| أغراض الشعر العربي:(3) الرثاء................ | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Arwa Alshoaibi مشرفـة عـامـة
كيف تعرفت علينا : ............ الكــلــيــة : ........ القسم ( التخصص ) : ....... السنة الدراسية (المستوى الدراسي) : ....... الجنس : عدد الرسائل : 12959 العمر : 35 الدوله : بعيييييييييييييييييييييييييييييد العمل/الترفيه : القراءه والاطلاع على كل جديد المزاج : متقلب المزاج نقاط : 18850 تاريخ التسجيل : 16/04/2010 : :قائمة الأوسمة : :
بطاقة الشخصية التقييم: 10
| موضوع: أغراض الشعر العربي:(3) الرثاء................ الأربعاء فبراير 29, 2012 1:21 am | |
| الرثاء فى الشعر العربي............... الرِّثاء لُغةً البُ?اءُ علی المَیِّتِ ومَدحُهُ ، یُقالُ : رَثَی فُلانٌ فُلاناً یَرثِیه رَثیاً ومَرثیةً ، إذابَ?اه بَعدَمَوتِه.فَإِن مَدَحَهُ بَعدَمَوتِه قِیل: رَثّاه یُرَثّیه ترثیةً.ورَثَیتُ المیّت رثیاً ورثاءً ومرثاةً ومرثیةً، ورثیته: مدحته بعدالموت وب?یته. ورَثَوتُ المیّتَ أیضاً، إذاب?یته وعَدَّدت مَحاسنََه، و?ذل? إذانَظَمت فیه شعراً،و رَثأت الرجلَ رثاءًبالهمزة لغة،بمعنی رَثَیتُ ورَثوتُ
وأمّامعناه في الإصطلاح ،فیقول قدامة بن جعفر: لیس بین المَراثي والنّعتِ فرقٌ إلّا أن یذ?رفي اللفظ ما یَدلّ علی أنّه لِهال?ٍ مثلُ «?َانَ وتولّی وقَضَی وما أشبه ذل?»، وهذالیس یَزیدُ في المعنی ولاینقص منه. وقدیُسَلَ?ُ في التأبین مَسلَ?ٌ آخَرُیَدلُّ علی الرَّثاء، ?َأَن یُقال: ذهب الجودُ، أومَن للجودبعده؟وماأشبه ذل? [2] ولماالرّثاءُ في الأصل ناشئاً مِن الحُزن والأسف، أضاف ابنُ رشیق علی تفسیرالقُدامی للرّثاء، وقال: وسبیل الرّثاءأن ی?ون ظاهرَ التفجُّعِ بَیِّنَ الحَسرَة،مخلوطاً بالتّلهّف والأسف والاستعظامِ.
وهنا? ?لمتان ?ثیراًماتُستعملان في معنی الرّثاء فَیَبدو أنّه لافرقَ بینهما، فهاتانِ ال?لمتان هما النّدبُ والتّأبین .فهذا"قُدامة"?ماسبق آنفاً استعمل التأبین في معنی الرّثاء.ل?ن إذاأمعَنّا النَّظَرَفي معناهما وجدنا اختلافاًیسیراً بینهما.فالتأبینُ هوالثّناءُعلی الشّخص بعدموته،والنّدب ب?اءُالمیت وتعدّدمحاسنه، والرّثاء أعمّ منهما.
الرّثاء واتّجاهاته: لم أرَ بین النّاقدین وأهل الأدب مَن خالف قدامةَ بن جعفرفي فنّ الرّثاء أو تَرَدَّدَ فیه، وجَدیرٌبأن لای?ون هنا? خلافٌ أو ش?ًّ ، ذل? أنّ الإنسان مُنذُماعاش علی هذه ال?رة الأرضیة عَرَفَ مسألة الموت،وواجَه هذه المش?لة التي عجزعن حلّها.مَن الذي لَم یُفجّع یوماًبفقد أعزّائه، ومَن الذي لَم یندب علی موت أقربائه،ولَم یتذ?ّرأیّامهم وأعمالهم؟ الرّثاءنَفثَةُ مصدورٍ یتوسّلُ إلیهالِتُخَفّف جُروحَه وآلامَه،وشرارةُ قلبٍ محترق عندماتشتعل نارُه. ?ان الرّثاء في الأصل جاریاًمع صدق العاطفة ونابعاً مِن الانفعال القويّ اللذَینِ غذّتهاالهموم والأحزان ونَمّتهاالقلوب الدّامیة،لأنّه مازال یمشي مع المُفجّعین ویصوّرأیّامهم ال?ئیبة،یخرج من القلب فیدخل فیه. مَن الّذي قرأ أبیات فاطمة بنت الأحجَم في الرّثاء ولم یتأثّربها؛حیثُ تقول:
یاعینُ ب?ّي عندَ?لّ صَباحٍ جُودي بأربَعَةٍ عَلی الجرّاحِ قد?ُنتَ لِي جبلاً ألوذُ بهِ فتَرَ?تَني أضحی بِأجرَدَضاحِ قد?ُنتُ ذا حَمیَةٍ ماعِشتَ لِي أمشي البَرازَو?ُنتَ أنتَ جَناحِي فالیومَ أخضَعُ للذّلیل وأتّقي مِنه وأدفَعُ ظالمي بالرّاح وَإذا دَعَت قُمریّةٌ شَجَناً لَها یوماً علی فَنَنٍ،دَعَوتُ صَباحي وَ أغُضّ من بصري وأعلم أنّه قد بَانَ حدّ فَوارِسي و رِماحي فلمّاانتقل الرّثاء إلی غیرالمفجّعین وأُخِذَوسیلةً للتّظاهربالمساهمة والمُشارَ?ة في المصیبة ومِن ورائها للتّقرُّب والنّفوذعندأقرِباءالمیّت،ظهرفیه الت?لُّف والصنعة والغُلُّووالمبالَغة الباردة. دل? شأن الرّثاء من حیثُ العاطفة،وأمّامن ناحیة المعنی ف?ان من عادة القُدماء أن یضربوا الأمثال في المراثي بالمُلو? الأعزّة،والأمَما السّالفة،والوُعول الممتنعة في قُلَل الجبال،والأُسُودالخادِرَة في الغیاض،و?لّ ذل? في القُدرة والهَیمَنة والبُعدمن المَهال?.ل?نّ المُحدَثین لم یلتزموابها،فتارةً سل?وهاوأُخری تر?وها
?لّمامضی علی الرّثاءزمانٌ وخرجت الحیاة الاجتماعیة مِن بَساطتهاإلی غموضهاوتعقُّدها،وظَهَرت روابط وعلائق جدیدة،وأخصبت العُقول والتّجاربُ البشریّة واتّسعت دائرةُ الفُنون الأدبیّة وآفاقها،تَلوَّنَ الرّثاءُبهاوتأثّرَبآثارها،فنهج مناهج مختلفة واتّجه اتجاهاتٍ متنوعة.منها:
ألف ـ الجمع بین التّعزیة والتهنئة في موضع:
قالوالَمّا مَاتَ معاویة ُبن ابي سفیان اجتمع الناس بباب یزیدولم یقدرأحدٌعلی الجمع بین التعزیة والتهنئة،حتّی أتی عبدالله بن همّام السّلولي فدخل،فقال: یاأمیرالمُؤمنین آجر? الله علی الرزیّة وبارَ? ل? في العَطیّة،وأعان? علی الرّعیّة،فقدرُزِئتَ عظیماً،وأُعطِیتَ جسیماً،فاش?رالله علی ماأُعطِیتَ،واصبرعلی مارُزِئتَ،فقدفَقَدتَ خلیفة… وأُعطیتَ خلافة… ففارقتَ جلیلاً،ووُهبتَ جزیلاً؛إذقَضی معاویة نَحبَه ووُلّیتَ الرِّئاسةَ وأُعطیتَ السّیایة،فَأورده…مواردالسرورو وفّقَ? لصالح الأمور.
فاصبِریزیدُ فَقَدفارَقتَ ذاثِقةٍ واش?ُرحِباءَالّذي بالمُل? أصفا? لا رُزءَ أصبحَ في الأقوامِ نعلمه ?مارُزِئتَ،لاعُقبی ?عُقبا? أصبَحتَ والي أمرالناس ?لّهم فأنتَ ترعاهم و…یَرعا?ا وفي معاویة الباقي لناخلف إذا بقیتَ،ولانَسمَع بمَنعا?ا فنری الرّثاءجری مجری جدیداً ساقه إلیه أدیبٌ ألمعيًّ قد أتقَن فیه وأبدعَ ،ل?ن لیس هنا? مایدلُّناعلی صدق عاطفته،علی ?لّ حال لل?لام قیمته الأدبیة ومتعته الفنّیة.
ب ـ ظهورالرّثاء السّیاسي:
وذل? أنّه لمّاتشعّبت الدّولة الإسلامیة إلی أحزاب مختلفة ودارت الحروب والقتال بینهم ذهب شُعَراء?لّ حزب یب?ون قتلاهم ویُثیرون الحُزن والشَّجی علیهم،ویُنزِلون الویلات علی قاتلیهم.حینمانَشَبت الحَربُ بین الأُمویین والخوارج،وقُتِل من الفریقَین ناسٌ،رَثی أبوثعلبة أیّوب بن خُوليّ قَتلی الأُمویین،منهم هُدبة الیَش?ُري،وأبوشُبیل مقاتل بن شیبان فقال:
فیاهُدبَ لِلهیَجاء،ویاهُدبَ لِلنَّدی ویاهُدبَ لِلخَصمِ الأَلدِّ یُحارِبُه و?ان أبوشَیبانَ خیرَمُقاتِل یُرَجّی،ویَخشی بأسَه مَن یُحارِبُه فَفازَولاقَی …بالخَیرِ?ُلِّه وخَرَّمه بالسَّیف في…ضَارِبُه ورثی حسّانُ بنُ جَعدة قتلی الخوارج بأبیاتٍ مِنها:
یاعَینِ أذرِي دُموعاًمِن?ِ تَسجاما
واب?ي صحابَةَ بِسطام وبسطاما
فَلَن تَرَی أبداًـ ماعِشتَ ـ مِثلَهمُ
أَتقَی وأَ?مَل في الأحلامِ أحلامَا
إنِّي لَأَعلمُ أن قَدأُنزِلُواغُرَفَاً
مِن الجِنانِ ونالُوا ثَمَّ خُدَّاما
وجدیرٌبالذِّ?رهاهنا أَنَّ رَثاءالفَریقَینِ مِن ناحیة الأُسلُوب حَذَاحَذوَالرَّثاءالجاهلي،ول?نَّه مِن ناحیة المعنی تَأَثَّرتَأَثُّراًشدیداًبِمُقوِّماتٍ إسلامیّةٍ تَنافُساًعلیها لِتَوجیه مَنَاهجهم السِّیاسیّةِ.
- ج ـ رَثاءالرَّجُلِ لِامرأَتِه:
?ان العرب یأنَفون مِن رثاءالرّجل لِامرأته ویعدّونه ضعفاًلِلرجُل وحَطّاًمِن ?رامته،ومِن جانِبٍ آخَرلَم یُقدَّرللنساءمنزلة ممتازة أوذات أهمیّة ولم یعترفوابها،فلایرون لََهُنَّ فضائلَ ?ثیرةًوصفاتٍ نبیلةً،ل?نّ الإسلام قاومَ هذه الف?رة وقام بالدفاع عن حقوقِهنَّ و?رامتِهِنَّ.
فرثاءالرجل لامرأته قلیلٌ جِدَّاًفي الشِّعرالعربي القدیم ون?ادأن نح?م علیه بتعسّروجوده،لَعَلَّ أوّل قصیدةٍ طویلةٍ في هذاالنوع ترجع إلی جریربن عطیّة(116للهجرة)الشاعرالأُمويّ،فهولَمّاماتت زوجته ـأُمّ حزرة ـ وخَلَّفت أَولاداًصغاراً،و?ان الشاعرُ?بیرَالسّن،هاجَت أَحاسیسُه وغَلَت عواطُفه ولم یَمل? نَفسَه حتّی أنشَدَقصیدَةً جمیلةً في رثاءزوجته،وأَعرَبَ فیهاعن مَدی حُزنِه وتأَلُّمه علی فراقهاوتر?هابنیها الصٍّغَارِ،ثُمَّ أثنی علیهاثَناءً فائقاًومدحَهامدحاً رائعاً،نتر? القصیدةَ هاهنا خوفاً مِن التطویل ون?تفي بأبیاتٍ، إذ في القُلّ مایُغني عن ال?ُثرِ.قال:
لولاالحَیَاءُ لَعَادَني استِعبارُ وَ لَزُرتُ قَبرَ?ِ،والحَبیبُ یُزَارُ ولَقَدنَظَرتُ،وماتَمَتُّعُ نَظرَةٍ في اللَّحدحِینَ تَمَ?َّنَ المِحفارُ؟ وَلَّهتِ قَلبي إذعَلَتني ?َبرَةٌ وذَوُوالتَّمائِم مِن بَنی?ِ صِغارُ نِعمَ القَرینُ،و?ُنتِ عِلقَ مِضِنَّةٍ واری بِنَعفِ بُلیَّةَ الأَحجارُ عَمِرَت مُ?رَّمةَالمَسا?ِ وفارَقَت مامسَّهاصَلَفٌ ولا إقتَارُ ?انت مُ?َرَّمةَالعَشیرِولم یَ?ن یَخشی غوائِل أُمّ حَزرَة جارُ ولَقَد أَرا?ِ ?ُسیتِ أَجمَلَ مَنظَرٍ ومَعَ الجَمالِ س?ینَةٌ و وَقارُ وَالرِّیحُ طَیِّبَةٌ إذااستَقبَلتَها والعِرضُ لادَنِسٌ ولاخَوَّارُ وإذا سَرَیتُ رأَیتُ نارَ?ِ نَوَّرَت وَجهاً أَغَرَّیَزینُه الإسفَارُ صَلّی الملائِ?َةُ الّذین تُخُیِّروا والصّالِحُونَ عَلی?ِ والأبرارُ ?ان الخَلیطُ هم الخَلیط فَأَصبَحُوا مُتَبَدِّلینَ،وَ بالدِّیاردِیارُ لایَلبَثُ القُرَناءُ أن یَتَفَرَّقُوا لَیلٌ یَ?رُّعَلَیهمُ ونَهارُ والشاعر وإن ?ان في لَحظَةٍ مُؤلمةٍ وجدنفسَه بحاجة إلی أن یَتَنفّس عن زفراتها،وفي حَالة حَرِجَةٍ تستدعي مِنه الانطلاق وراء الشُّعوروالإحساس والعاطفة مهمابَعُدمَداها،إلاّ أنَّه لم یَنسَ الظُروف التي عاشَ فیها،فهویَخاف مِن اللُّوّام ویَستحي مِن ت?رارالبُ?اء وزیارة قبرامرأته المَحبوبة،فیَعتذرإلیهاویَش?و لَدیهافي مطلع قصیدته.
