منتدى شباب جامعة إب
نـثر مـرورك في الــدرب زهـراً وريحانـا . . . وفاح عبــق اســــمك بوجـودك الفتــانـــا

فإن نطقت بخيـر فهو لشخصك إحسانا . . . وإن نطقت بشر فهو على شخصك نكرانا

وإن بقيت بين إخوانك فنحـن لك أعوانـا . . . وإن غادرت فنحن لك ذاكرين فلا تنسـانــا


منتدى شباب جامعة إب
نـثر مـرورك في الــدرب زهـراً وريحانـا . . . وفاح عبــق اســــمك بوجـودك الفتــانـــا

فإن نطقت بخيـر فهو لشخصك إحسانا . . . وإن نطقت بشر فهو على شخصك نكرانا

وإن بقيت بين إخوانك فنحـن لك أعوانـا . . . وإن غادرت فنحن لك ذاكرين فلا تنسـانــا


منتدى شباب جامعة إب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةمركز رفع الصورأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
منتدى شباب جامعة إب منتدى ,علمي ,ثقافي ,ادبي ,ترفيهي, يضم جميع اقسام كليات الجامعة وكذا يوفر الكتب والمراجع والدراسات والابحاث التي يحتاجها الطالب في دراسته وابحاثه وكذا يفتح ابواب النقاش وتبادل المعلومات والمعارف بين الطلاب. كما اننا نولي ارائكم واقتراحاتكم اهتمامنا المتواصل . يمكنكم ارسال اقتراحاتكم الى ادارة المنتدى او كتابتها في قسم الاقتراحات والشكاوى

 

 ابن المقفع،مع تحليل لنص من الأدب الكبير!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Arwa Alshoaibi
مشرفـة عـامـة
مشرفـة عـامـة
Arwa Alshoaibi


كيف تعرفت علينا : ............
الكــلــيــة : ........
القسم ( التخصص ) : .......
السنة الدراسية (المستوى الدراسي) : .......
الجنس : انثى
عدد الرسائل : 12959
العمر : 35
الدوله : بعيييييييييييييييييييييييييييييد
العمل/الترفيه : القراءه والاطلاع على كل جديد
المزاج : متقلب المزاج
نقاط : 18850
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
: :قائمة الأوسمة : :
ابن المقفع،مع تحليل لنص من الأدب الكبير! Aonye_10
ابن المقفع،مع تحليل لنص من الأدب الكبير! 1800010


بطاقة الشخصية
التقييم: 10

ابن المقفع،مع تحليل لنص من الأدب الكبير! Empty
مُساهمةموضوع: ابن المقفع،مع تحليل لنص من الأدب الكبير!   ابن المقفع،مع تحليل لنص من الأدب الكبير! Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 06, 2011 12:26 am



مقدمة عن النثر في العهد العباسي :
كان العصر العباسي الأول عصراً خطيراً في تطور النثر العربي،إذ تحولت إليه
الثقافات اليونانية والفارسية والهندية وكل معارف الشعوب التي أظلتها
الدولة العباسية.
وكان هذا التحول عن طريقين:
1/ النقل والترجمة.
2/ تعرب شعوب الشرق الأوسط وانتقالهم إلى العربية.
وقد أظهر النثر العربي مرونة واسعة إذ استطاع أن يحتوي تلك الينابيع
الثقافية .وكان ذلك إذاناً بتعدد شعب النثر العربي وفروعه.وأصبح فيه
النثر العلمي ، والنثر الفلسفي، والنثر التاريخي، والنثر الأدبي الخالص
الذي أخذ يتأثر بملكات اللغات الأجنبية وخاصة اللغة الفارسية .
وقد كان هناك كثيرا من المؤلفات المنقولة والمترجمة التي لم تكن مألوفة
للعربية، غير أنه قيض لها من نابهى المتكلمين والكُتًّاب والمترجمين من
مدًّ طاقاتها وجعلها تسيغ الخواطر والمعاني دون دخول أي ضيمٍ عليها من
شأنه أن يمحو طوابعها أو يجور على خصائصها.
ولم تقف المسألة عند الاحتفاظ بالقوالب العربية وأوضاعها اللغوية وتيسير
هذه القوالب والأوضاع. بل استحدث الأسلوب المولد. الذي احتفظ للغة بكل
مقوماتها مع العناية بفصاحة اللفظ وجزالته ورصانته والملائمة الدقيقة بين
الكلمة والكلمة في الجرس الصوتي.
واتخذ أصولا بيانية تُشيع فيه الرونق والجمال، مما جعل جهابذته يتساءلون طويلاً عن سبب بلاغته.
لقد تهيأت للنثر في العصر العباسي وبما فيه من نشاط اجتماعي وثقافي وعمراني أسباب كثيرة للنمو والازدهار.
فقد أخذ يمتد ليستوعب العلوم والفلسفة، كما يستوعب مادة عقلية عميقة في
المجال الأدبي ، إذ أخذت تغزوه الثقافات الأجنبية كآداب الفرس السياسية
والاجتماعية وثقافات الفكر اليوناني. ومضى يتفاعل مع كل ذلك



