الزخرفة الاسلامية والخط العربي

:: الزخرفة
الاسلامية والخط العربي ::




أدرك الفنان المسلم أن الخط العربي يتصف
بالخصائص التي تجعل منه عنصرا زخرفيا طبيعيا، يحقق الأهداف الفنية،
و كثيرا ما استعملت الآيات القرآنية كوسيلة تعليمية و عبادية ، زين بها
المساجد كونها محطة ارتياد المسلم ثلاث مرات يوميا علي الأقل،‌ و من جانب
آخر تزين المساجد بآيات القرآن حفاظا لها من النسيان و تعويد عيون المسلمين
علي النظر إليها و قراءتها باستمرار.و استعلمت أشرطة الكتابة علي التحف
المختلفة، و علي العمائر تحت السقف لربط المستويات الرأسية بالمستويات
الأفقية أو بالقبة.



دخل الخط العربي في الزخرفة الإسلامية
في نهاية العصر الأموي و العصر العباسي وازدهر في العصر السلجوقي و الفاطمي
...وكان له أثرا كبيرا في العمارة الآسيوية فاستخدم بشكل كبير في
الزخرفة الخارجية للمباني الدينية من مساجد ومدارس وخاصة الخط الكوفي مع
الزخارف النباتية في الارابيسك والذي استخدم في تزيين القباب
البصلية والمسافة البادئة من الجدار

ويعتبر الخط من أهم العناصر التشكيلية ،
نظراً لصفاته الكامنة التي تتيح له القدرة على التعبير عن الحركة والكتلة ،
وهو لا يعبر عن الحركة بمعناها المرتبط ببعض أشياء متحركة فقط ، وإنما
بمعناها الجمالي الذي ينتج حركة ذاتية تلقائية تجعل الخط يتراقص في رونق
مستقل عن أي غرض إنتاجي.



وإذا تتبعنا وظيفة الخط في الفن
الإسلامي .. نجد أنه يلعب دوراً أساسياً ، وبخاصة في العناصر الزخرفية ،
ويكاد الخط يستعمل لذاته دون أن تكون له دلالة موضوعية ، إلا علاقته
البعيدة في تأويل الساق والأوراق في النبات .. ونجد في منتجات الفن
الإسلامي نمطين من أنماط الخط : الأول الخط المنحني
الذي يدور هنا وهناك متجولا في حرية وانطلاق في حدود المساحة المخصصة
للزخرفة يعطي إحساساً بالمطلق والاستمرار فيه صفة السعي الدائب والانطلاق .




وهناك نوع آخر من الخطوط وهو الخط
الهندسي الذي تكون وظيفته تحديد مساحات تتكون منها حشوات ، تتجه نحو
الدقة والصغر كلما ازدهر الفن .. وتضم هذه الحشوات أشكالا نجمية ، أو
أشكالا مضلعة ذات زوايا ، أو دوائر .. والشائع أن الخط الهندسي يعطي
إحساساً بالاستقرار والثبات ،
ولكن هذه الخطوط في الحقيقة ديناميكية ذات اتجاه ، تعطي
إحساساً بالحركة الصارمة ذات العزم الأكيد ، ذلك لأنها تقود النظر إلى داخل
المساحة كما في الأرابسك الدوار .






ويقوم الخط بوظيفة أخرى وهي سلب صفة
التجسيم عن بعض الأشكال الآدمية والحيوانية أو الكتل وتحويلها إلى عنصر
زخرفي بحت يتصف بالخفة والرشاقة ، ومما يثير الإعجاب قدرة الفنان المسلم
على الموازنة بين الخط اللين والخط
الهندسي ، في تآلف عجيب ، مع اختلاف طبيعة كل نوع من هذه
الخطوط ، وكان هذا مثار إعجاب جميع الباحثين والدارسين للفن الإسلامي .








من أشهر الخطوط المستعملة في الزخرفة
هي الخط الكوفي بأنواعه المختلفة والخط الديواني











ومن أهم أنواع الزخرفة الآسيوية
والتي كان للخط دور هام بها الخزف الإيراني المتميز بزخارفه
المحزوزة او المحفورة والمدهونة بالأزرق والفيروزي والاصفر أو البنفسجي
الفاتح، وبرسوم الحيوانات والطيور والتفريعات النباتية،
بالإضافة إلى كتابات بالخط الكوفي وتكسى الزخرفة بطبقة
زجاجية شفافة، بألوان صفراء أو خضراء أو سمراء قاتمة،






أما الخزف ذو البريق المعدني، في
إيران، فقد ازدهر ما بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر للميلاد، وكانت
مدينتا الري وقاشان من أشهر مراكزه، وحتى بعد غزو المغول وتدمير
الري (1220) وقاشان (1224) لم تتوقف صناعة الخزف، ولكن كمية إنتاجه قلت.
ثم لم يلبث ان عاد إنتاجه إلى الازدهار في العصر الصفوي.