د ـ إخراج الرّثاء مَخرَج الفُ?اهة:
یعني هذا النَّوع مِن الرّثاء لای?ون منبعثاً من الحُزن والأسف،ولایُریدالأدیبُ أن یتظاهربمساهمته في المصیبة،بل الغرض السُّخریة والدُّعابة،وذل? ?قول إسحاق الموصلي یرثي ـ هُشیمة ـ الخمّارة جارتها:
أضحَت هُشیمَة في القُبُورِمُقیمَةً وخَلَت مَنازِلُهامِنَ الفتیانِ ?انت إذاهجَرالمُحِبُّ حَبیبَه دَبَّت له في السِّرّ والإعلانِ حتّی یَلِینَ لِما تُریدُ قیادَه ویَصیرُسَیّئهُ إلی الإحسانِ ه ـ خُروجُ الرّثاء مِن دائرة الأشخاص:
وهذا اتّجاه آخرمِن اتّجاهات الرّثاء ؛یعني الرثاء یخرج من دائرة الأشخاص إلی البُ?اءعلی بعض المواهب المَفقودة ?الشَّباب،أوعلی بعض مایستأنس به الإنسانُ مِثل الحیوانات وأدواتِ الحرب والمدن. یُوجَدفي دیوان ابن الرّومي أشعارٌ?ثیرةٌ یب?ي فیهاالشاعرُعلی شبابه ویُثني علی أیّامه النضِرات،وإلی? هذه الأبیات:
عاصی العَزاء عَن الشَّبا بِ،فطاوع الدَّمع الغَزیرُ ?یف العَزاء عَنِ الشَّبا بِ،وغُصنُه الغُصنُ النَّضیرُ ?یف العَزاءُ عَنِ الشَّبا بِ،وعیشُه العَیشُ الغَریرُ بان الشَّبابُ و?ان لِي نِعمَ المُجاوِرُ و العَشیرُ بان الشَّبابُ فلا یَدٌ نَحوي ولا عَینٌ تُشیرُ ولَقَد أسَرتُ بِهِ القُلو بَ،فقَلبي ـ الیوم ـ الأسیرُ سَقیاً لأیّامٍ مَضَت وَطَویلُها عندي قَصیرُ
حُسنُ الرَّثاء وعُیوبُه: مِمّالاش?ّ فیه أنّ الرَّثاءَالحَسَن ما ?ان منبعثاً مِن القلب الدّامي ومِن َالعاطفة الصادقة،واستطاع الرّاثي أن یُصوّرأحزانَه ویَتنفّس عمّایُحسُ في الصَدرمِن آلامه،ویُجَسِّدالمصیبة?ماهویلمسه،ویضع المَرثيَّ م?انَه اللائق به،ویُشرِ? الحُزن،ویُسیطِرُعلی عواطفهم وأحاسیسهم. ذَ?رالنُّقادُ أنَّه أفضل المراثي ماخُلِطَ فیه المدحَ بالتّفَجُّع علی الموتی،فإذاوقع ذل? ب?لام صحیح،ولهجة مُعربة،فهوالغایة مِن ?لام المَخلوقین.قالت الخنساء:
فلَولا ?َثرةُ البا?ینَ حَولي
علی إخوانهم لَقَتلتُ نَفسي
ومایَب?ونَ مِثلَ أخي ول?ن
أُسلّي النَّفسَ عَنهُ بالتّأسّي
یُذَ?ِّرُني طلوع الشَّمسِ صَخراً
وأذ?ُره لِ?ُلِّ غُروبِ شَمسِ
وأنّه من حُسنها أن تُبدَأَ بمایُعرِبُ عن عجزالإنسان وفشله أمام مَسألة المَوت،ویح?ي عن تحیُّره في مواجهته ودفعه مُعترِفاً بأنّ سعیَه لایَردُّ راحلاً،?ماأنّ بُ?اءَه لایصرف ذاهباً،وما أحسَنَ قولَ ابن الرّومي یَرثی ابنَه ویقول:
بُ?اؤ?ما یَشفي وإن ?ان لایُجدي
فَجُودافَقَدأودی نظیرُ?ما عندی
أوتُبدَأَ بمایَدلُّ علی عظمة الحادثة وشدّة وَقعهاخلیطاً بالمَدح والثَناء،ولِهذایَصِفُ ابن رشیق ابتداء رثاء أبي تمام لِمحمدبن حمیدبالحُسن ویقول:لیس في ابتداءات المراثي المُولّدة مثلُ قوله : أصَمَّ بِ?َ النَّاعي وإن ?انَ أسمَعَا وأصبَحَ مَغنی الجُودِ بَعدَ?َ بَلقَعا
متی خاض الرّاثي في جوّ ?ئیبٍ وغَشِیته فداحة المُصیبة ـ لاسیّما إذا?ان من أقرباء المَیّت ـ فهوینظرالأشیاءمن قلبه الحَزین ویُلبسهاثوبَ الحِداد ویُشرِ?ها معه في الب?اء،ل?ن لابُدَّ أن یدقّ النظرَحتّی یستقیم هذا الزيّ علی اللآبس وتصحّ هذه المشار?ة بدمع العین.قال قدامة : ویُرثَی بذ?رب?اءالأشیاءالتي ?ان المَیّت یزاولها،وفي مثله یحتاج إلی تعلّم صحّة المعنی وتمییزاللائق بالب?اء من غیره.فلایحسن أن یب?ی علی المیّت ?لّ مایُزاوله المیّت مثل الخیل مثلاً،لأنّ العادة أن تَغتَبِطَ بموته لأنّهاتستریح.ولِذل? أجادت الخَنساءُ حیثُ تقول في صخرٍ: فَقَد فَقَدَت?َ حَذفَةُ فاستراحَت فلَیتَ الخَیلَ فارِسُها یَراها فلوقالت بدل« استراحت » « ب?ت » لَأَخطَأَت. ذل? ماذُ?ِرَفي حسن الرّثاء،وأمّا ماقیل في عیوبه فمنه: 1ـ التّقصیرُفي رَسم صفات المَرثيّ،بأن لایُصوّرالشاعرما?ان للشخص من م?انة ومنزلة ومَجد،ولِهذاعِیبَ ال?ُمیت في رثائه للرسول(ص)حیثُ قال:
لَقَد غَیّبُوا بَرّاً و حَزماً و نائلاً
عَشیّة واراه الضریحُ المُصَّبُ
فقد رأوا أنّ البیت معیب حیثُ لایُصوّرمجدَ الرسول (ص) ولام?انته بین المسلمین وقومه.
2ـ عَدَمُ وفاءِ عبارة الشاعربماأحسَّه من ألمٍ،وشَعَربه من عِظَم المُلمّة وبما قصده من ال?لام،ولِهذاعابوا أباالعتاهیة لماقال: « ماتَ الخلیفةُ أیّها الثّقلان ».
یُریدُ أنّه بمجاهرته بنعي الخلیفة ?أنّه جاهربالإفطارفي رمضانَ نهاراً،وأقدم علی فعل ین?ره النّاس ویستعظمونه،ولایخفی عدم إفصاح العبارة بما أراده أبوالعتاهیة منها. شَ?ل القصیدة الرّثائیة وبناؤها: لیس من عادة الشُّعراء أن یبدأوا مراثیهم بالنّسیب ?ما أنّهم یصنعون في المدح والهجاء،وقلّمایوجَدُفي الأدب العربي رثاء ابتُدِئَ بالنّسیب،مثل رثاء دُرَیدبن الصِّمّة حیثُ یقول: أ رَثَّ جدیدُ الحَبلِ مِن أُمِّ مَعبَدِ
بعاقِبَةٍ وأخلَفَت ?ُلَّ مَوعِدِ؟
والغالب علیها أن تُبتَدَأبمخاطبة العین وطلب الب?اءمنها،وإلی? أمثلة منها: قالت الخنساءُتَرثي أخاها صخراً:
أعَینَيَّ جُودا و لاتَجمُدا
ألاّ تب?ِیان لِصَخرِالنّدی
قال حسان بن ثابت یَرثي النَّبِيَّ (ص):
یاعَینِ جُودي بِدَمعٍ مِن? إسبالٍ
ولاتَمَلِّنَّ مِن سَحٍّ وإعوالِ
قالت لیلی الأخیلیة تَرثي زوجها:
أیاعینِ ب?ّي تَوبَةَ بن حُمَیَّرِ
بِسَحٍّ ?فَیضِ الجَدوَل المُتفَجِّرِ
وأحیاناً تُبدَأُ بأنّه لافائدَة في الجَزَع والبُ?اء ولاطیبَ في عیش لم یَخلُ من المَوتِ،ولافرق بین التّرنُّم والتّفَجُّعِ إذا?انت عاقبة الحَیاة الفناء،أوتُبدَأُ بمایدلُّ علی عجزالإنسان أمام المَوت والأسف علیه. یبتَدِئُ ابوذؤیب الهذلي رثاءبنیه بقوله:
أمِنَ المَنونِ ورَیبِها تَتَوجّعُ
والدّهرُلیس بِمُعتِبٍ مَن یَجزَعُ
والنّابغةالذبیاني رثاء أخیه بقوله:
لایهنئ الناسَ ما یَرعون مِن ?لأٍ
وما یَسُوقُونَ مِن أهلٍ ومِن مالٍ
وابوالعلاء المَعرّي رثاءَه المَشهورللفقیه الحنفي بمایلي:
غَیرُمُجدٍ في مِلَّتي واعتقادي
نَوحُ با?ٍ ولا تَرنُّم شادِي
تدورالقصیدة الرّثائیة من جهة المعنی علی الحزن والب?اء، الثَّناءعلی المیّت والدُّعاءله، الآراءوالخواطرالمسلیّة،والدعوة إلی التصبّر.وذ?روافي الثّناءعلی المیّت أن ی?ون بالفضائل النّفسیِة،?مااشترطواذل? في المدح،ولهذایَعُد « ّقدامة » من المراثي المختارة قول ?َعب بن سعدالغَنوي في رثاء أخیه:
لَعمري لَئن ?انت أصابَت مُصیبةٌ
أخي،والمَنایاللرِّجالِ شَعُوبُ
لقدعَجَمَت منّي الحَوادثُ ماجداً
عروفاً لِرَیب الدّهرِحین یُریبُ
وقَد ?ان أمّا حِلمُه فَمُرَوَّحٌ
علینا، وأمّاجَهلُه فَغَریبُ
أخي ما أخي؟لافاحِشٌ عِندَبَیتِه
ولاوَرَع،عِندَاللقاء هَبوبُ
فیقول قدامة: فقد أُتِيَ في هذه الأبیات بماوجب أن یُؤتَی به في المراثي؛ إذ أصاب المعنی وجرت علی الواجب.أمّافيالبیت الأوّل فذ?رمایَدلّ علی الشِّعرمرثیة لهال? لامدیح لباق،وأمّافي الأبیات الأُخرفذ?رالأربع التي هي:العقل والشجاعة والعِفّة والحلم.ثُمّ أفتن ?عب في هذه المرثیةبعدذل? وزادفي وصف بعض الفضائل مالَم یخرج به عن استقامة.
وأمّاحسن المراثي من ناحیة موسیقی ال?لمات ف?ان الأنسب بهاأن ت?ون إیقاعات ال?لمات مدیدة وطول النَّفس فیهاطویلاً،حتّی یتنفّس الراثي عن زَفَراته،ویُخَفِّفَ عن آهاته ولنا عودة..............
| |
|
| |
Arwa Alshoaibi مشرفـة عـامـة
كيف تعرفت علينا : ............ الكــلــيــة : ........ القسم ( التخصص ) : ....... السنة الدراسية (المستوى الدراسي) : ....... الجنس : عدد الرسائل : 12959 العمر : 35 الدوله : بعيييييييييييييييييييييييييييييد العمل/الترفيه : القراءه والاطلاع على كل جديد المزاج : متقلب المزاج نقاط : 18850 تاريخ التسجيل : 16/04/2010 : :قائمة الأوسمة : :
بطاقة الشخصية التقييم: 10
| موضوع: رد: أغراض الشعر العربي:(3) الرثاء................ الأربعاء فبراير 29, 2012 1:34 am | |
| الرثاء فى العصر الجاهلى....... يعتبر العصر الجاهلي من أغنى العصور الأدبية عند العرب شعراً. فله أثر كبيرفي هيكلية الشعر في العصور التالية له شكلاًومضموناً. أمّا من حيث الشكل فنسج للشعر العربي نسيجاً شكلياً خاصاً فرض نفسه على عاطفة الشاعر العربي طوال القرون المتمادية وشكّلت فيه ذائقة شعرية رافضة لغيرها من أشكال البيان العاطفي. فاحتبس الشاعر الجاهلي في ذائقته المفروضة عليه.فلم يستطع الخروج عليها فأصبح الشكل ميزاناً لتمييز جيّد الشعرمن رديئه وقبيحه. ثمّ أتى فيما بعدجيل من الدارسين بينهم خليل بن أحمد الفراهيدي كشف الأوزان العروضيّة التي عرفت فيما بعد بالأوزان الفراهيدي فالأبيات بموسيقاهاالخاصةتتصل بعضها بالبعض بموسيقى آخرىجانبية تشكّلـها القافية التي تتميز بها كل قصيدة من أخرى بل تسمّى كلّ قصيدة بحرفها الأخيرة.امّا من حيث المضمون فكان الشاعرالجاهي يبدأ قصيدته بذكر الحبيب ومنزله ووصف آثاره وصفاً دقيقاً،ثمّ يخلص إلى وصف ناقته التي تنجيه من أحزانه وآلامه. فيصورها للقارئ أرجلها وأيديها وضمور بطنها وصلابة فقراتهاوإستطالة وجهها وكثرة أسفارها. ثمّ يعرض غرضه الرئيس في القصيدة.
والشاعر كما قيل هولسان قومه وقبيلته يوذّع مناقبها يدافع حريمها مادحاً أبطالها يهجوأعداءها يرثي موتاها وقتلاها يفخر بمناقبها، فيرفع شأن من يريد ويخفض بمنزلة من يعارضه.كما أنّه هوالذي يشجّع الأبطال للقتال ويقوّيهم بأبياته ويهزم الأعداء بتمزيق شوكتهم.فهوراية القبيلة وسيفها القاطع.
والرثاء هي من الأغراض الرئيسة التي تناولها الشاعر الجاهلي. فهوعند الرثاء إمّا يبدأ القصيدة بمنهـج الجاهلي المعروف وإمّا يباشر فيها بالرثاء لطغيان عواطفه وتسليمه أمام مشاعره دون مراعاة للأسلوب السائد على القصيدة آنذاك. إذن دراسة الرثاء كغرض من الأغراض الأصلية للشعرالجاهلي هي دراسة توضّح البيئة الجاهلية وتبيّن منهج الشاعروتبرز أنواع الرثاء والمرثيين والصفات ممدوحة بها. ونحن في هذا المجال ندرس هذا الغرض دراسةإجمالية يشمل عدداًمن الشعراء الجاهليين كلبيد بن ربيعة،ودريد بن الصمة، ومن الشواعر الخنساء وسعدى بنت الشمردل وغيرهم من الشعراء.
