد أمير الشعراء وسام الإمارة في حفل كبير ألقى فيه حافظ إبراهيم قصيدة قال فيها :

أميـر القوافي قد أتيت مبايعًا .... وهذي وفود الشرق قد بايعت معي .
....

منقووووول