أكبر الخيانات ..

بَعدَ مَاذَا
رَجِعتَ تَسأَلُ عَن العُهود
وَتتهِمُني يا سَيدي بِالخِيَانَةُ وَالجُحودْ
أنا مَا خُنتكَ أَبداً
وَمَا عُمري فَكرتُ أَن أَخون
لَكِني لَستُ اَدرِي
كَيفَ إِستَطَاعَ قَلبِي أَن يَقوَى
عَلى العَيشِ بَعدُكَ
لَستُ أَدرِي كَيفَ إستَطعتُ
أن اُغلِقَ أبوابَ لَهفَتِي
وَأعصَى عَادَةَ إنتِظَارِي لَكَ
لَيلَاً نَهارْ
أَنا يَا سَيِدي مَا خُنتكَ
لَكِن غِيَابُك هُوَ الذِّي عَلَمنِي
الخَذَلَان
وَمَا عُدتُ أَذكُرُ
مَتَى كَانَت آخِرُ مَرَةٍ
سَافَرَتْ أَشوَاقِيْ
صَوبَ مَطَارَآتِ عَينَيكْ
أَوَ حَطَّت رِحَالَهَا حَقائِبُ اللَّهفَةِ
فِي مَحَطَاتِ الجُّنون
مُعلِنَةً نَفَاذُهَآا وُقودَ
الصَّبرِ وَالإِنتِظَارْ
مَاعُدتُّ أَذكُرُ مَتَى كَانَت آخِرُ مَرَةٍ
فَكَرتُ بِكَ أَوْ كَتَبتُكَ أَوْ حَتَى
سَأَلتُ بَينَ نَفسِي عَنكَ
لآ أَعرِفُ كيفَ تَصَّحرَت أَشوَاقِي
وَمَا عَادَ صَوتُ الحَنِينُ يَطرُقُ أَبوَآبِيْ
وَمَا عَادَ قَلبِي يَنتَظِرُ رِسَالَةَ بَريدٍ
أَوْ صَدَقةَ سُؤَالٍ مِنكْ
لَا أَعرِفُ يَآا سَيِدِيْ
كَيفَ إِعتَزلتُ
عَآدَةَ البَحثُ عَنكَ بَينَ خُطوطُ يَدِي
وَ تَعَرُّجَآتَ فُنجانِيَّ المَقلُوبْ
وَكَيفَ أًصبَحَتُ
أَكثَرَ حَصَآنَةً أَكثَرَ قُوَةً
أَكثَرَ إِيمَآنَاً مِنَ اللُّجوءِ
إِلَى العَرافَاتَ وَالمُنَجِمين
لِلبَحثُ عَن مُسَكِنَاتٍ مُؤقَتة
وَأَكاذِيبٍ وَأَوهَامْ
أنا يَآ سَيِدِيْ أَحبَبتُكَ فَوقَ الحُدُودْ
لَكِنَكَ أَنتَ مَنْ إِرتَدَيتَ ثَوبَ الجُحُودْ
وَصَدِقنِيْ
أَنا مَا فَكَرتُ أَبدَاً أَنْ أَخُون
لَكِنِي لآ أَعرِفُ كَيفَ
إِستَطَاعَ قَلبِيْ أَنْ يَنامَ
عَن هَاتِفِي
دُونَ أَن يَسهَر رَسائِلُكَ
حَتَى بُزوغَ الصَّباح
دُونَ أَن يَنتَظِر مَوعِدُ صَوتُكَ
بِتَوقِيتَ اللَّهفَة كُل مَسَاء
وَيَحيَا وَيَمُوت الآآفَ المراتِ
وَهُو يَتحَرَى
مَا بينَ كُل لَحظَةٍ وَأُخرَى إِتِصَالاً لَكَ
مُنذُ َأَعلَنتَ يَاا سَيِدِيْ وَلَائُكَ لِلغِيَاب
وأَنَا لا أَعرِفُ كَيفَ
مَاا عَادَت أَرضُ رُوحِي
تَنتَظِرُ هُطُولَ أَمطَارُكَ
وَمَا عَادَ اللَّيلُ يُغنيك
وَمَا عَادَ الصَّباحُ يَشتهِيك
وَمَاعَادَ القمرُ يُذكرني بِك
وَمَا عَادَتْ تَرسُمُكَ لَوحَاتُ الحَنِينِ
وَالأَغَانِي العَاطِفيَّة القَدِيمَة
لا أَعرِفُ كَيفَ نَسِيتُ حُبكَ
فِي جَيبِ الأَيامْ
وَكَيفَ شَاخَت الِذكرَى
فِي درجُ مَكتَبِي مُعلِنَةً مَوت الحَنِينْ
وَ إِنتِقَال اللَّهفَةِ إِلَى رَحمَةِ النِّسيَان
لا أَعرِفُ يَا سَيِدِيْ كَيفَ قَدِرتُ
أَنْ أَستَبدِلْ أَكوَابَ لَهفَتِي بِأَكوَابٍ مِنَ الثَّلجِ
وَكَيفَ بَاتَت الأَشوَاقِ فَارِغَة مُهتَرِئَة بَارِدَة
شحَّذتُهَا إِلَى وَرقَةٍ مَزَقتُها مُنذُ خُنتَ اللَّهفَة
وَأَعلَنتَ وَلائُكَ لِلغِيَابْ
أَنا مَا خُنتُكَ ياا سَيِدِيْ
لَكِنَ غِيَابُكَ
هُو الِّذي عَلَمنِيْ الخَذَلان
هُو الِّذي عَلَمنِيْ كَيفَ لَا أَحتَاجُكَ
كَيفَ أَنسَى أَن أَذكُرُكَ
أَنْ اَسهَركَ .. أَنْ اَكتُبكَ
أَنْ اَبكِيكَ .. أَنْ أُصَلِي رُجوعكَ لَيلاً نَهار
فَلَا تَسأَلنِي عَن الحُب بَعدَ الآنْ
وَتَذَكَرْ إِنَكَ أَنتَ مَن نَسِيتَ الوُعُودْ
وَنَقَضّتَ بِكُلَّ العُهُودْ
وأَعلَنتَ وَلائُكَ مِنذُ البِدَايَةِ
لِلطَيَرَانْ
وأَنتَ الذِّي قَتَلتَ الحُب
وَخُنتَ اللَّهفَة
وَصَلَبتَ الَأَشوَاقْ
وَأَنتَ مَن جَعَلتَني
أَنتَصِر عَلَى ذَاكِرَتِي مِنك
وَأَعتَزلُ السُّجودَ للأَحزَانْ
وَأَرتَكبْ َأَكبرُ الخِيَاناتْ
النِّسيَان
فَمَا عَادَ تَسأَلُنِيْ عَنْ الحبَّ
يَا سَيِدِيْ بَعدَ الانْ
وَلَستَ مُحتَاجَاً أَنْ
تَبحَثْ عَنْ المَزِيدِ مِنَ الأَعذَارْ
وَ تُكَلِفْ نَفسُكَ عَنَاء تُألِيفُ
القِصصَ وَالرِّوَايَاتْ والأَوهَامْ
فَـ كِلانَاا فِيْ نِهَايَةُ الأَمرْ
مُتَعَادِلانْ
أَنتَ أَخلَصتَ جِدَاً لِلغِيَابْ
وَأَنَا بِالمُقَابِلْ
أَخلَصتُ جِدَاً .. لِلنِسيَانْ