الرِّثاء لغة من رَثَی ؛رَثْياً ورثاءًورثايةً ومرثاةً ومرثيةً،ورثى الميّت أي ب?اه بعد موته وعدّد محاسنه.واصطلاحاً «هوب?اءالميّت والتّفجع عليه وإظهار اللّوعه لفراقه والحزن لموته وعدّ خلاله ال?ريمة ». وهوعندعرب البادية «?ان تشييع الميّّت بمشي الأقارب خلف الجنازة حفاة وبحلّ النساء شعور هنّ وتلطيخ رﺅوسهنّ بالرّماد وقد يحلق النّساء رﺅوسهنَّ حزناً علی الميّّت ». امّا الرثاء في الأدب فهو" الشعر الذي يعبّر فيها الشاعر عن الحزن واللوعة، الّتي تنتابه لغياب عزيز فجع بفقده، بتعداد مناقبه والإشاده بمآثره والتوجع عليه، وتتردد في الرثاء صولة الموت وسلطان الفناء، ويتضمن ابياتاً حكمية تدعوالى الإعتبار والزهد.
والشّاعرالجاهلي ?ان يتّبع في رثائه المنهج الشعري الجاهلي المعروف أحياناً ويدخل في الرّثاء مباشرة أحيانا أخری.ففي اتّباعه المنهج الشعري الجاهلي ?ان يقف علی الأطلال وبقايا منزل الحبيب. فيب?ي ويسائل الأشياء عن حبيبه. ثمَّ ل?ي ينسی ألمه ينتقل إلی الصّحرا ء بالرّ?وب علی جمل قويّ سريع يشبه حمار الوحش. فيصف ما تقع عليه عيناه. ثمّ يدخل في الرّثاء. وهذه طريقة نجدها في قصيدة للنّابغة الذّبياني في رثائه النّعمان الغساني ومستهلّها:
دَعا?َ الهَوی وَ اسْتَجْهَلَتْ?َ المَنازِلُ وَ?َيْفَ تَصابي المرءِ و َالشَّيبُ شامِلُ؟ وقَفْتُ بِرَبْعِ الدّار ِ، قَدْ غَيَّر البِلی مَعارِفَها ، وَ السّاريات الهَواطِلُ والغالب أنّه ?ان يدخل الرّثاء مباشرة لحزنه الشّديد وللتّموّجات العاطفيّة الحادّة في نفسه ممّا ?انتْ تضيق عليه المجال علی متابعة المنهج المعروف. فتجري الكلمات في مجرى عاطفي حزين فيستهلّ رثاءه بما يظهر من حزنه، فيزيده ذكر المرثي حزناً على حزنه ودموعاً على دموعه، فتطول له الليالي، فيصرخ الشاعر بتفجّعه في مستهل القصيدة ?ما يقول المهلهل:
أهاج قَذَاءَ عيني الاذّ?ارُ هدوءًا فَالدّمُوعُ لها انحِدارُ هدوءًا فَالدّمُوعُ لها انحِدارُ كأنّ الليل ليس له نهار
و?ما يقول المهلهل : ?ُلَيبُ لا خيرَ في الدنّيا ومَنْ فيها إنْ أنتَ خلّيتَها في مَنْ يُخَلّيها إلّا أنّ العاطفة كما مضى تسود على الشاعرأحياناً.فهويبدأ القصيدة بعتاب من يعاذله،فلا يستطيع الصبرعلى اللائم. فيعظّم شأن المرثي. فعلى سبيل المثال يقول دريد بن الصمة مخاطباً من يلومه في رثاء أخيه:
أعاذلتي كلّ امرء وابن إمّه متاع كزاد الراكب المتزوّد أعاذل إنّ الرزء في مثل خالدٍ ولا رزء في ما أهلك المرءعن يد
فيواصل العتاب ثمّ يعدّد مناقب المرثي حتى ينتقل إلى أبيات يصوّرفيها عاطفته الجيّاشة قبال أخيه قائلاً:
تنادوا وقالوا أردَت الخيل فارساً فقلت : أعـبد اللّه ذلـك الـردي فجئتُ إليـه والرماح تنوشـه كوقع الصياصي في النسيج الممدّد وكنت كذاك البوّ وريعت فأقبلت إلى جَلَد من مسـك سقـبٍ مقدّد فطاعنت عنه الخيل حتّى تنفّست وحتّى علاني حالك اللـون أسود
كما أنّ الشاعر يرى قتل المرثي ظلماً وجناية لايدرك كنهها،فيعدد مناقب المرثي ثمّ يهدّدالقتلة مثل ما نجده في قول المهلهل:
قل لبنــي ذهلٍ يردّونه أويصبروا للصّيلم الخنفقيق فقد تروّوا من دم محـرّمٍ وانتهكوا حرمته من عقوق
أمّا أسلوب الشاعر الجاهلي فهويتنقّل بين النداء والإستثناء والتكرار والإستفهام. فيستخدم الشاعر النداء أحياناً لبيلن حزنه وألمه كما نراه في قول لبيد حيث يقول: يا عينِ هلّا بكيت أربد إذ قمنا وقام الخصوم في كبد يا عينِ هلّا بكيت أربد إذ ألوت رياح الشتاء بالعضد كذلك يأتي النداء لعتاب اللائم ولبيان مكانة المرثي وتعظيمه والمبالغة في شدة ما أصاب الشاعر مثل ما مضى من قول دريد إبن الصمة في رثاء أخيه :
أعاذلتي كلّ امرء وابن إمّه متاع كزاد الراكب المتزوّد
وربّما يستخدم النداء لتهديد القاتل كما يخاطب المهلهل قاتل أخيه قائلاً: يا أيّها الجاني على قومه جناية ليس لها بالمطيق فإنّ إستخدام النداء كما ترى في المثالين السابقين يعطي للشعر حيويّة تجرّ القارئ ليواسي الشاعر في مصيبته ويشاركه في أحزأنه وآلامه لإلقاءالوحدة الزمانية بين الشاعر ومخاطبيه للشعور بأنّ المنادى حاضر في مرأى القارئ. إضافة إلى ما مضى فإنّ الشاعر يستخدم النّداء أحياناً لإستحضار الغائب والإلتذاذ بذكر المرثي، فيخاطب الميت أوالمقتول فكأنّه حاضر أمامه ويناديه ويستلذّ بتخاطبه. فالأبيات التالية من المهلهل يزيدك شعوراً بصراخ الشاعر حزناً لإستحضار أخيه المقتول والإلتذاذ بإسمه حيث قول:
دعوتك يا كليب فلم تجبني وكيف يجيبني البلد القفار؟ أجبني يا كليب خلاك ذمّ ضنينات النفوس لها مزار؟ أجبني يا كليب خلاك ذمّ لقد فجعت بفارسها نزار
فمناداة الشاعر المرثي مرّتين بعد فعلين أمرين يخاطب بهما إجابة أخيه مطالبة المسترحم الملحّ توضّح عاطفته الفائرة التي تغلّب عليه فخضع الراثي لها خضوعاً لا بدّ منه. كذلك يشعر القارئ بآهات الشاعروعاطفته الحزينة عندما ينادي المرثيّ الغائب الحاضر في قلبه كما ترى في الأبيات التالية:
كليب لا خير في الدنيا ومن فيها إن أنت خلّيتها في من يخلّيه كليب أيّ فتي عزّ ومكرمة كليب أيّ فتي عزّ ومكرمة إضافة إلى أسلوب النّداء فالشاعر يستخدم أسلوب الإستثناء للتأكيد أوالحصر. فالإثبات بعد النفي في الإستثناء يقرّرالصفة أوالموصوف في نفس السامع إلى جانب ما فيه من التأكيد. والذي يزيد المعنى تقريراً في النفوس هوالتكرار لأسلوب واحدٍ كما يلي:
ما النّاس إلّا الدّيار وأهلها بها يوم حلّوها وغدواً بلاقع وما المرء ألّا كالشهاب وضوئه يحور رماداً بعد إذ هوساطع وما البرّ إلّا مضمرات من التّقى وماالمال إلّا معمرات ودائع وما المال والأهلون إلّا وديعة ولا بدّ يوماً أن تردّ الودائع وما النّاس إلّا عاملان فعاملٌ يتبّر ما تبني و آخر رافع والتكرار يقع أحياناً في النّداء كما رأيت في الأمثلة الواردة سابقة كما يقع في ذكر إسم المرثي تعظيماً له وحسرة لفقدانه :
على أن ليس عدلاً من كليب إذا خاف المغار من المغير على أن ليس عدلاً من كليبٍ إذا طرد اليتيم عن الجزور على أن ليس عدلاً من كليبٍ إذا ما ضيم جار المستجير ويقال أنّ الشطر الأوّل يتكرّر عشرين مرّة ممّا يدلّ على خضوع الشاعر لغليان عاطفته وعلى الإشارة إلى أنّ المرثي لا يقارن به أحد شأناً ومنزلة.
كما يأتي الشاعر بالإستفهام لبيان شدّة تفجّعه بفراق المرثي ومبالغته في ذكرمناقبه كما نجد في البيتين التاليين للمهلهل حيث يقول : أ تغدويا كليب معي إذ ما جبان القوم أنجاه الفرار ؟ أ تغدويا كليب معي إذ ما حلوق القوم يشحذهاالشّفار ؟
فيشكوالشاعر من غربته بعد المرثي، فيجمع بين إستفهام ونداء وطباق ليجمع بين عذاب الفراق وإلتذاذ بذكره واستحضاره وشجاعته ولتأكيد ألمه وحسرته له. كذلك إنّ الإستفهام يستخدم لتقرير أنّ العمر يمرّ وينتهي إلى النّقصان والضعف ولبيان أنّ الموت شامل لا مفرّ منه وهذه لتعميم المصيبة وتنفيس المصاب وارتياحه كما يقول لبيد في رثاء أربد:
أليس ورائي إن تراخت منيّتي لزوم العصا تحني عليه الأصابع ويقول أيضاً: أتجزع ممّاأحدث الدّهر بالفتى وأيّ كريم لم تصبه القوارع و?ان الشّاعر الجاهلي في رثائه يصف المرثیّ بجميع الصّفات الفاضلة ويخلع عنه ما يعيبه من الصّفات. يقول في ذل? بطرس البستاني : « هم يصفون الميّت بجميع الفضائل الّتی يفاخرون ويمدحون بها ». فنجد لبيد بن ربيعة يقول في أخيه أربد راثياً:
أشْجَعُ مِنْ لَيثِ غَابةٍ لَحِمٍ ذُونَهْمَةٍ في العُلاوَ مُنْتَقَد و?ذل? قوله : حُلوًّ ?ريمٌ وَ في حَلاوَتِهِ مُرٌ لطيفُ الأَحْشاءِ وَ ال?َبَدِ
ف?ما تشاهد أنّ الشاعر يصف المرثيّ بالشَّجاعة والآمال البعيدة العاليه وحُسن الخُلق وبأَنّه م?رم أصدقائِه ومخوّف أعدائه. والشاعر الجاهلي يصف المرثي بصفات أخری ?الحلمِ والهيبة:
حَليمٌ إذا ما الحِلْمُ زَيَّنَ أهلَهُ مع الحِلْم في عينِ العدوِِّ مَهيبُ والمرثي عند الشاعر الجاهلي نحيل الجسم مندرس الثّوب لا من فقر ؛ لأنّه في سعة العيش بل من رجحانه الآخرين علی نفسه، فهوزاهد جواد في فقره وبؤسه لا في الغنی فقط. ?ما يقول دريد بن الصِّمة:
تَراه خَميصَ البَطْنِ وَ الزّادُ حاضرٌ عتيدُ ويَغْدُوفي القَميصِ المقَدَّدِ وإنْ مَسَّهُ الإقواءُ والجهدُ، زادَه سَماحَاً وَ إتْلافاً لِما ?انَ في اليَدِ
?ما يصف الشاعر الجاهلي المرثيَّ بأنّه لم ي?تسب الفضائل طوال حياته، بل هي طبيعة لمرثيّه:
الحزمُ وَالعَزمُ ?انا مِن طَبائِعِه ما ?لُّ آلائِهِ يا قومُ أُحصيها ويعدّ الشاعر فضائل المرثي ويتذ?ّره،فلايقدرأن ينام: أ ليلتَنا بِذي حُسْمٍ أَنَيري إِذاأنتِ انْقَضَيْت فَلا تَحوري فثثقل عليه هذه المصيبة،فلا يستطیيع أن ينساه،فيب?ي حتّی تأتيه المنيّة ?ماتقول الخنساءفي رثاء أخيها صخر:
فَلا وَاللهِ لا أَنْسا?َ حتَّی أُفارِقَ مُهْجَتي وَيشقَّ رَمْسي وتقول: وَسَوفَ أَب?ي?َ ماناحَتْ مَُطَوَّقَةٌ وماأََضاءَ تْ نُجُوم اللَّيلِ للسّاري فلا تقدرأن تتحمّل فراق أخيها المتخلّق بالأخلاق ال?ريمة والفضائل العاليه الّتی مدحته بها،فموته أعظم مصيبة راها الإنس والجنّ: فَلَمْ أَرَمِثْلَهُ رُزْءً لجِنٍّ ولَمْ أَرَمِثْلَهُ رزءً لإنْسِ
ولم تكن الخنساء هي الوحيدة في رثاء أقربائها. فنجد غيرها من الشواعر اللاتي فجعن بموت أخوتهنّ وآبائهن فرثينهم، كرثاء سعدى بنت الشّمردل الجهينة لأخيها في قولها:
أ من الحوادث والمنون أروَّعُ وأبيت ليلي كلّه لا أهجعُ وأبيت مخلية أبكّي أسعداً ولمثله تبكي العيون وتهمع إنّ الحوادث والمنون كليهما لا يعتبان ولوبكى من يجزع فحزن الشاعر الجاهلي بعد ممات المرثي يجعله أن لا يری خيراً في الحياة بعده ويدعوألّا تطول حياته :
فإنْْ تَحْیَ، لا أَمْلَلْ حياتي وإنْ تَمُتْ فما في حياةٍ بعدَ مَوتِ?َ طائِلُ ويصف الشاعر الجاهلي قومه بالعزّ وعدم الخضوع أمام الظّلم. وأحياناً يسيطر عليه العصبية الجاهلية، فيرى الإغماض عن الأخذ بالثأر ذلّاً لقومه فيحرّض بذل? قومه :
أقولُ لتغلبٍ والعزّ فيها أََثيروها، لذلِ?ُمُ إنْتصارُ ويهدّد احياناً قوم القاتل ويريد منهم تسليم القاتل إليهم. فإن لم يفعلوا ذل? لا بّدَ من القتال بينهم. ?ما أنّه يری أنفسهم مستحقّين للموت لولم يأخذ واثأر المقتول منهم :
