دور المعلم في تدريس الأدب وتنمية الذوق الأدبي لدى طلابه:

دور المعلم في تدريس الأدب وتنمية الذوق الأدبي لدى طلابه:
لمعلم اللغة العربية دور كبير في تدريب طلابه على التعامل مع دروس الأدب
بمهارة ، وتنمية قدرتهم على النقد والتذوق الأدبي ،فالمعلم يقوِّم مستويات
طلابه، ويعودهم على استخدام الأساليب النقدية الجديدة، ويتخير استراتيجيات
التدريس التي تناسب أذواقهم واستعداداتهم . وتتعدد أدوار المعلم نحو كل من:
1- نحو اللغة العربية:
لابد وأن يؤمن المعلم بجمال لغته، ويكون على يقين بقيمتها؛ حتى يستطيع أن
ينقل إيمانه بها إلى طلابه فيحبونها لحبه لها ،ويزيدون عندما يوقنون
بروعتها وتفردها،وعلى المعلم أن يُلمَّ بأصول اللغة العربية ويتصل بتراثها
فينهل منه،ويتشرب من رحيقه حتى تمتلئ عروقه، فيضيف إلى زاده كل حديث يراه
في كتب اللغة والأدب وعلى شبكة المعلومات حتى يصل ماضي اللغة بحاضرها ليغزل
مستقبلاً أفضل لنفسه –كمعلم للغة العربية- ولطلابه.
2- نحو تدريس الأدب العربي:
لابد وأن يسال معلم اللغة العربية نفسه عدة أسئلة هي :
س1- لمن أدرس؟...لابد أن يحدد المعلم نوعية الطلاب الذين يدرس لهم ويتعرف
على:أعمارهم ،وخصائصهم، واحتياجاتهم،وقدراتهم،ومستوياتهم المتباينة؛حتى
يراعي الفروق الفردية بين طلابه.
س2- ماذا أدرس؟... عند الإجابة على هذا السؤال لابد من إلمام المعلم
بالمحتوى الذي يقوم بتدريسه،أي محتوى كتاب الأدب العربي،حيث يراعي المعلم
طبيعة الأدب العربي،أهدافه،وأهميته.
س3- لماذا أدرس ؟...وهذا التساؤل تضع إجابته المعلم في حيرة تنتهي به إلى
تحديد الأهداف المنشودة التي من أجلها يُدرس الأدب،فهو يضع أهداف تدريس
الأدب نصب عينيه، ولكل درس أهداف فرعية خاصة به يراد تحقيقها،ويقوم المعلم
بعملية التقويم من أجل التحقق من الأهداف.
 ويجب على المعلم في أثناء تدريسه لدرس الأدب أن يراعي:
- إعداد الدرس إعداداً جيداً قبل دخول الفصل،وتحديد أهدافه،واختيار التمهيد
المناسب، وتحضير الأسئلة،وتجهيز الوسائل والمناشط التعليمية، وتهيئة بيئة
التعلم الصفية، وتوفير المراجع التي يحتاجها الدرس.
- التدرج في تحليل الصعوبات بالنص الأدبي على كافة المستويات،وتعرف دلالات كل مستوى.
- الوقوف ملياً على قدرة الألفاظ على التعبير عن المعاني،وصدق العاطفة،وأسرار جمال النص.
3- نحو الطلاب المتعلمين:
في ظل الاستراتيجية المقترحة في تدريس الأدب-بهذه الدراسة- يجعل المعلم
طلابه محور العملية التعليمية،وعندما يعرف المعلم إجابة السؤال الذي طرحه
على نفسه: لمن أدرس؟فإنه يكون قد عرف بعض واجباته تجاه طلابه فيقف موقف
الموجه والمرشد الذي يجب عليه أن:
- يحث الطلاب على تحضير الدرس ويوجههم إلى بعض المراجع التي
تعينهم،ويمدُّهم بالأهداف المنشودة حتى يكونوا على بصيرة بالمطلوب
منهم،ويوكل إليهم المهام،ويتولى متابعتهم وتقييم أدائهم.
- يلتزم الود واللطف واللين مع طلابه فيقابلهم بالبسمة الحلوة،ويعاملهم
برفق ومرونة فيتحمس لأفكارهم،ويُصوِبُ في حبٍ أخطاءهم،ولا يُحبط - عن جهلٍ-
إحساسهم،ولا يقتل- عن عمدٍ- إبداعهم.
4- نحو التذوق الأدبي:
"فاقد الشيء لا يعطيه" أطلقها العرب -قديماً- على الإنسان الذي يعطي وهو
يفتقد أو لا يتقن ما يحاول أن يعطيه، وتنطبق هذه المقولة على المعلم الذي
لا تتوافر لديه الحاسة الأدبية التي يتذوق بها روائع اللغة العربية،وينقصه
الأخذ بناصية اللغة، ومعرفة أسرارها،وسماتها الفنية،فكيف يُعلمُ هذا المعلم
طلابه، وكيف ينمي لديهم مهارات التذوق الأدبي؟
إن تذوق المعلم للنص الأدبي أول خطوة لوضع الطالب على طريق تذوق النص الأدبي، وعلى المعلم مراعاة التالي:
أ- في تحليل النص:
- يجتهد المعلم في تنمية حاسته النقدية والتذوقية، ومعرفة أسرار اللغة العربية وفنياتها.
- إلقاء المعلم للنص إلقاءاً يجعل الطلاب يعيشون في جو النص ،ويتعلمون الأداء التمثيلي المعبر.
- يطلب المعلم من كل طالب إعداد دفتر خاص به يجمع فيه أجمل ما يقرأ من
بساتين الشعر والنثر، ثم يعرضها على المعلم، ويختار المعلم أجملها لعرضها
في الفصل على الطلاب، وتحليلها وتذوقها.
ب- نحو طلابه:
- الإيمان بأن كل طالب لديه قدرة-مهما كان مستواها- على التذوق الأدبي،
وهذه القدرة تختلف من طالب إلى آخر، ويمكن رعايتها وتنميتها بالتدريب.وعلى
المعلم أن يساعد طلابه على:
- الشعور بالجو النفسي للنص الأدبي ومعايشته،والإحساس بما وراء الكلمات من
معانٍ أدبية. ومدى قدرتها على الإيحاء بالجو النفسي ،والتعرف على فكر
المبدع ومدى عمق أفكاره

- عقد مقارنات بين لفظة وأخرى، أو تعبير وآخر، وكذلك بين بعض الأساليب، والتراكيب، والصور البلاغية، ودلالة اختيار لفظ دون آخر.
- عقد موازنة بين النص ونص آخر يشترك معه في بعض السمات باستخدام أساليب نقدية مناسبة.