محتفظاً بمقوماته وطوابعه العربية الأصيلة. بحيث لم يحدث أىُّ ازدواج في
اللغة يعرِّضها للضياع، بل لقد أينعت الفروع الجديدة في شجرتها الكبيرة،
وأخذت تتكون فيها أزهار زكية الشذى ، بفضل كبار الكتاب والمترجمين
والمتكلمين الذين احتفظوا لها بأصولها وأوضاعها وأغنوها ونمّوها حتى في
مجال الأساليب الخالصة، إذ عرفوا كيف يستخلصون رحيقها البلاغي الذي يغذِّي
العقول ويشفى القلوب والأفئدة.ولعل من أبرز هؤلاء الكتاب ابن المقفع الذي
سنتحدث عنه باستفاضة.
اسمه و حياته ونشأته :
هو محمد بن عبد الله بن المقفع، كان اسمه روزبه في المجوسية ، وأصبح اسمه عبد الله في الإسلام، وكنيته أبو محمد.
والده داذويه وقيل المبارك، ولعل المبارك ولقب له، كان يعمل في جباية
الخراج لولاة العراق من قبل بني أمية، وهو على دين المجوسية ثم أسلم في
آخر عمره، وقيل سبب تلقيبه بالمقفع إنه كان عاملا للحجاج على
الخراج،فأختلس شيئاً منه، فضربه الحجاج حتى تفقعَّت يده_أي تشنجت_ فلقب
بالمقفع.
ولد ابن المقفع عام 724 م سنة 106 هجرية في قرية بفارس اسمها ( جور)
التي ينسب إليها الورد الجوري، إحدى مدن جنوبي فارس.وقيل أنه ولد بالبصرة
نظراً لولاء أبيه في بني الأهتم.
نشأ ابن المقفع في البصرة وهي يومئذ حلبة العرب ومنتدى البلغاء والخطباء،
والشعراء فكان لكل ذلك_فوق ذكائه المفرط وتأديب أبيه له_ أعظم أثر في
تربيته وتهيئته لأن يصير من أكبر كتاب العربية، وعلمائها وأدبائها
والمترجمين إليها ، وقد أسلم بمحضر من الناس وتسمى(عبد الله) وتكنى بأبي
محمد وكان إسلامه على يد عيسى بن علي.