قُلْ لبني ذُهْلٍ :یيردّونَه أويَصبِروا للصَّيْلَمِ الخَنْفَقيقْ إنْ نَحْنُ لَمْ نَثْأَرْ به فَاشحَذُوا شفارَ?م مِنّا لحزِّ الحُلُوقْ غَداً نُساقي- فَاعْلَموا –بَيننا أَرْماحنَا مِنْ قاِني ءٍ و?الرَّحيقْ
وبعد أنْ يحزن الشّاعر الجاهلِِي لموت المرثيّ ويهدّد قاتليه فيتعهّد ألاّ ينتقل إلی المللّذات والغانيات والخمر وَأنْ لايَخلع درعَه وسيفَه حتّی يأخُذ ثأرَه، ?ما يقول المهلهل:
خُذْ العهدَ الأَ?يدَ عليَّ عمري بِتَر?ي ?لَّ ماحَوَتِ الدِّيارُ وَهِجريَ الغانياتِ وَشُربَ ?أسٍ وَ لُبسْي جبّةً لا تُسْتَعارُ ولستُ بِخالعٍ دِرعي وسَيفي إلی أنْ ييخْلَعَ الليلَ النَّهارُ ثم إنّ النظرة العابرة إلى ما وصل إلينا من الرثاء توضّح لنا أنّ الرثاء هومحطّ الحكمة العقلية حيناً والعاطفة الجيّاشة حيناً آخر، كما نجد أحياناً أنّ العاطفة تتخلّل الحكمة فتمزج الصلابة بالرقّة. فالشاعر إذا كان ذا شخصيّة متأمّلة في الحياة يغلب عليه العقل فيبرّر الشاعر المصيبة بتجاريبه وتأمّلاته العقلية ممّا يجعل شعره بعيداً عن العواطف أو ينقص مكانتها خلال الأبيات. فيتحدّث الشاعر عن الحياة وما فيها من فقر وغنى وجزع وفرح وخسران وربح وشيب وشباب وعجز وقوّة. فلا يتكلّم عن شئٍ إلا ويأتي بضدّه تنفيساً لما أصابه وخلاصاً منه وتسهيلاً لمواصلة الحياة وهذه حكمة ناتجة من تخاطب الإنسان مع الطبيعة توجد فلسفة جديدة للحياة. ومن الشعراء الجاهليّن الذّين برزت الح?مة في رثائهم بروزاً واضحاً هولبيدبن ربيعة. فهوير?زّ جلّ عنايته علی إعطاء الاعتبارات العامّة. فيتحدّث عن التغيرّ والتَّحوّل في الدّنيا وعن أنّ سا?نيها جاؤوا قوماً بعد قوم حتّی استخلفنا هم :
وَمَا النّاسُ إلاّ ?َالدّيارِ وَأهلُها بِها يَومَ حلّوها وَ غدْواً بلاقِعُ وَيَمضُونَ أَرْسالاً وَنخلُف بعدهم وَ يَمضُونَ أَرْسالاً وَنخلُف بعدهم ويتذ?ّر المتوفّی ويذ?ر الموت بأنّه موعد ل?ل النّاس. فبعضهم ماتوا وبعضهم قريب من موتهم :
فلا تَبْعَدَنْ إنَّ المنيّةَ مَوْعدٌ عَلينا فَدانٍ للطّلوعِ وَطالِعُ
والشاعر الجاهلي يأتي بالحكمة في رثائه ليستخلص من همومه «إذا لم يجد سبيلاً إلی إدار? الثّأر، أوإذا أدر?ه، أوإذا ?ان المّیت قضی غير مقتول بمرض أوحادث طبيعيّ، فيعمد إلی تعزية نفسه بذ?ر مصائب الدهر وفلسفة الحياة والموت». [38]فيتحدّث عن الولادة والموت، ويراهما من طبيعة الحياة. ف?لّ ولادة يعقّبها موت لا مفرّ منه لأحد. فهويبرّز بهذا حوادث الدّنيا ومشاقها ليجعلها قابلة للتّحمل. فلذل? لا تفرحه طريفة ولا تؤلمه مصيبة: فَلا جَزِعٌ إنْ فَرَّقَ الدَّهرُ بَينَنا وَ ?لُّ يَوماً بِهِ الدَّهْرُ جازِعُ فَلا أَنا يَأْتيني طَريفُ بُفَرْحَةٍ وَلا أَنا لَمَّا أحْدَثَ الدَّهرُ جازِعُ إلی جانب رثاء الشاعر غيره «قد عرف الشّعراء الجاهليوّن ضرباً من رثاءِ الشاعر لنفسه عند ما يحسّ بدنوّ الموت، ?رثاء الممزق العبدي لنفسه وتصويره لطقوس الموت الّتي ستجري علی رفاته من ترجيل لشعره ودرج جثمانه في أَ?نافه، ثمَّ لحده حيث يقول:
هَلْ لِلْفَتی مِنْ بَناتِ الدَّهْرِمِن واقِ أَم هَلْ لَه مِن حِمامِ الموتِ مِنْ راقِ قد رجّلوني ومارُجِّلتُ مِن شَعَثٍ وَ ألبِسوني ثياباً غير أخلاقِ وَ أَرْسَلُوا فتيةً مِنْ خَيْرِِ همْ حَسَباً لِيَسْندوا في ضَريح التّربِ أطباقي
والشّاعر الجاهلي صادق العاطفة في رثائه. فحزنه الشّديد واضح من خلال أبياته خاصّةً إذا ?ان الرّثاء في أحد الأقرباء. ?ما نجده عندالمهلهل حيث يرثي أخاه ?ليباً:
أَبتْ عَينايَ بَعْدَ?َ أَنْ تَ?ُفّا ?َأَنَّ غَضَا القَتَادِ لَها شِفَارُ ?َأَنّي إذ نَعی النَّاعي ?ُلَيْباً تَطَايَر بَيْنَ جَنْبَيَّ الشَّرارُ فَدُرْتُ وَ قَدْعَشِيَ بَصَري عليه ?ما دارَت بِشارِبِها العُقَارُ سَأَلتُ الحَيَّ أَينَ دَفَنْتُمُوهُ فَقالُوا لي «بسَفحِ الحيِّ دارُ» فَسِرتُ إليه من بلدي حَثيثاً وَطارَ النَّومُ، وَامْتَنَعَ القَرارُ فإذا قرأت قصائده في رثاء أَخيه تجد أَنَّه يصوّر حزنه في تفجعّ شديد ?ما في القطعة السّابقة علينا،فتأبی عيناه من ألاّ تب?ي، فتذرف الدّموع ?أَنَّ شفارها غضا القتاد.وعند ما يسمع موت أخيه تطاير بين جنبيه الشّرار. فمن شدّة الحزن والب?اء لاينام، فيضطرب. وي?اد يفقد بصره.
ولا ش?ٍّ في أنّ العاطفة تضعف لو?ان المرثي من غيرأهل الشّاعر. فلا نجد حينئِذٍ التفجع في رثائه ?ما نجده عندرثاء أقربائه. يقول في ذل? بطرس البستاني:« إذا ابتعدت المراثي عن الأهل والأقرباء وخرجت إلی السادات والملو? الغرباء،?ان شأنهاشأن المدح التّ?سّبي، علی غیر آصرة صحيحة تربط الشاعر بالميّت إلاّ ذ?ر أياديه البيض عليه ?رثاء النّابغة للنّعمان الغساني حيث يقول:
يَقُول رِجالٌ يُف?رونَ خَليقَتي لعلّ زياداً ، لا أبال? ، غافلُ غفلتي أنّي إذا ما ذ?رتُه تحرّ? داءٌ في فؤادي داخلُ وإنّ تلادي إن ذ?رتُ وَشِ?ََّتي وَ مُهري وَ ما ضَمَّتْ لديََّ الأَنامِلُ حِباؤ?َ وَ العِيسُ العِتاقُ ?أنّها هجان المهی تُحدي عليها الرّحائلُ فلولا اقّترابه من النّعمان الغسّاني لش??نا في جعل شأن رثائه شأن الملاح التّ?سّبين – ?ما يقول البستاني- لقوله :« رجال ين?رون خليقتي. ..» الّذي يشيرإلی رغبته في رثاء النّعمان ولقوله :«إذا ماذ?رته تحرّ? داءٌ في فؤادي داخلُ» الّذي يدلّ علی حزنه وأئمه. ول?ن لا ?حزن المتفجّع لفقيده. والرّثاء ?غيره من الفنون الشّعرية الجاهلية مرآة صادقة للحياه الجاهليّة. فالشاعر الجاهلي يصف مرثيّه بالتّحلّي بالأخلاقيّات مثل الشجاعة والجود والحلم والزّهد وغيرها، وقد استشهدنا فيما سبق لهذه الصّفات بالشّواهد الشّعريّة. و?ذل? نجد في الّرثاء من عاداتهم امتناعَهم من شرب الخمر ومعاشرتهم الغانيات وابتعاد هم عن الملذّات عند موت أحدأقربائهم.
ونجدأيضاً في رثائهم أبياتاً تدلّ علی معرفتهم ببعض المعارف ?العيافة والعرافة والنّجوم، ?ما أتی به لبيد بن ربيعة في رثاء أربد: لَعَمْرُ?َ ماتَدري الضَّواربُ بِالحصی
وَلا زاجِرتُ الطَّيرِ ما اللَّهُ صانعُ سَلُوهُنَّ إِن ?ذَّ بتُمُوني مَتی الفَتـی يَذُوقُ المَنايا أَم مَتی الغَيثُ واقِع ?ما يقول: أخْشی علی أَرْبَدَ الحتوفَ وَلا أَرْهَبُ ذَوْءَ السِّما?ِ ولأَسدِ | |
|
| |
Arwa Alshoaibi مشرفـة عـامـة
كيف تعرفت علينا : ............ الكــلــيــة : ........ القسم ( التخصص ) : ....... السنة الدراسية (المستوى الدراسي) : ....... الجنس : عدد الرسائل : 12959 العمر : 35 الدوله : بعيييييييييييييييييييييييييييييد العمل/الترفيه : القراءه والاطلاع على كل جديد المزاج : متقلب المزاج نقاط : 18850 تاريخ التسجيل : 16/04/2010 : :قائمة الأوسمة : :
بطاقة الشخصية التقييم: 10
| موضوع: رد: أغراض الشعر العربي:(3) الرثاء................ الأربعاء فبراير 29, 2012 1:35 am | |
| ابرز شعراء الرثاء فى العصر الجاهلى وصدر الاسلام..... الخنساء
الخَنْسَاء تُمَاضِر بنت عمرو بن الحرْث " رضى الله عنها "صحابية وشاعرة مخضرمة, هي تماضر بنت عمرو بن الحرْث بن الشَرِّيد السُّلَمِيَّة، ولدت سنة 575 للميلاد ، لقبت بالخنساء لقصر أنفها وارتفاع أرنبتيه.كانت أصغر أخواتها صخر وعمرو وكانا أخويها من الأب , وكانت ذات شخصية قوية ومن ذلك أنها رفضت الزواج من دريد بن الصمة أحد حكماء العرب وأحد المعمرين تزوجت من ابن عمها رواحة بن عبد العزيز السلمي، إلا أنها لم تدم طويلا معه لأنه كان مقامرا ومتلافا لماله ومالها ثم أنجبت منه ولدا ،ثم تزوجت بعدها من ابن عمها مرداس بن أبي عامر السلمي ، وأنجبت منه أربعة أولاد، وهم يزيد ومعاوية وعمرو وعمرة. واختلف في سنة وفاتها ولكن الراجح أنه سنة 664 للميلاد.
كان أخوها صخرا كريما ومهابا في قومه وكان من أملح العرب وجها وسبب موته أنه غزا بني أسد فطعنه أبو ثور الأسدي فمرض منها عاماً ثم مات. وغلبت الخنساء على الشواعر من النساء فبرعت في الرثاء كما كان لها بعض الخطب القصار, قال عنها جرير: والله لأني أشعر الشعراء لولا هذه الخبيثة، أما بشار بن برد فقد قال : لم تقل امرأة قط شعراً إلا تبين الضعف في شعرها ، فسألوه وهل الخنساء كذلك ؟ فقال: الخنساء فوق الرجال، وقال المبرد: إن أعظم النساء في الشعر هما ليلى الأخيلية والخنساء السلمية . وكان يضرب للنابغة قبة من أدمٍ بسوق عكاظ، فتأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها. قال: وأول من أنشده الأعشى ثم حسان بن ثابت ثم أنشدته الشعراء، ثم أنشدته الخنساء بنت عمرو بن الشريد:
وإن صخراً لتأتم الهداة به كـأنه علم في رأسه نار
فقال: والله لولا أن أبا بصير " أبو بصير الأعشى ميمون بن قيس " سبقك ً لقلت إنك أشعر الجن والإنس. وقال حسان بن ثابت للخنساء يوما : أهجي قيس بن الخطيم؛ فقالت: لا أهجو أحداً أبداً حتى أراه. قال: فجاءته يوماً فوجدته في مشرقةٍ ملتفاً في كساء له، فنخسته برجلها وقالت: قم، فقام؛ فقالت: أدبر، فأدبر؛ ثم قالت: أقبل، فأقبل. قال: والله لكأنها تعترض عبداً تشتريه، ثم عاد إلى حاله نائماً؛ فقالت: والله لا أهجو هذا أبداً. ولما كانت وقعة بدر، قتل فيها عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة؛ فأقبلت هند بنت عتبة ترثيهم، وبلغها تسويم الخنساء هودجها في الموسم ومعاظمتها العرب بمصيبتها بأبيها عمرو بن الشريد وأخويها صخرٍ ومعاوية، وأنها جعلت تشهد الموسم وتبكيهم، وقد سومت هودجها براية، وأنها تقول: أنا أعظم العرب مصيبةً، وأن العرب قد عرفت لها بعض ذلك. فلما أصيبت هند بما أصيبت به وبلغها ذلك، قالت: أنا أعظم من الخنساء مصيبة ً، وأمرت بهودجها فسوم براية، وشهدت الموسم بعكاظ، وكانت سوقاً يجتمع فيها العرب، فقالت: اقرنوا جملي بجمل الخنساء، ففعلوا. فلما أن دنت منها، قالت لها الخنساء: من أنت يا أخيّة؟ قالت: أنا هند بنت عتبة أعظم العرب مصيبةً، وقد بلغني أنك تعاظمين العرب بمصيبتك، فبم تعاظمينهم؟ فقالت الخنساء: بعمرو بن الشريد، وصخرٍ ومعاوية ابني عمرو، وبم تعاظمينهم أنت؟ قالت: بأبي عتبة بن ربيعة، وعمي شيبة بن ربيعة، وأخي الوليد. قالت الخنساء: أو سواءٌ هم عندك .
