مــداخل دراســـة الأدب:

مــداخل دراســـة الأدب:
تعددت مداخل دراسة الأدب العربي ولكل مدخل مؤيدوه من النقاد والدارسين، فالبعض يتخذ تاريخ وفيما يلي تفصيل لهذه المداخل:
1- المدخل التاريخي:
يدرس الأدب - وفق المدخل التاريخي- في ظل التاريخ، ويتم تقسيم التاريخ
الأدبي إلى عصور ،وتجري الدراسة على بطريقة أفقية تمثل الفنون السائدة في
هذا العصر .
إلا أن اتباع هذا المدخل أظهر بعض المآخذ التي أُخذت عليه، ومنها:
- الاستفاضة في التركيز على تاريخ الأدب وما يتصل به من أحداث سياسية أكثر
من التركيز على الأدب ذاته،ودراسة كل عصر منفصلاًً عن الآخر مما يحرم
الطلاب من المقارنة بين العصور من الناحية التاريخية والإبداعية،ومعرفة
تطورأحد الفنون الأدبية عبر العصور،والموضوعات التي تطرق إليها المبدعون .
- تقديم نصوص لأعلام كل عصر وإهمال المغمورين ممن لم تلمع أسماؤهم أو قليلي الإنتاج الأدبي إهمالاً لا يليق بهم.
2- المدخل المكاني :
كما أن هذا المدخل لا يعطي للطلاب صورة متكاملة عن الأدب العربي في كل بقاع
الوطن العربي، وقد يصنع في نفوسهم نوعاً من ازدياد الشعور بالإقليمية، في
حين أنه يجب أن يغرس في نفوس الطلاب الشعور بأن الأمة العربية أمة واحدة..
3- مدخل الفنون الأدبية:
إذا كانت دراسة الأدب وفق المدخل التاريخي تتم بطريقة أفقية تشمل الفنون
الأدبية السائدة في كل عصر فإن دراسته وفق مدخل الفنون الأدبية تتم بطريقة
رأسية تشمل دراسة كل فن من الفنون الأدبية- على حده- على مدار العصور
التاريخية للأدب من القديم إلى الحديث أو في عصر واحد، تتناول دراسة هذا
الفن الأدبي كل ما أُبدع فيه وقيل عنه منذ نشأته، وما أضافه له كل مبدع في
كل عصر أي أن هذا المدخل يدرس كل فن بصورة متكاملة عبر العصور، وبصورة
مجزأة له على لسان وقلم كل مبدع أبدع فيه وأضاف إليه مهما كان عصره.
4- مدخل الموضوعات الأدبية:
يتخذ هذا المدخل الموضوعات الأدبية ركيزة أساسية في الدراسة بغض النظر عن
كون الموضوع الأدبي فناً كاملاً "كالقصة القصيرة في العصر الحديث"، أو
جزءاً من فن مثل "المسرحيات التي كتبت شعراً في الناحية التاريخية"،وقد
يتناول الظواهر الأدبية مثل: التكسب بالشعر، وأسواق الأدب
ويتخذ طلاب الدراسات العليا هذا المدخل أساساً لهم لاختيار موضوع يدرسونه
في أبحاثهم،كما يدرس طلاب الحلقة الثانية من التعليم الأساسي الأدب
باستخدام هذا المدخل.
5- المدخل التكاملي:
وهذا المدخل يعتمد الدارس فيه على قطف أجمل الزهور من كل بستان، فيأخذ من
كل مدخل من المداخل - سابقة الذكر- أفضل ما فيها من مزايا ويتلافي عيوبها
ويزاوج بينها، ليصنع مدخلاً متكاملاً يمثل اتجاهاً حديثاً في دراسة الأدب
يمكن من خلاله تنمية المهارات اللغوية المختلفة كمهارات التذوق الأدبي،
ومهارات تحليل النص الأدبي، ومهارات النقد والتفكير الناقد،وهذا المدخل
يحرص على إفادة الطالب -دارس الأدب- وإمتاعه معاً.

د/ راضي فوزي حنفي