أخلاقه وبلاغته ووفاته :
كان نادرة في الذكاء، غاية في جمع علوم اللغة، والحكمة وتاريخ الفرس
مؤدباً متعففاً قليل الاختلاط إلا بمن على شاكلته ، كثير الوفاء لأصحابه.
قيل فيه(انه لم يكن في العجم أذكى منه)...وكان كريما جوادا...وافر
المروءة... وقد
اشتهر بحبه للصديق...وكان يقول (ابذل لصديقك دمك ومالك ).وكان أمة في
البلاغة ورصّانة القول وشرف المعاني إلى بيان غرض وسهولة لفظ، ورشاقة
أسلوب، ولا توصفُ بلاغته بأحسن ممّا وصف هو البلاغة، حيث يقول: ( البلاغة
هي التي إذا سمعها الجاهل ظن أنه يحسن ُ مثلها) ولم يكن ابن المقفع
بليغاَ فحسب، بل بل كان أكبر بلغاء عصره ، إذ استطاع أن يملأ أواني
العربية بمادة أجنبية غزيرة، دون أن يُحدث فيها انحرافاً من شأنه أن يجرَّ
ضرباً من الازدواج اللغوي، إذ أن من المعروف أن لكل لغة صياغتها وأنماطها
الخاصة في التعبير ، ولها صورها وأخيلتها التي قد تستعصي على الأداء في
لغة أخرى ، وشيء من ذلك لا يصادفنا عند ابن المقفع ، فقد استطاع أن يحتفظ
للعربية في ترجمتها بمقاوماتها الأصلية ، كما استطاع أن يحتفظ للعربية في
ترجماته بمقوماتها الأصلية ، واستطاع الملائمة بين الأخيلة والصور
الفارسية والذوق العربي، مما يشهد له بقدرته البيانية وأنه استطاع أن يحوز
لنفسه السليقة العربية التامة بكل شاراتها وسماتها اللغوية.والحق أنه كان
آية في البلاغة وجزالة القول ورصانته مع سهولته .ولا يقف الأمر على بلاغته
فحسب فقد كان من أوائل من ثَّبتوا الأسلوب الكتابيَّ العباسيَّ المولَّد ،
وهو أسلوب يقوم على الوضوح وأن تشف الألفاظ عن معانيها وأن تخلو من كل
غريب وحشيِّ ومبتذل عامي.وكان ابن المقفع كاتباً ومفكراً وصاحب دعوة
اجتماعية للإصلاح، وقيل انه كان كريما وسخيا، كان ابن المقفع ذا أدب حمّ ،
فسأله سائل من أدبك ؟ فقال : نفسي ، إذا رأيت من غيري حسناً أتيته ، وإن
رأيت قبيحاً اجتنبته ، ويعد ابن المقفع ثاني اثنين أوجدا الكتابة الفنية في
الأدب العربي والأول هو عبد الحميد الكاتب.
وقد اتهم أواخر أيام حياته بالزندقة والكيد للإسلام بترجمة كتب الزندقة ، وقتله والي البصرة سفيان بن معاوية سنة 142 هـ. .