ثم أنشدت تقول:
أبـكـي أبـي عـمراً بعينٍ غزيرةٍ فـلـيـلٌ إذا نام الخلي هجودهـا وصـنـوي لا أنـسى معاوية الذي لـه مـن سـراة الـحرتين وفودها وصخراً، ومن ذا مثل صخرٍ إذا غدا بـساهمة الآطال قـبـاً يقـودهـا فذلك يا هند الرزية فـاعـلـمـي ونيران حربٍ حين شب وقـودهـا
فقالت هندٌ تجيبها:
أبكي عميد الأبطحين كلـيهـمـا وحاميهما من كل بـاغٍ يريدهـا أبي عتبة الخيرات ويحك فاعلمي وشيبة والحامي الذمار ولـيدهـا أولئك آل المجد من آل غـالـبٍ وفي العز منها حين ينمي عديدها
وهاجرت الخنساء إلى المدينة المنورة وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم وأعلنت إسلامها, وقدم عليها الفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- في موسم من مواسم الحج وقد نهاها عن كثرة رثائها فقال لها اتعب عينيك هكذا ؟ قالت بكائي على رجالات مضر في الجاهلية . فقال إنهم في النار، فقالت : أبكيهم أكثر بعد الإسلام لما ماتوا عليه من الضلال ، قال : صدقت يا بنت عمرو. وخرجت الخنساء في كثير من الغزوات وحرضت الخنساء أبناءها الأربعة على الجهاد وقد رافقتهم مع الجيش زمن عمر بن الخطاب، وهي تقول لهم : "يا بني إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين ، ووالله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم ، ولا فضحت خالكم ، ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم ، وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول الله عز وجل: " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون "
فإذا أصبحتم غدا إن شاء الله سالمين فأعدوا على قتال عدوكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها، واضطرمت لظى على سياقها، وجللت نارا على أوراقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها عند احتدام حميسها تظفروا بالغنم والكرامة في الخلد والمقامة" فاستشهدوا جميعا في موقعة القادسية وعندما بلغ الخنساء خبر وفاة أبنائها لم تجزع ولم تبك ، ولكنها صبرت، فقالت قولتها المشهورة: الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته.
نماذج من شعرها
كان جل شعرها في الرثاء فلم تبك امرأة على أهلها شعرا كما فعلت وذلك أنهم ماتوا في شرخ الشباب مقتولين في الحرب وكان بين مقتل عمرو وصخر عام واحد فحُق لها أن تتفجع على أهلها, وقتل معاوية على يد هاشم ودريد ابنا حرملة يوم حوزة الأول سنة 612 م، فحرضت الخنساء أخاها صخر بالأخذ بثأر أخيه ، فقام إليهم صخر وكان في الأشهر الحرم فقال لبني حرملة : أيكم قاتل أخي فقال له أحد ابني حرملة : استطردت له فطعنني هذه الطعنة وحمل عليه أخي فقتله فأينا قتلت فهو ثأرك . أما إنا لم نسلب أخاك. قال : فما فعلت فرسه السُّمَّى ؟ قال : هي تلك. فأخذها وانصرف.وقيل لصخر : ألا تهجوهم؟ فقال ما بيني وبينهم أقذع من الهجاء وأنا أصون لساني عن الخنى . ثم خاف أن يُظَن به عيُّ فقال :
وعـاذلـة هـبت على تلومني ألا لا تـلوميني كفى اللوم ما بيا تـقـول ألا تهجو فوارس هاشم ومـا لـي أهـجـوهم ثم ماليا أبى الذم أني قد أصابوا كريمتي وأن ليس إهداء الخنى من شماليا
فلما انقضت الأشهر الحرم جمع لهم , فنظرت غطفان إلى خيله وقد حمم غرة السمى فقتل دريد بن حرملة ثم غزا صخر بعد ذلك بني أسد بن خزيمة فأوقعوا به وانفض عنه أصحابه فواجههم وحده فطعن في جنبه و ولبث الجرح سنة كاملة، فسمع سائلا يقول لامرأته : كيف صخر؟ فقالت " لا ميت فينعى ولا حي فيرجى " فعلم أنها قد برمت منه ورأى تحرق أمه عليه فقال :
أرى أم صخر لا تمل عيادتي وملت سليمى مضجعي ومكاني فـأي امـرئ ساوى بأم حليلة فلا عاش إلا في شقى وهوان
فعلق امرأته في عمود الخباء حتى ماتت ويئس من نفسه فقطع ما نتأ من جرحه فقال:
أجارتنا إن الخطوب تنوب وإنـي مقيم ما أقام عسيب أجـارتنا إنا غريبان ههنا وكل غريب للغريب نسيب
فما لبث أن مات من ساعته فبكت عليه الخنساء قبل الإسلام وبعده حتى عميت .
ومنه قولها فيه :
قَـذىً بِـعَـيـنِكِ أَم بِالعَينِ عُوّارُ أَم ذَرَفَـت إِذ خَلَت مِن أَهلِها الدارُ تَبكي لِصَخرٍ هِيَ العَبرى وَقَد وَلَهَت وَدونَـهُ مِـن جَـديدِ التُربِ أَستارُ وَإِنَّ صَـخـراً لَـوالِـينا وَسَيِّدُنا وَإِنَّ صَـخـراً إِذا نَـشـتو لَنَحّارُ وَإِنَّ صَـخـراً لَـمِقدامٌ إِذا رَكِبوا وَإِنَّ صَـخـراً إِذا جـاعوا لَعَقّارُ وَإِنَّ صَـخـراً لَـتَـأتَمَّ الهُداةُ بِهِ كَـأَنَّـهُ عَـلَـمٌ فـي رَأسِـهِ نارُ
أَعَـيـنَيَّ جودا وَلا تَجمُدا أَلا تَـبكِيانِ لِصَخرِ النَدى أَلا تَبكِيانِ الجَريءَ الجَميلَ أَلا تَـبـكِيانِ الفَتى السَيِّدا يُـكَـلِّـفُهُ القَومُ ما عالُهُم وَإِن كـانَ أَصغَرَهُم مَولِدا طَويلَ النِجادِ رَفيعَ العِمادِ سـادَ عَـشـيرَتَهُ أَمرَدا وَإِن ذُكِـرَ الـمَجدُ أَلفَيتَهُ تَـأَزَّرَ بِـالمَجدِ ثُمَّ اِرتَدى
وقالت في معاوية أخيها وكان كثير المال ويعطيها فيضيعه زوجها رواحة بن عبد العزيز السلمي فلم يزل يعطيها حتى قتله بنو مرة. فقالت فيه :
أَلا لا أَرى في الناسِ مِثلَ مُعاوِيَه إِذا طَـرَقَت إِحدى اللَيالي بِداهِيَه أَلا لا أَرى كَالفارِسِ الوَردِ فارِساً إِذا مـا عَـلَـتهُ جُرأَةٌ وَعَلانِيَه وَكـانَ لِزازَ الحَربِ عِندَ شُبوبِها إِذا شَمَّرَت عَن ساقِها وَهيَ ذاكِيَه بَـلَـينا وَما تَبلى تِعارٌ وَما تُرى عَـلـى حَدَثِ الأَيّامِ إِلّا كَما هِيَه فَـأَقسَمتُ لا يَنفَكُّ دَمعي وَعَولَتي عَـلَيكَ بِحُزنٍ ما دَعا اللَهَ داعِيَه
وقيل للخنساء : صفي لنا أخويك صخراً ومعاوية ! فقالت : كان صخر والله جنت الزمان الأغبر وذعاف الخميس الأحمر ، وكان معاوية القائل الفاعل ، قيل لها: فأيهما أسمى وأفخر ؟ قالت : أما صخر فحر الشتاء ، وأما معاوية فبرد الهواء وقيل لها فأيهما أوجع وأفجع ؟ قالت : أما صخر فجمر الكبد وأما معاوية فسقام الجسد . وأنشأت تقول:
أَسَـدانِ مُـحـمَرّا المَخالِبِ نَجدَةً بَحرانِ في الزَمَنِ الغَضوبِ الأَنمَرِ قَـمَـرانِ في النادي رَفيعا مَحتِدٍ فـي الـمَجدِ فَرعا سُؤدُدٍ مُتَخَيَّرِ | |
|
| |
Arwa Alshoaibi مشرفـة عـامـة
كيف تعرفت علينا : ............ الكــلــيــة : ........ القسم ( التخصص ) : ....... السنة الدراسية (المستوى الدراسي) : ....... الجنس : عدد الرسائل : 12959 العمر : 35 الدوله : بعيييييييييييييييييييييييييييييد العمل/الترفيه : القراءه والاطلاع على كل جديد المزاج : متقلب المزاج نقاط : 18850 تاريخ التسجيل : 16/04/2010 : :قائمة الأوسمة : :
بطاقة الشخصية التقييم: 10
| موضوع: رد: أغراض الشعر العربي:(3) الرثاء................ الأربعاء فبراير 29, 2012 1:37 am | |
| الرثاء فى العصر الأموي...... وهو فن استمر فيه شعراء صدر الإسلام والعصر الأموي على ما كان معروفا عند الجاهليين ، فندبوا وأنّبوهم وعزّوا أحياءهم وإن تغيرت مناقب التأبين وتبدلت شمائلها فأصبح المرثي يتصف بالتقوى والإيمان والخير والبر والرحمة والهداية والطهر ومن ذلك رثاء حسان بن ثابت للرسول عليه السلام :
بالله ما حملت أنثــى ولا وضعت مثل النبي رسول الرحمة الهادي
ولا مشى فوق ظهر الأرض من أحد أوفــى بذمــة جاد أو بميعـــاد
مـن الـذي كان نـورا يستضاء به مبارك الأمر ذا حـزم و إرشاد
ومن ذلك رثاء الشماخ بن ضرار الغطفاني لعمر بن الخطاب بعد أن طعنه أبو لؤلؤة المجوسي :
جزى الله خيرا من أمير وباركت عد الله فـي ذاك الأديم الممزق
فمن يجر أو يركب جناحي نعامة ليدرك ما قدّمت بالأمس يسبق
قضيت أمورا ثم غادرت مثلها بوائح فــي أكمامها لـم تفتق
ومن ذلك رثاء متممبن نويرة لأخيه مالك الذي استشهد في حروب الردة :
لقد لامني عند القبور على البكا رفيقي لتذراف الدموع السوافك
فقال : أتبكي كل قبـر رأيته لقبر ثوى بين اللوى فالدوالك
فقلت له : إن الشجا يبعث الشجا فدعني فهذا كلّه قبـــــر مالك
وقد يتناول الرثاء زوجة محببة لدى الشاعر تمنعه العادات أن يزور قبرها فيقول :
لولا الحياء لهاجني استعبار ولزرت قبرك والحبيب يزار
ولهت قلبي إذ علتني كبرة وذوو التمائم من بنيك صغار
صلى الملائكة الذين تخيروا والصالحون عليك والأبرار
أما رثاء الخوارج فيصف مناقب العُباد من قيام الليل وصيام النهار ، يقول عمر بن الحصين راثيا عبد الله بن يحي وأبا حمزة الخارجي :
كم من أخ لك قد فجعت به قوّام ليلته إلــى الفجـــر
متأوه يتلــو قو ارع مــن آي القرآن مفرّع الصــدر
وأبرز ما يقع عليه المرء من الرثاء ، رثاء مالك لنفسه قبل أن يموت :
فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا برابيـــــة إنـــي مقيــم ، ليا ليا
خذاني فجرّاني ببرد إليكمـــــــــا فقــد كنت قبل اليوم صعبا قياديا
تذكرت مـن يبكي عليّ فلــم أجـــد سوى السيف والرمح الرديني باكيا | |
|
| |
Arwa Alshoaibi مشرفـة عـامـة
كيف تعرفت علينا : ............ الكــلــيــة : ........ القسم ( التخصص ) : ....... السنة الدراسية (المستوى الدراسي) : ....... الجنس : عدد الرسائل : 12959 العمر : 35 الدوله : بعيييييييييييييييييييييييييييييد العمل/الترفيه : القراءه والاطلاع على كل جديد المزاج : متقلب المزاج نقاط : 18850 تاريخ التسجيل : 16/04/2010 : :قائمة الأوسمة : :
بطاقة الشخصية التقييم: 10
| موضوع: رد: أغراض الشعر العربي:(3) الرثاء................ الأربعاء فبراير 29, 2012 1:38 am | |
| وعندما نتحدث عن ابرز شعراء الرثاء فى العصر الأموي نجد ايضا ان اقدامنا تدفعنا دفعا نحو جرير........ نعم جرير مرة ثانية......ذلك المبدع الرهيب........ ومن المفارقات ان ابرز قصائد جرير فى الرثاء كانت فى الفرزدق خصمه اللدود فى شعر الهجاء!!!!!!!!!!!!!! اما اكثر مرثيات جرير تأثيرا كانت فى رثاء زوجته..........
قصيده جرير فى رثاء الفرزدق
لعمرِي لقد أشجـى تميمـاً وهدّهـا على نكبات الدهرِ موتُ الفـرزدق ِ عشيـة راحـوا للفـراق بنعشـه إلى جَدَثٍ في هوّة الأرضِ مُعمَـق ِ لقد غادروا في اللحد من كان ينتمي إِلى كلّ نجمٍ فـي سمـاء مُحَلـق ِ ثوى حامِلُ الأثقالِ عن كـلّ مغـرمٍ ودامغ ُ شيطانِ الغشـوم السًّمَلـق عمـادُ تميـمٍ كلـهـا ولسانـهـا وناطقها البذّاخُ فـي كـل منطـق ِ فمن لذوِي الأَرحامِ بعد ابن غالـبٍ لجارٍ وعانٍ في السّلاسـلِ مُوثـق ِ ومن ليتيمٍ بعد مـوتِ ابـن غالـبٍ وأمّ عـيـالٍ ساغـبِـيـنَ ودَرْدَق ِ ومن يطلق الأسرى ومن يحقن الدما يداهُ ويَشفي صَدْرَ حَـرّانَ مُحنـق ِ وكم مـن دمٍ غـالٍ تحَمّـل ثِقلـهُ وكان حمولاً في وفـاءٍ ومَصْـدَق ِ وكم حِصنِ جبّـارٍ همـامٍ وسُوقـةٍ إِذا مـا أتـى أبوابَـه لـم تغلّـق ِ تفتّـح أبـوابُ الملـوك لوجـهِـهِ بغيـرِ حجـابٍ دونـهُ أو تمَـلُّـق لتبكِ عليه الإنسُ والجـنُّ إذ ثـوى فتى مضرٍ في كلّ غربٍ ومشـرق ِ فتىً عاش يبني المجدَ تسعينَ حِجّةً وكان إلى الخيرات والمجد يرتقـي فما مات حتـى لـم يُخلِّـف وراءه بحَيّـةِ وادٍ صَولـةً غيـرَ مُصعـق
قال جرير فى رثاء زوجته قصيده ينفلق لها الحجر حزنا ً وهذه مقتطفات منها والقصيده اطول من ذلك بكثير جدا
لولا الحياء لهاجني استعبـار ولزرت قبرك والحبيـب يـزار ولقد نظرت وما تمتـع نظـرةٍ في اللحد حيث تمكن المحفـار فجزاك ربك في عشيرك نظـرةً وسقى صداك مجلجـلٌ مـدرار ولهت قلبي إذ علتنـي كبـرةٌ وذوو التمائم من بنيك صغـار أرعى النجوم وقد مضت غوريةً عصب النجوم كأنهـن صـوار نعم القرين وكنت علق مضنـةٍ وارى بنعـف بليـة الأحجـار عمرت مكرمة المساك وفارقت ما مسهـا صلـفٌ ولا إقتـار كانت مكرمة العشير ولم يكـن يخشى غوائل أم حـرزة جـار والريح طيبـةٌ إذا استقبلتهـا والعرض لا دنـسٌ ولا خـوار وإذا سريت رأيت نارك نـورت وجهاً أغـر يزينـه الإسفـار صلى الملائكة الذيـن تخيـروا والصالحون عليـك والأبـرار وعليك من صلوات ربك كلمـا نصب الحجيج ملبدين وغـاروا يا نظرةً لك يوم هاجت عبـرةً مـن أم حـرزةً بالنميـرة دار تحيي الروامس ربعها فتجـده بعد البلـى وتميتـه الأمطـار وكـأن منزلـةً لهـا بجلاجـلٍ وحي الزبـور تجـده الأحبـار لا تكثرن إذا جعلـت تلومنـي لا يذهبـن بحلمـك الإكـثـار لا يلبث القرنـاء أن يتفرقـوا ليـلٌ يكـر عليهـم ونـهـار كانت إذا هجر الحليل فراشهـا خزن الحديث وعفت الأسـرار | |
|
| |
Arwa Alshoaibi مشرفـة عـامـة
كيف تعرفت علينا : ............ الكــلــيــة : ........ القسم ( التخصص ) : ....... السنة الدراسية (المستوى الدراسي) : ....... الجنس : عدد الرسائل : 12959 العمر : 35 الدوله : بعيييييييييييييييييييييييييييييد العمل/الترفيه : القراءه والاطلاع على كل جديد المزاج : متقلب المزاج نقاط : 18850 تاريخ التسجيل : 16/04/2010 : :قائمة الأوسمة : :
بطاقة الشخصية التقييم: 10
| موضوع: رد: أغراض الشعر العربي:(3) الرثاء................ الأربعاء فبراير 29, 2012 1:42 am | |
| الرثاء فى العصر العباسي........ شهد شعر الرثاء نشاطا خاصا حيث وجه اغلبه لرثاء من يموت من كبار رجال الدولة كالخلفاء والوزاراء والقادة وركزوا على تمجيد البطولة والقوة في المرثي كرثاء أبي تمام لمحمد بن حميد الطوسي,وذلك لاضرام الحمية في النفوس واتجه الشعراء في رثائهم الى الاصدقاء والابناء والزوجات كرثاء ابن الرومي لابنه .وفي رثاء ابن الرومي ايضا للبصرة فقد نهج نهجا اتبعه الشعراء خاصة شعراء الاندلس.
