Arwa Alshoaibi مشرفـة عـامـة
كيف تعرفت علينا : ............ الكــلــيــة : ........ القسم ( التخصص ) : ....... السنة الدراسية (المستوى الدراسي) : ....... الجنس : عدد الرسائل : 12959 العمر : 35 الدوله : بعيييييييييييييييييييييييييييييد العمل/الترفيه : القراءه والاطلاع على كل جديد المزاج : متقلب المزاج نقاط : 18850 تاريخ التسجيل : 16/04/2010 : :قائمة الأوسمة : :
بطاقة الشخصية التقييم: 10
| موضوع: ابن حزم ..عقل جبار! الثلاثاء سبتمبر 06, 2011 12:29 am | |
| عقل جبار..
في مدينة من مدائن جنة الغرب "الأندلس" عاش من كان فخرا لأمة كانت تعاني ألوانا من الذل تتقلب فيها يوما بعد يوم وفي كل يوم ..لون.. كان الرجل .. الإنسان.. المفكر..الفقيه.. المحدث.. الأديب.. أبو محمد بن حزم.. إن العظمة الحقيقية تتجلى في فكر يلقيه صاحبه على أبناء أمته , ينثره على أفئدتهم نثرا , ويلقنهم إياه تلقينا : يزيح عن "التنوير" طبقات من صدأ أسود أحاط بالقلوب ردحا من الزمن أحال : الحق باطلا , والمنكر معروفا , والظلم عدلا. ولعمري إنها اوصاف شيطانية تأتي على الحضارة من أساسها فتحيلها أثرا بعد عين , وهذه هي سنن الكون ونواميس الطبيعة التي جعلها الله تعالى حاكمة على مسار التاريخ لا تجامل مسلما ولا تحابي "زاهدا" .. فإن استغربت وقلت : من المسؤول عن هذه الأفكار التي وصفتها بالشيطانية ؟ آنذاك أقول لك : إن في كل عصر وفي كل أمة فريقان : فريق الطاعة ومعه فريق المعصية .. وفريق الإيمان وفريق الزندقة .. وفريق الإتباع وفريق الإبتداع..يتخذون من العلم دربة لإفساد الحقائق في عقول العامة , سيماهم في كتبهم من أثر الضلال , قد أمهلهم الباري زمنا فما ارعووا , كذبوا على أنفسهم ثم صدقوا أكاذيبهم ونافحوا عنها منافحة المستيقن الواثق من صحة الإعتقاد وسلامة الدخيلة ! وليس في الفسولة أشد من هذا نسأل الله السلامة. إن الحقائق وتطلبها غاية الأحياء الذين لم تفسدهم فلسفة أهل الجحود والثرثرة المسماة (السؤال العلمي) , ودرك الحقائق ليس مطلبا هينا على كل من حلم , فإن الهوى والغباء مصيبتان أعيت أهل النظر عن أن يجدوا للمبتلى بهما دواء , وياليت أهل الحمق –هؤلاء- قد تحامقوا على أنفسهم لعجبت أنذاك ممن ينفق عمره في تطلب دواء لذاك الداء , لكن الشر قد تعدى الأحمق إلى "المستعد جينيا للحمق" .. ألا ترى أن أصحاب (كل ساقطة لاقطة) قد كثروا هذه الآناء ؟ وياليتهم أعملوا عقولهم التي تزن (كيلوغراما وزيادة) فيما يلقى إليهم من زخرف القول وباطل الحجة وفاسد الرأي , إذن لفازوا بالحقيقة وقرت أعينهم بالجنة .. ولكن الذي يظهر : أن دون ذلك خرط القتاد.. إن ابن حزم قد سخر حياته لمداواة هؤلاء "المصابين" فألف وكتب وسطر وناضل وجاهد وراسل وكاتب وسافر وحاضر ..محتسبا في كل ذلك –كما يقولُ- الأجر والمثوبة , غير آبه بما يلقيه إليه أهل الجهل الفروعي والدنانير السلطانية والكتب الصفراء . وآه لو كان في زمن غير زمنه وبلد غير بلاده وأمة غير أمته.. إنك لو قرأت كل سطرا مما كتب رحمه الله متدبرا مسترشدا لا ناقما منتقما لأقسمت أن الرجل يقول لك في كل سطر مما تقرأ : "أنا هنا!". لو تطلبت الحكمة العالية لوجدتها عنده , ولو تطلبت الفقه لوجدته عنده , ولو تطلبت الأدب لوجدته عنده , ولو تطلبت أصول التفكير لوجدتها عنده , فمالذي تريد ؟ وما الذي يجعلك تستبدل الأدنى بالأعلى والشر بالخير والنبوغ ب"التكرار" ؟ لو أنعمت النظر لعلمت أن ما سطره الإمام إنما هو فلسفة تعلقت بها الهداية المصطفوية ثم عبر عنها بأقلام أدبية فجاءت درة بين قطع زجاج لعين .. لو فهمت فكرة الإمام لأدركت أنه يقول : يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به , ولا تؤمنوا بأفكاركم معه , وأبدعوا للإنسانية ما تستقيم به حياتها وتصلح معه أحوالها .. .كأني به يقول هذا .. | |
|