سبب مقتله:
لقد اختلف الباحثون في سبب مقتل عبد الله بن المقفع، فبعضهم ردّه إلى أنه
كان زنديقاً ملحداً مع إسلامه، وآخرون ردوه إلى نشاطه السياسي، وإلى الأمان
الذي كتبه لعبد الله بن علي لما ثار على المنصور.
فما كاد المنصور يعتلي عرش الخلافة سنة(136 ) هـ حتى ثار عليه عمه عبد الله
بن علي ، وكان هذا يأمل أن تؤول إليه الخلافة يوماً ما .لكن السفاح خيِّب
أمله ، فقعد الخلافة لأخيه المنصور، وقد حدت هذه الخيبة بعد الله إلى
شق عصا الطاعة والخروج على ابن أخيه المنصور،فرماه المنصور بأبي مسلم
الخرساني الذي هزمه وقضى على فتنته. ولجأ عبد الله إلى أخويه سليمان وعيسى
اللذين كانا في البصرة وكان أولهما والياً عليها، فقبلاه ومنحاه حمايتهما
وطلبا إلى المنصور أن يؤمنه فقبل، ولكنهما تشددا في الأمان خشية أن يغدر
المنصور بأخيهما، ودارت بينهما وبينه رسائل كثيرة بهذا الشأن.
وأخيراً عهدا إلى عبد الله بن المقفع كاتب عيسى بن علي أن يضع نص الأمان
على أن يشدَّد فيه أعظم التشديد ويحتاط ما وسعه الاحتياط . فكتب لهما
أماناً جاء فيه ما يلي: ( وإن نلت عبد الله بن علي أو أحداً ممن أقدمه معه
بصغير من المكروه أو كبير، أو أوصلت إلى أحد منهم ضرراً سراً أو علانية
على الوجوه والأسباب كلها تصريحاً أو كناية أو بحيلة من الحيل، فأنا نفي من
محمد بن علي بن عبد الله ومولود لغير رشدة وقد حلَّ لجميع أمة محمد خلعي
وحربي والبراءة مني، ولا بيعة لي في رقاب المسلمين ولا عهد ولا ذمة، وقد
وجب عليهم الخروج من طاعتي وإعانة من ناواني من جميع الخلق ولا موالاة بيني
وبين أحد من المسلمين)
وثقلت هذه الصيغة على المنصور ولا سيما ما يتعلق منها بالبيعة ، وسأل عمن
كتبها فقيل له: عبد الله بن المقفع كاتب عيسى بن علي، فقال( ما أحد
يكفينيه؟) وكان سفيان بن معاوية حاضرا، وكان يحقد على ابن المقفع لهزئ هبه
واحتقاره له،فاستغل الفرصة، وانتظر حتى وقع في يده فقتله وأحرقه، مغتنماً
غضب المنصور عليه حتى لا يسأله أحد عن دمه.
ويبدو أن ابن المقفع لم يكن من أنصار الحكم الجديد وقد يكون التمس العمل مع أعمام المنصور لأكثر من غرض واحد منها:
1 – أن يكون ممن يعملون تحت لواء بعض كبار ولاة الدولة الجديدة وانسباء خليفتها، فاختار أعمام السفاح والمنصور.
2- أنه كان من أصحاب المطامع بالتأكيد وهو لا يستطيع الوصول إلى مايريده من
الغايات والآمال الضخام إلا بالعمل السياسي وبالعمل مع بعض كبار رجال
الدولة الجديدة.
3- أنه كان يظن وهو في مركزه الجديد هذا أنه سيخدم جماعته ، ويطمئن إلأى
معاشه ومصالحه، ونشر آرائه ومقاصده، وبرامجه الإصلاحية التي تراها واضحة
ظاهرة في كل ما كتبه وما ألفه ونشره.
ومهما يكن من أسباب قتل المنصور لابن المقفع، فإن الذي لا شك فيه أنه لو لم
يكن ابن المقفع متصلاً بأعمامه كاتباً لهم، لما قتله، رغم ما أشيع عنه من
الزندقة والإلحاد.
أما أن ابن المقفع كان زنديقاً ملحداً بعد إسلامه فهذه تهمة ليس لدينا
عليها برهان قاطع، فقد كان الناس يتهمون بالزندقة كل من قال بيتاً من الشعر
فيه تعريض بالدين، أو استخفاف بالحرمات، أو تفضي للنار على التراب، وقد
يكون الشاعر قال هذا في ساعة سكر، أو متحدياً ساخراً ، فتلصق به التهمه،
وتلصق بمن يتصل به.














آثار ابن المقفع: ما لدينا من آثار ابن المقفع
بعضه مترجم،وبعضه مما ترجمه وزاد عليه، وبعضه مما سمعه من الأخبار وحفظه من
النصائح والأمثال فنقلها وأحسن في اختيارها، وبعضها مما وضعه حتماَ. ومن
مطالعتنا لآثار هذا الكاتب نرى أنه استمد معارفه وآراءه في الإصلاح
والسياسة والإدارة من معارف الأمم في عصره، كالفرس والهنود واليونان لقد
نقل ابن المقفع عن الفارسية بعض كتب التاريخ الفارسية مثل كتاب(خداينامه)
في سير ملوك العجم ، وكتاب( آين نامه) في عادات الفرس وآدابهم ، و(
التاج) في سيرة انوشروان، وكتاب (الدرة اليتيمة والجوهرة الثمينة في أخبار
الصالحين) ،أما في الأدب والاجتماع فنجد له كتبا عدة منها كتاب (كليلة
ودمنة ) وقيل إن هذا الكتاب من وضع ابن المقفع ، وله كتاب (الأدب الكبير)
و(الأدب الصغير) وبعض الرسائل الأخرى.
وأما في السياسة والإدارة فأشهر آثاره (رسالة الصحابة) ويقصد بها صحابة
السلطان وتعتبر هذه الرسالة تقريرا لنقد نظام الحكم في الكاتب ، وكيف يصار
إلى إصلاحه .
أما سبب شهرة ابن المقفع فيما قدمه كتاب هو (كليلة ودمنة )الذي كتب باللغة الهندية بيد احد
فلاسفتها .وقام هو بترجمته.وفي هذا دليل قاطع واضح على أن ابن المقفع كان عملاقا من عمالقة
العربية وفطاحلها .