رثاء المدن والممالك عرف الأدب العربي رثاء المدن غرضًا أدبيا في شعره ونثره. وهو لون من التعبير يعكس طبيعة التقلبات السياسية التي تجتاج عصور الحكم في مراحل مختلفة. وهذا النوع من الرثاء لا يقف في حدود عند رثاء المدن وحدها حين يصيبها الدمار والتخريب ولكنه يتجاوز ذلك إلى رثاء الممالك تارة والعصور تارة أخرى. بل قد يرثي الدولة بأسرها؛ كما حدث ذلك في الأندلس. وقد تميز هذا الغرض من رثاء المدن في الشعر أكثر من تميزه في النثر. ويُعد رثاء المدن من الأغراض الأدبية المحدثة، ذلك أن الجاهلي لم تكن له مدنٌ يبكي على خرابها، فهو ينتقل في الصحراء الواسعة من مكان إلى آخر، وإذا ألم بمدن المناذرة والغساسنة فهو إلمام عابر. ولعل بكاء الجاهلي على الربع الدارس والطلل الماحل هو لون من هذه العاطفة المعبّرة عن درس المكان وخرابه. رثاء المدن في المشرق. عرف المشرق قدرا من هذا الرثاء شعرًا، عندما تعرضت عاصمة الخلافة العباسية للتدمير والخراب خلال الفتنة التي وقعت بين الأمين والمأمون. فنهبت بغداد وهتكت أعراض أهلها واقتحمت دورهم، ووجد السّفلة والأوباش مناخًا صالحا ليعيثوا فسادا ودمارا. وقد عبر الشاعر أبو يعقوب إسحاق الخريمي، وهو شاعر خامل الذكر، عن هذه النَّكبة في مرثيته لبغداد فقال: يابؤس بغداد دار مملكة دارت على أهلها دوائرها أمهلها الله ثم عاقبها حين أحاطت بها كبائرها بالخسف والقذف والحريق وبالحرب التي أضحت تساورها حلّت ببغداد وهي آمـنة داهية لم تكن تحاذرهـا
ثم كان خراب البصرة على يد الزنج في ثورتها المشهورة. فأشعلوا فيها الحرائق وحولوها إلى أنقاض ودمار، فوقف الشاعر ابن الرومي مذهولا بما حدث فقال: كم أخ قد رأى أخاه صريعا تَرِبَ الخد بين صرعى كرام كم مفدّى في أهله أسلموه حين لم يحْمه هنالك حامي كم رضيع هناك قد فطموه بشبا السيف قبل حدّ الفطام
وبالإضافة إلى هاتين المرثيتين، حفل ديوان رثاء المدن في المشرق، بطائفة من القصائد تتحدث عن تلك المدن التي اسقطها هولاكو وتيمور لنك. وكذلك استثارت نكبة بغداد على يد هولاكو عاطفة عدد من الشعراء مثل شمس الدين الكوفي، ومن أبياته قوله: إن لم تقرّح أدمعي أجفاني من بَعْدِ بُعْدِكُمُ فما أجفاني إنسان عيني مذ تناءت داركم ما راقـه نظــــر إلى إنســان مالي وللأيام شتت خطبها شملي وخــلاني بلا خلان ما للمنازل أصبحت لا أهلها أهلي ولا جيرانهــا جيـراني
وتعد مرثبة الشيخ تقي الدين إسماعيل بن إبراهيم التنوخي في القرن السابع الهجري أشهر مراثي بغداد حين خربها هولاكو. يقول في آخر القصيدة: إن القيامة في بغداد قد وجدت وحدّها حين للإقبال إدبار آل النبي وأهل العلم قد سُبيوا فمن ترى بعدهم تحويه أمصار ماكنت آمل أن أبقى وقد ذهبوا لكن أتى دون ما أختار أقدار
وكذلك كان رثاء دمشق عندما سقطت في أيدي التتار فتعاقب على رثائها كثير من الشعراء مسجلين ذلك الحدث ومنهم الشاعر علاء الدين العزولي في قوله: أجريت جمر الدمع من أجفاني حزنا على الشقراء والميـدان لهفي على وادي دمشق ولطفه وتبدل الغزلان بالثيــــــران واحسرتاه علي دمشق و قولها سبحان من بالغل قد أبلاني لهفي عليك محاسنا لهفي عليـ ك عرائسا لهفي عليك مغانـي
ولكن هذا اللون في المشرق لم يزدهر ازدهاره في الأندلس، ويعزى ذلك إلى أن طبيعة التقلبات السياسية في الأندلس كانت أشد حدة وأسرع إيقاعا، وأنها اتخذت شكل المواجهة بين النصارى والمسلمين حين تجمع الصليبيون عازمين على طرد المسلمين وإخراجهم من الأندلس. رثاء المدن في الأندلس. كان هذا الغرض في الأندلس من أهم الأغراض الشعرية، إذ كان مواكبًا لحركة الإيقاع السياسي راصدًا لأحداثه مستبطنًا دواخله ومقومًا لاتجاهاته. وكان محوره الأول يدور حول سلبيات المجتمع الأندلسي بسبب ما انغمس فيه الناس من حياة اللهو والترف والمجون وانصراف عن الجهاد. وأن الأمر لن يستقيم إلا برفع علم الجهاد تحت راية لا إله إلاالله. ومن هنا فالصوت الشعري لرثاء المدن في الأندلس يخالف الأصوات الشعرية الأندلسية الأخرى التي ألفها أهل الأندلس في الموشحات ووصف الطبيعة والغزل وبقية الأغراض الأخرى. ويلفت النظر أن عددا من قصائد رثاء المدن في الأندلس لشعراء مجهولين؛ ويُفَسَّرُ ذلك إما بخشيتهم من السلطان القائم بسبب نقدهم للأوضاع السياسية وإما أن عنايتهم بالحس الجماعي واستثارته كانت أكثر من عنايتهم بذواتهم الشاعرة. يقوم هذا الرثاء على مقارنة بين الماضي والحاضر؛ ماضي الإسلام في مجده وعزه، وحاضره في ذله وهوانه. فالمساجد غدت كنائس وبيعًا للنصارى وصوت النواقيس أضحى يجلجل بدلا من الأذان، والفتيات المسلمات انتهكت أعراضهن، والدويلات المسلمة تستعين بالنصارى في تدعيم حكمها. وتمتلئ كل هذه النصوص بشعور ديني عميق يطفح بالحسرة والندم. كان سقوط مدينة طليطلة في أواخر القرن الخامس الهجري بداية المأساة؛ فهي أول بلد إسلامي يدخله الفرنجة وكان ذلك مصابا جللا هزّ النفوس هزًا عميقًا. يقول شاعر مجهول يرثي طليطلة في قصيدة مطلعها: لثُكلكِ كيف تبتسم الثغور سرورًا بعدما سبيت ثغور طليطلة أباح الكفر منها حماها إنّ ذا نبــأ كبـــير
وفي هذه القصيدة التي بلغت سبعين بيتا تصوير لحال المسلمين عشية سقوطها وما أصابهم من ذل وصغار، كما تصور ماضيها المجيد وحاضرها المهين. وتنتهي بأمنية مشتهاة أن يخرج من أصلاب المسلمين بطلٌ كطارق بن زياد يعيد الأمر إلى نصابه: ألم تك معقلا للدين صعـبا فذلّله كما شاء القديـــر وأخرج أهلها منها جميعــا فصاروا حيث شاء بهم مصير وكانت دار إيمان وعلـم معالمها التي طمست تنــير مساجدها كنائس، أي قلب على هذا يقر ولا يطـير فيا أسفاه يا أسفاه حزنــا يكرر ما تكررت الدهـور
ثم تختم المرثية بهذه الأمنية: الاّ رجل له رأي أصيــــل به مِمّا نحاذر نستجـــــــــير يكُرّ إذا السيوف تناولــته وأين بنا إذا ولت كــــــــرور ويطعن بالقنا الخطار حتى يقول الرمح من هذا الخطــير ؟
وتعد مرثية الشاعر ابن الأبار لمدينة بلنسية من المراثي المشهورة في الأندلس، فقد أرسل بها على لسان أميره إلى أبي زكريا بن حفص سلطان تونس مستنجدا به لنصرة الأندلس ومطلعها: أدرك بخيلك خيل الله أندلسا إن السبيل إلى منجاتها درســـا وهب لها من عزيز النصر ما التمست فلم يزل منك عزّ النصر ملتمسا
ويحكي هذا النص يأس أهل الأندلس من حكامهم المسلمين ومن ثم توجهوا لطلب النصرة من خارج الأندلس كما تصور حال بلنسية وقد تحولت المساجد إلى كنائس وفرض الكُفر سلطانه على الجزيرة وأن الذي أصاب بلنسية يوشك أن يصيب باقي المدن الأندلسية: مدائن حلها الإشراك مبتسما جذلان، وارتحل الإيمان مبتئسا ياللمساجد عادت للعدا بيعا وللنداء غدا أثناءها جرسـا
ثم يلتفت إلى أبي زكريا سلطان تونس قائلا: طهّر بلادك منهم إنهم نجس ولا طهارة ما لم تغسل النجسا وأوطئ الفيلق الجرار أرضهم حتى يطأطئ رأسا كل من رأسا وأملأ هنيئًا لك التأييد ساحتها جرُدًا سلاهب أو خطية دُعُســا
وأما مراثي الممالك فمن أشهرها مرثية أبي محمد، عبد المجيد بن عبدون التي رثى بها قتلى بني الأفطس أصحاب بطليوس ومطلعها: الدهر يفجع بعد العين بالأثر فما البكاء على الأشباح والصور؟
وفيها يقول: أنهاك لا آلوك موعظة عن نومة بين ناب الليث والظفر
وفي هذه المرثية، يحشد ابن عبدون الكثير من أحداث التاريخ وتقلباته ويحكي ما أصاب الدول والممالك من مآسٍ ومحن متخذا من ذلك سبيلا للعظة والتأسي. وتمتاز القصيدة على طولها بحاسة شعرية قوية وعاطفة جياشة تزاوج بين مأساة بني الأفطس الذاتية والسياسية. ومن أهم المراثي التي ربطت بين المأساة الذاتية والسياسية قصيدة أبي بكر بن عبد الصمد في رثاء مملكة إشبيليا وأميرها الشاعر المعتمد بن عباد: ملك الملوك أسامع فأنادي أم قد عدتك عن السماع عوادي لما خلت منك القصور ولم تكن فيها كما قد كنت في الأعــياد قد كنت أحسب أن تبدد أدمعي نيران حزن أضرمت بفــــؤادي
وتعد أيضا دالية ابن اللبانة في رثاء بني عبَّاد ومملكتهم من تلك المراثي التي ربطت بين مأساة المعتمد وضياع ملكه ومأساة الشاعر حين هوى عن عرش الشعر ومملكته: تبكي السماء بدمع رائح غاد على البهاليل من أبناء عـــــــبَّاد على الجبال التي هُدّت قواعدها وكانت الأرض منهم ذات أوتاد نسيت إلا غداة النهر كونهم في المنشآت كأموات بألحـــــاد تفرقوا جيرة من بعد ما نشأوا أهـلا بأهـل وأولادًا بأولاد
وأما نونية أبي البقاء الرندي فهي واسطة العقد في شعر رثاء المدن وأكثر نصوصه شهرة وأشدها تعبيرا عن الواقع. فهي ترثي الأندلس في مجموعها مدنا وممالك. فتصور ما حلّ بالأندلس من خطوب جليلة لا عزاء فيها ولا تأسٍ دونها وكيف ضاعت قرطبة دار العلوم، وإشبيليا مهد الفن، وحمص مهبط الجمال، وكيف سقطت أركان الأندلس واحدة تلو الأخرى، وكيف أَقفرت الديار من الإسلام فصارت المساجد كنائس وغدا صوت الأذان صوت ناقوس؟!، ثم يهيب أبو البقاء الرندي بفرسان المسلمين عبر عدوة البحر إلى المسارعة لنجدة الأندلس والمسلمين. يقول في أول القصيدة: لكل شيء إذا ما تم نقصان فلا يُغَرُّ بطيب العيش إنسان هي الأمور كما شاهدتها دول من سره زمن ساءته أزمــان وللحوادث سلوان يسهلها وما لما حلّ بالإسلام سلوان
إلى أن يقول: فاسأل بلنسية ما شأن مرسية وأين شاطــبة أم أيـن جيَّــان؟ وأين قرطبة دار العلوم، فكم من عالم قد سما فيها له شان وأين حمص وما تحويه من نزه ونهرها العذبُ فياض وملآن قواعد كن أركان البلاد فما عسى البقاء إذا لم تبق أركان حيث المساجد قد صارت كنائس ما فيهن إلا نواقيـــس وصلبــان حتى المحاريب تبكي وهي جامدة حتى المنابر ترثي وهي عيدان
وتختتم القصيدة بنغمة حزينة شجية تسفر عن الأسى العميق والتماس العظة والعبرة فيما حل بالأندلس: لمثل هذا يذوب القلب من كمدٍ إن كان في القلب إسلام وإيمان!
