إيطاليا.. بوصلة في الذوق الرفيعالديكور المتجدد والتصميم المبتكر في معرض روماروما: عبد الرحمن البيطارلا حظوا أن اتجاهات الموضة الإيطالية، في
تصميم الملابس والمنازل والمفروشات وحتى في معدات الرياضة والتمرين، هي
الرائدة هذه الأيام. كبار المصممين والمبدعين يستقون منها، مع العلم أن
لواء الإبداع في هذه المجالات أصبح في يد إيطاليا منذ قرون. وهذا ما يعتمد
عليه الإيطاليون حاليا لمواجهة الأزمة الاقتصادية. في هذا الصدد يقول جاني
ليتا أمين عام رئاسة مجلس الوزراء الإيطالي واليد اليمنى لرئيس الوزارة
سيلفيو برلسكوني لـ«الشرق الأوسط»: «تجدون في إيطاليا عشرات العيوب
والنواقص لكن، الجميع متفقون على روعة التصميم الإيطالي في أغلب المجالات،
فضلا عن خصوبة الخيال وقوة الاختراعات الصناعية، فالمنتجون الإيطاليون
عازمون على غزو العالم بالفن والجمال وحسن الذوق، لذا فحظنا كبير في التغلب
على الأزمة الاقتصادية العالمية».
ولا شك أن محبي الديكور والتصميم ذي
الطراز الإيطالي، سيجدون ضالتهم في المعرض التجاري الحالي الذي يقام هذا
الشهر في «معرض روما» تحت شعار «فكرة لبيتك»، فهو إعلان كبير واستعراض
متكامل للذوق الإيطالي وجمال التصميم وآخر الاتجاهات والمنتجات العملية.
أول ما سيلفت النظر فيه أن المصممين
أعادوا فكرة الفصل بين غرفة الجلوس وغرفة الطعام والمطبخ، وكأنهم تعبوا من
الغرف المفتوحة وذات الفضاء الواحد، مع حفاظهم على مساحة المطبخ المتسعة
والحميمة في الوقت ذاته. ويؤكد نجلو رومانو صاحب مؤسسة «موبيل نوفو»، أي
المفروشات الحديثة، وهي سلسلة من المخازن التي تبيع أشهر ماركات المفروشات
الإيطالية، هذا الاتجاه بقوله إن «الموضة تبدلت هذا العام، وانتقلنا من
الاكتفاء بالحد الأدنى في الديكور والمفروشات والتحف، إلى مزيد من الزينة
والمواد الباهظة وتلوين الجدران».
وتوافقه ابنته ليندا، وهي مهندسة معمارية
ومصممة ديكور، الرأي بأن «الموضة تبدلت هذا العام وانتقلنا من الاكتفاء
بالقليل إلى المتميز المائل إلى الباذخ، بفضل مهندسي ديكور أثروا على
الهندسة المعمارية وفن التصميم مثل أندريا بوسيري فيتشي المتوفى عام 1989،
الأمر الذي يتطلب بدوره ديكورات معينة».
المعرض عكس أيضا مدى تغير الذوق الإيطالي
في العقدين الأخيرين بابتعاده عن تكرار الأساليب النمطية وإقباله على
التجدد، حيث أصبحت البيوت أكثر بساطة وعملية مع احتوائها لتحف نادرة وقطع
فنية ثمينة. وفي الوقت الذي أصبح فيه الحمام مكانا للراحة واسترخاء الجسم
والروح، أخذت الآلات الحديثة دورها في تنظيف الأرض والنوافذ وتعقيمها وغسل
الملابس والصحون بدل دفع تكاليف الخدم. ما لم يتبدل هو روح الفن والذوق في
التصميم ممزوجة بروح الدعابة في بعض الأحيان، واستلهام التراث العريق
والمهارة في تطبيق مبادئ الفنون الجميلة. وتجدر الإشارة إلى أن قوة إيطاليا
تكمن في الشركات العائلية الصغيرة لا في المؤسسات الضخمة العالمية، فهي
معروفة بشركاتها الصغيرة أو المتوسطة الحجم، المملوكة لأفراد العائلة
الواحدة، وأفضل مثال ألبرتو أليسي، وهو حفيد عائلة شهيرة من المصممين
للأدوات المنزلية الراقية في شمال ميلانو، يعود تاريخها إلى أزيد من مائة
عام. وقد اشتهرت أليسي عالميا بتصميمها آلة القهوة المنزلية «الأسبريسو»
والملاعق والسكاكين، وكذلك تعاونها مع مصممين عالميين من أمثال المعماري
فرانك غيري الذي ابتكر للشركة إبريقا للشاي، والمعمارية زها حديد التي
أبدعت له إناء للزهور.
جانب من المعرض الروماني الأخير وفيه يبدو الذوق الإيطالي واضحا في ألوانه وتصميماته وتعاريجه