07-11-2011 08:15
يمنكم
توقفت الأنشطة في معظم البنوك التجارية في اليمن
بسبب تدهور الأوضاع في البلاد وتم تسريح عدد من العمالة منها ، وقد تأثر
القطاع المصرفي اليمني بشكل كبير من الأحداث التي تمر بها خاصة وانه قائم
على أسس هشة وغير متينة في أدارة المخاطر حسب مختصين .
وتتأهب عدد من البنوك التجارية للإغلاق بسبب استمرار تدهور الأوضاع في
اليمن والتي بدأت منذ فبراير الماضي بسبب الاحتجاجات المطالبة بإسقاط
النظام والتي رافقتها أعمال عنف .
واشتكى عدد من أصحاب البنوك من المسحوبات النقدية الكبيرة وهو ما قد يتسبب في عجز البنوك عن القيام بأنشطتها التجارية .
وقال الخبير اليمني في الأسواق المالية الدكتور منير العريقي الذي كان
رئيسا سابقا لأحد البنوك الحكومية اليمنية بأن " كل البنوك التجارية تأثرت
سلبا بسبب الأوضاع المتدهورة الاقتصادية والسياسية والأمنية التي تعيشها
البلاد منذ بداية فبراير الماضي .
وأكد العريقي إن معظم البنوك حاليا تعاني من مسحوبات كبيرة قد تؤدي إلى
انهيارها ولذلك فان السيولة شحيحة جدا ومتردية للغاية سواء من العملة
المحلية او العملة الصعبة ،مشيرا إلى إن عشرات البنوك تقوم حاليا بعمل
تدابير لتخفيف المسحوبات النقدية من خلال تقليص ساعات الدوام الرسمي وكذالك
التحجج بانقطاعات الكهرباء المستمرة .
وأوضح الخبير المالي اليمني بأنه لم تسجل حتى الآن سقوط أو إغلاق أي من
البنوك التجارية في اليمن لكن مع استمرار الأزمة يمكن ان نرى تساقط عدد من
البنوك .ونوه قائلا "ربما بعض الفروع أغلقت بسبب عدم النشاط التجاري وفي كل
الأحوال قد نشهد توقفا تدريجيا لبعض الفروع مع استمرار الأزمة" .
ولم يستبعد العريقي ان تكون هناك بنوك على شفا الإفلاس ان لم تكن قد أفلست
خاصة وان معظم البنوك ليس لديها معايير ولا أسس قوية ومتينة في أدارة
المخاطر وكذلك انعدم الشفافية للإفصاح عن الخسائر الحقيقية .
وقال ياسر المياسي رئيس تحرير الدليل المصرفي اليمني بأن الجهاز المصرفي
اليمني متواضع وليس لديه اي استثمارات في البنوك العالمية أو صناديق
الاستثمار او القطاعات العقارية لذلك فهو جهاز متواضع يتأثر بالاوضاع
والتقلبات الاقتصادية والسياسية المحلية .
وأشار إلى أن الأزمة الحالية التي تعيشها اليمن انعكست بشكل كبير على
الاقتصاد اليمني وبالذات على المؤسسات المصرفية والبنوك ولذلك شهدنا بأن
القروض والتسهيلات الائتمانية وهي قلب وجوهر النشاط المصرفي وعموده الفقري
والتي تتمثل في قيام البنوك بتقديم كل التسهيلات الممكنة للمؤسسات والأفراد
المقترضين من اجل تلبية احتياجاتهم التمويلية بمختلف أنشطتهم شبه متوقفة .
وأوضح المياسي بان معظم البنوك بل الكل قد تأثرت من عملية السحب الكبيرة
التي أقدم عليها العملاء نتيجة تخوفهم من الأوضاع السياسية مما جعل بعض
البنوك تحدد سقف معين للسحب ، منوها بأنه اذا استمرت الأزمة لعدة أسابيع
قادمة فقط فسنشهد إغلاقا لبعض البنوك وقد بدأت بعض البنوك بعملية إعادة
هيكلة لموظفيها وتسريح معظمهم تحت مبرر الأزمة الحالية وعدم قدرتهم على دفع
مرتباتهم .
وأكد المياسي بأن بعض البنوك قامت بمنح بعض الموظفين أجازات مفتوحة بدون
راتب والى اجل غير معلوم .وتمنى من القائمين على المرحلة القادمة اذا حدث
التغيير الأخذ من هذه العبر لإعادة تشكيل القطاع المصرفي من أي أزمات قادمة
خاصة وانه يعاني حاليا ومن قبل الأحداث من عدم اكتمال البناء القائم على
أسس أدارية علمية حديثة.
وقال مسئول طلب عدم ذكر اسمه واسم البنك في أحدى البنوك التجارية بالعاصمة
صنعاء بأن المسحوبات كبيرة من قبل العملاء تسببت في إرباك الوضع الداخلي
للبنك وان البنك حاليا كباقي البنوك يعاني من شحة السيولة بسبب تلك
المسحوبات الكبيرة .
وحسب المسئول فان استمرار الأزمة يعني إيقاف النشاط التجاري وربما الإغلاق التام للبنك والبنوك الأخرى بكافة فروعها .
من جانبه ، قال مسئول حكومي لوكالة أنباء (شينخوا) بأن عملية رقابة مشددة
تتم حاليا على البنوك من خلال النزول الميداني لمتابعة الإجراءات والتحركات
النقدية ومتابعة السوق لمواجهة اي خطر قد يؤثر على سير العملية المالية في
البلاد .
وأوضح المصدر الحكومي بأنهم غير قلقين وان جميع البنوك في اليمن ملتزمة
بكافة المعايير الدولية أهمها معايير " بازل" والخاصة بقياس درجة المخاطر
في البنوك وكفاية رأس المال بالإضافة إلى عدد من المعايير المحلية والدولية
.
(شينخوا)