وأهمية رثاء المدن أنه يكشف عن جوانب ثرية من التاريخ السياسي بين المسلمين والنصارى في الأندلس. كما يكشف جانبا من النقد الذاتي الذي واجه به الأندلسيون أنفسهم حين أَدركوا أن الانغماس في حياة اللهو والترف أدى إلى سقوط راية الجهاد، وأن ملوك الطوائف حين حرصوا على ملكهم الفردي أضاعوا ملكًا أعظم. وما أصدق سخرية الشاعر المصحفي حين قال: مما يزهدني في أرض أندلس أسمــاء معتضــدٍ فيــها ومعتمـــد ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد | |
|
| |
Arwa Alshoaibi مشرفـة عـامـة
كيف تعرفت علينا : ............ الكــلــيــة : ........ القسم ( التخصص ) : ....... السنة الدراسية (المستوى الدراسي) : ....... الجنس : عدد الرسائل : 12959 العمر : 35 الدوله : بعيييييييييييييييييييييييييييييد العمل/الترفيه : القراءه والاطلاع على كل جديد المزاج : متقلب المزاج نقاط : 18850 تاريخ التسجيل : 16/04/2010 : :قائمة الأوسمة : :
بطاقة الشخصية التقييم: 10
| موضوع: رد: أغراض الشعر العربي:(3) الرثاء................ الأربعاء فبراير 29, 2012 1:44 am | |
| ابرز شعراء الرثاء فى العصر العباسي......... ابن الرومى............... هو علي بن العباس بن جريج ، رومي الأصل . شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي،كان جده من موالي بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً قيل: دس له السمَّ القاسم بن عبيد الله -وزير المعتضد- وكان ابن الرومي قد هجاه. تعرض خلال حياته إلى نكبات في اهله و اسرته اثرت فيه كثيرا .. فقد توفي والده وهو صغير ، ثم فقد أخاه الأكبر ، و تمت مأساته العائليه بفقده لأبنائه الثلاثه و زوجته و قد جعلت منه هذه الأحداث إنسان ناقم على المجتمع متشائما من الحياه .. يتمتع بموهبه شعريه ، ورهافه حس ، و رقه شعور ، و يعد من امراء الشعر في العصر العباسي ..وتعتبر مرثيته فى ولده من اشهر قصائد الرثاء فى تاريخ الشعر العربي...... و هذه الأبيات في رثاء ابنه الأوسط " محمد " الذي اصيب بنزيف حاد قضى عليه ، و القصيده ترسم مأساته بفقده ..
القـصـيـدهـ بكاؤكما يُشفي وإن كان لا يُجدي .... فجودا فقد أودى نظيركما عندي بُنيّ الذي أهدتهُ كفّاي للثـرى.... فياعِزّة المُهدَى ويا حسرة المُهدِي ألا قاتل الله المنايا ورميـها .... من القوم حبات القلوب على عمدِ توخّى حمامُ الموت أوسط صبيتي .... فلله كيف اختار واسطة العقـدِ على حين شِمتُ الخيرَ من لمَحاته .... وآنستُ من أفعــاله آية الرّشدِ طواهُ الردى عني فأضحى مزارهُ .... بعيداً على قربٍ ، قريباً على بُعدِ لقد انجزَتْ فيه المنايا وعيدها .... وأخلفت الآمالُ ما كان من وعـدِ لقد قلّ بين المهدِ واللحدِ لُبثه ....فلم ينسَ عهدَالمهدِ إذضُمّ فى اللحدِ ألَـحّ عليه النزفُ حتى أحاله .... إلى صُفرةِ الجاديّ عن حُمــرة الوردِ وظلّ على الأيدي تَساقط نفسُهُ .... ويذوي كما يذوي القضيبُ من الرندِ فيا لك من نفـس تَساقَط أنفساً .... تَسَاقُـط درٍّ من نظــامٍ بلا عِقدِ عجبتُ لقلبي كيف لم ينفطر له .... ولو انّه أقسى مـن الحجــر الصلدِ بــودّيَ أنّـي كنتُ قـد مـتُّ قبله.... وأنّ المنايا دونه صمـدت صمـدي ولكنّ ربي شـاء غير مشيئتي .... وللــرب إمضــاءُ المشيئـةِ لا العبدِ وما سرّني أنْ بعتـهُ بثوابـهِ .... ولو أنهُ التخليـدُ في جنة الخُلـدِ ولا بعتهُ طوعاً ، ولكنْ غُصِبْتهُ ....وليس على ظلم الحوادث من مُعدِ وإني وإنْ مُـتـّعتُ بابنيّ بعدهُ ....لَذَاكرهُ ما حنّتِ النّيبُ في نجدِ وأولادنا مثلُ الجـوارح ، أيها.... فقـدناهُ كان الفاجعَ البيِّـن الفقدِ لكلٍّ مكانٌ لا يسدُّ اختلالَه.... مكـانَ أخيـهِ في جَـزُوعٍ ولا جَلْـدِ هل العينُ بعدالسمعِ تكفى مكانه.... أم السمعُ بعد العين يهدي كما تَهدي لَعَمري لقد حالت بي الحالُ بعدهُ.... فيا ليت شعري كيف حالت بـه بعدي ثكلتُ سروري كلّهُ إذ ثكلتُهُ ....وأصبحتُ في لذات عيشي أخا زُهدِ أريحانةَ العينين والأنف والحشا .... ألا ليت شعري هل تغيّرتَ عن عهدي سأسقيكَ ماء العين ما أسعَدَتْ بهِ....وإن كانت السّقيا من العين لاتُجدي أعينيّ جودا لي ، فقد جُدتُ للثرى....بأنفسَ ممـا تسألانِ من الرّفدِ أقُـرةَ عيني ، قــد أطلتَ بكاءها.... وغادرتَها أقذى من الأعين الرُّمْـدِ أقرةَ عيني ، لو فدى الحيُّ ميتاً.... فديتك بالحـوباءِ أوّل من يفدي كأنّيَ مــا استمتعتُ منكَ بضمةٍ .... ولا شمّةٍ في ملعبٍ لكَ أو مهدِ أُلامُ لما أُبـدي عليك من الأسى .... وإنّيْ لأُخفي منهُ أضعافَ ما أُبدي محمدُ ، ما شيءٌ تُوُهّمَ سلوةً .... لقلبيَ إلا زادَ قلبيْ مــن الوجدِ أرى أَخوَيْكَ الباقيين كليهما .... يكونان للأحزان أورى من الزنـدِ إذا لعبــا فــي ملعبٍ لك لذّعـا .... فؤاديْ بمثلِ النار عن غيرما قصدِ فما فيهمــا لي سلوةٌ بل حزازةٌ .... يهيجانها دوني ،وأشقى بها وحدي وأنتَ وإنْ أُفردتَ في دار وحشةٍ.... فإني بدار الأنسِ في وحشة الفردِ أودُّ إذا ما المــوتُ أوفَدَ معشراً .... إلى عسكر الأموات ، أنّيْ من الوفدِ ومن كان يستهدي حبيباً هديةً .... فطيفَ خيالٍ منكَ فى النوم أستهدي عليــك سلامُ الله منـي تحيةً.... ومن كل غيثٍ صادقَ البرقِ والرعدِ | |
|
| |
Arwa Alshoaibi مشرفـة عـامـة
كيف تعرفت علينا : ............ الكــلــيــة : ........ القسم ( التخصص ) : ....... السنة الدراسية (المستوى الدراسي) : ....... الجنس : عدد الرسائل : 12959 العمر : 35 الدوله : بعيييييييييييييييييييييييييييييد العمل/الترفيه : القراءه والاطلاع على كل جديد المزاج : متقلب المزاج نقاط : 18850 تاريخ التسجيل : 16/04/2010 : :قائمة الأوسمة : :
بطاقة الشخصية التقييم: 10
| موضوع: رد: أغراض الشعر العربي:(3) الرثاء................ الأربعاء فبراير 29, 2012 1:48 am | |
| الرثاء فى العصر الحديث... وقد تطور الرثاء تطورا نوعيا اذ لم يعد قاصرا على ذوي الجاه
والسلطان بل تجاوز ذالك الى الشخصيات الدينيه والوطنيه المعبره عن وجدان الامه وتوسع الرثاء
حتى شمل رثاء المدن والمناطق المنكوبه بالاحتلال واعتداءات المحتلين
والجدير بالذكر ان الشعر منذ اواخر القرن القرن التاسع عشر الميلادي حتى منتصف القرن
العشرين قد مر بمرحلتين
الاولى مرحله الاحياء التي اصطلح على تسميتها بالمدرسه المكلاسيكيه
الثانيه مرحله التجديد وتشمل مدارس التجديد الرومنسي المتمثله
في مدارسه الديوان ةومدرسه المهجر ومدرسه ابو لو
ان شعراء المرحله الاولى قد تباينوا ثقافه واغراضا واساليب لذالك
استحسن النقاد تصنيفهم الى طائفتين
~*^*~(( الطائفه الاولى ))~*^*~
الشعراء الذين عاشوا على التراث العصرين المملوكي والعثماني وهو مايعرف
بعصر الجمود الادبي وقد اقتصر شعرهم على المدح والرثاء والاحاجي والتهاني
وهي الاغراض التي هيمنت على شعر العصرين المذكورين اذ كان الشعر انذاك في معظمه
يتخذ وسيله للتكسب والتقرب من ذوي الجاه والسلطان وكان بديهيا والحاله هذه
ان يغلب على اساليبهم التكلف والمحسنات اللفظيه التي ازدحمت بها قصائدهم
فصارت هدفا في ذاتها ولم تعد وسيله الى تحسين الاسلوب وكان ابرز شعراء هذه الطائفه
الشيخ ~*^*~(( ابو النصر ))~*^*~ والشيخ ~*^*~(( حسن العطار ))~*^*~
والشيخ ~*^*~(( على درويش ))~*^*~ وغيرهم
~*^*~(( الطائفه الثانيه :مدرسه الاحياء "الكلاسيكيه " ))~*^*~
واصحاب هذه الطائفه اولـئـك الشعراء الذيناتيح لهم قدر من الثقافه الجديده
واستيقظت فيهم المشاعر النفسيه والوطنيه والاجتماعيه والسياسيه
فظهرت في شعرهم بعض ملامح التجديد وهؤلاء يمثلون مدرسه البعث والاحياء
ان كانوا يرون ان انجح وسيله للنهوض بالشعر العربي هي العوده الى التراث العربي بملامحه الاصليه واستلهامه وتمثل خصائصه الفنيه والموضوعيه وبعث الامجاد العربيه
التي تصدت لاعداء الامه والهدف من ذالك هو بعث روح التحرر والتجديد ومواجه الغزو الثقافي والسياسي الاجنبي وقد ساعدهم في ذالك انشاء دار الكتب المصريه وتكوين
~*^*~(( جمعيه المعرفه ))~*^*~
وقد عملتها معا على احياء كثير من كتب التاريخ والادب العربي ونشر دواوين الشعراء
وجمعها بعد ان كانت متفرقه في المكتبات الخاصه ومكتبات المساجد وقد حمل لواء هذه
المدرسه الشاعر ~*^*~(( محمود سامي الباروي ))~*^*~ الذي تاسى خطوات فحول الشعر العربي الزاهره ولا سيما العصرين العباسي والاندلسي وقد جعل من ابي تمام
والبحتري والمتنبي وابن زيدون وابن خفاجه
واضرابهم امثله تتحذى
وقد تعزز وضع هذه المدرسه بظهور شعراء كبار بعد ذالك مثل
~*^*~(( اسماعيل صبري ))~*^*~ و~*^*~(( عائشه التيموري ))~*^*~
و~*^*~(( محمد عبد المطلب ))~*^*~و~*^*~(( احمد شوقي ))~*^*~
و~*^*~(( حافظ ابراهيم ))~*^*~و~*^*~(( احمد محرم ))~*^*~و~*^*~((محمود غانم ))~*^*~
ومن نهج نهجهم وتقصى اثرهم وحافظ هؤلا على روح الشعر العربي شكلا ومضمونا
اذ حافظوا على عمود الشعر وجزاله الالفاظ وغزاره المعاني وتحرروا من قيود المحسنات اللفظيه
والتزموا الصوره الشعريه البيانيه ولذالك سموا بمدرسه المحافظين البيانين وكان العصر غالبا
مقتصرا على تجديد الموضوعات وحسبما تقتضيه متطلبات العصر والظروف السياسيه والاجتماعيه
التي تمر بها الشعوب العربيه وكان من البديهي ان اغراضهم الشعريه كانت متنوعه قديمه وجديده | |
|
| |
Arwa Alshoaibi مشرفـة عـامـة
كيف تعرفت علينا : ............ الكــلــيــة : ........ القسم ( التخصص ) : ....... السنة الدراسية (المستوى الدراسي) : ....... الجنس : عدد الرسائل : 12959 العمر : 35 الدوله : بعيييييييييييييييييييييييييييييد العمل/الترفيه : القراءه والاطلاع على كل جديد المزاج : متقلب المزاج نقاط : 18850 تاريخ التسجيل : 16/04/2010 : :قائمة الأوسمة : :
بطاقة الشخصية التقييم: 10
| موضوع: رد: أغراض الشعر العربي:(3) الرثاء................ الأربعاء فبراير 29, 2012 1:50 am | |
| وقبل كل شىء لا بد من التأكــيد على أن الشعر المعاصر بوظيفته الاجتماعية انتبه إلى قيم جديدة، فأُفرِدت ولأول مرة كتب تناولت رثاء الزوجة منها (من وحي المرأة) لعبد الرحمن صدقي و (أنات حائرة) لعزيز أباظة، بالإضافة إلى قصيدة البارودي الدالية في رثاء زوجــه…. وقس على ذلك أشعارًا ترددت هنا وهناك في رثاء الابنة (المازني) والأم (شوقي).
وسأقف تخصيصًا على رثاء الأب كعينة من خلالها أتوصل إلى أن الشعر المعاصر- وبالأدق الشعر الحديث – هو الذي استطاع التعبير عن عاطفة الشعر بجدارة، هو البؤرة التي تستقبل الأشعة وتفرقها.
سأقف أولاً على قصيدتين لأحمد شوقي وأحمد زكي أبي شادي حتى أصل إلى أدونيس ونزار قباني وصلاح عبد الصبور متركزًا على قصيدة سميح القاسم كنموذج حي ومتفاعل ومعبر، عن المشاعر الذاتية والإنسانية معا.