منهج ابن المقفع في مؤلفاته:
ابن المقفع كان يجمع بين ثقافات عدة منها الثقافة العربية، والإسلامية،
والفارسية، والهندية، واليونانية، فكان ما قدمه من نتاج أدبي مزيج مختلط من
تلك الثقافة الشاسعة البون.
فكانت رسالة الأدب الصغير: صحيفة تضمنت طائفة من الوصايا الخلقية
والاجتماعية التي ترشد الناس إلى صلاح معاشهم وفي علاقاتهم بعناصر المجتمع
من أهل السلطان ومن الأصدقاء ومن غيرهم. وقد تميزت تلك الوصايا بالقصر
وقلما يطرد فيها السياق.
أما الأدب الكبير:فرسالة أكثر طولا تمتد إلى نحو مائة صحيفة موزعة بين
موضوعين كبيرين، هما السلطان وما يتصل به من السياسة والحكم والصداقة وما
يتصل بها من صفات الصديق الصالح، وهو يفيد في وصاياها من أقوال السلف
القدماء ومعنى ذلك أن الرسالة إما نقل عن القدماء مما قرأه في الأدب
الساساني السياسي والأخلاقي، وإما استنباطات وصل إليها على هديهم. وهو
يستهل رسالته بالحديث عن أصول الأدب ويريد به التهذيب الخلقي والاجتماعي
والسياسي، ثم يورد بعض الوصايا لمن يتقلد شيئاً من أمور السلطان وينصحه
فيما يتولاه أن يرضى ربه ومن فوقه من أصحاب السلطان ومن تحته من صالحى
الرعية. ويسترسل ابن المقفع في مثل هذه الوصايا للوالى، ويتحدث عن صحبة
السلطان وواجباتها وآدابها وكذلك صحبة الولاة والحكام، ثم ينتقل إلى الصديق
والصداقة، ويصور الخلال التي ينبغى أن يتصف بها في رأيه الصديق الحق حتى
ليرى من واجب الصديق على الصديق أن يبذل ماله ودمه وأن يلقاه بالتواضع
والحياء وأن يمد له يد العون في الشدة، ويستطرد إلى الحديث عن جار السوء
وجليس السوء، كما يستطرد إلى الحديث عن العدو وما ينبغي من استعمال الدهاء
معه والعمل على القضاء عليه أو اجتنابه والبعد عنه، ويفيض في الأخلاق
الحميدة والأخلاق السيئة التي تنفِّر الناس من صاحبها فضلا عن الصديق.
أما رسالة الدرة اليتيمة فهي قسمان:قسم في الحكم المنقولة، وقسم في شيء من
الديانات، ونرى ابن المقفع يذكر فيها أن الناس سألوه أسئلة، وأنه سيجيبهم
عما سألوا، واحتفظت القطعة بالسؤال الأول، وهو يدور على الزمان، وقد أجابهم
بأن الزمان الناس،وهم رجلان، وال ومولًّى عليه. وقسم الأزمنة على أساس
الوالى والرعية أربعة أقسام: قسم هو خير الأزمنة لصلاح الحاكم والمحكومين،
وقسم ثان يليه وفيه يصلح الحاكم ويفسد المحكومون، وقسم ثالث يصلح فيه
المحكومون ويفسد الحاكم، وقسم رابع هو شر الأزمنة لفساد الحاكم والمحكومين
جميعا.
ويظهر أن الأسئلة الأولى في الرسالة كانت تخوض في السياسة، وتلتها أسئلة
كانت تخوض في شئون الديانات، ولعل ذلك هو الذي جعل الدرة اليتيمة تسقط من
يد الزمن، وكأن الناس تحاموا تداولها.
أما رسالة الصحابة فهي في صحابة السلطان وبطانته ومن يستعين بهم في حكمه من
جنده وما ينبغى له في سياسته إزاء رعيته، كتب بها إلى المنصور، وكأنه يضع
له دستوراً للحكم، وقد استهلًّها بمدحه وبيان فضله على خلفاء بني أمية وما
تحلًّى به من تشجيع ذوى النصح والرأى على الإدلاء بنصائحهم وآرائهم فيما
