Arwa Alshoaibi مشرفـة عـامـة
كيف تعرفت علينا : ............ الكــلــيــة : ........ القسم ( التخصص ) : ....... السنة الدراسية (المستوى الدراسي) : ....... الجنس : عدد الرسائل : 12959 العمر : 35 الدوله : بعيييييييييييييييييييييييييييييد العمل/الترفيه : القراءه والاطلاع على كل جديد المزاج : متقلب المزاج نقاط : 18850 تاريخ التسجيل : 16/04/2010 : :قائمة الأوسمة : :
بطاقة الشخصية التقييم: 10
| موضوع: التشبيه المتعدد وصوره الجمعة سبتمبر 09, 2011 4:11 am | |
| للتشبيهات أنواع كثيرة : فللتشبيه بحسب الأداة أنواع ، وله بحسب الوجه أقسام ، وله من حيث الطرفان صور وأشكال .. وما يعنينا هنا هو التشبيه من حيث طرفاه
فمن التشبيه ما يتعدد فيه أحد الطرفين أو كلاهما فهو عندئذٍ من " التشبيه المتعدد " ويأتي على صور وأشكال مختلفة : أ ـ قد يُشَبَّه شيء بعدة أشياء , أي ينفردالمشبه ويتعدّد المشبه به , كما في قوله تعالى : ( كأنهنَّ الياقوتُ والمرجانُ ) ( سورة الرحمن : 58) شبه حور أهل الجنة في الإشراق والجمال والنفاسة بشيئين هما الياقوت والمرجان .
ومن ذلك قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله , أو القائم الليل , أو الصائم النهار ) شبه من يسعى في حاجة الأرملة والمسكين ـ في المنزلة والأجر ـ بثلاثة أشياء : المجاهد في سبيل الله , ومن يقوم الليل بالعبادة , ومن يصوم نهاره . وكقول أبي العلاء المعري : خبّريني كاذا كرهتِ من الشَّيْـ ** ـبِ , غلا علم لي بذنب المشيبِ أضياءُ النهار , أم وضَحُ اللـؤ ** لــؤ , أم كـونُه كـثـغـر الحبـيـبِ
شبّه المشيب ـ في معرض تزيينه وتجميله ـ بثلاثة أشياء مبهجة , هي : ضياء النهار , ووضح اللؤلؤ , وثغر الحبيب .
ويُسمّى مثل هذا التشبيه بـ ( تشبيه الجمع ) وبلاغته أن المتكلّم بالغ في صفة المشبه , حتى كأنه لم ير مشبهًا به واحدًا يعبّر عن وصفه , أو يجمع صفاته , فشبهه بعدة أشياء , فدلّ بذلك على كثير من معانيه وأحواله .
ب ـ وقد تُشَبَّهُ ـ على عكس السابق ـ عدة أشياء بشيء واحد , كقولك : عزمُ الرجل ولسانُه كالسيف . شبهت شيئين : عزم الرجل ولسانه , بشيء واحد , هو السيف , للدلالة على القوة والصرامة والتميّز :
ومنه قول الشاعر : صُدْغُ الحبيبِ وحالي ** كلاهما كالليالي شبّه شعر الحبيب وحاله بالليل الأسود , فأما وصف شعر المحبوب بالسواد فهو دلالة الشباب والنضارة , وأما وصف حاله بالسواد , فهو دلالة عن سوء حاله وتعاسته . ومن الواضح ارتباط الصورتين , فتعس حال الشاعر بسبب وجده بحبيب شاب ناضر .
ويُسمّى هذا النوع بـ ( تشبيه التسوية ) لأنه سوّى بين المشبهات بحيث جعل لها مشبهُا به واحدًا .
ج ـ وقد يتعدّد كلٌّ من الطرفين : أي يُشبَّه عدة أشياء بعدة أشياء , ولكنه يأتي بالمشبهات أولاً متتالية , ثم يتبعها بالمشبهات بها . كقولك : الأمير ووزيره , كالشمس والقمر .
وقول امرئ القيس :
كأنّ قلوبَ الطير رَطبًا ويابسًا ** لدى وكرها , العُنّابُ والحَشّفُ البالي أتى بمشبهين متتاليين , هما قلوب الطير الرطبة , وقلوب الطير اليابسة , ثم أتى بالمشبهين بهما . جعل القلوب الرطبة كالعناب , واليابسة كالحشف البالي . ويُسَمّى هذا النوع ( التشبيه الملفوف ) لأنه أتى بمتعدد , أي لفّ المشبهات معًا , ثم أرجع على كلٍّ منها ما يتعلق به . وهو على أسلوب اللفّ والنشر في علم البديع , ولذلك سمّي باسمه . ومن هذا القبيل قول الشاعر : ليلٌ وبدرٌ وغصن ** شعرٌ , ووجهٌ , وقدٌ
د ـ وقد يتعدّد كلّ من الطرفين , أي يشبه عدّة أشياء , ولكن يؤتى إلى جانب كلّ مشبه بما شُبّه به , ولا تأتي المشبهات المتعدّدة أولاً ثم المشبهات بها بعد ذلك كالنوع السابق , كقولك :
فلان صيته كالفجر , وسمعته كالعنبر .
وقول الشاعر :
النشر مِسكٌ , والوجوه دنا ** نيرٌ , وأطراف الأكفّ عَنَمْ
هذه ثلاثة تشبيهات , ولكن كلاً منها مستقل عن الآخر : أتى بالمشبه الأول النشر ـ الرائحة الطيبة ـ وإلى جانبه المشبه به المسك , وأتى بالوجوه وإلى جانبها المشبه به وهو الدنانير , وأتى بأطراف الأكف , وإلى جانبها المشبه به , وهو العَنَم . فكأن كلّ تشبيه هاهنا مستقل مفروق عما قبله . ولذلك سمّي هذا النوع بـ ( التشبيه المفروق )
من كتاب البلاغة العربية للدكتور : وليد قصاب
| |
|