رثى أحمد شوقي أباه عليًا سنة 1897، وكأنه مسوق إلى قول لم يعتد عليه الشعراء، فيبدأ قصيدته:
سألوني لمَ لم أرث أبي ورثاء الأب دين أي دين أيها اللوام ما أظلمكم أين لي العقل الذي يسعد أين ؟ (القصيدة في الجزء الثالث من الشوقيات ص 154 _156)
ثم ما يلبث شوقي أن يؤكد بدهيات – أن كل الناس يموتون وحتى الرسول مات:
يا أبي ما أنت ذا أول كل نفس للمنايا فرض عين هلكت قلبك ناس وقرى ونعى الناعون خير الثقلين غاية المرء وإن طال المدى آخذٌ يأخذه بالأصغرين ونحن نكاد لا نجد عاطفة للشاعر بأحاسيس منفعلة، فهو يتحدث عن قوة الموت، وأن الطبيب يعود خائبًا بخفي حنين، وأن الموت ينفذ الجو على عقبانه، ويلاقي الليث ويحط الفرخ من أيكته.
ونجد في ثنايا القصيدة ما يحوي لنا بالعلاقة معه:
وتمشينا يدي في يده من رآنا قال عنا (أخوين) طالما قمنا إلى مائدة كانت الكسرة فيها كسرتين وفي ختام القصيدة:
وإذا مت وأودعت الثرى أتلقى حفرة أم حفرتين ؟ وبالإجمال فـإن هذه القصيدة لا تنقل لنا (العدوى) العاطفية على حد تعبير الشعراء الرومانتيين.
ويبدأ أحمد زكي أبو شادي (1892- 1955) قصيدته في رثاء والده محمد أبي شادي بك، وكان صحافيًا ورئيس نقابة المحامين، وعضوًا في مجلس النواب وقد توفي سنة 1925.
يبدأ الشاعر قصيدته:
أرثيك والحب الصميم رثائي (انظر الشفق الباكي لأبي شادي ص 133 – 14)
ويعدد الشاعر الفضائل التي تحلى بها والده ثم ما يلبث أن يكرر (لهفي على……….)
فيتلهف على جوده، وحدته لصون العدل وقلمه المصلح وأدبه المفكر وخلقه وعمله وظرفه ووده الكريم وشممه وشيمه التي لا يستطيع إحصاءها.
وبالإجمال فـإن في هذين النموذجين من شوقي وأبي شادي شيئًا مشتركًا، وهو الوضوح والمباشرة والتقريرية في تكرار عبارات الأسى واللهفة عند كليمها، وإذا كان شوقي قد عكس طريقته في كتابة الشعر من معارضة وحكمة وخطابة واستطراد، فـإن أبا شادي قد رثى والده بتفصيل عبارة وبناء متماثل، وهو يعكس على الأقل شخصية نموذجية من شخصيات مطالع هذا القرن أكثر من كونه والدًا له معه أكثر من وشيجة.
فإذا انتقلنا إلى نماذج من شعر " الحداثة " فـإننا نطالع قصيدة أدونيس (الموت)، وهي مؤلفة من ثلاث مراثٍ نشرها في مجموعته الأولى (قصائد أولى) (1947 – 1955) ففي المرثية الأولى (ص 116) يبدأ قصيدته بالإشارة إلى أن أباه تركه وهو واثق من مستقبله المفتوح، وإلى أن حياة الشاعر مع والده كانت سهلة فقد كان:
(أبي غد يخطر في بيتنا شمسا
وفوق البيت يعلو سحاب)
ويؤكد لنا الشاعر (أحبه) ثلاث مرات… في المرة الأولى " أعظما "، وفي الثانية " سؤالا عصيًا دفين….وجبهة ملفوفة بالتراب " وفي الثالثة " وأحبه صدرًا رميمًا وطين "، ثم يعود في المرثية الثانية (ص 117) ليؤكد أن الأب كان قد شد بصدر الشاعر للسماوات، وحمله الماضي وخلى صدى منه ينادي للمستقبل (وفي هذا عود لمعاني المرثية الأولى)،وهذه القصيدة غارقة بالفكر والذهنية، ونحن نتساءل فيها: لماذا قرن بين والده والنار المطهرة ؟ أكان ذلك بتأثير البوذية أم أن في عقيدته بعض الإشارات الخاصة أن فكرة الشمس تعود في المرثيــتين الأولى والثانية، وأن الشمس لها دلالة رمزية كذلك.
* * * *
وقصيدة نزار قباني في رثاء أبيه (انظر مجموعته (قصائد) الطبعة الثامنة ص 157 – 161) تبهر القارئ بلغتها ووزنها وطاقتها الموسيقية ونحت كلماتها، لكنها أسوة بأشعار نزار في كثير من قصائده تشع للحظة وتتوهج آنيــًا بشكل لا يوازي أي إشعاع، ولكن دون أن تترك أثرًا كبيرًا، أو حكاية وراءها حكاية، أو نفسية ممزقة…. فنزار قباني لا يصدق موت أبيه، لأن السبب أنه ما زال فيه " روائح رب وذكرى نبي "، فركنه وأشياؤه تتوالد " تفتق عن ألف غصن صبي "، وكأنه لم يذهب.
والمبالغة تأخذ دورًا بارزًا في القصيدة فبقاياه " بقايا النسور على الملعب "، وحينما يمر على الزوايا " يمر معشب "، والأب ما زال حيا يسامره، و " الدوالي الحبالى توالد من ثغره الطيب "، والأب له كروم بذاكرة الصيف وبذاكرة الكواكب، وعيناه ملجأ للنجوم " فهل يذكر الشرق عيني أبي ؟ " وأبوه "معنى من الأرحب الأرحب ". وبعد هذا الإغراق في المبالغات التي عبرت عن شاعرية وصفية أكثر من كونها إحساسًا منقولا - يصل بنا الشاعر إلى أنه هو وأبوه متماثلان:
" حملتك في صحو عيني حتى تهيأ للناس أني أبي
أشيلك حتى بنبرة صوتي فكيف ذهبت ولا زلت بي ؟ " وهنا نجد الصدق في تساؤله العميق على بساطته والوحي بتلقائيــته، والبعيد عن تقريرية شوقي في المعنى نفسه.
أما صلاح عبد الصبور (1931 – 1981) فرثاؤه لأبيه كان على شكل قصة (انظر ديوانه الناس في بلادي ص 23)، ونحن نتعرف إلى سبب موت أبيه في تضاعف القصيدة، ونتقرّى في تجميع جزيئات القصيدة مصرعَ أبيه في (صخر الجبل)، وكانت الذؤبان تعوي والرياح…. وقد أتيَ به إلى الميدان " مشجوج الجبين " حمله أشخاص (لعلهم عمال جنود) في وصف درامي:
" وبأقدام تجر الأحذية وتدق الأرض في وقع منقـــر طرقوا الباب علي…" يصف الشاعر الجو عندما أتاه نعي أبيه، فيجعله ملائمًا للحدث ولنفسية الحزن الذي أطبق عليه:
" كان فجرا موغلا في وحشته مطر يهمي وبرد وضباب قطة تصرخ من حول المطر وكلاب تتعاوى " ومن ملامح الواقعية في القصيدة أنه يذكر والده في مواقف بعينها:
" جنت الريح على نافذتي وفي مسائي فتذكرت أبي وشكت أمي من علتها ذات فجر، فتذكرت أبي عض الكلب أخي… وهو في الحقل يقود الماشية فبكينا حين نادى يا أبي !!! " وإذا كان شوقي وقباني قد اعتبرا أنفسهما جزءًا من الأب وصورة له فـإن عبد الصبور يعبر عن ذلك بطريقة أخرى وبواقعية تصويرية:
" ثم جمعت حياتي وهي بعض من أبي " ويصف عبد الصبور جو القتامــة من بعد أبيه، فهو يراه بين الضباب:
" ونرى طلعته بين الضباب وأرى الموت فـــاعوي يا أبي " ولفظة (أعوي) و " صرير الباب " في "صوت كئيب " فيها تماثل وهذه القتامة، وتتميز قصيدة عبد الصبور (القصصية) بالإضافة إلى شعبيتها وصدق تجربتها بالتكرار الذي تردد على الكثير من مقاطعها، وخاصة ما يتعلق بالنعي أو بالجو المتلبد الذي صاحب النعي، وفي قوله المعبر (إنه مات) تكرار يلائم المضمون…..وهو نابع من الشك أن الموت فعلاً قد وقع….وحالة الذهول ساقته إلى التكرار غير المفتعل والمعبر عن إنسانية مرهفة. | |
|
| |
Arwa Alshoaibi مشرفـة عـامـة
كيف تعرفت علينا : ............ الكــلــيــة : ........ القسم ( التخصص ) : ....... السنة الدراسية (المستوى الدراسي) : ....... الجنس : عدد الرسائل : 12959 العمر : 35 الدوله : بعيييييييييييييييييييييييييييييد العمل/الترفيه : القراءه والاطلاع على كل جديد المزاج : متقلب المزاج نقاط : 18850 تاريخ التسجيل : 16/04/2010 : :قائمة الأوسمة : :
بطاقة الشخصية التقييم: 10
| موضوع: رد: أغراض الشعر العربي:(3) الرثاء................ الأربعاء فبراير 29, 2012 1:52 am | |
| محمود سامى البارودى...الاسطورة المجهولة....... هذا الشاعر المحارب لم يأخذ حقه على الإطلاق....................
ولد محمود سامي البارودي في 6 أكتوبر عام 1839 في حي باب الخلق بالقاهرة .
- بعد أن أتم دراسته الإبتدائية عام 1851 إلتحق بالمرحلة التجهيزية من " المدرسة الحربية المفروزة " وانتظم فيها يدرس فنون الحرب ، وعلوم الدين واللغة والحساب والجبر .
- تخرج في " المدرسة المفروزة " عام 1855 ولم يستطع إستكمال دراسته العليا ، والتحق بالجيش السلطاني .
- عمل بعد ذلك بوزارة الخارجية وذهب إلى الأستانة عام 1857 وأعانته إجادته للغة التركية ومعرفته اللغة الفارسية على الإلتحاق " بقلم كتابة السر بنظارة الخارجية التركية " وظل هناك نحو سبع سنوات (1857-1863 ) .
- بعد عودته إلى مصر في فبراير عام 1863 عينه الخديوي إسماعيل " معيناً " لأحمد خيري باشا على إدارة المكاتبات بين مصر والآستانة .
- ضاق البارودي بروتين العمل الديواني ونزعت نفسه إلى تحقيق آماله في حياة الفروسية والجهاد ، فنجح في يوليو عام 1863 في الإنتقال إلى الجيش حيث عمل برتبة " البكباشي " العسكرية وأُلحقَ بآلاي الحرس الخديوي وعين قائداً لكتيبتين من فرسانه ، وأثبت كفاءة عالية في عمله .
- تجلت مواهبه الشعرية في سن مبكرة بعد أن استوعب التراث العربي وقرأ روائع الشعر العربي والفارسي والتركي ، فكان ذلك من عوامل التجديد في شعره الأصيل .
- اشترك الفارس الشاعر في إخماد ثورة جزيرة كريد عام 1865 واستمر في تلك المهمة لمدة عامين أثبت فيهما شجاعة عالية وبطولة نادرة .
- كان أحد أبطال ثورة عام 1881 الشهيرة ضد الخديوي توفيق بالاشتراك مع أحمد عرابي ، وقد أسندت إليه رئاسة الوزارة الوطنية في فبراير عام 1882 .
- بعد سلسلة من أعمال الكفاح والنضال ضد فساد الحكم وضد الإحتلال الإنجليزي لمصر عام 1882 قررت السلطات الحاكمة نفيه مع زعماء الثورة العرابية في ديسمبر عام 1882 إلى جزيرة سرنديب .
ظل في المنفى أكثر من سبعة عشر عاماً يعاني الوحدة والمرض والغربة عن وطنه ، فسجّل كل ذلك في شعره النابع من ألمه وحنينه .
- بعد أن بلغ الستين من عمره اشتدت عليه وطأة المرض وضعف بصره فتقرر عودته إلى وطنه مصر للعلاج ، فعاد إلى مصر يوم 12 سبتمبر عام 1899 وكانت فرحته غامرة بعودته إلى الوطن وأنشد " أنشودة العودة " التي قال في مستهلها :
أبابلُ رأي العين أم هذه مصرُ فإني أرى فيها عيوناً هي السحرُ
- توفي البارودي في 12 ديسمبر عام 1904 بعد سلسلة من الكفاح والنضال من أجل إستقلال مصر وحريتها وعزتها .
- يعتبر البارودي رائد الشعر العربي الحديث الذي جدّد في القصيدة العربية شكلاً ومضموناً ، ولقب بإسم " فارس السيف والقلم " .
قصيدة البارودى فى رثاء زوجته....................
أَيــَدَ المَنــُونِ!قـدَحـْتِ أيَّ زِنادِ وأطــرْتِ أيَّةَ شعلةٍ بفــــــؤادي
أوهنتِ عزمي وهو حملةُ فيلقٍ وحَطَمْتِ عودي وهو رمحُ طِرَاد
لم أدر هل خطبٌ ألمَّ بساحتي فأناخَ، أم سهمٌ أصابَ سَوَادِي
أقذى العيونَ فأسبلتْ بمدامع تجري على الخدين كالْفِرْصَادِ
ما كنت أحسَبُنِي أُراعُ لحادث حتى مُنيِتُ به فأوهنَ آدِي
أبلتنِيَ الحسراتُ حتى لم يكدْ جسمي يلوحُ لأعينِ العُوَّادِ
أستنجدُ الزفراتِ وهي لوافحٌ وأُسَفِّهُ العبراتِ وهي بوادِي
لا لوعتي تدعُ الفؤادَ، ولا يدِي تَقْوى على ردِّ الحبيبِ الغادي
يا دهــرُ! فيم فجعتني بحليلةٍ! كانت خُـــلاصةَ عُـدَّتي وعَتَادِي
-إنْ كنْتَ لم ترحمْ ضنايَ لبعدِها أفَـــلا رحمْتَ من الأسى أولادِي
-أفـــرَدْتَهُنَّ فلم ينمْنَ تــوجُّعـــاً قرحى العيون رواجفَ الأكبادِ
-ألقيْنَ دُرَّ عُقُودِهن، وصغن مــــن دُرِّ الدمــــــــوع قلائَد الأجيادِ
-يبكينَ مـن ولهٍ فـــراقَ حَفيَّـــــةٍ كانت لهن كثيـــــرةَ الإسعـــادِ
-فخـدودهـنَّ من الدمـــــوع ندِيةٌ وقلوبُهنَّ من الهمـــــومِ صوادِي
-أسليلةَ القمرين! أيُّ فجيعةٍ حَلَّتْ لفقدكِ بين هذا النـادي؟!
-أعْزِزْ عليَّ بأن أراكِ رهينـةً في جوفِ أغبرَ قاتٍِ الأســــدادِ
-أو أن تَبِيِني عن قرارةِ منزلٍ كنتِ الضياءَ له بكلِّ ســـــــوادِ
لو كان هذا الدهرُ يقبل فديةً بالنفسِ عنكِ؛ لكنتُ أولَ فادِي
أو كان يرهبُ صولةً من فاتكٍ لفعلتُ فِعْلَ الحارثِ بنِ عُبـــاِد
لكنها الأقدارُ ليس بناجعٍ فيها سوى التسليم والإخلادِ
والى اللقاء مع غرض اخر من اغراض الشعر...................... | |
|
| |
| أغراض الشعر العربي:(3) الرثاء................ | |
|