يعود على الأمة بالنفع والخير.ثم أخذ في تصوير الدستور الذي يريد من
المنصور اتباعه في الحكم، واصفاً حسن سياسته، إذ اقتلع الولاة والأعوان
المفسدين،واجتمعت حوله قلوب الرعية لما اشتمل عليه من حسن العفو واللين.
ولم يلبث أن تحدث عن الجند ،ومعروف أن الجند كانوا خراسانيين في جمهورهم ،
ومن ثمًّ أخذ يشيد بجند خرسان وأنه لم يدرك مثلهم في الإسلام لما امتازوا
به من الطاعة والفضل والعفاف والكف عن الفساد والإعطاء عن يد للولاة
والحكام، ومن أجل ذلك كانت تجب العناية بهم بوضع قانون لهم ، يوضح في دقة
واجباتهم وما ينبغى أن يفعلوه وما ينبغى أن يذروه ويتجنبوه،وأن مثلهم مثل
الخليفة ينبغى أن يطيعوا الدين وأوامره ونواهيه، كما يطيعون الخليفة في
الأحداث المتجددة من إعلان حرب أو مهادنة أو تنظيم أمور حادثة. ومما ينظر
فيه لصلاح الجند أن لا يولًّى أحد منهم على شيء من الخراج فإن ولا ية
الخراج مفسدة للمقاتلة، إذ يخرجهم عن وظيفتهم الحربية، ويشغلهم بأمور المال
والدراهم والدنانير.ولفت المنصور إلى أن من عليهم من هم خير من قادتهم.
ولذلك ينبغي أن يعيد النظر فيمن جعلهم منهم قادة فيردَّ بعضهم عن القيادة
ويوليها الكفء المجهول من الجند. وطلب إليه أن يعنى بتعليمهم القرآن
والتفقه في السنة وأن يتحلوا بالأخلاق الفاضلة من الأمانة والعفاف
والتواضع والبعد عن الهوى وأن يجتنبوا الترف في المطعم والملبس، كما طلب
إليه تعيين مواقيت محددة لأرزاقهم ورواتبهم وأن يتقصى أحوالهم بثقات
لا يكتمون عنه منها شيئاً . وانتقل ابن المقفع من الجند إلى أهل العراق
عامة وأهل البصرة والكوفة خاصة، لأنهم شيعة العباسيين. وتحدث عن تفوق أهل
العراق على غيرهم في الفقه والعفاف والعقول والفصاحة، وهم لذلك خير من
يستعين بهم المنصور في دولته ، وأوصاه_ كما أوصاه في الجند_ أن يتتبع
خيارهم من المجاهيل عنده ، فيسند إليهم شئون الدولة ، ويرد عنها من وقع
فيهم الخطأ ومن اختيروا دون تثبت وفحص كاف.وسرعان ما يعرض لفوضى القضاء
الناشئة عن كثرة الاختلافات بين الفقهاء، حتى ليحكم في القضية والواحدة
بحكمين مختلفين أو أحكام مختلفة لا البلاد المتباعدة بل في البلد
الواحد، واقترح لدرء هذه الفوضى أن يضع المنصور قانوناً يلتزمه القضاة على
اختلاف منازعهم الفقهية، سواء أكانوا ممن يقدِّمون الرأى ويعتدون به أو
كانوا ممن يقدمون السنة ويعتدون بها، ويسخر من الأخيرين ، إذ تمادوا في
الأخذ عن التابعين وخلفاء بني أمية مسمِّين ذلك سنة، مما دفع إلى هذا
الاضطراب الواسع في الأقضية.
ويبدو أن ابن المقفع في هذه الرسالة قد تأثر بأنظمة الحكم الساسانية وبما
سمعه عن قانون جوستنيان الروماني ولكن من المحقق أنه صدر فيها عن فطنة
وقوة ملاحظة لأحوال الدولة الإسلامية في عصره وما حذقه من شئون السياسة
التي استوحاها مما قرأه من الأوائل .
ودائماً لا نستطيع أن نخلية في كتاباته من التأثر بالثقافات الأجنبية إذ
كان أكبر من اطلعوا عليها في عصره، وكان ذهنه من الخصب، بحيث يستنبط كثيراً
من الآراء والأفكار وخاصة ما يتصل بالإصلاح الاجتماعي والسياسي. ولعل هذا
الاصلاح الذى كان ينشده للدولة العباسية هو الذي دفعه إلى ترجمة القصص
الخيالى الهندى، أو بعبارة أخرى ترجمة (كليلة ودمنة) ورجًّح كثير من
الباحثين أن ابن المقفع زاد في الكتاب بعض الفصول والقصص.
وقد صاغ ابن المقفع في هذا الكتاب في القوالب العربية التي تلائمه وتلائم
الذوق العربي، بحيث خيل لكثير من القدماء أن كل المترجمات من تأليفه
وتصنيفه.
والكتاب لا يعد آية من آيات بلاغته فحسب بل يعد آية من آيات البلاغة العباسية على الإطلاق.
ولم يكن ابن المقفع بليغا فحسب، بل كان أكبر بلغاء عصره، إذ استطاع أن يملأ
الأواني العربية بمادة أجنبية غزيرة، دون أن يحدث فيها انحرافاً من شأنه
أن يجر ضرباً من الازدواج اللغوي.
فقد استطاع أن يحتفظ للعربية في ترجماته بمقاوماتها الأصلية، كما استطاع
الملائمة بين الأخيلة والصور الفارسية وذوق اللغة العربية، بحيث لا نحس
عنده نبواً ولا انحرافاً، مما يشهد له بقدرته البيانية وأنه استطاع أن
يحوز ى لنفسه السليقة العربية التامة بكل شاراتها وسماتها اللغوية .
لم يكن ابن المقفع بليغا فحسب إذ كان من أوائل من ثبًّتوا الأسلوب
الكتابًّى العباسىًّ المولًّد، وهو أسلوب يقوم على الوضوح وأن تشفًّ
الألفاظ عن معانيها وأن تخلو من كل غريب وحشيٍّ ومبتذل عامى.
ولم يقصر ابن المقفع هذا الأسلوب على ما ينشئه من رسائل ديوانية أو
إخوانية ، بل عممه في ترجماته ، وبذلك وطًّده أقوى توطيد ومكًّن له أوسع
تمكين، إذ جعله أسلوب النثر العام في العصر مهما اختلفت فنونه ، وكانت
غزارة معانيه سبباً في أن يتميز هذا الأسلوب عنده بالإيجاز والاقتصاد
الشديد، فالألفاظ بقدر المعاني لا تنقص ولا تزيد، والمعاني تؤدًّدى أداء
فصيحاً رصيناً، دون قصد إلى الجمال التعبيري من سجع أو ترادف صوتي،
ويظهر أنه رغم اتهامه بالزندقة كان يبهره جمال القرآن وصياغاته فاستعار
من ألفاظه وأساليبه كثيراً في جوانب كتاباته حتى في القصص الحيواني قصص
كليلة ودمنة ، وبلغت استعاراته الغاية في تحميداته التي كان يفتتح بها
الرسائل السياسية الرسمية والتي كان يعظم فيها الدين الحنيف.
والآيات المقتبسة من الذكر الحكيم كثيرة في هذا التحميد، ويبدو السجع عنده
عفوا سمحا،، وعنى بالايجاز والاقتصاد الشديد ، والدقة المنطقية واضحة في
رسائله.
ويتضح لنا من خلال هذا الوصف أن الرجل يُعدّ درة ثمينة من درر البلاغة
العباسية، فقد كانت اللغة العربية تستقيم له، وكان أعجوبة زمانه في البيان
والبلاغة مع الجزالة والنصاعة حيناً، وحيناً آخر مع العذوبة والرشاقة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ابن المقفع،مع تحليل لنص من الأدب الكبير!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بصمات " جحا " في الأدب العربي
» الأدب بين الأصالة والتأصيل
» مــداخل دراســـة الأدب:
»  الأدب الإسلامي بين القبول والرفض
» تحليل هرمون البروجسترون

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شباب جامعة إب :: الاقسام العلمية :: كلية الاداب :: منتدى اللغة العربية-
انتقل الى: